«قمة بريدج 2025».. حوار عالمي حول مستقبل الإعلام
تاريخ النشر: 9th, December 2025 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
بمشاركة ومشاهدة آلاف الحضور من مختلف أنحاء العالم، انطلقت أمس فعاليات قمة «بريدج 2025»، في افتتاح رسمي رسخ مستوى غير مسبوق من التنسيق والتكامل بين الدول والمؤسسات وصناع المحتوى في قطاعات الإعلام والترفيه وصناعة المحتوى، ومع اجتماع الدبلوماسيين والوزراء والوفود الدولية وقادة القطاع في أبوظبي، أكدت القمة مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة ودورها مركزاً ومنصة عالمية جامعة للابتكار وتلاقي الأفكار واستقطاب المواهب.
ورسم حفل الافتتاح ملامح توجهات القمة التي تمتد على مدار ثلاثة أيام، باعتبارها ساحة دولية موحدة تلتقي فيها الدول والمبدعون والمبتكرون والمؤسسات لإعادة صياغة مستقبل الإعلام، وتوسيع آفاق التعاون العابر للقطاعات، وبناء منظومة عالمية أكثر ثقة وترابطاً واستشرافاً للمستقبل.
مد الجسور بين الحضارات
أكد معالي عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس «بريدج»، أن قمة بريدج تقدم امتداداً حياً لروح دولة الإمارات المنفتحة على العالم والتي جعلت من التقارب بين الشعوب هوية، ومن التواصل رسالة، ومن مد الجسور بين الحضارات مسؤولية، وذلك من منطلق إيمانها بأن العالم لا يحتاج إلى المزيد من الجدران العازلة، بل إلى مزيد من النوافذ المشرعة والأبواب المفتوحة.
وقال معاليه: نسعى عبر قمة «بريدج»، إلى تأسيس مرحلة جديدة من دور الإعلام في المستقبل، فخلال العقود المقبلة، سنرى الذكاء الاصطناعي يخلق عوالم موازية يتفاعل معها الإنسان، لكننا في دولة الإمارات نؤمن بأن التقنية مهما بلغت من تطور، لا يمكن أن تحل محل القيمة الإنسانية التي تشكل جوهر الإعلام الحقيقي، فالقيم هي التي تمنح الكلمة معناها، والمصداقية هي التي تمنح الخبر وزنه، والمسؤولية هي التي تمنح الإعلام شرعيته أمام الناس، ومن دون هذه القيم، سيصبح الإعلام صدى للفوضى بدلاً من أن يكون صوتاً للوعي.
مستقبل الإعلام
قال معالي عبدالله آل حامد: قمة بريدج منصة متجددة تسعى لتأسيس حوارٍ عالمي حول مستقبل الإعلام ومسؤولياته الأخلاقية والمجتمعية، ونحن نؤمن بأن الإعلام هو من يحافظ على أعلى قدر من المصداقية، فالإعلام المؤثر ليس من يُحدث ضجيجاً، بل من يترك أثراً نبيلاً في العقول والقلوب. لقد تعلمنا من قيادتنا الرشيدة أن الريادة مسؤولية، وليست امتيازاً، وأن المستقبل لا يُنتظر بل يُبنى، وأن النجاح الحقيقي لا يُقاس بالسبق بل بالأثر، ومن هذا المنطلق نؤمن بأن صناعة الإعلام القادمة يجب أن تقوم على ثلاث ركائز. وتابع معاليه: «الركيزة الأولى هي الإعلام الموثوق، الذي يضع الحقيقة فوق أي حسابات، ويمنح الإنسان حق المعرفة دون تلاعب أو تحريف، فيما تتمثل الركيزة الثانية في الإعلام المبتكر، الذي يوظف التقنيات الحديثة من الذكاء الاصطناعي إلى التحليل البياني، ليخدم الوعي لا التلاعب به، أما الثالثة فتتمثل في الإعلام الإنساني الذي يرى العالم من زاوية الرحمة والتفاهم، ويحتفي بالاختلاف كقيمة لا كتهديد.
واختتم معاليه تصريحه بالتأكيد على أن القمة خطوة جديدة في مسار طويل تبنيه دولة الإمارات لإعلاء قيمة الحوار، وتمكين الإعلام من أداء دوره في توثيق الروابط بين البشر، معرباً عن ثقته بأن ما سينبثق عن القمة من رؤى وشراكات سيُسهم في إرساء مستقبل إعلامي أكثر تعاوناً، مؤكداً أن الجسور التي تُشيد اليوم ستمنح الأجيال المقبلة مستقبلاً أرحب.
