ترامب يضغط للعفو عن نتنياهو والرئيس الإسرائيلي يعلق
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
قالت وسائل إعلام إسرائيلية، السبت، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كثف خلال الأسابيع الأخيرة ضغطه على نظيره الإسرائيلى إسحاق هرتسوغ، لدفعه لإصدار عفو عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في قضايا فساد يحاكم فيها.
وردا على ضغوط الرئيس الأميركي، نُقل عن هرتسوغ قوله: "أحترم ترامب لكن إسرائيل دولة ديمقراطية".
وطلب نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة– الأحد الماضي من الرئيس الإسرائيلي منحه عفوا عن تهم الفساد التي تلاحقه، لكن دون الإقرار بالذنب أو اعتزال الحياة السياسية.
ومنذ بداية محاكمته في إسرائيل بتهم فساد، رفض نتنياهو الاعتراف بالذنب، ولا يتيح القانون الإسرائيلي للرئيس منح العفو إلا بعد الإقرار بالذنب.
ضغوط مكثفةوأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن ترامب كثّف خلال الفترة الماضية "رسائله المباشرة، بدءا من خطابه أمام الكنيست الذي دعا فيه هرتسوغ للعفو عن نتنياهو، مرورا بمواقف إعلامية وتصريحات في شبكات التواصل، وصولا إلى رسالة رسمية وجهها لرئيس إسرائيل يحثه فيها على إنهاء الملفات القضائية ضد نتنياهو".
وأشارت إلى أن تدخل ترامب بات جزءا من "حملة ضغط سياسية وإعلامية واسعة"، مدعومة من شخصيات بارزة في اليمين الإسرائيلي، لدفع هرتسوغ لاتخاذ قرار قد يوقف محاكمة نتنياهو بملفات الفساد.
وذكرت القناة أن هرتسوغ يدرس بالفعل مسارا عمليا للتعامل مع طلب العفو الذي قدمه نتنياهو، ويتضمن سيناريوهات متعددة، من بينها تشكيل لجنة تحقيق رسمية في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كجزء من تسوية شاملة تمهّد لمنح العفو.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قررت حكومة نتنياهو تشكيل لجنة تحقيق غير رسمية بأحداث السابع من أكتوبر، وهو ما انتقدته المعارضة الإسرائيلية بشدة، معتبرة أن الحكومة "تهرب من الحقيقة" وترفض تشكيل لجنة ذات صلاحيات.
إعلانويعارض نتنياهو تحركات لتشكيل لجنة تحقيق رسمية في فشل حكومته بمواجهة هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ويرفض تحمله أي مسؤولية عن الفشل.
تسوية محتملةوبحسب القناة 12، فإن هرتسوغ "يدرس أيضا إمكانية دفع تسوية بين نتنياهو والنيابة العامة، أو صيغة قانونية أخرى يمكن أن تخرج الملف القضائي من الجمود، في ظل قناعة عبّر عنها لمقربين منه بأن القضية تخنق النظام السياسي وتؤثر بشكل سام على المجتمع الإسرائيلي".
وتأتي هذه التطورات، بحسب المصدر ذاته، في ظل مشهد داخلي متوتر، وانتقادات حادة أطلقتها شخصيات قضائية بارزة، بينها الرئيسة السابقة للمحكمة العليا إستير حايوت، التي حذرت من "تراجع خطير في قواعد اللعبة الديمقراطية"، في حال العفو عن نتنياهو.
ويرى مراقبون -وفق القناة- أن الجمع بين الضغط الأميركي العلني ومسار البحث عن تسوية داخلية يجعل قرار هرتسوغ المرتقب من بين أكثر القرارات حساسية في ولايته، وسط ترقب سياسي واسع لاحتمالات أن يشكل العفو، إن تم، نقطة انعطاف في الخريطة السياسية لإسرائيل.
وأظهر استطلاع للرأي العام أجراه معهد "لازار" في إسرائيل، انقساما واضحا بشأن العفو عن نتنياهو، إذ أيد 38% من المستطلعين منح نتنياهو العفو دون مقابل، في حين قال 27% إنهم يؤيدون منحه العفو بشرط اعترافه بالذنب واعتزاله الحياة السياسية.
في حين عارض 21 % من المستطلعين منحه العفو إطلاقا، وقال 14% منهم إنهم لا يملكون رأيا محددا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات عن نتنیاهو
إقرأ أيضاً:
جنوب لبنان تحت القصف الإسرائيلي مجددًا.. والرئيس اللبناني: لا تنازل عن السيادة في أي تفاوض
تجدّد التوتر اليوم على الجبهة الجنوبية بعد سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت بلدات المجادل ومحرونة وجباع وبرعشيت جنوبي لبنان، في تطوّر يُعدّ الأوسع منذ مغادرة بابا الفاتيكان البلاد، وفي وقت دخلت فيه الاتصالات الدبلوماسية في الناقورة مرحلة جديدة من التواصل المباشر بين لبنان وإسرائيل برعاية أمريكية.
شنّ الجيش الإسرائيلي هجماته بعد سلسلة إنذارات نشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة "إكس"، طالب فيها سكان مبان محددة بإخلائها فورًا قبل استهداف مواقع زعم أنها تابعة لحزب الله.
