جلسة بـ«الشارقة للكتاب»: الإمارات رسخت نموذجاً متفرداً في التمكين المجتمعي الشامل
تاريخ النشر: 15th, November 2025 GMT
الشارقة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأكدت الدكتورة حسنية العلي، مستشارة التعليم في الأرشيف والمكتبة الوطنية، أن دولة الإمارات أرست منذ قيامها نهجاً إنسانياً وتنموياً يقوم على التمكين الشامل للفرد والمجتمع، من خلال سياسات ومبادرات متكاملة طالت مختلف الفئات من الطفولة إلى الشباب والمرأة وكبار المواطنين وأصحاب الهمم، مشيرة إلى أن هذا النهج ليس وليد اليوم، بل جذوره تمتد إلى ما قبل الاتحاد، حين أولى القادة المؤسسون الإنسان أولوية مطلقة باعتباره محور التنمية وغايتها.
جاء ذلك، خلال جلسة فكرية بعنوان «دولة الإمارات والتمكين المجتمعي»، ضمن فعاليات الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025، قدّمت خلالها الدكتورة العلي عرضاً تناول تطور مفهوم التمكين في الدولة، ومجالاته السياسية والتعليمية والاجتماعية، ودور الأسرة في بناء منظومة القيم التي يقوم عليها المشروع الوطني الإماراتي.
استهلت الدكتورة العلي حديثها بالتأكيد على أن تجربة التمكين في دولة الإمارات انبثقت من رؤية متكاملة للإنسان، تجمع بين الحقوق والواجبات، وتستمد جذورها من القيم الإسلامية التي كرّمت الإنسان وشرعت له سبل المشاركة والمسؤولية، وأوضحت أن التمكين في جوهره ليس منحاً خارجية، بل عملية بناء متواصلة تعزّز قدرة المواطن على الإسهام في مسيرة التنمية، مشيرة إلى أن الدولة انتقلت بهذا المفهوم من «التمكين السياسي» إلى «التمكين المجتمعي» الذي يشمل التعليم والثقافة والعمل والأسرة.
وقالت: إن الأسرة الإماراتية تمثل حجر الزاوية في هذا المشروع، إذ تشكل البيئة الأولى التي تغرس فيها قيم الانتماء والهوية، مؤكدة أن الاهتمام بها هو امتداد طبيعي لعامي «الأسرة» و«المجتمع» اللذين أعلنتهما الدولة تعزيزاً لدور المواطن في بناء المستقبل، وأضافت: أن الدولة لم تكتف بدعم المرأة والشباب فحسب، بل قدّمت نموذجاً في تمكين كبار المواطنين وأصحاب الهمم، من خلال سياسات توفر لهم الرعاية والمشاركة الفاعلة في التنمية.
وأشارت الدكتورة العلي إلى أن التمكين لا ينفصل عن الوعي الثقافي، فالمجتمع الذي يقرأ ويتفاعل مع المعرفة هو مجتمع قادر على المشاركة وصناعة القرار، وبيّنت أن المؤسسات الثقافية والتعليمية في الدولة، ومنها الأرشيف والمكتبة الوطنية، تسهم في ترسيخ هذا المفهوم عبر برامج معرفية تستهدف النشء، وتوثّق التجارب الوطنية وتقدمها للأجيال الجديدة بلغة قريبة منهم،
وأوضحت أن الاستثمار في الثقافة والمعرفة هو الشكل الأرقى للتمكين، لأنه يفتح أمام الإنسان آفاق التفكير النقدي والمبادرة، ويجعل منه شريكاً واعياً في مسيرة التطوير، مشددة على أهمية أن تظل الأسرة والمدرسة والبيئة المجتمعية حاضنةً للقيم والهوية الوطنية في ظل المتغيرات المتسارعة.
وختمت الدكتورة العلي حديثها بالتأكيد على أن التمكين في الإمارات ليس مرحلة زمنية، بل هو مسار مستمر ومتجدد تقوده القيادة الرشيدة بروح المسؤولية والإنسانية، ليبقى المواطن محوراً لكل السياسات التنموية، وأضافت أن نجاح الدولة في هذا المجال جعلها نموذجاً عالمياً في التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأرشيف والمكتبة الوطنية معرض الشارقة الدولي للكتاب الإمارات معرض الشارقة للكتاب الشارقة معرض الشارقة تمكين المجتمعات التمکین فی
إقرأ أيضاً:
منصور بن زايد يكرم أحمد خليفة السويدي بوسام الإمارات للثقافة والإبداع تقديراً لمسيرته الوطنية والثقافية
كرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، معالي أحمد خليفة السويدي، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، في منزله بمنطقة العين، تقديراً لإسهاماته الوطنية والثقافية الرائدة، وذلك ضمن تكريم الفائزين بوسام الإمارات للثقافة والإبداع في نسخته الثانية.
وأعرب سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، عن تقديره العميق لما قدّمه معالي أحمد خليفة السويدي من عطاء مخلص وجهود وطنية متميزة، مؤكداً أن معاليه يعد من الرموز الوطنية الذين ساهموا في مسيرة الدولة مع القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكان شاهداً على مراحل تأسيس الاتحاد وبناء مؤسساته الأولى، ومثالاً في الإخلاص والوفاء للوطن وقيادته.
وأكد سمو الشيخ منصور بن زايد، أن تكريم معالي أحمد خليفة السويدي ضمن فئة التراث الثقافي والهوية الوطنية يأتي في إطار الاحتفاء بأبناء الإمارات المخلصين الذين أسهموا في تعزيز مكانتها الحضارية والثقافية، مشيراً إلى أن الثقافة والإبداع يمثلان ركيزة أساسية في رؤية الدولة وهويتها الوطنية وروح انفتاحها الحضاري.
من جانبه، عبر معالي أحمد خليفة السويدي عن شكره وتقديره لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على هذه اللفتة الكريمة، مؤكدًا أن هذا التكريم يجسّد نهج القيادة الرشيدة الذي أرساه القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الوفاء لأبناء الوطن وتقدير جهودهم في خدمة الإمارات.
وأعرب معاليه عن اعتزازه بالوسام الذي يحمل اسم الإمارات، داعيًا الله أن يديم على دولة الإمارات الأمن والأمان والرفعة والازدهار تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”.
ويُعد وسام الإمارات للثقافة والإبداع أرفع وسام من نوعه في الدولة، وتُنظمه وزارة الثقافة للاحتفاء بالأفراد الذين أثروا المشهد الثقافي والإبداعي بإسهاماتهم المتميزة، وأسهموا في تعزيز حضور الإمارات في المحافل الإقليمية والدولية، وترسيخ قيمها الحضارية والإنسانية.وام