تخوف إسرائيلي: ظاهرة الكاهانية ما زالت موجودة رغم مقتل مؤسسها قبل عقود
تاريخ النشر: 15th, November 2025 GMT
تشهد دولة الاحتلال تصاعدا ملحوظا في ظاهرة الكاهانية المتطرفة، مع منحها غطاء حكومياً رسمياً، رغم إعلانها في ظل حكومات سابقة بأنها حركة إرهابية، لكن ورثتها اليوم "يزدهرون" على طاولة الحكومة الحالية، وهكذا يتم تطبيع العنصرية فيها.
وأكد نير كيبنيس الكاتب بموقع ويللا، أنه "حين انتخب الحاخام مائير كاهانا في الثمانينيات للكنيست شكل وصمة عار فظيعة بالدرجة الأولى في اليمين الاسرائيلي، الذي ضم آنذاك بقايا كبيرة من التيار الليبرالي، ومنها حزب الليكود، حيث قررت وسائل الإعلام الإسرائيلية آنذاك مقاطعته، وتبين أن هذه خطوة حكيمة، لأنه في ذلك الوقت لم يوجد سوى قناة تلفزيونية واحدة، ومحطتين إذاعيتين رئيسيتين، وصحيفتين يوميتين".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "بعد سنوات قليلة من انتخابه، ثم اغتياله في الولايات المتحدة، قام أحد معجبيه، الحاخام باروخ غولدشتاين، بذبح المصلين المسلمين في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل في الضفة الغربية في 1994، ثم جاء تلميذه المخلص، إيتمار بن غفير، الذي لم يعد اليوم أول من يدخل الكنيست على أساس كاهاني شرعي، لكنه أول من عين وزيرا، ووزيرا للأمن القومي مكلفا بالشرطة".
وأشار أن "هذا الوزير لم يتردد في تعليق صورة القاتل غولدشتاين في منزله في مستوطنة كريات أربع، وبعد حوالي 10 سنوات، قبل 25 عامًا، اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية، التي استمرت أكثر من أربع سنوات، وخلال تلك الفترة، امتلأت محطات الحافلات أو الجدران فقط بكتابات كاهانا صادق، عقب العمليات التفجيرية الفلسطينية، الذي تم تصنيفه بأن هذا الرد الفلسطيني الحقيقي على عملية أوسلو".
وأوضح أن "غضبي تجاه الفلسطينيين لم يكن مبنياً على الكراهية العقائدية، بل على الممارسة فقط، لكني احتقرت معجبي كاهانا الذين عادوا إلى الظهور مجددا، رغم أنهم استغلوا الهجمات الفلسطينية الأكثر دموية من الهجمات السابقة، وفي نهاية عهد كاهانا، مثل كل كارثة، بدأت ظهور تداعياته، وأصبح بن غفير ضيفا مرحبا به على القنوات التلفزيونية الشرعية".
وأشار كيبنيس إلى أن "بن غفير بات يظهر على مدار الساعة على استوديوهات البرامج التلفزيونية، وهي برامج يمينية تطبيعية، ليست القناة 14 فقط، بل القناة 12 أيضاً، وبات كاهانا على قيد الحياة، بل ويركل المتظاهرين، حتى لو كان موجودا في قبره، لأنه اليوم يرتدي زي الشرطة، ويعيش في الكنيست، ويتنقل بين لجانه البرلمانية، وهكذا فإننا نعيش ذات العار في الحكومة الإسرائيلية، لأنه يُحبط صفقات التبادل، ويتفاخر بأخذ الطعام من قائمة الأسرى الفلسطينيين، وهو ما يتم التعبير عنه على الفور في ضرب المختطفين في أنفاق غزة".