وقال: "الجيش سيهاجم في المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله الإرهابي في أنحاء جنوب لبنان، وذلك للتعامل مع محاولات الحزب لإعادة إعمار أنشطته في المنطقة".
ثم أعلن لاحقًا أنّ "الجيش أغار على عدة مستودعات أسلحة تابعة لحزب الله الإرهابي في جنوب لبنان، وُضعت في قلب المناطق المدنية"، معتبرًا أنّ ذلك "مثال إضافي على استخدام حزب الله المدنيين دروعًا بشرية".
وأضاف أنّه جرى اتخاذ خطوات لتجنّب إصابة السكان، بينها استخدام ذخائر دقيقة، توجيه إنذارات مسبقة، إجراء استطلاع جوي، والاستناد إلى معلومات استخباراتية. وادعى أنّ وجود المستودعات "يشكل خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان"، مؤكّدًا مواصلة العمليات "لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل".
وفي موازاة الغارات، انتشرت على مواقع التواصل مقاطع تُظهر لحظات القصف الذي طال الجنوب، فيما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن الغارة على منزل في محرونة تسببت بأضرار في المباني المجاورة وبمغادرة عدد كبير من المواطنين.
ويأتي هذا التصعيد بعد ساعات من الاجتماع الذي عُقد في الناقورة ضمن إطار لجنة مراقبة وقف إطلاق النار المعروفة بـ"الميكانيزم"، في جلستها الرابعة عشرة منذ تشكيلها، وهي الأولى التي يشارك فيها ممثلون مدنيون من الجانبين: السفير اللبناني السابق في واشنطن سيمون كرم، والمدير الأعلى للسياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يوري رسنيك.
جلسة الحكومة وعرض الخطة العسكريةجاء الخرق الإسرائيلي على وقع جلسة حكومية عُقدت في قصر بعبدا برئاسة الرئيس اللبناني جوزف عون، وبحضور رئيس الحكومة نواف سلام والوزراء. وطرح رئيس الجمهورية ملف تكليف السفير سيمون كرم برئاسة الوفد اللبناني في "الميكانيزم".
وأوضح عون أنّ تعيينه جاء بعد مشاورات مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحكومة نواف سلام حول ضرورة انطلاق مفاوضات في الناقورة، وتضمين اللجنة عنصرًا مدنيًا. واعتبر أنّ الجلسة الأولى "مهّدت لطريق ستتواصل جلساته بدءًا من ١٩ من الشهر الحالي"، مشددًا على أهمية "لغة التفاوض بدل لغة الحرب".
وبعد الجلسة، أوضح وزير الإعلام بول مرقص أنّ الرئيس عون أكد عدم وجود "خيار آخر سوى التفاوض"، داعيًا الولايات المتحدة ومجلس الأمن إلى "العمل على إنجاحه"، وإلى مطالبة إسرائيل بالتعاطي بجدية. كما شدد الرئيس على ضرورة "إبعاد شبح الحرب عن لبنان وأن لا تنازل عن السيادة اللبنانية في أي تفاوض".
وقد تخلّل الجلسة تقديم قائد الجيش تقريره الشهري الذي تضمّن أهم المهمات التي تمّ تنفيذها جنوبي الليطاني، والتطورات المتعلقة بخطة حصر السلاح، تنفيذًا لقرار مجلس الوزراء الصادر في الخامس من آب/ أغسطس الماضي.
من جهته، قال وزير الاتصالات شارل الحاج إن التقرير النهائي للجيش عن جنوب الليطاني سيُقدّم الشهر المقبل، وإنّ تقدم الجيش جاء وفق الخطة الموضوعة.
استمرار الخروقات الإسرائيليةشهدت فترة زيارة البابا إلى لبنان هدوءًا ملحوظًا، لكنّ ما قبلها وما تلاها حمل سلسلة خروقات متواصلة للهدنة، في ظل اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم في 27 نوفمبر 2024 بوساطة أمريكية.
تستمر إسرائيل بتنفيذ ضربات شبه يومية، رافضةً الانسحاب من خمس تلال استراتيجية في الجنوب يفترض تسليمها خلال 60 يومًا من بدء تنفيذ الاتفاق. وبحسب مسؤولين لبنانيين، بقي الاتفاق "حبرًا على ورق" من الجانب الإسرائيلي.
Related البابا والملفّ اللبناني.. هل تشكّل زيارته حاجزًا أمام التصعيد الإسرائيلي؟عام على اتفاق وقف اطلاق النار: إسرائيل تستهدف جنوب لبنان بسلسلة غارات وتعلن حصيلة ضرباتها خلال سنةكنز استخباراتي سيأخذ لبنان إلى مرحلة جديدة إذا وقع بيد حزب الله.. ماذا يجري في ضاحية بيروت الجنوبية؟وتسببت الهجمات بتدمير منازل ومدارس وبنى تحتية، فضلًا عن استهداف آليات إعادة الإعمار، في ما اعتُبر محاولة لتعطيل جهود التعافي. وفي مقابلة مع "يورونيوز"، أكدت اليونيفيل أنّ تمركز القوات الإسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية يعرقل جوهر الاتفاق الذي ينص على انسحابها الكامل.
وكشفت أنها وثقت أكثر من عشرة آلاف انتهاك خلال العام الذي تلا اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني/ أكتوبر الماضي، معظمها من الجانب الإسرائيلي.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة