ما مدى استعداد الصحفيين الناشئين لمتطلبات المستقبل؟
تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT
كشفت دراسة جديدة عن ظهور جيل من الصحفيين المتحمسين لتطوير مهنة الصحافة، لكن المشكلة في تلقيهم تدريبات على مهارات تقليدية فقط، مما يجعلهم غير مستعدين لمتطلبات المستقبل من النواحي الرقمية والتقنية.
واستندت الدراسة التي نشرتها شركة برمجيات التدوين المباشر "تيكارو" (Tickaroo) تحت عنوان "الصحافة من الجيل التالي.
وخلص موقع جورناليزم البريطاني الذي سلط الضوء على الدراسة، إلى أن طلبة الصحافة والصحفيين الناشئين يشعرون بالثقة إزاء المهارات التقليدية التي تلقوها مثل قانون الإعلام وإجراء المقابلات، لكنهم لا يثقون في قدراتهم في المهارات المتطورة مثل الأدوات الرقمية والذكاء الاصطناعي.
ويرى خبراء ناقشوا نتائج الدراسة ضمن ندوة خاصة في مؤتمر "نيوزرايرد" الأسبوع الماضي، أنهم أمام تحذير صارم من دخول المواهب الجديدة سوق العمل دون أن يستعدوا للمستقبل، في الوقت الذي تفكر فيه غرف الأخبار في تأمين مستقبلها.
وأشاروا إلى أن التدريب الذي يتلقاه الصحفيون الناشئون -غالبا أثناء الدراسة في الجامعات- يركز على مهارات صحفية أساسية مثل الكتابة وسرد القصص، وإجراء المقابلات، وقوانين الإعلام، والتحقق من المعلومات والبحث، لكنه لا يأتي على ذكر المهارات الرقمية والتحليلية والذكاء الاصطناعي والأتمتة.
ويعتقد ثلثا الصحفيين الناشئين (69%) وفق الدراسة أن مهنة الصحافة "تكافح وتحتاج إلى إعادة ابتكار"، ويتوقع (63%) منهم أن تهيمن مقاطع الفيديو القصيرة على الأخبار في العقد المقبل، وكان معظمهم متشائمين بشأن مستقبل الأخبار المحلية، إذ رأى 10% فقط أنها مزدهرة.
لكن هانا ويليامز، وهي محررة صحيفة لندنر، أكدت أن المهارات التقليدية للصحفي لا تزال مهمة جدا للتعلم، وأشارت إلى أن الطلاب لا يحصلون حتى الآن على فرصة الكتابة ورواية القصص بشكل صحيح، محذرة من أن هذه المهارات آخذة في الاختفاء.
إعلانوشددت ويليامز على أهمية عدم اعتماد الصحفيين الشباب على الذكاء الاصطناعي بشكل مفرط، حيث أثبتت صحيفة لندنر أن هناك سوقا قوية للصحافة اليدوية والطويلة.
وكان المشاركون في الاستطلاع منقسمين بشأن أهمية الملخصات التي ينتجها الذكاء الاصطناعي (41%) ونماذج الاشتراك التقليدية مع وسائل الإعلام (43%) في المستقبل.
واتفق المتحدثون في الندوة على أهمية الإستراتيجيات التقليدية التي أثبتت جدواها على مر الزمن، مثل الاعتماد على محررين ذوي خبرة، وفاعلية التعاون والدعم المتبادل بين العاملين في المهنة، لكن جيل "زد" يبدو ممتنا بشكل خاص للشروحات الصحفية المباشرة والبسيطة والمتواضعة.
أمور تقلق الصحفيين الناشئينوعبرت مقدمة الندوة إيمان واريش، وهي صحفية في "بي بي سي نيوز" وتنشط على تيك توك، عن ذلك بعبارات واضحة، حيث قدمت لمحة عن الظروف التي يواجهها المواهب الذين يدخلون صناعة الأخبار في عام 2025.
ووصفت ورايش انضمامها إلى غرفة أخبار كبرى مباشرة بعد تخرجها من الجامعة أثناء جائحة كورونا، حيث شعرت بالتوتر عند تجربتها الأولى في بيئة مهنية، وأشادت ببرنامج التوجيه الذي تقدمه "بي بي سي" لمساعدتها في إيجاد موطئ قدم لها.
