تلقت مجموعات "أبو شباب" المتعاونة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في شرق مدينة رفح؛ ضربة موجعة الخميس، في أعقاب مقتل زعيمها "ياسر أبو شباب" برصاص مسلحين قبليين في منطقة خاضعة لنفوذه، في حدث لاقى ردود فعل فلسطينية واسعة، وسط دعوات إلى عزل هذا المجموعات، وإنهاء وجودها.

ويطرح رحيل زعيم هذه المجموعات سؤالا حول مصير هذه الحالة، والتي تواجه رفضا شعبيا واسعا في قطاع غزة، كونها متعاونة مع قوات الاحتلال التي ارتكبت إبادة جماعية ضد الأهالى على مدار عامين كاملين، وحملة تجويع ممنهجة، كان "أبو شباب" ومجموعاته، أبرز أدواتها الفاعلة.



صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية قالت، إن غسان الدهيني تولى قيادة "مجموعات أبو شباب"، بعد أن عولج داخل مستشفى إسرائيلي من إصابة طفيفة تعرض لها خلال النزاع الذي أدى إلى مقتل "ياسر أبو شباب" الخميس الماضي.


لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل يتمكن الدهيني من السيطرة على مجموعات أبو شباب ومناطق نفوذها؟

مصدر من قبيلة "الترابين" قال لـ"عربي21" إن تولي الدهيني لـ"مجموعات أبو شباب" خلفا لزعميها السابق، لن تلقى حماسا في أوساط تلك الحالة التي تتخذ من شرق رفح مقرا لها ومسرحا لنفوذها في المنطقة، على اعتبار أن "الدهيني" ليس من أبناء المنطقة، وعليه فإن توليه المسؤولية والزعامة ستواجه برفض من المكونات المليشياوية في المنطقة المذكورة.

"القبول بالدهيني"
ولفت المصدر إلى الدهيني ابن القبيلة ذاتها التي ينتمي إليها أبو شباب (الترابين)، لكن الفارق أنه جاء إلى مناطق شرق مدينة رفح قادما من منطقة تل السلطان غرب المدينة مع بداية الحرب الأخيرة على غزة، ولم يكن يسكن منطقة شرق رفح من ذي قبل، مشيرا إلى أن هذا يمثل فارقا كبيرا في القبول به والتعاطي معه كزعيم جديد للمجموعات.

وشدد المصدر أن المناطق التي كان يسيطر عليها "أبو شباب" لا زالت تخضع لنفوذ واسع من قبل أكبر عائلات بدوية هناك، وهي "أبو سنيمة"، و"الدباري"، اللتان تسكنان تلك المنطقة منذ عقود طويلة وتنتشر خصوصا في منطقة "المطار" والشوكة" شرق رفح، لافتا في الوقت نفسه إلى محاولات مبكرة من قبل "الدهيني" لمهادنة العائلتين، و"شراء" ودهما بغية تمكينه من بسط سيطرته على المنطقة.
وتوقع المصدر انهيارا داخليا لمجموعات أبو شباب على ضوء حادثة مقتل زعميها السابق، قائلا في حديثه لــ"عرلابي21"، إن وصول مرحلة النزاع في تلك  المنطقة "إلى الدم" يعني أن تطورات لاحقة حتمية ستحدث، وستكون على حساب تواجد "أبو شباب" ومجموعاته وقيادتها الجديدة المتمثلة في الدهيني، والذي توقع أن يبقى مصر سلفه أبو شباب.

واستطرد المصدر: "مجموعات أبو شباب تتكون من أبناء منطقة شرق رفح، بمن فيهم شبان من عائلات  أصبح لديها ثأثر من قيادة المجموعات حاليا، وهذا يعني نزاعات داخلية وشيكة قد تطيح بهذه الحالة بالكامل". وفق توقعاته.


