قال الدكتور أحمد عبد العظيم، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إن حديث: «لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم، ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها» قد رواه البخاري ومسلم وأحمد، وهو حديث صحيح لا خلاف على ثبوته.

المعنى الصحيح لحديث "لولا حواء لم تخن أنثى زوجها"

وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم، الإثنين، أن السؤال عن صحة الحديث هو أول خطوة في التعامل مع الشبهات، مؤكدًا أن وضع الحديث في «باب الوصية بالنساء» في صحيح مسلم يُبين أن المقصود منه ليس ذم المرأة، بل توضيح طبيعتها ورقتها.

 وأوضح أن القرآن الكريم لم يحمّل حواء وحدها مسؤولية الأكل من الشجرة، بل تحدث عن سيدنا آدم وستنا حواء معًا، كما في قوله تعالى: «فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ».

حكم إعادة تدوير المخلفات المشتملة على نجاسة؟ الإفتاء تجيبما المقصود بإسباغ الوضوء على المكاره وحكمه؟ الإفتاء توضحهل يجوز أداء صلاة النافلة في جماعة؟.. الإفتاء توضححكم قائمة المنقولات عند الخلع إذا كان الزوج اشتراها بماله.. الإفتاء توضح

وأشار إلى أن كلمة «الخيانة» في الحديث لا تعني خيانة العرض إطلاقًا، وإنما تعني تزيين الشيطان لحواء، ثم تزيينها لآدم، وهذا هو المعنى اللغوي الواسع للفظ الخيانة في هذا السياق.

وأكد الدكتور أحمد عبد العظيم على تكريم الإسلام للمرأة في كل أدوارها؛ أمًا وزوجةً وبنتًا وأختًا، مستشهدًا بوصايا النبي صلى الله عليه وسلم العديدة بالنساء، وبمكانة السيدة عائشة رضي الله عنها كمرجع علمي كبير نقل الصحابة والتابعون عنها العلم والحديث.

ما هي حقوق الزوجين على بعضهما

قالت دار الإفتاء المصرية ، إن الزواج حقوق وواجبات مشتركة بين الزوجين، مشيرة إلى أن لكل من الزوجين حقوقٌ على الآخر، لذا ينبغي ألا ينشغل أحدهما بما له ويتناسى ما عليه من واجبات.

استشهدت «الإفتاء» في تحديدها ما هي حقوق الزوجين على بعضهما ؟، بما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثۡلُ ٱلَّذِي عَلَيۡهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِ﴾ الآية 228 من سورة البقرة؛ منوهة بأن هذا يعني أن للمرأة حق على زوجها.

وأضافت في تحديد ما هي حقوق الزوجين على بعضهما ؟: كما للرجل حق على زوجته، فيجب على الزوج تلبية احتياجات زوجته النفسية: كالاحتواء والاحترام والشعور بالأمان والمشاركة في الرأي.

 وأوضحت أنه كذلك يجب على الزوج تلبية الاحتياجات المالية لزوجته من نفقة وكسوة وطعام وشراب وغيرها، وكذا الاحتياجات الاجتماعية، مثل السماح لها بزيارة والديها وأقاربها، كما يجب على المرأة أيضًا أن تراعي حقوق زوجها عليها، كالطاعة وحسن العشرة، وذلك حتى تستقيم الحياة بينهما وينعما بالاستقرار.

علاقة كل من الزوجين مع أهل الآخر

من ناحية أخرى أشارت “الإفتاء” إلى أن علاقة كل من الزوجين مع أهل الآخر المبنية على الإحسان والفضل تعود عليهما بالنجاح والسعادة، مؤكدة أنه ليس التعنت بين الزوجين من الدين في شيء، بل لا بد أن تُبنى العلاقة بينهما على التسامح والفضل.

وبينت أنه متى تعامل أحدكما مع والد زوجه أو والدته أو قريبه بما لا يليق، فإنه حتمًا سيؤذي مشاعره، وقد يدفعه ذلك إلى أن يعامل أقاربه بمثل هذا السوء أو أشد، ومن هنا يحصل الجفاء والنفرة، فالإحسان أساس العلاقة مع أهل الزوجين.