ويشعر المواهب الجديدة بالقلق الشديد بسبب الظروف السائدة في الصناعة على النحو التالي:
المنافسة الشديدة على الوظائف (81%). الأجور المبدئية المنخفضة وتكاليف المعيشة المرتفعة (80%). نقص الفرص المدفوعة الأجر (72%).ولا تزال هناك قضايا أخرى مع مستويات عالية من القلق بشأن الثقة والمعلومات المضللة والتمثيل.
لكن ناومي أووسو الرئيسة التنفيذية لشركة "تيكارو" لخصت الدراسة التي نشرتها بهذه الكلمات "الجيل القادم من الصحفيين يشكل بالفعل المستقبل، ولكن في كثير من الأحيان تغيب وجهات نظرهم عن النقاش، وعبر الاستماع إلى تجاربهم وطموحاتهم يمكننا المساعدة في بناء صناعة أقوى وأكثر مرونة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات
إقرأ أيضاً:
عضو العفو الرئاسي: جرائم مستحدثة تضرب المجتمع بسبب غياب القيم وانهيار المنظومة التقليدية
أكد المستشار طارق العوضي، المحامي بالنقض، وعضو لجنة العفو الرئاسي، أن المجتمع المصري يشهد موجة من الجرائم السيئة والمستحدثة التي لم تكن متعارف عليها في الأحياء الأصيلة، مشيرًا إلى أن هذه الظواهر تنبع من صدمة مجتمعية عميقة سببها غياب القيم وتأثيرات التكنولوجيا السلبية.
وشدد “العوضي”، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج “كل الكلام”، المذاع على قناة “الشمس”، على أن المشكلة لا تتعلق بالزمان أو المكان، بل بانهيار منظومة القيم التقليدية.
ولخص أسباب تراجع القيم وظهور الجرائم الجديدة في عدة نقاط محورية، أبرزها سيطرة القيم المادية والنزعة الفردية وانتشار ثقافة "يلا نفسي" أدت لظهور جرائم غير مألوفة في الأحياء المصرية الأصيلة، فضلًا عن التأثير السلبي للسوشيال ميديا وسهولة نقل تصرفات وأفعال غير مناسبة لقيمنا، ومحاولة تقليدها بدعوى التقدم على غرار الغرب، علاوة على غياب النماذج القدوة وغياب النماذج الإيجابية عن الشباب، مما يجعلهم يفتقرون لمن يقتدون به، إضافة إلى تراجع دور المؤسسات وغياب أو ضعف دور الأسرة، والمدرسة، والإعلام، ووزارة الثقافة في التوجيه.
وأكد أن التطور التكنولوجي يضع الدولة في تحدٍ مستمر، حيث يضطر المشرع إلى الجري وراء هذا التطور لمواجهة الجرائم المستحدثة، معقبًا: "ننام في أيدينا الموبايل.. هو بيشوف إيه وبيشوف تيك توك؟.. وشفنا جرائم التيك توك الكثيرة جدًا اللي الداخلية نازلة تواجهها".
ولفت إلى أن التعامل مع هذه المشكلة استدعى استحداث قوانين مثل قانون مكافحة جرائم المعلومات وإنشاء قطاع كامل في وزارة الداخلية وهو قطاع المعلومات والتوثيق لمواجهة الجرائم الإلكترونية، خاصة مع دخول الذكاء الاصطناعي، مشددًا على أن ظهور هذه الجرائم الخطيرة جعل هناك مشكلة في الأمان الشخصي، رغم أن عدد الحوادث قليل نسبيًا مقارنة بعدد السكان.
ودعا إلى ضرورة مناقشة الأسباب والعمل على ضمان عدم تكرار هذه الحوادث، مشددًا على أن مسؤولية المواجهة هي مسؤولية الجميع بداية من الحكومة، والمؤسسات، والإعلام.
وأشاد بالهوية المصرية التي لم تتأثر بالاحتلالات، حيث حافظت على لغتها وثقافتها، داعيًا إلى إعادة إحياء الثقافة القائمة على احترام الآخر والخوف على سلامة المجتمع.