عادل نصار يكتب: أسلحة مصرية تهز «إيديكس 2025»
تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT
غيث من فيض.. ما خفي كان أعظم.. هذا بالضبط ما يجب أن تعرفه عن معرض إيديكس 2025، الذي يعد ملتقى حقيقيًا لكل أنواع الأسلحة في العالم على أرض مصر، ويجب فهم أنه لا يمكن مشاهدة الافتتاح وحجم الأسلحة المصرية الصنع الموجودة فيه بعين متابعة غير دقيقة.
معرض إيديكس 2025، الذي افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي وسط حضور ضخم، ليس مجرد معرض عادي، بل استعراض لجزء بسيط من القوة في وقت شديد الحساسية تمر به مناطقنا المتوترة بقوة، مع عربة إسرائيلية حقيقية، وهنا يجب ذكر أن ما يُعرض مجرد جزء بسيط مما تمتلكه قواتنا المسلحة من الدرع والسيف، حيث تتجلى فيه كلمة الردع بظهور الأسلحة المصرية على الأرض، وتقدّم مصر في النسخة الرابعة من معرض الصناعات الدفاعية «EDEX 2025» واحدًا من أقوى العروض العسكرية في تاريخها الحديث، معلنة عن جيل جديد من الأسلحة والأنظمة الدفاعية التي تُعرض لأول مرة، وتعكس حجم التطور الذي وصل إليه قطاع الإنتاج الحربي المصري خلال السنوات الأخيرة.
وتشارك الهيئة العربية للتصنيع في فعاليات المعرض الدولي للصناعات الدفاعية "إيدكس 2025"، في نسخته الرابعة، والذي يقام بالقاهرة، برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية القائد الأعلى للقوات المسلحة بإجمالي عدد (57) منتجاً منها (18) منتجاً جديداً يعرض لأول مرة، بالإضافة إلى (9) منتجات من القوات المسلحة، ويؤكد جناح وزارة الدولة للإنتاج الحربي هذا العام أن مصر لم تعد مجرد مستهلك للتكنولوجيا العسكرية، بل منتجًا رئيسيًا يعتمد على قدراته الذاتية، وفق توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بالوصول إلى مرحلة متقدمة من توطين الصناعات الدفاعية.
«ردع 300».. راجمة الصواريخ بعيدة المدىوعلى سبيل الذكر لا الحصر، وفي صدارة منظومة الأسلحة المصرية الجديدة، جاءت راجمة الصواريخ «ردع 300»، التي جرى الكشف عنها لأول مرة داخل جناح الإنتاج الحربي، وتمثل الراجمة تطورًا نوعيًا لقدرة مصر على امتلاك أنظمة صاروخية متعددة الأعيرة، موجهة ومجنزرة، قادرة على ضرب أهداف على مسافة تصل إلى 300 كيلومتر، مع قدرة حركة مرنة على الطرق الممهدة وغير الممهدة بسرعة 40 كم/ساعة. ويعكس ظهور «ردع 300» امتلاك مصر قدرة تصنيع صاروخي متقدم يوفر عنصر الحسم والردع الاستراتيجي.
«سينا 806».. درع الدعم الفني للمركبات المدرعةقدمت الوزارة أيضًا المركبة المصرية الجديدة «سينا 806»، وهي مركبة إصلاح ونجدة تم تصنيعها بالكامل بأيادٍ مصرية لدعم تشكيلات المدرعات «سينا 200»، وتتميز المركبة بقدرتها على تنفيذ جميع مهام الصيانة الميدانية، بفضل:
ونش رفع حمولة 2 طن، وونش سحب بقدرة 15 طن قابلة للمضاعفة إلى 30 طن.
مجموعة متكاملة من المعدات وقطع الغيار.
مستوى حماية مماثل لمدرعات القتال.
وتأتي هذه المنظومة لتدعم رؤية مصر في بناء سلسلة إمداد عسكرية ذاتية بالكامل.
