وحش نتفليكس.. كيف تحوّل القتلة الحقيقيون إلى ظاهرة جماهيرية؟
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل "الوحش" (Monster) عن جيفري دامر عام 2022، تمضي نتفليكس في توسيع هذا المشروع بتحويله إلى سلسلة أنثولوجيا تصدر بمواسم جديدة كل عام، تُسلّط الضوء على أكثر القتلة الأميركيين رعبا وتعقيدا عبر التاريخ.
ورغم الإقبال الجماهيري، لا يزال الجدل قائما حول الحدود الأخلاقية لتقديم قصص القتلة الحقيقيين كمواد ترفيهية، خاصة لدى عائلات الضحايا التي ترى في هذه الأعمال نوعا من إعادة إحياء الألم وتمجيد الجناة.
ومما يزيد الجدل اشتعالا، الطريقة التي يتحول بها بعض القتلة إلى شخصيات تحظى بجمهور من المعجبين، ومن بينهم مشاهير. فقد أثار مقطع متداول على منصات التواصل الاجتماعي من أحد لقاءات أريانا غراندي جدلا واسعا، بعدما قالت إن الشخصية التي تتمنى تناول العشاء معها هي جيفري دامر، وهو ما يعكس، وفق كثيرين، كيف تغيّر نظرة المجتمع للقتلة والمجرمين عندما تتحول قصصهم إلى أعمال درامية ناجحة.
بعد إصدار موسم "إد جين"، أعلنت نتفليكس رسميا عن القصة التي سيتناولها الموسم الرابع من سلسلة "الوحش"، والتي تتمحور حول إحدى أكثر الجرائم إثارة للجدل في التاريخ الأميركي: قضية ليزي بوردن (Lizzie Borden)، المرأة التي اتُّهمت بارتكاب جريمة قتل وحشية عام 1892 ولا تزال تثير التساؤلات حتى اليوم.
برزت ليزي بوردن كفتاة هادئة ومتدينة تنتمي إلى عائلة غنية ومحافظة، لكنها عاشت تحت سلطة أب قاس وعنيف، وفي المقابل عانت داخليا من حياة خانقة. وقد عُثر على والدها مقتولا بـ11 ضربة فأس، بينما تلقت زوجته 18 ضربة. وبرغم وجود ليزي في المنزل وقت الجريمة، فقد أنكرت تماما أي علاقة بها، وتمت تبرئتها لغياب الأدلة القاطعة والشهود، ما جعل القضية لغزا مفتوحا حتى الآن.
إعلانتجسد إيلا باتي دور ليزي بوردن في الموسم الجديد، فيما يعود تشارلي هونام -الذي شارك في بطولة الموسم الثالث- ليقدم شخصية والدها، وتنضم ريبيكا هول بدور زوجة الأب.
بدأت سلسلة "الوحش" رحلتها مع جيفري دامر في الموسم الأول، حيث استعرضت كيف تمكن من ارتكاب جرائم مروعة على مدى سنوات دون أن يتعرض للمحاسبة. ركّز الموسم على دوافعه وحالته النفسية منذ الطفولة، وكشف بوضوح إخفاق النظام والشرطة في حماية الضحايا، وذلك بأسلوب بصري قاتم وواقعي.
وفي الموسم الثاني، تناولت السلسلة قضية الأخوين لايل وإريك منينديز المتهمين بقتل والديهما، حيث غاصت في تعقيدات العلاقات العائلية والظروف النفسية القاسية داخل المنزل، لتُظهر للمشاهد كيف يمكن أن تتكوّن دوافع القتل داخل بيئة أسرية مضطربة.
أما الموسم الثالث، الصادر هذا العام، فذهب إلى قصة أكثر غرابة ووحشية عبر تناول حياة إد جين، القاتل الذي اتُّهم بالقتل ونبش القبور بعد وفاة والدته. ورغم قسوة المشاهد وصدمتها، والتي اعتبرها البعض مقززة، فإن الموسم قدّم منظورا مختلفا حول الجذور النفسية للاضطرابات والسلوك الإجرامي.
خلصت مشاهدة الموسم الثالث,مبهر جداً افضل من قصة لايل وايرك بكثييير، دموي جداً مشاهد جريئة مقززة اقدر اقول ان ايد جين (ايدي) كان ضحية 100% منبوذ مافي أحد قرر يساعده طفولة سيئة ونتيجة الام هو ايدي لقيت نفسي نهاية المسلسل حزين???? كنت اتسائل#Netflix lix
#MonsterTheEdGeinStory pic.twitter.com/OZVe0LXZs1
— Dr.MOHAMMED Bin AHMED⚜️ (@MAFQ__) October 7, 2025
هل نبحث عن فهم الظلام أم نستمتع به؟تحوّلت قصص القتلة إلى ظاهرة ثقافية بارزة ألهمت أفلاما ومسلسلات وروايات نفسية وحتى محتوى على السوشيال ميديا. ومع كل موسم جديد، تقدم سلسلة "الوحش" (Monster) زاوية مختلفة من عالم الشر: من القتلة المتسلسلين، إلى العنف الأسري، وصولا إلى الاضطرابات العقلية والإرهاب النفسي. فهي لا تكتفي بسرد الأحداث، بل تضع المشاهد في قلب الجريمة، ليعيش تفاصيلها بدل أن يراقبها من بعيد.
