صحيفة البلاد:
2025-12-02@11:11:45 GMT

البكتيريا المقاومة للعلاج (2)

تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT

البكتيريا المقاومة للعلاج (2)

لإيضاح خطورة تزايد عدد الميكروبات المقاوِمة، نضرب مثالًا.. مع تطور الأبحاث الخاصة بإنتاج مضادات جديدة للحيوية يصبح لدينا عدة أجيال من هذه المضادات، الجيل التالى تكون له خصائص لا تتوفر في الجيل السابق، كأن يكون قابلا للتعاطى عن طريق الفم، أو طويل المفعول، أو تزيد سعة طيفه العلاجى. وعليه فالمفروض أن لا يتم استخدام الأجيال التالية إلا إذا كانت هناك حاجة لا يمكن علاجها باستعمال الجيل السابق، ولكن الأطباء أحيانًا يسارعون إلى استبدال الجيل الجديد بالجيل القديم؛ لضمان الفاعلية ودونما حاجة حقيقية، وحيث ظهر أن الكائنات الحية الدقيقة تحدث لديها تغيرات جينية تقاوم المضادات التي تم استعمالها، فإننا هنا نجد سلالات من الميكروبات تقاوم الأجيال السابقة واللاحقة من مضادات الميكروبات، وبدلًا من استخدام الأجيال الجديدة كخط دفاع ثان ضد الميكروبات نخسر الجيل القديم والجيل الحديث معًا، وذلك بنشوء سلالات من الميكروبات تقاوم الاثنين كليهما.

وتكون النتيجة خسارة مضاعفة.
أجريت دراسات مسحية على عقارات السيكلوسبورينات، بينت أن نسبة المقاومة للجيل الثالت منها تصل إلى ما يقارب خمسين في المائة من أنواع البكتيريا، التي كان يمكن القضاء عليها سابقًا بهذا العقار. الخبراء في هذا المجال يحذرون من أن البشرية قد تعود قريبًا إلى مرحلة ما قبل اكتشاف مضادات الحيوية، وهذه مسألة خطيرة جدًًا على مستقبل البشر. قاعدة المعلومات الحالية تظهر وجود حوالى عشرين ألف جين من أربعمائة نوع قابلة لإنتاج ميكروبات مقاوِمة.
وقد ظهرت أنواع من الميكروبات قادرة على مقاومة عدة أنواع من المضادات في نفس الوقت، وأصبح يطلق عليها الجراثيم السوبر على وزن السوبر ماركت، وينشأ عنها الكثير من الوفيات والعاهات الدائمة، وسبب ذلك هو قدرتها على التحور في طفرات متعددة تكسبها مقاومةً لعدة أنواع من العلاجات، التى كانت قادرة على إنهائها في السابق، ما يقلل من الخيارات العلاجية المتاحة، ويتسبب في تطاول فترة العلاج داخل المستشفيات، وما يترتب على ذلك من خسائر مادية. كما أن بعض هذه الميكروبات تكتسب ضراوة أشد وقدرة أوسع على الانتشار. ميكروب السل( الدرن) يشكل مثالًا نموذجيًا لهذا النوع من الميكروبات، وقد تحور مع نشوء البشرية، ويعتقد أن ثلث سكان الأرض لديهم ميكروباته القابلة لإحداث المرض، وعندما وفق الله تعالى لاكتشاف عقارات إذا أعطيت مع بعضها البعض، يمكن تجاوز الكثير من حالات الدرن التي كانت مميتة سابقًا، وعادة ما يُضرب المثل بجورج أورويل مؤلف رواية (١٩٨٤) الذي كان أحد ضحايا الدرن. وللأسف ظهرت سلالات مقاومة للعلاج من ميكروب الدرن سريعًا، فقد كان اجتماع اثنين من العقارات في نفس الوقت كافيًا، ولكنها أصبحنا في حاجة إلى استعمال ثلاثة عقارات وأحيانًا أربع في نفس الوقت للتغلب على هذا الميكروب. هذا الكوكتيل من الأدوية حقق نجاحًا كبيرًا في السابق، ولكن لا زالت تظهر سلالات مقاوِمة لجميع هذه العقارات، الأمر الذي أضعف إمكانياتنا الدوائية لعلاج الدرن، وفي العقد الماضى انتشرت هذه السلالات شديدة الفاعلية عبر العالم..(يتبع).

SalehElshehry@

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: من المیکروبات

إقرأ أيضاً:

نقص أدوﻳﺔ السكر والقلب والعظام والمضادات الحيوية.. والاحتكار وراء الأزمة

عادت من جديد أزمة نواقص الأدوية الضرورية بالتأمين الصحى والصيدليات العادية، من أهم الأدوية التى تشهد نقص بعض أنواع الأنسولين، المناسب للأطفال «توجيو - نوفو رابيد» وأنسولين الكبار مثل «ميكستارد، اكتيرابيد»، وأنواع فيتامين د 3 أقراص وشراب للأطفال وحقن للكبار، وشرائط قياس السكر «كير سينس»، أقراص علاج مرض السكر، جلوكوفانس 1000، ديافانس، جالفز، «ديافلوزميت»، «جلوكوفاج»، «سيدوفاج» بأنواعها لعلاج السكر، وبعض أنواع المضادات الحيوية المهمة، ودواء كارديكسين، لانوكسين، لمرضى القلب، «ايراستابكس» لارتفاع ضغط الدم، «كوليروز» للكوليستيرول والدهون، دافلون 500 للأوعية الدموية، «أميجران» للصداع النصفى، أدوية «ديفارول، امافارول، دفاليندى»، وهى فيتامين د 3 لهشاشة العظام ومتاح البديل المستورد لكنه يباع بسبعة أضعاف الثمن، «وان الفا» للعظام، «جينوفيل» للمفاصل، دواء «ميثايلتكنو» وبعض أنواع «فيتامين ب 12» للأعصاب ومرضى السكر، بعض فيتامينات الحديد والكالسيوم للأطفال، وأقراص «سوفيناسين» لعلاج التبول اللإرادى، ودواء علاج سيولة الدم «سيربرولاسين، وأدوية علاج المعدة مثل داستروفيت، سيبرالكس، وأدوية هلاج تأخر الحمل والتبويض مثل جونابيور، جونال اف، ميروفيرت، ابيجونال، فالجيسترييل، و«لانكوسين»، «ديركسين» لعضلة القلب، دهان «كيتوفيت» لعلاج الصدفية، «التركسين» لعلاج الغدة الدرقية، وألبان الأطفال مثل «هيرو بيبى»، «بيبى لاك»، «ابتاميل»، وكذلك بعض أنواع قطرات العيون ومدرات البول، وأدوية البروستاتا والخصوبة.
يعتبر السبب الأساسى فى المشكلة بعض الشركات المحتكرة للاستيراد والإنتاج، التى تخفى بعض الأنواع عبر سياسة «تعطيش السوق» تمهيدا للتلاعب بأسعارها، وترفع أسعار عدد آخر لإجبار المواطن على قبول الأمر الواقع.
وكثير من أنواع الدواء تضاعفت أسعارها بشكل مبالغ فيه، وتقليل عدد الأقراص داخل العبوة، وقال عدد من الصيادلة إن الأسعار تزداد يومياً بدون مبالغة مع كل فاتورة شراء جديدة، وتكون أعلى من سابقتها، وشركات إنتاج الأدوية نفسها أصبحت فى كثير من الأنواع لا تكتب سعر البيع على علبة الدواء بسبب رفع الأسعار المتتالى كل فترة، وبعض الشركات التى تكتب سعر البيع على العلبة لكن ترفع الأسعار على الصيدليات، مع كل فاتورة شراء جديدة، ما يسبب كثيرا من المشاجرات مع المرضى، بسبب رفع سعر البيع للمريض أكثر من المطبوع على العبوة أن وجد. 
والشكاوى مستمرة مع مرضى السكر والقلب والعظام والكلى وارتفاع ضغط الدم والأعصاب والمضادات الحيوية، والأطفال، والمسالك البولية والغدة الدرقية وهرمون النمو، ويشهد المرضى ارتفاعات متتالية فى أسعار الدواء، والمستلزمات الطبية، وصلت فى بعض الأصناف إلى أضعاف الثمن خلال العام، مع اختفاء وشح واضح فى بعض الأنواع الرئيسية المهمة، ونقص شديد فى أصناف الأنسولين المحلى والمستوردة، سواء فى الصيدليات أو بالتأمين الصحى، مما فتح الباب أمام السوق السوداء للتلاعب بالأسعار واستغلال حاجة المريض للحصول على الدواء بأى سعر.
«الوفد» رصدت فى جولة ميدانية إلى عدد من الصيدليات بمناطق مختلفة، وكذلك صيدليات التأمين الصحى بعيادة الهرم الشاملة، ووحدة السادات، وعيادة عرابى، وعيادة الدقى، وقابلت عددا من الحالات المرضية، بالتأمين الصحى، والتى تتجرع مرارة الألم والفقر والمرض، نتيجة عدم توافر أصناف الدواء المطلوبة، وأغلب المرضى من الفقراء البسطاء وأصحاب المعاشات من كبار السن، الذين لا يملكون من حطام الدنيا شيئاً، وأصبحت صحتهم فى تدهور مستمر، نتيجة التوقف عن تعاطى الدواء الغير متوافر.

مقالات مشابهة

  • بقدرات كهربائية.. جيب تقدم الجيل الجديد من Compass| صور
  • الذكاء الاصطناعي قد يُعلّم الجيل القادم من الجراحين
  • نقص أدوﻳﺔ السكر والقلب والعظام والمضادات الحيوية.. والاحتكار وراء الأزمة
  • تحمي من البكتيريا والفطريات ومرض السكر .. اكتشف العشبة المذهلة
  • وزير الرى من المغرب: الجيل الثانى للرى المصرى 2.0 يقود تطوير إدارة المياه
  • أنواع من الفواكه تقوي الأعصاب وتحسن وظائف الدماغ
  • عقلية الجيل الجديد.. هل حان وقت التغيير؟
  • الجيل الناهض .. قصة الصمود اليمني التي كتبت بالوعي والإيمان
  • خبيرة تغذية تكشف أفضل أنواع الجبن الصحية