تجهيز عربة خفيفة بمدفع 23 مم مطوّرومن أبرز المفاجآت هذا العام تقديم مركبة خفيفة (4×4) مجهزة بالمدفع الثنائي 23 مم بعد تطويره لتقليل الارتداد وزيادة دقة الإصابة، ويتميز المدفع بمعدل نيران يصل إلى 1600 طلقة في الدقيقة، وبمدى يتجاوز 2 كم للأهداف الأرضية و2.5 كم للأهداف الجوية، ويمكن استخدامه في نمط الإطلاق الفردي أو الزوجي. ويُعد هذا التطوير نقلة مهمة في قدرات مواجهة التهديدات الجوية منخفضة الارتفاع.
تطوير استراتيجي للصلب المدرع المصريوفي خطوة تُعد إنجازًا قوميًا، أعلنت الوزارة نجاحها في تطوير وإنتاج الصلب المدرع بسماكات تصل إلى 30 مم بدلًا من 15 مم سابقًا، مع زيادة العرض إلى 240 سم، وبذلك تصبح مصر واحدة من ست دول فقط على مستوى العالم تمتلك قدرة إنتاج هذا النوع الاستراتيجي من الصلب، الذي يدخل في تصنيع الدبابات والمدرعات القتالية، ويمثل هذا الإنجاز نقلة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من أهم مدخلات الصناعات الدفاعية.
تطوير راجمة «رعد 200»كما شهد جناح الوزارة عرض النسخة المطوّرة من راجمة الصواريخ «رعد 200»، بعد تحديث نظام التحكم ليعمل هيدروليكيًا بدلًا من النظام الكهربائي، إلى جانب تحسين منظومة التنشين. ويؤكد التطوير أن مصر لا تكتفي بإنتاج السلاح، بل تمضي في مسار تحديثه ورفع كفاءته.
خط إنتاج المدفع K9 والذخائر المصريةوفي امتداد لمسيرة توطين التكنولوجيا، عرضت الوزارة نموذجًا لمنظومة K9 A1 EGY، التي يجري تصنيعها في أحد مصانع الإنتاج الحربي عبر خط إنتاج متكامل يتم الانتهاء منه مطلع 2026. كما تم بالفعل تصنيع الذخائر المصرية 155 مم الخاصة بالمدفع داخل مصانع الوزارة، ما يعزز القدرة الذاتية للصناعة العسكرية الوطنية.
وبذلك يثبت «إيديكس 2025» أن مصر ليست مجرد دولة تستعرض منتجاتها، بل قوة إقليمية صاعدة تمتلك إرادة التصنيع وقدرة التطوير، وتخطو بثبات نحو بناء قاعدة تسليح وطنية متكاملة. وما قدمته مصر من أنظمة صاروخية ومدرعات ومنتجات دفاعية متقدمة يؤكد أن الدولة لم تعد تعتمد على الخارج بقدر اعتمادها على عقول وسواعد أبنائها، وما يحدث اليوم في قطاع الصناعات العسكرية ليس مجرد تقدم تقني، بل ترسيخ لمكانة مصر كقوة قادرة على حماية أمنها القومي وصون حدودها وردع أي تهديد محتمل، وفي ظل هذا الزخم من الابتكار والدعم السياسي، تواصل مصر تعزيز حضورها القوي على خريطة الصناعات الدفاعية العالمية، لتؤكد أن قوتها ليست فقط في سلاحها، بل في قدرتها على صناعته وتطويره بيدها وبفكرها وإرادتها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إيديكس 2025 معرض إيديكس 2025 عبدالفتاح السيسي الصناعات الدفاعیة عبدالفتاح السیسی إیدیکس 2025
إقرأ أيضاً:
هشام الحلبي: «إيديكس 2025» تتويج لنجاح 3 نسخ سابقة وقفزة في قدرات الصناعة الدفاعية
أكد اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، أن معرض «إيديكس 2025» جاءت تتويجًا لنجاح 3 نسخ سابقة، موضحًا أن عدد الشركات المشاركة تجاوز 450 شركة، وأكثر من 86 دولة، و45 ألف زائر، إضافة إلى مشاركة أكثر من 100 وفد عسكري رفيع المستوى، وهي الجهات التي ستبرم تعاقدات التسليح والصفقات العسكرية. وأكد وجود قفزات كبيرة بين النسخ السابقة وهذه النسخة.
