نائب وزير التعليم: تعميم تدريس البرمجة والذكاء الاصطناعي في التعليم الفني بدءًا من العام المقبل
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
أكد الدكتور أيمن بهاء الدين، نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن إدخال مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي إلى مناهج التعليم الفني أصبح ضرورة ملحّة تفرضها التطورات العالمية وسوق العمل الحديث، موضحًا أن الوزارة اتخذت قرارًا بتسريع خطة التطبيق بعد النجاح الكبير الذي حققته التجربة في الصف الأول الثانوي العام.
وأضاف أن آلاف الطلاب أظهروا استجابة غير مسبوقة، وتفاعلًا كبيرًا مع المنصات التعليمية التفاعلية، وهو ما دفع الوزارة إلى التوسع في التجربة داخل التعليم الفني.
وأضاف نائب الوزير، خلال لقائه في برنامج «أحداث الساعة» مع الإعلامية خلود زهران على شاشة إكسترا نيوز، أن المنهج الجديد لا يعتمد على الشرح التقليدي داخل الفصول، بل يقوم بشكل كامل على منصة تفاعلية تتيح للطالب التعلم الذاتي وحل المشكلات من خلال أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن الطلاب أنهوا آلاف الساعات من التدريب عبر المنصة اليابانية المعربة، التي أثبتت فعاليتها وقدرتها على رفع مستوى المشاركة والتفاعل داخل الصفوف.
وأكد أن إدخال هذه المادة في التعليم الفني يخدم خطة الدولة لتطوير هذا القطاع الحيوي، خاصة مع التحولات الكبيرة التي تشهدها مجالات الصناعة والزراعة والري والفندقة، والتي باتت تعتمد على أجهزة مميكنة وروبوتات وأنظمة ذكية تتطلب فنيين يمتلكون مهارات برمجية وتحليلية متقدمة.
وشدد على أن وجود خريج فني قادر على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة أصبح ضرورة تتسق مع متطلبات السوق المحلي والدولي.
وأشار الدكتور أيمن بهاء الدين إلى أن الوزارة تنفذ بالتوازي خطة شاملة لتأهيل المعلمين، تشمل تعيين دفعات جديدة عبر المسابقات، وإتاحة برامج تدريبية من خلال الأكاديمية المهنية لمعلمي التعليم الفني وهيئة ضمان الجودة.
ولفت إلى أن دور المعلم في تدريس المادة أصبح دور الميسّر وليس الملقّن، بينما يتولى الطالب تنفيذ المهام والتفاعل مع المنصة. واختتم بالتأكيد على استمرار متابعة التجربة وتطويرها، بما يضمن تخريج جيل جديد يمتلك أدوات المستقبل.
اقرأ أيضاًبعد أنباء لجوئها لـ A I.. ميادة الحناوي تواجه أزمة بسبب الذكاء الاصطناعي
رئيس اقتصادية قناة السويس يلتقي عملاقة "التكنولوجيا والطاقة" الأمريكية لجذب استثمارات متقدمة
كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة مطروح تشارك في زيارة علمية لمعرض الصناعات الدفاعية EDEX 2025
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: وزارة التربية والتعليم الذكاء الاصطناعي نائب وزير التربية والتعليم الدكتور أيمن بهاء الدين مادة البرمجة التعلیم الفنی
إقرأ أيضاً:
سراب الذكاء الاصطناعي... الحدّ الفاصل بين الحقيقة والزيف
لا يكاد يوم يمضي بما فيه، ويأتي آخر حتى يذكر فيه اسم "الذكاء الاصطناعي"، ثم يتوالى الحديث عبر مشارب الأرض، وسرعان ما يصبح ككرة الثلج كلما تدحرجت في منحدراتها كبرت أكثر من السابق، فيصبح هذا المارد منتشرا ما بين ثنايا العالم، يتداوله الناس كعملة تحمل وجهين لا ثالث لهما.