قلق إسرائيلي
وتشير تقديرات أمنية إسرائيلية إلى خشية من توسع حالة الفوضى وانهيار "رهان إسرائيل" على المجموعات العشائرية المتعاونة معها في رفح ومناطق حدودية أخرى في قطاع غزة، في أعقاب مقتل "ياسر أبو شباب".

ويشير محللون اسرائيليون إلى أن موت أبو شباب شكل ضربة قاسية لخطط "اليوم التالي"، التي كانت تعتمد على مجموعات عشائرية محلية كبديل لإدارة حماس، إذ أظهرت الحادثة هشاشة البنية التنظيمية لهذه الميليشيات وانكشافها السريع أمام أي ضغط ميداني. وفق تقرير لهيئة البث الإسرائيلية.

ويرى هؤلاء أن استمرار تفكك هذه المجموعات قد يفضي إلى أحد مسارين: إما تعزيز موقع حماس باعتبارها القوة الأكثر تنظيماً رغم الحرب، أو انزلاق القطاع إلى دوامة أعمق من الفلتان الأمني والثأر العشائري، وهو السيناريو الذي تخشاه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أكثر من غيره.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية رفح فلسطينية فلسطين رفح مجموعات ابو شباب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة شرق رفح

إقرأ أيضاً:

مجلس شباب الثورة: ما جرى بحضرموت انقلاب كامل نفذته أدوات إماراتية وسعودية

أكد مجلس شباب الثورة السلمية أن ما جرى في حضرموت هو انقلاب مكتمل نفّذته الإمارات والسعودية عبر أدواتهما المحلية، وبتواطؤ فاضح من المجلس الرئاسي الذي أثبت عجزه وانصياعه الكامل لمشاريع تمزيق اليمن.

 

وقال المجلس في بيان له، إن إسقاط المنطقة العسكرية الأولى ودخول مليشيات الانتقالي إلى حضرموت والمهرة بلا أي صفة شرعية، وبحماية مباشرة من التحالف، يكشف أن المجلس الرئاسي لم يعد سوى واجهة هشة تستخدم لتغطية مخططات تقويض الدولة وتسليم المحافظات لقوى أمر واقع انفصالية.

 

وأوضح أن قدوم الوساطة السعودية بعد الحسم العسكري ليس إلا محاولة مكشوفة لإضفاء شرعية زائفة على الأمر الواقع، وتجميل فعلٍ عدواني يستهدف حضرموت واليمن الجمهوري برمّته.

 

وحيا المجلس صمود أبناء حضرموت وحلف قبائلها، مشيدا بقوات المنطقة العسكرية الأولى التي صمدت رغم تخلي القيادة السياسية عنها وتركها بلا غطاء ولا قرار.


مقالات مشابهة

  • معهد التخطيط: تقرير التنمية العربية لعام 2025 يمثل مرجعًا لتحليل مستقبل أسواق العمل في المنطقة
  • مصرع 3 شباب في حادث مروع بطريق رأس الحكمة بالساحل الشمالي
  • منال عوض تعلن تولي مصر رئاسة المكتب التنفيذي لإتفاقية برشلونة
  • غزة: وزارة الداخلية تتحدث بشأن مقتل ياسر أبو شباب
  • مختص لـ"صفا": مقتل "أبو شباب" نهاية نموذج "اليوم التالي" وانتكاسة لـ"غزة الخضراء"
  • مختص لـ"صفا": مقتل "أبو شباب" نهاية لنموذج اليوم التالي وانتكاسة لمشروع "غزة الخضراء".
  • مجلس شباب الثورة: ما جرى بحضرموت انقلاب كامل نفذته أدوات إماراتية وسعودية
  • إذاعة جيش الاحتلال: غسان الدهيني نائب ياسر أبو شباب أصيب في الاشتباكات
  • كشف تفاصيل جديدة عن مقتل ياسر أبو شباب وغسان الدهيني .. ومصادر ترجّح وقوعهما في كمين محكم للمقاومة