رسالة رئيس «بريدج»
وكان معالي عبدالله آل حامد، قد افتتح قمة بريدج برسالة وجهها للعالم أجمع بسبع لغات، في دلالة رمزية على رسالة القمة القائمة على ربط الشعوب والحضارات عبر الحوار والتقنية والغاية المشتركة، وقال في رسالته: «دعونا نصنع المستقبل الذي نطمح إليه.. حيث تكون القصص التي نرويها جسوراً تقربنا.. لا حواجز تفرقنا.. شكراً لانضمامكم إلينا.. ومرحباً بكم مجدداً في قمة بريدج».
قوة عالمية لصناعة التأثير
رحب الدكتور جمال الكعبي، نائب رئيس «بريدج»، بضيوف القمة، قائلاً: «قبل الافتتاح بيوم واحد، تحدثت أرقام تطبيق BRIDGE عن نفسها: 14.618 رسالة متبادلة، و425.000 عملية بحث، وأكثر من مليوني تفاعل، و7.000 عملية تواصل، إلى جانب 871 اجتماعاً محجوزاً مسبقاً. في لغة التقنية، يُطلق على هذه الأرقام؛ التوافق بين المنتج والسوق، وكما يحب فريق (بريدج) أن يقول: انطلقنا قبل افتتاح القمة فعلياً. واليوم، نبدأ بجمهور متصل مسبقاً، يتعلم ويتحرك، لكن الاتصال وحده لا يكفي. فالثقة وحدها هي ما تحافظ عليه، وتمنحه المعنى، وهذه الثقة تنمو من خلال القصص التي تحرك العالم».
وأضاف: «على مدار أشهر سبقت القمة، أصغت (بريدج) إلى قصص ملهمة من عواصم العالم؛ من واشنطن إلى لندن، ومن كان إلى طوكيو، ومن سيؤول إلى شنغهاي والقاهرة، وعندما نأخذ الوقت الكافي للاستماع إلى قصص الآخرين، نبدأ بفهم رحلاتهم وتحدياتهم وأحلامهم. وفي تلك اللحظة، تصبح قصتهم قصتنا أيضاً. وعندما نفهم بعضنا حقاً، نجد أرضية مشتركة. ومن هذا الفهم تولد الأفكار الجديدة، وتُبنى الشراكات الجديدة، وتُشَيد الجسور الجديدة. لم تعد هذه قصة منظمة واحدة، بل قصة عالمية، ونحن نكتبها معاً». وتابع: «بالنيابة عن تحالف (بريدج)، شكراً لثقتكم بنا، فنحن لا نتحد مصادفة بل بالإيمان المشترك بأن الإعلام والمحتوى والترفيه هي قوى للخير الذي يحتاج إليه العالم. واليوم نضع أسس تحول شامل في قطاع الإعلام العالمي».
قوة عالمية موحدة
وقال: «قبل ثمانية أشهر، كانت (بريدج) فكرة وُلدت من سؤال جوهري: لماذا لا يزال قادة التحولات الجذرية التي تعيد تشكيل الإعلام والتكنولوجيا والثقافة عالمياً يعملون في عزلة؟ ومن هنا وُلدت فكرة إنشاء مساحة واحدة يلتقي فيها المبدعون والمبتكرون والقادة كقوة عالمية موحدة، لا كقطاعات منفصلة».
وأضاف: «قمة (بريدج) لم تنطلق من خطة جامدة، بل من إيمان، والإيمان هو ما يصنع التغيير الحقيقي».
واختتم نائب رئيس بريدج كلمته بالقول: «الإعلام والمحتوى والترفيه لم تعد مجرد صناعات اقتصادية، بل أصبحت قوى مؤثرة في بناء الثقة وتحفيز النمو وتعزيز الوحدة الإنسانية. ومع هذا، لطالما افتقدت هذه القطاعات موطناً جامعاً إلى أن جاءت قمة (بريدج). وفي هذه القمة، التغيير الجذري ليس هو الهدف بحد ذاته، وإنما هو الأداة. وعندما يتوافق التغيير مع الهدف، يتحول إلى تقدم ملموس».
