شَدَّدَت المملكة العربية السعودية ومصر على «أهمية وقف إطلاق النار في السودان»، وعملتا على «تهيئة الظروف لإطلاق عملية سياسية شاملة تحفظ وحدة البلاد وسيادته واستقراره».

الخرطوم _ التغيير

أَدَانَت مصر «الفظائع والانتهاكات المروعة التي تشهدها مدينة الفاشر»، ودعت إلى «تضافر الجهود الإقليمية والدولية لدعم الشعب السوداني ومساندة مؤسساته الوطنية».

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي جرى اليوم الجمعة بين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره المصري بدر عبد العاطي، وذلك في إطار التشاور والتنسيق المستمرين بين البلدين حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية المشتركة.

و كان قد أَعْلَنَت «قوات الدعم السريع» سيطرتها على مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور غرب السودان، بينما اتهمت الحكومة السودانية عناصر «الدعم السريع» بارتكاب «جرائم بحقّ المدنيين في المدينة».

و تَضُمُّ «الآلية الرباعية» السعودية ومصر والإمارات والولايات المتحدة، وتعمل من أجل وقف إطلاق النار في السودان، وكانت قد عقدت اجتماعًا وزاريًا في واشنطن في سبتمبر الماضي، حيث أكدت على «ضرورة بذل كل الجهود لتسوية النزاع المسلح في السودان»، إضافة إلى «الضغط على جميع الأطراف لحماية المدنيين والبنية التحتية وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين».

و تَنَاوَلَ الاتصال الهاتفي بين عبد العاطي وبن فرحان مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، وشدد الوزيران على «عمق ومتانة العلاقات بين البلدين، وما تشهده من زخم متزايد على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والتنموية»، وعبرا عن «الحرص المشترك على مواصلة التنسيق لتعزيز الشراكة بين البلدين بما يخدم المصالح المتبادلة ويسهم في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة».

بَحَثَ بن فرحان وعبد العاطي خلال الاتصال الهاتفي تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وأكَّدا «أهمية استمرار التنسيق المصري – السعودي في دعم الجهود الرامية إلى تثبيت اتفاق شرم الشيخ للسلام والبناء عليه»، و«الدفع نحو التنفيذ الكامل لبنود الاتفاق بما يضمن وقف إطلاق النار بشكل دائم وتخفيف المعاناة الإنسانية عن سكان القطاع».

اِسْتَعْرَضَ عبد العاطي التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القاهرة الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة. وكان عبد العاطي قد أكَّد في وقت سابق «أهمية البدء في أقرب وقت في تنفيذ خطط التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة»، في إطار «رؤية متكاملة تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ووفقًا للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة الإعمار التي أُقرت في مارس الماضي وخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام في الشرق الأوسط التي طُرحت في أواخر سبتمبر الماضي».

تُشِيرُ تقديرات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي، التي صدرت في وقت سابق، إلى أن «تكلفة إعادة إعمار غزة قد تتجاوز 70 مليار دولار»، بعدما «دمّرت إسرائيل أكثر من 300 ألف وحدة سكنية كليًا و200 ألف وحدة جزئيًا، وأخرجت 25 مستشفى من الخدمة، ودمّرت 95 في المائة من مدارس القطاع».

الوسومإعمار غزة الأوضاع في السودان السعودية بدر عبد العاطي فيصل بن فرحات مصر

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: إعمار غزة الأوضاع في السودان السعودية بدر عبد العاطي مصر

إقرأ أيضاً:

سلفاكير يُقيل نائبه في خضم أزمة سياسية متصاعدة

أصدر رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت أمس الأربعاء مرسوما يقضي بإقالة بنيامين بول ميل من منصبه نائبا للرئيس ونائبا لرئيس الحزب الحاكم، في خطوة مفاجئة اعتبرها مراقبون قطعا للعلاقة مع الرجل الذي كان يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره الخليفة المحتمل للرئيس البالغ من العمر 74 عاما.

كما شملت القرارات إقالة محافظ البنك المركزي ورئيس هيئة الإيرادات، وهما من المقربين من بول ميل الذي لم يمض على تعيينه نائبا للرئيس سوى بضعة أشهر.

