فسر الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف معنى قوله – تعالى-: «صم بكم عمي فهم لا يعقلون»؟، موضحا: إن ذلك يعني أنهم يتلقون كلام الرسل ولا يستجيبون له، ويرون المعجزات بأعينهم، و يحضرونها بأحوالهم وأنفسهم، كأنهم لا يرون ولا يسمعون ولا يتكلمون.

وأضاف عضو هيئة كبار العلماء أنهم رفضوا الحق، وساروا وراء هوائهم الذي غلب عليهم، قال – تعالى-: « أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلً»، (سورة الفرقان: الآية 43).

وأوضح أن الله – تعالى- تكلم عن هذا الصنف من البشر الذي لا يقتنع بأي نوع من الأدلة مسموع أو مرئي أو ملموس ولا بالدليل الحاضر ولا المعجزة البينة ولا بشيء من الدليل القويم والمستقيم؛ فوصفهم بهذه الأوصاف.

دعاء السفر مكتوب.. تعرف على الصيغة النبويةدعاء النوم .. ردد هذه الكلمات من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم

معنى قوله تعالى «يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله»:

و في وقت سابق، نبه الدكتور على جمعة،أن الله – سبحانه وتعالى- يقول: « يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا»، ( سورة النساء: الآسة 108).

وأفاد «جمعة»، عبر فيديو تم بثه على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى « فيسبوك»، أن الله – سبحانه وتعالى- يصف في هذه الآية حالة من الحالات النفسية، التي يمر بها البشر، ويأمرهم بخلافها.

وأبان أن المولى – عز وجل- يأمر المسلمين باعتبار أنهم يتبعون هذا القرآن الكريم، وأنهم يطلبون الهداية منه؛ بِأَلَّا يكونوا كذلك، وإن كان واحدًا منهم كذلك، فعليه أن يقاوم نفسه، وأن يدربها، وأن يربيها، على خلاف ما هو عليه.

ونوه أن الله – سبحانه وتعالى- يتكلم في هذه الآية الكريمة عن طائفة المنافقين؛ لكن في الوقت نفسه، هو يتكلم إليك، يجب عليك أن تتصف بالصدق، والمصداقية، والشفافية؛ فهو يكره العكس منك ويحب خلافه.

وتابع أن الإثم ما حاك في القلب، وَخِفْتَ أن يطلع عليه الناس؛ فكل شيء تريد أن تخفيه راجع نفسك فيه.

وتساءل : "ما الذي يجعلك تخجل؟، وما الذي يجعلك تدبر الأمر بليلٍ؟، وما الذي يجعلك غير قادر على أن تواجه الخلق؟".

وأجاب : " لو كان الأمر مستقيمًا؛ لَمَا خفت، وَلَمَا ترددت، وَلَمَا أخفيت، ولكن الإنسان يخجل، والإنسان أيضًا يريد أن يدبر الأمر بليل.

وواصل أنه إذا أردت أن تُخْفِيَ الخير عن الناس، فهذا قد يُقْبَل؛ لَكِنَّ المصيبة أن يكون ما تدبره شَرًّا، فتجمع بين خِسَّتَيْن: خِسَّة الإخفاء، وَخِسَّة الشر.

ونبه أن الآية الكريمة تحذرنا من أمرين؛ وليس من أمر واحد، الأول: أَلَّا تتعود على الإخفاء، والثاني: أَلَّا تشتغل بالشر.

طباعة شارك تفسير قوله تعالى صم بكم عمي فهم لا يعقلون صم بكم عمي فهم لا يعقلون القرآن الكريم

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القرآن الكريم أن الله

إقرأ أيضاً:

الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية.. ما المقصود بها؟

أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن العفاف يشمل تجنب الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية إلا بطريقة آمنة.

وأوضح عبر صفحته الرسمية على فيس بوك أن المقصود بالخلوة هو المكان الخاص وليس العام، ويكون معيار الخصوصية هو وجوب الاستئذان؛ فالمكان الخاص الذي لا يجوز الدخول إليه إلا بعد الاستئذان يعتبر خلوة، بينما الطرق العامة ووسائل النقل والمساجد والمحلات العامة لا تُعد خلوة، ونقل جمعة قول النبي صلى الله عليه وسلم:«لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ» (الترمذي).

 

العفاف في الكلام والسلوك

أوضح جمعة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالعفاف في الكلام والسلوك، حيث حذر معاذًا من خطورة سوء الكلام، وقال:«وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ - أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ - إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ» (الترمذي).

كما أكد القرآن الكريم على حسن التعامل بالقول، فقال الله تعالى:{لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [النساء: 148]، ثم حث على العفو فقال: {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء: 149].

 

العفاف يشمل الابتعاد عن المحرمات والشبهات

نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التسول والرشوة والسرقة والسب والفحش، مؤكدًا أن المؤمن لا يكون طعانًا ولا لعانًا ولا فاحشًا بذئًا.

كما علمنا الابتعاد عن الشبهات ومواطن الفتن، فمثال ذلك ما رواه علي بن الحسين عن النبي صلى الله عليه وسلم حين أتته صفية بنت حيي، فقال:«إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ»، مشيرًا إلى خطورة الشكوك والفتن.

 

أثر العفاف على القلب واستجابة الدعاء

واختتم جمعة منشوره بالتأكيد على أن العفاف لا يقتصر على الظاهر فقط، بل يشمل الباطن والمفاهيم، فهو يخلق انسجامًا بين المعيار الصحيح للقيم، ويمنع اختلاف الرؤى والفجوات المجتمعية.

وأشار إلى أن فقدان العفاف قد يسد باب استجابة الدعاء ويوقِع الضغينة بين الناس، كما يغش على القلب، الذي هو مهبط الرحمة الإلهية، أن يميز الحق من الباطل، داعيًا الله:«اللهم نسألك العفاف والتقوى».

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: الاستغفار والصلاة على النبي ولا اله الا الله طريق المسلم للثبات
  • ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: يستعرض دلائل حديث الإعجاز القرآن عن الخيل
  • ما الفرق بين الخطأ والخطيئة في الشرع وسبل تجاوزهما؟.. علي جمعة يوضح
  • علي جمعة يوضح أنواع العفاف الباطن.. تعرف عليها
  • دعاء نبوي يجب قوله قبل دخول الخلاء للتستر من أعين الجن
  • كيف يتفكر الإنسان ويكون الفكر لله؟..على جمعة يوضح
  • الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية.. ما المقصود بها؟
  • علي جمعة: عدم العفاف يَسُدُّ بابَ استجابة الدعاء ويُوقِع الضغينةَ بين الناس
  • قال عنه رسول الله ﷺ "مخ العبادة" فضل الدعاء في الإسلام