نشرت صحيفة إلباييس الإسبانية تقريرا للكاتب لويس باسيتس، تناول فيه حالة غليان تشهدها بلغاريا، حيث خرج عشرات الآلاف من شباب "جيل زد" في أكبر احتجاجات تشهدها البلاد منذ عقود، معبرين عن غضبهم من الحكومة التي يصفونها بالفاسدة.

ووسط مزيج من الأعلام البلغارية وأعلام الاتحاد الأوروبي -يتابع الكاتب- صاح المشاركون: "جيل زد لن يبقى صامتا" ضد طبقة حاكمة يتهمونها بالتربح على حسابهم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2المغرب يعلن محاكمة مئات المحتجين بـ"شروط قانونية عادلة"list 2 of 2الحاكم العسكري لمدغشقر يؤدي اليمين رئيسا للبلادend of list

وتعد هذه أول مظاهرة يهيمن عليها من يطلق عليهم أيضا "سنتينيالز"، وهم الأشخاص الذين ولدوا بين منتصف التسعينيات وعام 2010.

معضلة الميزانية

ووفق لويس باسيتس، فقد اندلعت الاحتجاجات، يوم الاثنين، بعد أن كشفت الحكومة عن مشروع ميزانية العام المقبل، وهي الأولى في تاريخ البلاد التي تُعد باليورو، حيث ستعتمد البلاد العملة الأوروبية الموحدة ابتداء من 1 يناير/كانون الثاني القادم.

وقد نص مشروع الميزانية على زيادة في الضريبة على أرباح الأسهم، مما أثار استياء شعبيا باعتبارها إجراء لإخفاء الفساد المستشري. ووفقا لأحدث مؤشر لمدركات الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية، تحتل بلغاريا المرتبة قبل الأخيرة في الاتحاد الأوروبي.

ونقل الكاتب عن ألكسندر تانيف، وهو طالب حقوق في جامعة صوفيا وأحد قادة الاحتجاجات: "كانت الميزانية التي اقترحتها الحكومة هي السبب الرئيسي للاحتجاجات، وهي ميزانية لم تتضمن مرة أخرى أي إصلاحات داخلية، بل مجرد توزيع للأموال وفرض عبء ضريبي أكبر". ويضيف أن هذا كان مجرد الشرارة.

ويقول هذا الناشط البالغ من العمر 21 عاما، إن السبب الحقيقي هو أن الناس سئموا من أن يحكمهم فاسدون.

انتقد مسؤول بلغاري سابق في الاتحاد الأوروبي تجاهل أوروبا للتطورات في بلغاريا، وحذر من أن هذا التقاعس له تأثير كارثي

وأكد ألكسندر بيتكوف (23 عاما)، الذي ينهي درجة الماجستير في دراسات الأمن والتطرف ومكافحة الإرهاب في جامعة راكوفسكي للدفاع الوطني، أن الشباب يرغبون في العيش في بلد ديمقراطي قائم على سيادة القانون.

إعلان

ويضيف بيتكوف: "أملنا يكمن في إنشاء جيل جديد من القادة الديمقراطيين، الذين سيحدثون تغييرا تاريخيا وحقيقيا في بلادنا. ولتحقيق ذلك، يجب أن نكون صبورين، وثابتين، وأذكياء".

ونقل الكاتب عن رومينا فيليبوفا، مديرة منظمة "معهد التحليلات العالمية" المستقلة، فالاحتجاجات تمثل نضج المجتمع المدني في بلغاريا، وهي عملية تطورت، خاصة منذ الحركة المناهضة للفساد في عام 2020.

وقالت الخبيرة البلغارية لإلباييس: "على مر هذه السنوات، بدأ البلغاريون في تكوين عادات التنظيم المدني الأفقي، وفي الوقت نفسه، دخل جيل زد إلى المشهد"، مشيرة إلى ميل الشباب للتمرد على الهياكل الاجتماعية والسياسية القمعية.