واستندت في علاقة كل من الزوجين مع أهل الآخر ، لما ورد عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: «ما كان لعلي اسم أحب إليه من “أبي تراب”، وإن كان ليفرح به إذا دعي بها. 

وأردفت: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة عليها السلام، فلم يجد عليا في البيت، فقال: أين ابن عمك؟ فقالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج، فلم يَقِلْ عندي.

واستطردت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان: انظر أين هو؟ فجاء فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقدٌ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه وهو يقول: قم أبا تراب، قم أبا تراب».

وأفادت بأنه قال ابن حجر رحمه الله: (وفيه كرم خلق النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه توجه نحو سيدنا علي كرم الله وجهه ليترضاه، ومسح التراب عن ظهره ليباسطه، وداعبه بالكنية المذكورة المأخوذة من حالته، ولم يعاتبه على مغاضبته لابنته رضي الله عنها مع رفيع منزلتها عنده، فيؤخذ منه استحباب الرفق بالأصهار وترك معاتبتهم إبقاءً لمودتهم).

طباعة شارك الدكتور أحمد عبد العظيم أمين الفتوى أمين الفتوى في دار الإفتاء دار الإفتاء الإفتاء لولا حواء لم تخن أنثى زوجها

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدكتور أحمد عبد العظيم أمين الفتوى أمين الفتوى في دار الإفتاء دار الإفتاء الإفتاء رسول الله صلى الله علیه وسلم کل من الزوجین دار الإفتاء أمین الفتوى إلى أن مع أهل

إقرأ أيضاً:

آداب اتباع الجنائز وحكم الظهور فيها بمظاهر السعادة

أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم باتِّبَاعِ الجنائز، وأخبر أنَّ فاعل ذلك له مثل جبل أُحُد من الأجر؛ ترغيبًا في اتِّباعها، وبيانًا لعظيم فضلها؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيَفْرُغَ مِنْ دَفْنِهَا، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ مِنَ الأَجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أَنْ تُدْفَنَ، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ» رواه البخاري.

بيان ثواب اتباع الجنائز

وفي روايةٍ أخرى لمسلم: قال سالم بن عبد الله بن عمر: وكان ابن عمر رضي الله عنهما يُصلِّي عليها ثم ينصرف، فلمَّا بلغه حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "لقَد ضَيَّعنا قَرَارِيط كثيرة".

وكان من هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة الكرام رضي الله عنهم الصَّمت والتَّفكُّر والاعتبار والذِّكْر والدعاء وقراءة القرآن في النَّفْس أثناء السير مع الجنازة، وعليه عمل الأئمة الأربعة، وأَمَّا الظهور بمظاهر الفرح والابتهاج من رفع الصوت بالصياح والتهليل والضحك وانشغال المُشيعين بالكلام الدنيوي ونحو ذلك؛ فهو من المحظورات التي ينبغي للمسلم الابتعاد عنها، فالمقام مقام "عظة واعتبار".

اتباع الجنائز
كما جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اتِّبَاعَ الجنائز من حقوق المسلم على المسلم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلَامِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ» رواه الشيخان.

وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أنَّه قال: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسبعٍ: بعيادة المريض، واتِّباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعون المظلوم، وإفشاء السلام، وإبرار المُقْسِم" متفق عليه.

آداب اتباع الجنائز وحكم الظهور فيها بمظاهر السعادة
من هَدْي النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة الكرام رضي الله عنهم أثناء السير مع الجنازة: الصمت، والتَّفَكُّر في حال الميت ومآله؛ لحصول المقصود من الأمر باتباع الجنائز، وهو الاعتبار والاتّعاظ به؛ فقد روى أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تُتْبَعُ الْجِنَازَةُ بِصَوْتٍ وَلَا نَارٍ».