هدية أبوظبي للعالم
بدوره، قال ريتشارد آتياس: «كانت لدينا قناعة بسيطة لكنها قوية: المجتمع الإعلامي العالمي لا يملك موطناً حقيقياً، ولا مساحة للتفكير الإبداعي والتواصل، وتصور المستقبل، وبناء الشراكات أو لفهم ما يحدث فعلاً في عالمنا. واليوم، تتحول تلك الفكرة إلى واقع. إذ لم تعد قمة (بريدج) مجرد تصور، بل أصبحت تحالفاً وبيئة متكاملة وُلدت من الحاجة، وتغذّت بالإبداع، وارتقت بحضوركم».
وأضاف آتياس: «بُنيت قمة (بريدج) بشغف وعطاء ومحبة على يد أكثر من ألف شخص من دولة الإمارات، إنها هدية من أبوظبي إلى العالم، لتكون المنصة الإعلامية الأولى عالمياً؛ لأن العالم يحتاج إليها؛ إذ نسهم من خلال قمة (بريدج) في بناء مستقبل مستدام. مرحباً بكم في قمة (بريدج)؛ حيث يجد الإعلام العالم لأول مرة موطناً وصوتاً ومستقبلاً».
تاريخ الاتصال ورؤية القمة
وشهد حفل افتتاح القمة، عرض فيلم قصير استعرض تطور مسيرة التواصل الإنساني منذ الإشارات البدائية ورسومات الكهوف، مروراً بولادة اللغة والكتابة في حضارات وادي الرافدين، ومكتبة الإسكندرية، والطباعة، والسينما، والإذاعة، والتلفزيون، وصولاً إلى اللحظة المفصلية عام 1969 حين انتقلت أول رسالة بين حاسوبين وغيرت مسار العالم. كما تناول الفيلم تحديات العصر الرقمي وصعود الإمبراطوريات الافتراضية وانتشار المعلومات المضللة وتسارع تطور الذكاء الاصطناعي.
وسلطت تومي ماكغابو، عريفة الحفل، الضوء على توسع مشهد المحتوى، إذ تضاهي صناعة الألعاب السينما والتلفزيون مجتمعين، كما يستخدم 67% من صانعي المحتوى الذكاء الاصطناعي، وأشارت إلى ارتفاع الشراكات العابرة للحدود بنسبة 340% خلال 3 سنوات فقط.
نخبة مبدعي العالم
تواصل فعاليات قمة «بريدج 2025» أعمالها بمشاركة 60 ألف مشارك من 132 دولة، وحضور 430 متحدثاً من 45 دولة يمثلون نخبة من كبار المبدعين والخبراء، الذين يقدّمون أكثر من 300 جلسة حوارية موزعة على المسارات السبعة للقمة: الإعلام، اقتصاد صناعة المحتوى، الفن والموسيقى، الألعاب الإلكترونية، التقنية، التسويق، وصناعة الأفلام.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: قمة بريدج الإمارات أبوظبي عبدالله آل حامد جمال الكعبي الإعلام الترفيه صناعة المحتوى الذکاء الاصطناعی مستقبل الإعلام دولة الإمارات قمة بریدج
إقرأ أيضاً:
امين عام اتحاد الجامعات العربية في حوار خاص مع الفجر....حول مستقبل الجامعات العربية
في أجواء أكاديمية رفيعة تعكس قيمة التعاون الدولي في التعليم العالي، افتتح الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، والدكتور السيد قنديل رئيس جامعة العاصمة، والدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، أعمال المنتدى الخامس لاتحاد رؤساء الجامعات الروسية والعربية، الذي تستضيفه جامعة العاصمة على مدار يومي 7–8 ديسمبر 2025 تحت شعار: “جسور حضارات المعرفة: التعليم، الابتكار، والمستقبل المستدام”. ويُعد المنتدى واحدًا من أهم الفعاليات التي تجمع القيادات الأكاديمية من الدول العربية وروسيا الاتحادية، إذ يهدف إلى تعزيز الشراكات العلمية، وتوسيع آفاق التعاون البحثي، وتبادل الخبرات في مجالات التعليم، التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي.
وشهد الافتتاح حضورًا رفيع المستوى ضم نخبة من رؤساء الجامعات العربية والروسية، بينهم الدكتور كونستانتين موغيليفيسكي نائب وزير العلوم والتعليم العالي الروسي، والدكتور سادوفنيتشي رئيس جامعة لومونوسوف عبر الفيديو كونفرانس، والسفير غيورغي بوريسينكو سفير روسيا بالقاهرة، إلى جانب وفود رسمية وأكاديمية واسعة.