وأفاد الكاتب أن المعارضة تتوقع أن يستمر الضغط في الشوارع على الحكومة التي سحبت فعلا الميزانية الأولية، وأكدت أنها لا تعتزم تقديم موعد الانتخابات التشريعية، والتي ستكون الثامنة في أكثر من ثلاث سنوات بقليل.

وبحسب لويس باسيتس، ستقدم أحزاب معارضة اقتراحا بحجب الثقة لإطاحة الحكومة الأسبوع المقبل، وهي حكومة تتكون من ثلاثة أحزاب لا تملك الأغلبية في البرلمان.

وقد انتقد مسؤول بلغاري سابق في الاتحاد الأوروبي، تجاهل أوروبا للتطورات في بلغاريا، وحذر من أن هذا التقاعس له تأثير كارثي على رأي العديد من البلغاريين في الاتحاد الأوروبي، وهو ما يستخدمه الموالون لروسيا كسلاح في دعايتهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات فی الاتحاد الأوروبی جیل زد

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يهاجم استراتيجية ترامب

رأى رئيس المجلس الأوروبي انتونيو كوستا، أن الاتحاد الاوروبي لا يمكن أن يقبل بـ "التهديد بالتدخل" في سياساته، بعد كشف الاستراتيجية الأمريكية الجديدة التي وجهت انتقادات شديدة إلى الأوروبيين.

وقال كوستا في مداخلة في معهد جاك ديلور، "ما لا يمكننا القبول به هو هذا التهديد بالتدخل في حياة أوروبا السياسية".

وأكد، أن "الولايات المتحدة لا يمكن أن تحل محل المواطنين الأوروبيين لاختيار أحزابهم الجيدة من أحزابهم السيئة".

وأعلنت إدارة الرئيس دونالد ترامب الجمعة وثيقة تعيد تحديد "إستراتيجية الأمن القومي" الأمريكية، وهي تنتقد بشدة الحلفاء الأوروبيين مؤكدة أن الولايات المتحدة ستدعم معارضي القيم التي يقودها الاتحاد الأوروبي ولا سيما في مجال الهجرة.

وتحمل الإستراتيجية الجديدة على أوروبا منددة بـ "تقويض الحرية السياسية والسيادة" و"الرقابة على حرية التعبير وقمع المعارضة السياسية وانهيار معدلات الولادة وخسارة الهويات الوطنية والثقة بالنفس" في القارة.

وقال كوستا، "ثمة اختلافات في رؤيتنا للعالم، لكن هذا يتخطى ذلك الأمر".

وتابع، "لا تزال هذه الإستراتيجية تتحدث عن أوروبا بصفتها حليفة، هذا جيد، لكن إن كنا حلفاء، علينا التصرف كحلفاء" مؤكدًا أن على الحلفاء "احترام سيادة الآخر".

وختم أن "الولايات المتحدة تبقى حليفًا مهمًا، الولايات المتحدة تبقى شريكًا اقتصاديًا مهمًا، لكن قارتنا الأوروبية يجب أن تكون سيدة".

وكان نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس أثار صدمة لدى الألمان والأوروبيين عمومًا في فبراير، حين أكد في كلمة ألقاها في ميونيخ أن حرية التعبير "تتراجع" في القارة.

مقالات مشابهة

  • أمريكا في مواجهة أوروبا: استراتيجية ترامب تهز الاتحاد الأوروبي
  • بينها إبعاد لدول خارج التكتل.. الاتحاد الأوروبي يشدد سياساته على المهاجرين
  • الاتحاد الأوروبي يهاجم استراتيجية ترامب
  • الاتحاد الأوروبي يوافق على تشدد كبير في سياسة الهجرة
  • عاجل. دول الاتحاد الأوروبي توافق على تشدد كبير في سياسة الهجرة
  • إيلون ماسك يدعو إلى إلغاء الاتحاد الأوروبي
  • «دولي الريشة الطائرة» يصف «مونديال خورفكان» بالقفزة الهائلة
  • الملياردير ماسك يدعو لتفكيك الاتحاد الأوروبي من أجل الحرية
  • الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة كبيرة على إكس