خبير: الصفقات الاستثمارية بوابة مصر لاستدامة الموارد الدولارية واحتواء تقلبات سعر الصرف
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
قال رامي حجازي، خبير أسواق المال، إنه في ظل التحديات الاقتصادية العالمية وارتفاع معدلات تقلب أسعار الصرف في العديد من الأسواق الناشئة، تواصل الدولة المصرية تنفيذ سلسلة من الصفقات الاستثمارية الهادفة إلى تعزيز مواردها الدولارية وتخفيف الضغوط الواقعة على العملة المحلية.
وتابع، أن هذه الصفقات لم تعد مجرد أدوات لتمويل المشروعات أو تعظيم الإيرادات، بل أصبحت ركيزة أساسية لضمان استدامة التدفقات النقدية الأجنبية وتعزيز الاستقرار المالي.
وأكد حجازي، أن الدولة تبنّت خلال العامين الماضيين نهجًا قائمًا على جذب استثمارات مباشرة في قطاعات استراتيجية، من بينها الطاقة التقليدية والمتجددة، والبنية التحتية، والقطاع الصناعي، والخدمات اللوجستية، متابعا ان جزءًا مهمًا من هذه الصفقات يعتمد على شراكات طويلة الأجل مع كيانات إقليمية ودولية تمتلك ملاءة مالية قوية، مما يضمن تدفقات دولارية مستدامة وغير مرتبطة بتذبذبات الأسواق قصيرة الأجل.
وأشار خبير أسواق المال، إلى أن تنويع مصادر العملة الصعبة يعدّ أحد أهم الأهداف التي تسعى الدولة إلى تحقيقها عبر هذه الصفقات، إذ تساهم المشروعات الكبرى والشراكات الاستثمارية في خلق قنوات جديدة للدولار بخلاف المصادر التقليدية مثل السياحة والتحويلات والصادرات، مستدركا أن دخول شركات دولية كبرى إلى السوق المصري غالبًا ما يصاحبه التزام بضخ رؤوس أموال جديدة، إلى جانب توفير فرص عمل وزيادة القدرة الإنتاجية بما يعزز الصادرات.
ويرى حجازي أن انعكاس هذه الصفقات على سوق الصرف بات واضحًا، إذ أسهمت في تخفيف الضغوط على الطلب المحلي للدولار، ووفرت للدولة قدرة أكبر على إدارة التزاماتها التمويلية، مع تحسين مستوى الاحتياطي النقدي، متابعا أن هذا النهج ساعد على تقليص الفجوة بين العرض والطلب في سوق الصرف، مما أدى إلى تهدئة التقلبات وخلق مناخ أكثر استقرارًا للمؤسسات الاستثمارية والمستهلكين على حد سواء.
وشدد على أن الدولة تتجه في المرحلة المقبلة إلى توسيع دائرة الصفقات الاستثمارية عبر التركيز على الأصول التي تمتلك قدرة إنتاجية عالية، إلى جانب طرح فرص جديدة في قطاعات تتسق مع متطلبات الاقتصاد العالمي، مثل الصناعات الخضراء وسلاسل الإمداد المتقدمة، مشيرا إلى أن هذه الصفقات لا تمثّل مجرد بيع أصول كما قد يروّج البعض، بل هي إعادة هيكلة ذكية لاستثمار موارد الدولة بما يعزز القيمة المضافة ويرفع كفاءة إدارة الأصول العامة.
ويختم خبير أسواق المال تصريحه بالتأكيد على أن نجاح هذه الاستراتيجية مرهون باستمرار الإصلاحات الهيكلية وزيادة الشفافية في عرض الفرص الاستثمارية، مع توفير بيئة تشريعية ومالية قادرة على جذب مزيد من الشركاء الدوليين، والطريق نحو استدامة الموارد الدولارية واحتواء سعر الصرف بدأ بالفعل، وأن توسيع نطاق الصفقات الاستثمارية سيظل أحد أهم الأدوات لتحقيق استقرار اقتصادي طويل المدى.
