ضغوط جيوسياسية ونقدية تدفع أسعار النفط للانخفاض.. والأسواق الأوروبية ترتفع مع تنامي توقعات خفض الفائدة

"وكالات": تشهد أسواق الطاقة العالمية حالة من التذبذب وسط تطورات جيوسياسية واقتصادية متسارعة، إذ تتأثر الأسعار بتقلبات العرض والطلب وتغيرات المشهد الدولي، وفي الوقت ذاته تتجه الأنظار إلى محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا وما قد يترتب عليها من انعكاسات مباشرة على حركة الإمدادات النفطية العالمية، ويزيد من تعقيد المشهد تباين توقعات السياسة النقدية الأمريكية، الأمر الذي ينعكس على قوة الدولار ويؤثر بدوره في شهية المستثمرين، هذه التحولات لم تقتصر على قطاع الطاقة فحسب، بل امتدت إلى الأسواق المالية العالمية التي تفاعلت مع المستجدات الاقتصادية وتوقعات خفض أسعار الفائدة، مما أضاف بعدا جديدا لحالة عدم اليقين التي تخيم على الأسواق.

تراجع عالمي في أسعار النفط

وبلغ سعر نفط عُمان الرسمي اليوم تسليم شهر يناير القادم 62 دولارًا أمريكيًّا و68 سنتًا. وشهد سعر نفط عُمان اليوم ارتفاعًا بلغ سنتًا واحدًا مقارنة بسعر يوم الجمعة الماضي البالغ 62 دولارًا أمريكيًّا و67 سنتًا. تجدر الإشارة إلى أنَّ المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر نوفمبر الجاري بلغ 70 دولارًا أمريكيًّا وسنتًا واحدًا للبرميل، مرتفعًا 68 سنتًا مقارنةً بسعر تسليم شهر أكتوبر الماضي.

على الصعيد العالمي تراجعت أسعار النفط اليوم، لتواصل خسائرها التي تكبدتها الأسبوع الماضي، مع اقتراب محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا من التوصل إلى حل وارتفاع الدولار الأمريكي.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 14 سنتا أو 0.22 بالمائة إلى 62.42 دولار للبرميل. وانخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط بمقدار 15 سنتا أو 0.26 بالمائة إلى 57.91 دولار للبرميل.

وانخفض كلا الخامين القياسيين بنحو ثلاثة بالمائة الأسبوع الماضي وبلغا أدنى مستوياتهما منذ 21 أكتوبر، إذ شعر المتعاملون في السوق بالقلق من أن اتفاق السلام الروسي الأوكراني قد يرفع العقوبات المفروضة على موسكو ويغرق السوق بإمدادات كانت خاضعة للعقوبات.

وكتب توني سيكامور المحلل في آي.جي في مذكرة "كانت عمليات البيع ناجمة بشكل رئيسي عن دفع الرئيس ترامب القوي لاتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، والذي تعتبره الأسواق مسارا سريعا لفتح إمدادات روسية كبيرة".

وأضاف أن التحركات نحو التوصل إلى اتفاق سلام تفوق بكثير التعطيل على المدى القريب من العقوبات الأمريكية على شركتي روسنفت ولوك أويل التي دخلت حيز التنفيذ يوم الجمعة. وأدت العقوبات إلى تجميد ما يقرب من 48 مليون برميل من النفط الخام الروسي في البحر.

ويمكن أن يؤدي اتفاق السلام إلى التراجع عن العقوبات التي كبحت صادرات النفط الروسية. وكانت روسيا ثاني أكبر منتج للنفط الخام في العالم بعد الولايات المتحدة في عام 2024، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

كما أدى التهديد بوصول المزيد من النفط إلى السوق وحالة الضبابية بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية إلى كبح شهية المستثمرين.

ومع ذلك، زادت احتمالية خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل بعد أن اقترح رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) في نيويورك جون وليامز خفضها "على المدى القريب".

واتجهت الدولار نحو تحقيق أكبر ارتفاع أسبوعي له في ستة أسابيع مع وصول مؤشر الدولار إلى أعلى مستوياته منذ أواخر مايو. وتؤدي قوة الدولار الأمريكي إلى ارتفاع أسعار النفط بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.

انتعاش نسبي في الأسهم الأوروبية

على صعيد الأسواق العالمية انتعشت الأسهم الأوروبية اليوم بقيادة القطاع المالي مع تحسن معنويات المستثمرين بفعل تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية. وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.6 بالمائة إلى 565.27 نقطة. بعد أن سجل المؤشر يوم الجمعة أكبر انخفاض أسبوعي منذ أواخر يوليو.

ورحب المستثمرون بتصريحات جون وليامز عضو مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) يوم الجمعة التي قال فيها إن أسعار الفائدة يمكن أن تنخفض "في الأمد القريب"، مما عزز توقعات خفض أسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي الأمريكي في ديسمبر.

وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي حذر فيه صناع آخرون للسياسات من المضي في مزيد من التخفيضات قبل اتضاح الصورة بشأن قوة الاقتصاد الأمريكي. وارتفعت أسهم البنوك ذات الوزن الثقيل ومؤشر قطاع التكنولوجيا 1.1 بالمائة لكل منهما، وزاد مؤشر قطاع الصناعات 0.6 بالمائة.

وهبطت أسهم الدفاع الأوروبية بأكثر من ثلاثة بالمائة يوم الجمعة. وانخفضت اليوم 0.4 بالمائة. وقفز سهم شركة باير للأدوية 8.9 بالمائة ليتصدر مكاسب المؤشر ستوكس 600 عقب إعلان الشركة نتائج إيجابية لدراسة دواء أسونديكسيان المضاد للتجلط الأحد. وينصب تركيز المستثمرين هذا الأسبوع على الميزانية السنوية البريطانية وسط ضبابية بشأن زيادات الضرائب، إضافة إلى متابعة البيانات الاقتصادية الأمريكية خلال الأسبوع.

المصدر: لجريدة عمان