أثار التصعيد المتسارع بين الولايات المتحدة وفنزويلا موجة واسعة من التفاعلات على منصات التواصل العربية، عقب سلسلة خطوات عسكرية وسياسية متلاحقة، دفعت كثيرين للتساؤل عن مآلات الأزمة ومخاطر انزلاقها نحو مواجهة قد تتجاوز حدود البلدين.

وجاءت التطورات الأخيرة في ظل تبادل غير مسبوق للاتهامات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، ووسط تحركات عسكرية أميركية اعتبرها مراقبون مؤشرا على مرحلة جديدة من الصراع.

وتعود جذور الأزمة إلى أغسطس الماضي، حين وصف ترامب مادورو بأنه أكبر زعيم لتجار المخدرات في العالم، واتهم فنزويلا بتصدير المواد المخدرة إلى الأراضي الأميركية، في خطوة أثارت غضب كاراكاس، التي قالت إن واشنطن تحاول تغيير النظام والسيطرة على احتياطاتها النفطية الضخمة.

وتصاعد التوتر حين نفذت القوات الأميركية 21 ضربة استهدفت سفنا، قالت إنها مرتبطة بتهريب المخدرات، مما أدى إلى تدمير 20 زورقا ومقتل 83 شخصا حتى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وفق ما أعلنته واشنطن.

وتوسعت العمليات لاحقا بإرسال البحرية الأميركية سفنا حربية وغواصة نووية، إلى جانب نشر 16 ألف جندي في البحر الكاريبي، إضافة إلى وصول حاملة الطائرات العملاقة يو إس إس جيرالد آر فورد إلى المنطقة.

وفي خضم هذا التصعيد، أدلى ترامب بتصريحات جديدة من على متن طائرته، قال فيها إن فنزويلا ليست دولة ودية، وإن ملايين من سكانها وصلوا إلى الولايات المتحدة من السجون والعصابات وتجار المخدرات، مضيفا أنهم يتسببون بمشاكل كبيرة ويجلبون المخدرات إلى الداخل الأميركي.

وأعقب ذلك اتصال هاتفي بين الرئيسين استمر 15 دقيقة، عرض خلاله ترامب تأمين ممر آمن لمادورو مقابل تخليه عن السلطة.

عفو شامل

لكن مادورو رفض العرض، وطالب بعفو شامل ورفع العقوبات وإسقاط القضايا المرفوعة ضده في المحكمة الجنائية الدولية، إضافة إلى شرطه البارز المتعلق ببقائه على رأس الجيش حتى في حال مغادرته الحكم.

إعلان

وقالت مصادر أميركية إن ترامب رفض جميع تلك المطالب، ومنح مادورو أسبوعا واحدا لمغادرة فنزويلا مع كبار مسؤولي حكومته إلى أي وجهة يختارونها.

وبعد انقضاء المهلة، أعلن الرئيس الأميركي إغلاق الأجواء فوق فنزويلا، محذرا شركات الطيران العالمية من التحليق فوق أراضيها، في خطوة دفعت منصات التتبع الجوي إلى إظهار تقلص الحركة فوق البلاد بشكل لافت.

ومنذ ذلك الوقت، دخلت الأزمة مرحلة جديدة من الترقب، بينما تتابعت على المنصات العربية تعليقات واسعة بشأن احتمالات التصعيد.

ورصد برنامج شبكات (2025/12/2) جانبا من هذه التفاعلات، حيث كتب مراد معلقا على ما يجري:

مادورو جاء دوره ولا يريد الدخول في الحرب، وإن صممت أميركا ففنزويلا ليست وحدها، ومن هناك ربما بداية حرب عالمية ثالثة.

أما مدثر فانتقد الرئيس الفنزويلي، واعتبر أن الأزمة ناجمة عن سياسات داخلية، قائلا في تغريدته:

صير آدمي يا مادورو واحترم شعبك ووفر لهم رفاهية وخليهم يحبوك ومحد راح يوصل لبلدك.

في حين ركّز عبد الرحمن على الجانب العسكري من التصعيد، مشيرا إلى حادثة أثارت جدلا كبيرا، فكتب:

قيام الطائرات الأميركية بقتل من بقي على أحد القوارب بعد تدميره قبالة الساحل الفنزويلي تهز سلسلة القيادة العسكرية الأميركية.

وذهب نوار إلى تفسير مختلف للعلاقة بين البلدين، معتبرا أن الخلاف مرتبط بالنفط أكثر من المخدرات، فغرد:

النظام الفنزويلي يهرب مادة مخدرات تسمى النفط.. وأميركا تحاول احتواء هذه المادة.. لهذا نعم التهم ضد نظام مادورو كلها صحيحة، يبيعون النفط ولا يبيعونه للأميركان.