أكد رامي حجازي، خبير أسواق المال، أن تدفق الاستثمارات الجديدة ينعكس بشكل مباشر على القطاعين العقاري والسياحي، باعتبارهما من أكثر القطاعات قدرة على جذب العملة الأجنبية وتحريك عجلة النمو، موضحا أن الاستثمار في المشروعات العقارية الكبرى يساهم في زيادة الطلب الخارجي على الوحدات السكنية والسياحية، وهو ما يرفع حصيلة الدولة من الموارد الدولارية.
وأكمل أن في الوقت نفسه، يعزز الاستثمار في البنية التحتية السياحية من فنادق ومنتجعات ومراكز ترفيهية قدرة مصر على استقبال مزيد من السائحين، بما يوفر تدفقات نقدية مستدامة تدعم استقرار سعر الصرف وتخفف الضغوط على الاحتياطات الأجنبية، مستدركا أن تنشيط هذين القطاعين بالتحديد يخلق دورة اقتصادية متكاملة، ترفع من مستويات التشغيل وتزيد إيرادات الدولة، ما يجعلهما محوريين في استراتيجية الحكومة لتعزيز الاستقرار المالي والاقتصادي.
وفي السياق نفسه أشار إلى أن الفترة المقبلة سيكون قطاع الأدوية جاذب للاستثمار والقطاع الزراعي هيستحوذ على اهتمام كبير من الحكومة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصفقات الاستثمارية رامي حجازي خبير أسواق المال أسعار الصرف المشروعات الدوله استثمارات العملة الصعبة الصفقات الاستثماریة خبیر أسواق المال هذه الصفقات
إقرأ أيضاً:
ما الأفق القياسي للتوقّعات الإكتوارية لاستدامة صناديق الضمان.؟
#سواليف
ما الأفق القياسي للتوقّعات الإكتوارية لاستدامة #صناديق_الضمان.؟
خبير التأمينات والحماية الاجتماعية الحقوقي/ #موسى_الصبيحي
تعطي الدراسات الإكتوارية ثلاثة مؤشّرات رئيسة مهمة للأوضاع المالية المستقبلية المتوقّعة لصناديق #التقاعد والضمان الاجتماعي:
مقالات ذات صلة وظائف شاغرة 2025/11/30الأول: تعادل #النفقات مع الاشتراكات.
الثاني: تعادل النفقات مع الاشتراكات وعوائد الاستثمار.
الثالث: نفاد الموجودات.
ولذا فإنّ أفق التوقّعات القياسي لاستدامة هذه الصناديق يتراوح ما بين 50 سنة إلى 75 سنة ( Social Security Reserve Funds: Standard protection horizon: 50 – 75 years.
والسبب في ذلك أن التزامات الضمان تمتد على مدى تعاقب الأجيال مما يتطلب افتراضات ديمغرافية واقتصادية واستثمارية طويلة الأجل ( Long-term demographic, economic, and investment assumptions)
ومن الممارسات العالمية في هذا المجال ( Common Practice):
١) الضمان الاجتماعي الأمريكي ( U. S. Social Security ): أفق التوقّع: ( 75 )عاماً.
٢) خطة المعاشات التقاعدية الكندية ( Canada Pension Plan): أفق التوقّع: ( 75 ) عاماً.
٣) صناديق احتياطي المعاشات التقاعدية العامة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ( OECD Public Pension Reserve Funds): أفق التوقّع: ( ما بين 50 – 60 ) عاماً.
أما فيما يتعلق بما لدينا في الضمان الاجتماعي بالأردن، فإن الدراسات الإكتوارية تعطي أفقاً توقّعيّاً لا يتجاوز غالباً مدة ( 40 ) عاماً، وهذا ما أسفرت عنه الدراسة الإكتوارية العاشرة التي أعطت أفقاً توقّعياً لصندوق تقاعد الضمان في العام 2061. وبانتظار ما ستسفر عنه الدراسة الإكتوارية الأخيرة من مؤشّرات وأفق توقّع جديد، وفي تقديري لن يتجاوز بأي حال الثلاثين عاماً في ضوء المعطيات التي بُنيت عليها الدراسة كما في نهاية العام 2022.