شاهد.. أحدث الروبوتات البشرية اليابانية تطفئ النيران وتنقذ القطط
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
استعرضت شركة كاواساكي للصناعات الثقيلة قوة أحدث روبوتاتها البشرية ضمن فعاليات معرض "طوكيو بيغ سايت" (Tokyo Big Sight)، إذ تمكن الروبوت من تحريك وزن يتجاوز 30 كيلوغراما فضلا عن إطفاء الحرائق وفق تقرير نشره موقع "ذا نيشن" (The Nation).
ولا تقتصر قدرات الروبوت على تحريك الأوزان الثقيلة أو إطفاء النيران والتحكم في خرطوم مياه ذي ضغط مرتفع، إذ استطاع الروبوت إنقاذ دمية قطة مع الحفاظ على سلامتها.
وتؤكد الشركة في حديثها مع موقع "ذا نيشن" أنها ركزت على تصميم روبوت ذي حجم بشري ملائم ليكون قادرا على استخدام المعدات البشرية بكفاءة دون الحاجة لتطوير معدات أخرى خاصة به.
ويملك الروبوت مجموعة متنوعة من المزايا الأخرى فضلا عن قوته المفرطة وتصميمه البشري، إذ يمكن التحكم فيه عن بعد عبر استخدام ريموت تحكم إلى جانب قدرته الذاتية على الحركة.
كما يستطيع الروبوت التعرف على محيطه وتجاوز العوائق المختلفة بشكل آلي ودون أي تدخل بشري، ولكن تحتاج المهام الدقيقة مثل إنقاذ القطة لتدخل بشري يرتدي خوذة واقع افتراضي.
وبينما يبدو "كاليدو" أقل إبهارا من منافسيه الصينين، فإن الشركة ركزت بشكل أساسي على المتانة والصلابة إلى جانب الاستخدام العملي المفيد للبشر، وذلك وفق تقرير منفصل نشرته "نيكي آسيا" (Nikkei).
ويصل طول الروبوت إلى 191 سنتيمترا ويزن 99 كيلوغراما مع أذرع وهيكل وأقدام سميكة للغاية، وهو ما يؤكد عليه يوشيموتو ماتسودا، رئيس شركة كاواساكي للآلات الدقيقة والروبوتات أثناء حديثه مع الصحيفة.
وبشكل عام شهد معرض "طوكيو بيغ سايت" حضور عدد من الروبوتات اليابانية من مختلف الشركات والمقدمة لمختلف الوظائف، فضلا عن عدد من نماذج الذكاء الاصطناعي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تشيه تانج ساه.. رحلة رماد أسطورة الإلكترونيات الدقيقة إلى مسقط رأسه
عاد رماد تشيه تانج ساه، الرائد الصيني في مجال الإلكترونيات الدقيقة وأحد أبرز مؤسسي تقنيات أشباه الموصلات الحديثة، من الولايات المتحدة إلى مقاطعة فوجيان، مسقط رأسه في جنوب شرق الصين، حيث دُفن وسط تكريم لسنوات من الابتكار العلمي الذي غيّر عالم التكنولوجيا إلى الأبد.
تشيه تانغ ساه، الذي يُعرف بأنه الأب الروحي لرقائق أشباه الموصلات الحديثة، ساهم بشكل مباشر في تطوير تقنية ترانزستورات أشباه الموصلات المعدنية المكملة (CMOS)، التي كانت نقطة تحول حاسمة في صناعة الإلكترونيات.
وبفضل هذا الابتكار، أصبح بالإمكان إنتاج دوائر متكاملة منخفضة الطاقة، ما ساهم في صغر حجم الأجهزة الإلكترونية وزيادة كفاءتها، وهو الأساس الذي تقوم عليه معظم الأجهزة الحديثة من الهواتف الذكية إلى الحواسيب العملاقة.
كان ساه وزميله فرانك وانلاس من بين أول من اقترح تقنية CMOS، التي مكنت المصممين من الحد من استهلاك الطاقة وتحسين أداء الرقائق الإلكترونية. وقد أصبح هذا الابتكار حجر الزاوية في صناعة أشباه الموصلات، حيث تُنتج اليوم نحو 99% من الدوائر المتكاملة باستخدام هذه التقنية، وفقًا لما ذكره سورين فوينيغيسكو، أستاذ الإلكترونيات بجامعة تورنتو في كتابه "الدوائر المتكاملة عالية التردد".
مسيرة ساه لم تكن مجرد إنجاز تقني؛ فقد مثلت جسرًا بين الابتكار الغربي والشرقي في مجال الإلكترونيات الدقيقة. وعلى الرغم من أن معظم حياته المهنية قضيت في الولايات المتحدة، إلا أن قلبه وروحه ظلا مرتبطين بمسقط رأسه في فوجيان، حيث تربى وبدأ شغفه بالعلوم والهندسة. وتكرم مراسم دفنه هناك إرثه العلمي، مؤكدة تأثيره العميق على ثورة التكنولوجيا الحديثة التي تعتمد على الرقائق الدقيقة.
إضافة إلى أثره المباشر في تطوير تقنيات CMOS، ترك ساه إرثًا طويل الأمد من خلال تدريب جيل جديد من المهندسين والعلماء الذين ساهموا في توسيع نطاق استخدام الرقائق الإلكترونية في مختلف الصناعات. فمن الهواتف المحمولة إلى الحواسيب والسيارات الذكية وحتى الأجهزة الطبية المتقدمة، أصبحت تقنية CMOS جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للملايين حول العالم.
يُعد دفن رماد ساه في فوجيان أكثر من مجرد طقس تكريمي؛ إنه رسالة رمزية عن العودة إلى الجذور واعتراف بأهمية الإرث الثقافي والعلمي في تشكيل مستقبل التكنولوجيا. ويشير العديد من الخبراء إلى أن إحياء ذكرى العلماء العظام مثل ساه يعزز الوعي بأهمية البحث العلمي والابتكار، ويشجع الشباب على السعي وراء الابتكار في مجالات مثل أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة.
لقد أرست إنجازات تشيه تانغ ساه الأساس لصناعة تبلغ قيمتها اليوم مليارات الدولارات، حيث تعتمد جميع الأجهزة الحديثة تقريبًا على الرقائق المصنوعة باستخدام تقنية CMOS. كما يعكس تقدير المجتمع الدولي لمساهماته العلمية الأهمية الاستراتيجية للابتكار في قطاع الإلكترونيات، سواء على المستوى الصناعي أو الاقتصادي.
في النهاية، يمثل انتقال رماد ساه إلى مسقط رأسه لحظة تاريخية ومؤثرة في عالم الإلكترونيات الدقيقة، إذ يربط بين الإرث الشخصي والعلمي ويعطي مثالًا حيًا على كيف يمكن للابتكار الفردي أن يشكل حياة مليارات الأشخاص حول العالم. إرثه يظل حاضرًا في كل شريحة دقيقة تُنتج، وفي كل جهاز يعتمد على تقنية CMOS التي غيرت مسار التكنولوجيا الحديثة بشكل جذري.