وقال اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج «على مسئوليتي» المذاع على قناة «صدى البلد» إن هذا النجاح بُني على سمعة النسخ الـ 3 الماضية، وعلى سمعة القوات المسلحة المصرية وقدرتها على تحقيق نجاحات واضحة في الحروب التقليدية وغير التقليدية، مشيرًا إلى أن كل هذه الإنجازات مرصودة عالميًا.
جاري تحويلك إلى الرابط المطلوب بعد 4 ثواني.. أو اضغط هنا إذا لم يمكنك الإنتظار.ولفت إلى قدرة القوات المسلحة على إدارة وتخطيط وتنفيذ تدريبات مشتركة عالية الحجم مثل تدريب «النجم الساطع» الذي شارك فيه أكثر من 8500 مقاتل من 34 دولة، مؤكدًا أن العالم يتابع هذه القدرات.
وأوضح أن مصر أثبتت قدرتها كذلك على تنظيم فعاليات كبرى مثل افتتاح المتحف المصري الكبير، معتبرًا أن «إيديكس 2025» جاء تتويجًا للجهود السياسية والعسكرية والتنظيمية، وأن التحرك المصري الفاعل في ملفات السلام ومؤتمر شرم الشيخ أسهم في تعزيز نجاح هذه الفعاليات.
وأضاف أن من أهم عناصر المعرض مشاركة عدد كبير من الشركات المصرية المصنعة للسلاح بجانب الشركات العالمية وبمستويات تضاهيها وربما تتفوق عليها.
وذكر أن منح شركة عالمية تصريحًا بتصنيع أجزاء من سلاحها في مصر يُعد شهادة دولية على امتلاك مصر القدرة الفنية والمصانع القادرة على تنفيذ هذه المهام، مؤكدًا أن شركة «داسو» العريقة منحت مصر هذا الحق، كما سبقتها شركات فرنسية منحت مصر حق تصنيع فرقاطة «الجويند». وأوضح أن هذه النقاط تُحسب لمصر في سياسة التصنيع العسكري.
وأضاف أن سياسة التصنيع المصرية تعتمد على محورين، الأول هو التصنيع بتصريح من شركات عالمية، والثاني تصنيع الذخائر المصرية بنسبة 100%، وعلى رأسها عائلة «حافظ» من الذخائر الجوية.
وأكد أن الذخائر هي العنصر الذي يوقف أي قوات مسلحة إذا لم يتوفر، وأن امتلاك مصر القدرة على تصنيع الذخائر محليًا يحرر إرادة الدولة في إدارة العمليات العسكرية لفترات طويلة.
وأوضح أن الذخائر الجوية عالية العيار ذات المواصفات الخاصة تُعد جزءًا أساسيًا في عمل الطائرات القتالية الحديثة، مشيرًا إلى أن الوصول إلى هذا المستوى من الدقة يعكس قدرة مصر على تنفيذ عمليات عسكرية ممتدة دون قيود تتعلق بالذخائر أو أعدادها أو أنواعها.
اقرأ أيضاًوزير الدفاع ورئيس الأركان يلتقيان عددًا من قادة الوفود العسكرية على هامش معرض EDEX 2025
«إيديكس».. وزير الإنتاج الحربي يبحث مع نظيره الأرميني سبل التعاون المشترك
عاجل.. الرئيس السيسي يتفقد جناح مصر بمعرض «إيديكس 2025»