وتشير دراسة أوروبية حديثة إلى أن غالبية متابعي الجرائم الواقعية لا يفعلون ذلك بدافع الفضول أو تمجيد القاتل، بل رغبة في فهم الخلفيات النفسية والاجتماعية التي تدفع المجرمين لارتكاب أفعالهم. كما بينت الدراسة أن الكثيرين يلجؤون إلى هذا النوع من المحتوى كوسيلة لتنظيم مشاعرهم والتعامل مع مخاوفهم.
وبيولوجيا، يفسر بعض علماء النفس انجذاب الإنسان للقصص العنيفة بأنه امتداد لغريزة البقاء التي شكّلت أسلافنا الأوائل؛ إذ كان إدراك التهديدات المحتملة شرطا أساسيا للنجاة. ومن هنا تؤدي قصص الجريمة دورا شبيها بـ"نظام إنذار داخلي" يساعدنا على التعرف على المخاطر.
لكن هذا الافتتان بالظلام يحمل وجها آخر؛ فالاستهلاك المفرط لهذا النوع من المحتوى قد يحوّل الفضول إلى قلق، ويزيد من مشاعر الخوف والتوتر، ما يستدعي قدرا من الوعي النقدي عند مشاهدة هذه الأعمال حتى تبقى وسيلة للفهم، لا مصدرا للاضطراب النفسي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات
إقرأ أيضاً:
فلكية جدة: سماء السعودية تترقب الليلة آخر قمر عملاق في 2025
تشهد سماء السعودية وبقية الوطن العربي مساء اليوم، الخميس 4 ديسمبر، حدثًا فلكيًا لافتًا، مع اكتمال ثالث وآخر قمر عملاق لهذا العام، وفق ما أوضحه رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة.
ويظهر القمر هذه الليلة بحجم أكبر من المعتاد بنسبة تتراوح بين 7 و8%، وبإضاءة أشد بنحو 15 إلى 16% مقارنة بمتوسط الأقمار البدرية على مدار العام.
أخبار متعلقة مشهد بديع.. سماء المملكة تشهد ظاهرة فلكية مميزة غدًافلكية جدة: نجوم الجبار تظهر الليلة في سماء المملكة وتستمر طوال الشتاءالليلة.. القمر يجاور "الشقيقات السبع" في لوحة سماوية نادرةوبحسب أبو زاهرة، سيشرق القمر بعد غروب الشمس مباشرة من الأفق الشرقي، وقد يتخذ لونًا ورديًا أو برتقاليًا لافتًا. ويعزو ذلك إلى ظاهرة تشتت الضوء في الغلاف الجوي؛ إذ تتبدد الأطوال الموجية القصيرة كاللون الأزرق، فيما تبقى الأطوال الموجية الطويلة مثل الأحمر لتصل إلى أعين الراصدين، وهو ذات التأثير الذي يجعل الشمس تبدو محمرة عند الغروب.لماذا يبدو عملاقًا؟يُصنَّف قمر الليلة كـ”قمر عملاق” لأنه يكتمل وهو قريب من نقطة الحضيض في مداره حول الأرض، حيث تبلغ المسافة بينهما نحو 357,219 كيلومترًا. ورغم هذا القرب، يؤكد أبو زاهرة أن الفارق في الحجم الظاهري بينه وبين الأقمار البدرية الاعتيادية لن يكون واضحًا بالعين المجردة. كما أن تأثيره على الأرض محدود جدًا ولا يتجاوز تعزيز ظاهرة المدّ العالي الحضيضي، دون أي تأثير على توازن الطاقة الداخلية للكوكب كما يعتقد البعض.توقيت اكتمال البدرويصل القمر إلى تمام البدر عند الساعة 02:14 فجر الجمعة 5 ديسمبر بتوقيت مكة المكرمة، حين يكون في وضعية تقابل كاملة مع الشمس بزاوية 180 درجة. ويعد هذا التوقيت فرصة مثالية لهواة الرصد لمشاهدة الفوهات المشعة على سطح القمر عبر المناظير الصغيرة أو التلسكوبات، حيث تبدو بعض التضاريس مسطحة نتيجة سقوط الضوء المباشر عليها، فيما تتوهج الفوهات الحديثة مثل “تيخو” بأشعتها المميزة الممتدة لآلاف الكيلومترات.نصائح للرصد قبل التراجع التدريجي بالظهوروينصح أبو زاهرة الراغبين في توثيق المشهد باستخدام مناظير صغيرة أو تلسكوبات، مع إمكانية الاستعانة بكاميرات رقمية أو هواتف ذكية مزودة بعدسات تكبير، على أن تُثبّت على حوامل ثلاثية لضمان صور مستقرة وواضحة.
ومع مرور الأيام، سيبدأ القمر في الشروق متأخرًا يومًا بعد يوم، ليصبح ظهوره محصورًا في فترات الفجر والصباح الباكر. وبعد نحو أسبوع، يصل إلى طور التربيع الأخير، إيذانًا ببدء تراجعه حتى يولد هلال الشهر المقبل.