وتأتي هذه التطورات وسط حالة من الاضطراب السياسي وتزايد التساؤلات بشأن مستقبل السلطة في الدولة الأحدث بالعالم.

ولم يتضمن المرسوم الرئاسي أسبابا واضحة للإقالات، لكن مصادر في جوبا تحدثت عن مؤشرات مبكرة على تراجع الحماية الأمنية أمام منزل بول ميل قبل ساعات من إعلان القرار، في إشارة إلى أن الخطوة كانت مرتقبة.

كما جرى خفض رتبته العسكرية بعد أن كان قد رُقّي إلى رتبة جنرال قبل أسابيع فقط.

رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت (الأوروبية)إقالات متواترة

لم تكن إقالة بنيامين بول ميل من منصبه نائبا للرئيس حدثا معزولا، إذ سبقتها سلسلة قرارات مماثلة اتخذها الرئيس سلفاكير خلال الأشهر الماضية، ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2025 أقال وزير المالية أثيان دينغ أثيان بعد أقل من 3 أشهر على تعيينه، وعيّن بارنابا باك شول خلفا له، في خطوة وُصفت بأنها استمرار لحالة عدم الاستقرار داخل مؤسسات الحكم.

وتُعد هذه الإقالة الثامنة في وزارة المالية منذ عام 2020، مما يعكس نمطا متكررا من التغييرات في المناصب العليا شمل أيضا مكتب الرئاسة ومؤسسات اقتصادية حساسة.

وزير المالية السابق أثيان دينغ أثيان في جنوب السودان (نشطاء من جنوب السودان)اتهامات بالفساد ومستقبل غامض

ويواجه بول ميل منذ سنوات اتهامات بالفساد، إذ فرضت الولايات المتحدة عليه عقوبات عام 2017، متهمة إياه بالاستفادة من موقعه مستشارا ماليا للرئيس، وهو توصيف نفته الرئاسة حينها.

إعلان

وفي سبتمبر/أيلول الماضي اتهم تقرير أممي شركات مرتبطة به بالحصول على نحو 1.7 مليار دولار لتنفيذ مشاريع طرق لم تُنجز، ولم يسبق أن رد بول ميل مباشرة على هذه الاتهامات.

وكان صعود بول ميل إلى منصب نائب الرئيس قد أثار اعتراضات من النخبة السياسية والأمنية في جوبا، خاصة مع تزايد الحديث عن كونه الوريث السياسي المحتمل لسلفاكير.

لكن إقالته الأخيرة تعيد خلط الأوراق وتفتح الباب أمام سيناريوهات غير واضحة المعالم.

فالانتخابات المقررة أُجّلت أكثر من مرة، في حين يواجه رياك مشار النائب الأول للرئيس وخصمه التاريخي اتهامات بالخيانة بعد اعتقاله في مارس/آذار الماضي، وهو ما ساهم في تصاعد المواجهات بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة مختلفة.

ويرى محللون أن هذه التطورات تزيد ضبابية المشهد السياسي في جنوب السودان، وتثير المخاوف من أن تؤدي الصراعات على السلطة إلى تجدد العنف في بلد لم يتعاف بعد من آثار الحرب الأهلية.

مقالات مشابهة

  • موقع عبري يرصد “تحركات عسكرية مصرية سعودية” مشتركة قد تثير حفيظة اسرائيل
  • مباحثات مصرية أممية حول استضافة القاهرة مؤتمر إعادة الإعمار في قطاع غزة
  • مباحثات عُمانية روسية لتعزيز العلاقات في المجال الأمني بين البلدين
  • سلفاكير يُقيل نائبه في خضم أزمة سياسية متصاعدة
  • البترول: مباحثات مصرية هندية في مجالات الغاز والتعدين والبتروكيماويات
  • مباحثات مصرية تركية بشأن اتفاق غزة وأهمية الانتقال للمرحلة الثانية
  • مباحثات مصرية - تركية في أنقرة لدعم العلاقات الثنائية والتشاور حول القضايا الإقليمية
  • غرفة القاهرة تبحث عقد شراكات واستثمارات مصرية سعودية جديدة في قطاع الدواجن
  • غرفة القاهرة تبحث إقامة شراكات واستثمارات مصرية سعودية جديدة في قطاع الدواجن