وعن قيس بن عَبَّاد رضي الله عنه قال: "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكرهون رفع الصَّوت عند ثلاث: عند القتال، وفي الجنائز، وفي الذكر" أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى".

وروى ابن أبي شيبة في "مصنَّفه" عن المغيرة رضي الله عنه قال: "كان رجلٌ يمشي خلف الجنازة، ويقرأ سورة الواقعة فسُئل إبراهيم عن ذلك فكرهه".

يقول الإمام النووي في "الأذكار" (1/ 160، ط. دار الفكر): مُبيِّنًا الحكمة من مراعاة الصمت أثناء السَّير مع الجنازة: [والحكمة فيه ظاهرة؛ وهي أنَّه أسكنُ لخاطره، وأجمعُ لفكره فيما يتعلَّق بالجنازة، وهو المطلوبُ في هذا الحال] اهـ.

وقد نصَّ الأئمة الأربعة على أنَّ هناك آدابًا ينبغي مراعاتها أثناء السير مع الجنازة؛ منها: الصمت، والتَّفكُّر والاعتبار؛ وكراهة الصِّياح والتهليل ورفع الصوت، ولو بالذكر، أو قراءة القُرآن.

قال الإمام ابن نجيم الحنفي في "البحر الرائق" (2/ 207، ط. دار الكتاب الإسلامي): [وينبغي لمَن تبع جنازة أن يُطيل الصمت وَيُكره رفع الصوت بالذكر وقراءة القُرآن وغيرهما في الجنازة، والكراهة فيها كراهة تحريم] اهـ.

وقال العلامة الخرشي المالكي في "شرح مختصر خليل" (2/ 133، ط. دار الفكر): [.. أمَّا ما يفعله النساء من الزغريت عند حمل جنازة الصالح، أو فرح يكون فإنَّه من معنى رفع الصوت، وإنه بدعة يجب النهي عنها] اهـ.

وقال العلامة الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج" (2/ 48، ط. دار الكتب العلمية): [قال في "المجموع": والمختار بل الصواب ما كان عليه السلف من السكوت في حال السير مع الجنازة، ولا يرفع صوته بقراءة ولا ذكر ولا غيرهما، بل يشتغل بالتفكر في الموت وَمَا يُتعلّق به... وكره الحسن وغيره قولهم: استغفروا لأخيكم، وسمع ابن عُمر رضي الله عنهما قائلًا يقول: استغفروا له غفر الله لكم فقال: "لا غفر الله لك"] اهـ.

وقال العلامة ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (2/ 354، ط. مكتبة القاهرة): [ويستحبُّ لمتبع الجنازة أن يكون متخشِّعًا، متفكِّرًا في مآله، متَّعظًا بالموت، وبما يصير إليه الميت، ولا يتحدَّث بأحاديث الدنيا، ولا يضحك، قال سعد بن معاذ رضي الله عنه: ما تبعت جنازة فحدَّثت نفسي بغير ما هو مفعول بها. ورأى بعض السلف رجلًا يضحك في جنازة، فقال: أتضحك وأنت تتبع الجنازة؟ لا كلَّمتك أبدًا] اهـ.

مقالات مشابهة

  • كيف تتعامل المرأة مع الكلام السيئ من زوجها؟.. أمين الإفتاء ينصح بهذا السلوك
  • أمين الفتوى يوضح الشرح الصحيح لحديث «لولا حواء لم تخن أنثى زوجها»
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • لماذا سمي الصحابة بهذا الاسم؟.. لـ8 أسباب لا يعرفها كثيرون
  • ما المقصود بقول الله إن قرآن الفجر كان مشهودا؟.. اعرف المعنى الصحيح
  • تعرف على الأحاديث التي تبيّن فضل الصدق وثماره
  • أوقات يستحب فيها الصلاة على الرسول الكريم
  • من هم ورثة الأنبياء؟
  • آداب اتباع الجنائز وحكم الظهور فيها بمظاهر السعادة