وفي هذا السياق، أجرت «الفجر» حوارًا صحفيًا خاصًا مع الدكتور عمرو عزت سلامة، أحد أهم القيادات المؤثرة في منظومة التعليم العالي العربي، للحديث عن مبادرات الاتحاد، ورؤيته لمستقبل التعليم العالي، وتأثير الذكاء الاصطناعي، ومستقبل التصنيف العربي للجامعات.
أشكركم… وسعيد للغاية بوجودي اليوم وسط هذه الكوكبة من القيادات الأكاديمية. هذا المنتدى يحمل أهمية كبيرة لأنه يقوم على بناء جسور حقيقية بين الحضارتين العربية والروسية، ليس فقط في التعليم بل في الابتكار والبحث العلمي وأدوار الجامعات في التنمية المستدامة. نحن أمام مرحلة تاريخية تتطلب تعاونًا أكاديميًا واسعًا، وهذا ما نعمل عليه منذ اليوم الأول.
منذ توليكم منصب أمين عام اتحاد الجامعات العربية، يلاحظ نشاط غير مسبوق… ما أهم المبادرات التي أطلقتموها خلال هذه الفترة؟بالفعل… منذ توليت المسؤولية وضعت هدفًا واضحًا: أن يكون اتحاد الجامعات العربية واحدًا من أقوى منظمات العمل العربي المشترك. نحن في العالم العربي نمتلك إمكانات بشرية وأكاديمية هائلة، ولكنها تحتاج إلى تنظيم وتكامل وتبادل خبرات. لذلك أطلقنا عددًا كبيرًا من المبادرات التي أعتبرها حجر أساس في تطوير التعليم العالي العربي.
من أهم هذه المبادرات:
1- مشروع الإطار العربي الموحّد للمؤهلاتهذا المشروع من أكبر المشروعات التي نعمل عليها، وهو شبيه بأنظمة المؤهلات في أوروبا وآسيا وأمريكا. المنطقة العربية كانت الوحيدة التي لم يكن لديها إطار موحد، لذلك بدأنا العمل على هذا المشروع بهدف توحيد معايير المؤهلات الجامعية وتسهيل الاعتراف المتبادل بين الدول العربية.
2- مبادرة منطقة التعليم العالي العربية الموحدةوهي مرتبطة بالمشروع الأول، وتهدف إلى خلق فضاء عربي موحد للحراك الأكاديمي، شبيه بمنطقة بولونيا في أوروبا. عندما يكون لدينا إطار مؤهلات عربي موحد، تصبح حركة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس أسهل، وتصبح درجات الجامعات العربية معترفًا بها داخل المنطقة بشكل منظم.
3- التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في الجامعات العربيةهنا أود أن أؤكد أننا في الاتحاد نؤمن بأن المستقبل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالذكاء الاصطناعي. لذلك نظمنا مؤتمرات وورش عمل وويبنارات لرفع الوعي لدى الأساتذة والطلاب والإداريين حول كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم والإدارة الجامعية.
كما أنشأنا مركز الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في جامعة عجلون بالمملكة الأردنية الهاشمية، وهو مركز إقليمي يعمل على تطوير أدوات تطبيقية لمساعدة الجامعات في الانتقال نحو الأنظمة الحديثة.
4- تعزيز العلاقات الدولية للجامعات العربيةلدينا اليوم تحالفات قوية مع اتحادات جامعات من مختلف دول العالم:
الاتحاد الروسيالاتحاد الصينيالاتحاد الهندياتحاد جامعات جنوب شرق آسيااتحادات الجامعات الأوروبيةالأفريقيةوالأمريكية بشقيها الشمالي واللاتينيهدفنا هو فتح آفاق التعاون العلمي، وتبادل الطلاب، وتنفيذ مشروعات بحثية مشتركة.
واحدة من مبادراتكم المهمة هي "التصنيف العربي للجامعات". كيف نشأ هذا المشروع؟ وما رؤيتكم للمستقبل؟بالفعل… التصنيف العربي للجامعات مشروع كنت أحلم بتنفيذه منذ سنوات طويلة. اليوم أصبح لدينا تصنيف عربي حقيقي قائم على معايير موضوعية وعادلة بالكامل.
والأهم أنه:
تصنيف مجانياختياريلا يتدخل فيه البشر نهائيًا100% يعتمد على البيانات والمعايير العلميةوهذه العناصر الأربعة تجعل التصنيف العربي مختلفًا عن معظم التصنيفات التجارية العالمية.