ومع تداول شائعات حول مغادرة مادورو البلاد، ظهر الرئيس الفنزويلي في بث مباشر يحتسي القهوة ويلقي خطابا أمام أنصاره، اتهم خلاله واشنطن بممارسة إرهاب نفسي ضد بلاده.

وقال إن الشعب الفنزويلي أظهر خلال الأسابيع الـ22 الماضية قوة ووعيا متزايدين، مؤكدا أن فنزويلا ستبقى دولة ذات سيادة واحترام، ولن تتدخل في شؤون الآخرين، داعيا الولايات المتحدة إلى عدم التدخل في شؤون بلاده.

وفي المقابل، عقد ترامب اجتماعا رفيعا مع كبار مستشاريه الأمنيين لبحث التطورات، قبل أن يلمّح إلى احتمال بدء عمليات برية ضد شبكات المخدرات داخل فنزويلا قريبا جدا، في مؤشر إضافي على أن الأزمة قد تتجه نحو مزيد من التعقيد خلال الفترة المقبلة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات

إقرأ أيضاً:

بعد مكالمة ترامب.. الرئيس الفنزويلي مادورو يظهر علنا منهيا تكهنات بهروبه ويحتسي القهوة

(CNN)-- ظهر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو علنا لأول مرة منذ أيام، الأحد، منهيا بذلك تكهنات واسعة النطاق في البلاد بفراره وسط تصاعد التوترات العسكرية مع الولايات المتحدة.

ولم يُشاهد مادورو، الذي عادة ما يظهر على التلفزيون الفنزويلي بشكل متكرر، علنًا منذ الأربعاء الماضي - عندما نشر مقطع فيديو لنفسه وهو يقود سيارته في أنحاء كاراكاس على قناته عبر تيليغرام - مما أثار تكهنات كبيرة حول مكانه.

والأحد، ظهر مادورو في حفل توزيع جوائز القهوة المتخصصة السنوي في ميراندا، وهي بلدة تقع على مشارف كاراكاس.

وفي الصورة التي تم بثها مباشرة عبر الإنترنت، جلس الرئيس الفنزويلي أمام حشد من الناس ووزع ميداليات على منتجي القهوة الذين استعرضوا أفضل منتجاتهم. واحتسى أنواعا مختلفة من القهوة أثناء إلقائه كلمات موجزة - لم يتطرق أي منها بشكل علني إلى الأزمة الحالية في البلاد.

وفي نهاية الحفل، هتف وقال إن فنزويلا "غير قابلة للتدمير، لا يمكن المساس بها، لا تُقهر" متحدثا عن القطاعات الاقتصادية في البلاد.

ويبدو أن هذه التصريحات تعد بمثابة إشارة إلى التوترات مع الولايات المتحدة، التي أرسلت أكثر من 12 سفينة حربية ونشرت ما يقرب من 15 ألف جندي في المنطقة، في إطار ما تصفه بجهودها لمكافحة تهريب المخدرات، لكن كاراكاس تعتقد أنها محاولة لإجبار مادورو على التنحي عن منصبه.

وجاء ظهور مادورو في المقهى بعد لحظات من تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه تحدث مع الزعيم الفنزويلي عبر الهاتف.

وقال ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية عندما سُئل عما إذا كانت المكالمة قد جرت: "لا أريد التعليق على ذلك، الجواب هو نعم".

ولم يعلق مادورو وكبار أعضاء حكومته على المكالمة الهاتفية مع ترامب.

ورفض خورخي رودريغيز، رئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية، الأحد، مناقشة المحادثة، وقال إنها لم تكن الغرض من مؤتمره الصحفي، الذي ركز بدلا من ذلك على الإعلان عن تحقيق في الضربات البحرية الأمريكية الأخيرة في منطقة البحر الكاريبي.

مقالات مشابهة

  • كارثة وكالة المخابرات الأميركية وراء الستار
  • بين تهديد ترامب وتحدي مادورو.. إلى أين تتجه أزمة فنزويلا؟
  • مادورو يتحدى أمريكا.. فنزويلا لا تريد "سلام العبيد"
  • مادورو ردّا على التهديدات الأميركية: فنزويلا لا تريد سلام العبيد
  • صحيفة: ترامب طلب من مادورو الاستقالة فورا ومغادرة فنزويلا
  • ترامب يثير جدلاً واسعاً بعد اتصال هاتفي بالرئيس الفنزويلي مادورو
  • ترامب يؤكد أنه أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الفنزويلي في خضم التوترات
  • بعد مكالمة ترامب.. الرئيس الفنزويلي مادورو يظهر علنا منهيا تكهنات بهروبه ويحتسي القهوة
  • محللون: قرار ترامب ضد فنزويلا مغامرة كبيرة وهذه أهدافه الحقيقية