وأوضح أن "كاهانا ما زال يعيش بيننا، مما يشوّه سمعة الجمهور الاسرائيلي، وقيم الملتزمين بالقانون من خلال عمليات الإعدام خارج نطاق القانون الموثقة التي يرتكبها الجيش والشرطة، ويعرف مرتكبو هذه الجرائم أنه لن يحدث لهم شيء، فالوزير المسؤول هو "ملكهم"، ويمثل، من بين مآثره الأخرى، المشاركين في "حفل زفاف الكراهية" سيئ السمعة، وهو مثال حي على الكاهانية".
وختم كيبنيس بالقول إن "ظاهرة الكاهانية يتم تجسيدها من قبل منفذي القانون، وتوزيع منشورات في الكنس اليهودية، ويصرخ في حفل توزيع الشهادات في الجامعة العبرية، وإعلان شعارات "لا توسّخ يديك، فقط أعطني القوة، سأجعلها قذرة من أجلك، وهذا العار يحدث كل يوم، وكل ساعة، من مناطق البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية إلى طاولة الحكومة، لقد مات كاهانا منذ 35 عامًا، لكن الكاهانية لم تعرف يومًا أفضل من هذه الأيام".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال اليمين بن غفير نتنياهو الاحتلال التطرف اليمين بن غفير صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مسرحيون عرب ويونانيون: الخشبة ما زالت تصوغ أسئلة الإنسان الأول
الشارقة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأكد مسرحيون من الإمارات واليونان أن المسرح، على اختلاف مدارسه وتجاربه، لا يزال الفنّ الأكثر قدرة على التعبير عن الإنسان ومواجهة تحوّلاته، لأنه المكان الذي تُطرح عليه الأسئلة الكبرى عن المصير والعدالة والحرية.
وأجمع المشاركون على أن حضور المسرح العربي واليوناني اليوم يعكس استمرار الرسالة الإنسانية لهذا الفن، رغم تحديات العصر الرقمي وتبدّل أنماط التلقي.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «راهن المسرح العربي واليوناني»، أقيمت ضمن فعاليات الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وشارك فيها الكاتب والمسرحي اليوناني بانايوتيس مينتيس، والمسرحي الإماراتي طلال محمود، حيث ناقشا تطوّر المسرح في البلدين ودوره في صياغة الوعي الثقافي والاجتماعي.
وأوضح بانايوتيس مينتيس أن المسرح لا ينافس الشاشة أو التكنولوجيا، بل يتجاوزها لأنه فنّ يُكتب ليُعاش، لا ليُعرض فقط، مشيراً إلى أن النص المسرحي الحقيقي، هو الذي يواجه القضايا الإنسانية الكبرى بصدق، كما فعلت التراجيديات الإغريقية.
وتوقف عند التجربة المسرحية في بلاده منذ خمسينيات القرن الماضي، مؤكدًا أن التحدي المعاصر يتمثل في استعادة الجمهور الواعي الذي يصنع المسرح قبل أن يصنعه الممثلون.
أما طلال محمود فقدم قراءة في تحولات المسرح الإماراتي والعربي، معتبراً أنه مشروع ثقافي وإنساني يعيد تعريف العلاقة بين المبدع ومجتمعه، مشدداً على أن دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أسّس لنهضة مسرحية متكاملة، جمعت بين البنية التحتية والرؤية الفكرية، حتى أصبحت الخشبة الإماراتية مدرسة تُربي الذائقة قبل أن تُقدّم الفرجة.
وأشار محمود إلى أن التحدي الأبرز أمام المسرح العربي اليوم هو الحفاظ على صوته الأصيل في ظل موجات التقليد والتكرار، قائلاً إن «المسرح الحقيقي لا يعيش من الاقتباس، بل من الإصغاء إلى نبض المكان، داعيًا إلى كتابة تنبع من الواقع المحلي وتعكس قضايا الإنسان العربي بصدق.
واختُتم اللقاء بالتأكيد على أن المسرح، سواء في أثينا أو الشارقة، يظل فنّاً للإنسان قبل أن يكون فناً للعرض، وأنه الفضاء الذي لا يزال يحتفظ بقدرته على إعادة اكتشاف الإنسان ومساءلته عبر الضوء والكلمة والحضور الحي.