نحن نعمل حاليًا على دورته الثالثة، وسيتم الإعلان عن النتائج في 22 ديسمبر الحالي، ونطمح إلى أن يتحول مستقبلًا إلى تصنيف دولي عربي يشمل جامعات من مختلف دول العالم.
ما أهم المعايير التي يعتمد عليها هذا التصنيف؟التصنيف يعتمد على أربعة معايير رئيسية:
1- التعليم والتعلمويتضمن جودة العملية التعليمية، البرامج، المعايير الأكاديمية، ونسبة الأساتذة للطلاب.
2- البحث العلميقياس مخرجات النشر الدولي، الاستشهادات، التعاون البحثي، وتأثير الأبحاث.
3- العلاقات الدولية وخدمة المجتمعيشمل الانفتاح على العالم، الشراكات، والتواصل مع المجتمع المحلي والإقليمي.
4- الابتكار وريادة الأعمال (المعيار الفريد عربيًا)وهذا المعيار أضفناه لأننا نؤمن بأن الابتكار هو القاطرة الحقيقية للتنمية الاقتصادية. والعالم بدأ اليوم في تقليد هذه الفكرة.
ذكرتم مرارًا أهمية الذكاء الاصطناعي… كيف سيؤثر على التعليم العالي في رأيكم؟هذا سؤال محوري… والحقيقة أنه ليس من السهل الإجابة عليه بدقة، لأن العالم كله ما زال يبحث عن إجابات. لكن ما هو مؤكد أن الذكاء الاصطناعي سيغير جذريًا:
دور الجامعةدور عضو هيئة التدريسآليات الإدارة الجامعيةعمليات التقييمأساليب التعلمونظام الحوكمة بالكاملفالطالب اليوم يستطيع الوصول للمعلومة أسرع من الأستاذ، وبالتالي لم يعد دور الأستاذ هو التلقين، بل الإرشاد والتحليل والتوجيه.
أما الجامعات فعليها أن تعيد بناء أنظمتها لتتناسب مع أدوات الذكاء الاصطناعي التي أصبحت جزءًا من الحوكمة والرقابة والتنظيم.
هل هناك تعاون دولي في هذا المجال من خلال الاتحاد؟ نعم… نحن ننظم سنويًا مؤتمرًا دوليًا بالتعاون مع اتحاد الجامعات الصينية بعنوان: “الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعليم العالي”.
وهذا المؤتمر أصبح منصة عالمية مهمة لمناقشة التحولات الكبرى في التعليم ودور الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل الجامعات.
كما نعمل مع الجامعات العربية على إدخال البرامج المرتبطة بالتكنولوجيا المتقدمة، وتحفيز الجامعات على التحول الرقمي الكامل.
وما الرسالة التي توجهونها اليوم للجامعات العربية في ظل هذا التحول العالمي؟ رسالتي واضحة: الجامعة التي لا تدخل عالم الذكاء الاصطناعي ستخرج من سباق التنافس الدولي خلال سنوات قليلة.
التحول الرقمي لم يعد رفاهية، بل ضرورة وجودية.
والابتكار وريادة الأعمال يجب أن يكونا محورًا رئيسيًا داخل الجامعات، لأنها الأداة التي ستدفع التنمية في الدول العربية.
اختُتم الحوار مع الدكتور عمرو عزت سلامة وقد حمل بين طياته رؤية شاملة لمستقبل التعليم العالي العربي، رؤيته التي تنطلق من الوعي بالتحديات الجديدة، والإيمان بقدرة الجامعات العربية على التحول إلى قوة معرفية مؤثرة عالميًا. ما طرحه من مبادرات—بدءًا من الإطار العربي الموحد للمؤهلات، مرورًا بمنطقة التعليم العالي العربية الموحدة، ووصولًا إلى مشروع التصنيف العربي للجامعات—يعكس جهودًا جادة لتأسيس منظومة تعليمية عربية حديثة تستند إلى الابتكار والتحول الرقمي والمعايير العلمية العادلة.
وفي ظل التحولات المتسارعة التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، تبدو الجامعات العربية أمام لحظة تاريخية تتطلب إعادة التفكير في دورها، وتطوير أدواتها، وتوسيع شراكاتها الدولية، بما يتوافق مع رؤية الاتحاد في تحقيق تعليم عربي قادر على المنافسة عالميًا. وفي ضوء هذه الرؤية، يبقى اتحاد الجامعات العربية بقيادة د. سلامة منصة محورية تدعم المؤسسات الأكاديمية في عبور المستقبل بثقة واستعداد.