هذا العلم دخل إلى حياة الناس بشغف المنتظرين عند أبوابه الكثيرة، لكنه سرعان ما أرعب البشر بوجه الشاحب، وأصبح جزءا من تحدي الشعوب لتعامل معه بحذر، لم يترك أرضا ولا سماء إلا وأسمع البشر، ففي قاعات المحاكم ينظر القضاة بشكل يومي في قضايا من نوع جديد: أشخاص يحاولون إثبات الحقائق التي لفها التزييف والخداع، فبعض الجناة استغلوا " الذكاء الاصطناعي لصالحهم سواء من أجل "التشهير أو بابتزاز" وإيقاع أكبر قدر ممكن من الضحايا، وكم من أشخاص تدمرت حياتهم بسبب تقنيات الذكاء الاصطناعي!
على مختلف الأصعدة بات هناك حراك عجيب تشهده الحياة منذ أن انتشر بيننا هذا العلم "القديم الجديد". أصواتنا وحركاتنا وملامحنا أصبحت قابلة للفك والتركيب على هيئات مركبة بشكل متقن وعلى نماذج تحاكي شيئا آخر غير الواقع، وكأن الاستنساخ البشري أصبح متاحا بعد أن فشلت التجارب الماضية.
في الجانب الآخر انتشر الغش الإلكتروني بصورة صادمة. في الصحف هناك عشرات أو لنقل المئات من المقالات التي تم توليدها بالتقنية الحديثة على أنها فكر إنساني لكنها للأسف ما هي إلا أفكار معبأة في أدوات مصطنعة، واستسهل الناس الأشياء باستخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات الإبهار وشد الانتباه للأشياء.
لقد أصبح المتلقي في حيرة من أمره ما بين "شك ويقين "؛ فسراب الذكاء الاصطناعي أصبح هو الحدّ الفاصل بين الحقيقة والزيف، وعليه أصبحنا لا نميز ما بين ما هو مكتوب أهو من لغة البشر أم تأليف إلكتروني. وازداد الخوف عند رؤية بعض المقاطع المصورة التي تحاكي الواقع، ولكنها لا تمت إلى الواقع بصلة. وكم أصبنا برعب الأصوات التي تأتينا من داخل هواتفنا كتظليل آخر لصوت يشبه بعض الراحلين عن عالمنا منذ زمن.
إذا كان الذكاء الاصطناعي له إيجابيات كثيرة فلماذا يلتفت الناس إلى الجانب المظلم منه؟ وهذا الأمر يذكرنا بـ"الإنترنت" فما بين مجال حيوي ونابض بالحياة والخير، ومكان آخر مؤذ للإنسان ومدمر لكل شيء ذي قيمة أخلاقية أو إنسانية.
أحد الأكاديميين حدثني بأن بعض الأعمال الطلابية التي يكلف بها تلامذته يكتشف أن كثيرا منها استوحي كاملا من الذكاء الاصطناعي. أحد الكتاب تحدث طويلا عن المقالات التي تنشر في بعض المنابر الإعلامية مستوحاة من الذكاء الاصطناعي، وهي للأسف يدفع لها مبالغ مالية نظير هذا النشر!
إن ظهور هذه النماذج السلبية تجعلنا نتشكك كثيرا فيما نراه أو نسمعه أو نقرأ عنه. لقد ارتكب المخربون جرائم ضد إنسانيتنا المعهودة؛ فهناك من سعى إلى تشويه سمعة البشر، والنيل من كرامة الإنسان باستخدامه نوعا من أنواع الذكاء الاصطناعي فيما أصبحت عمليات التزوير مزدهرة عالميا، وعمليات والقرصنة تتم بشكل روتيني عبر استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وتحقق مآربها وتخلف خسائر مالية كبيرة.
أصبح العالم في حالة " اضطراب نفسي"، ومن المفارقات التي بات الحذر منها واجبا هو عدم تصديق أي شيئا يصل إلى هاتفك أو حاسوبك الشخصي؛ لأن الكثير من الأشياء المرسلة "مزيفة" و تم إخضاعها إلى عمليات مبرمجة ومعالجة تقنية حديثة ذات احترافية عالية. الآن أصبحت الأشياء ليست حقيقية كما ينبغي لها أن تكون، وإنما عبارة عن تظليل مصطنع وخداع محكم؛ فهل أصبح بعد كل تلك الأشياء الوثوق بالذكاء الاصطناعي آمنا؟!