رغم سمعتها الخطيرة.. ما سرّ تزايد أعداد السيّاح في الصومال؟
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لعقود طويلة، ارتبط اسم الصومال بالصراعات، والقرصنة، والمخاطر الأمنية. فمنذ اندلاع الحرب الأهلية في فترة التسعينيات، استقبلت البلاد عددًا قليلًا من الزوّار الغربيين. لكنّها تشهد اليوم زيادة ملحوظة وغير متوقعة في أعداد السيّاح الأجانب.
رغم تحذيرات غالبية الحكومات الغربية من السفر إلى الصومال، فقد زار البلاد نحو 10 آلاف سائح في عام 2024، وفقًا لإحصاءات دائرة السياحة، مُسجّلين زيادة قدرها 50٪ عن العام السابق.
وقال جيمس ويلكوكس، مؤسس شركة الرحلات الاستكشافية "Untamed Borders"، لـ CNN، إن طلب السفر إلى الصومال يتزايد بسرعة.
وأضاف أن شركته نظّمت هذا العام 13 رحلة إلى العاصمة مقديشو، مقارنة برحلتين فقط في عام 2023.
المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
زعيم تنظيم الدولة في الصومال.. داعية لندني فرّ من مخابرات بريطانيا
نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا احتوى على معلومات مثيرة حول زعيم تنظيم الدولة في الصومال، عبد القادر مؤمن.
وقال كاتب التقرير توم بول، إنه عندما وردت أنباء من غرفة الاستجواب تفيد بأن مقاتلا أسيرا من داعش قد كشف عن مكان مخبأ عبد القادر مؤمن في كهف مرتفع في جبال شمال الصومال القاحلة، لم تمر سوى ساعات حتى حلقت الطائرات الأمريكية في السماء وأمطرت صواريخها.
وأضاف أن الجنود الذين ذهبوا لتفقد الحطام عثروا على عدد من الجثث المتفحمة، لكن لم تكن أي منها جثة مؤمن. ومرة أخرى، أفلت الرجل الذي يُعتقد أنه الزعيم العالمي لتنظيم الدولة من بين أيديهم.
وذكر أن النقيب عمر يوسف محمد، الضابط في قوة شرطة بونتلاند البحرية (PMPF)، التي تقاتل فصيلا دوليا من المسلحين في حرب وحشية للقضاء على التنظيم: "سيكون اليوم الذي نقتل فيه مؤمن أسعد يوم في حياتي. إنه مثل فيروس جاء إلى هنا وأصاب أرضنا بأيديولوجيته القائمة على الكراهية، وجلب الموت والمعاناة لشعبنا".
وبحسب التقرير فعندما خسر تنظيم الدولة خلافته المعلنة في سوريا والعراق عام 2019، لم ينقرض. بل نبتت فروع جديدة من تحت الأنقاض في أجزاء أخرى من العالم، وخاصة في أفريقيا حيث تمكن من استغلال عدم الاستقرار السياسي وضعف الحكم.
ومن مملكته المنعزلة في جبال كال مسكاد في بونتلاند، وهي منطقة شبه مستقلة في الصومال، سعى مؤمن إلى بناء خلافة أخرى.
وأشار التقرير إلى أن مؤمن بدأ بأقل من 30 من أتباعه المقربين، وبحلول نهاية عام 2024، كان قد جمع جيشا يقدر عدده بنحو 1200 مقاتل ورفع الفرع إلى تفوق عملياتي داخل شبكة داعش العالمية.
وقال إنه باعتباره المركز المالي للتنظيم، يُعتقد أن تنظيم داعش الصومال قد موّل هجمات إرهابية في جميع أنحاء العالم بما في ذلك تفجير مطار كابول في عام 2021، والذي أسفر عن مقتل 169 أفغانيا و13 جنديا أمريكيا. في نيسان/ أبريل 2025، أخبر الجنرال مايكل لانغلي، رئيس القيادة الأمريكية في إفريقيا آنذاك، الكونغرس أن "داعش تسيطر على شبكتها العالمية من الصومال" وصرح مسؤولون أمريكيون بأن مؤمن هو القائد الجديد للجماعة.
وأضاف أنه عندما وردت معلومات استخباراتية تفيد بأن مؤمن - وهو صومالي الأصل عاش وعمل في بريطانيا لمدة عقد من الزمان - كان يخطط للاستيلاء على مدينة بوساسو الساحلية، قررت قوات بونتلاند نقل المعركة إليه. بعد ما يقرب من عام من القتال العنيف، والذي دعمت فيه أمريكا سكان بونتلاند بالغارات الجوية، ضعفت قوات مؤمن بشكل كبير.
وأشار إلى أن 200 جندي من القوات الخاصة الأمريكية شنّوا غارة، في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر، انقضّوا فيها على وادي بعلا بطائرات هليكوبتر من طراز MH-60 وشقوا طريقهم عبر الكهوف المحصنة. وأفادت التقارير بمقتل ما بين 10 و15 مسلحا من سوريا وتركيا وإثيوبيا.
وذكر أن مخابرات بونتلاند تُقدّر وجود حوالي 200 مقاتل من داعش متبقّين في كال مسكاد. يواصل مؤمن نفسه حياته، يعيش حياة بدوية بعيدا عن القوة الرئيسية، يتنقل من كهف إلى آخر تحت جنح الظلام، وغالبا ما يكون مُتخفّيا، ويتواصل مع مستشاريه فقط عبر الرسائل المكتوبة.
ومثل أسامة بن لادن، الذي نجا من هجوم أمريكي عبر الممرات الجوفية لتورا بورا عام 2001، استغل مؤمن التضاريس لمصلحته.
وما دام طليقا، يبقى التهديد قائما. إذ أعلن مؤمن بعد مقتل بن لادن في عام 2011 قائلا: "سنواصل جهادنا حتى نذوق الموت مثل أخينا أسامة. أو حتى ننتصر ونحكم العالم أجمع"، بحسب تقرير التايمز.