ميتا تخفض ميزانية ميتافيرس وتعيد ترتيب أولوياتها التكنولوجية
تاريخ النشر: 9th, December 2025 GMT
يبدو أن مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، أدرك أخيرًا أن أحد أكبر رهانات الشركة على الميتافيرس لم يحقق النتائج المرجوة، وهو المشروع الذي دفع الشركة إلى تغيير اسمها في عام 2021 بعد 17 عامًا من كونها فيسبوك.
في ذلك الوقت، كان الهدف من تغيير الاسم هو إعادة تموضع الشركة نحو عالم افتراضي مترابط، يعتمد على الواقع المعزز والواقع الافتراضي، لكن السنوات الأربع الماضية كشفت عن تحديات كبيرة أمام هذا الطموح.
وفقًا لتقرير حديث من بلومبرج، من المتوقع أن تقوم ميتا بتخفيض ميزانية مختبرات الواقع الافتراضي بنسبة تصل إلى 30%، ضمن خطة ميزانية الشركة لعام 2026.
وقد شملت الاجتماعات التخطيطية سلسلة لقاءات عقدها زوكربيرج مع مسؤولي الشركة في مجمعه في هاواي الشهر الماضي.
يضم قسم الميتافيرس سماعات الواقع الافتراضي Quest، والنظارات الذكية المصنوعة بالتعاون مع Ray-Ban من EssilorLuxottica، بالإضافة إلى نظارات الواقع المعزز القادمة، بالإضافة إلى منصة اجتماعية قائمة على الواقع الافتراضي مثل Horizon Worlds.
واجهت ميتا صعوبة في تسويق رؤيتها لعالم افتراضي غامر خارج نطاق مجتمع الألعاب، وهو ما انعكس على أداء أجهزة الميتافيرس ومنصاتها الاجتماعية الافتراضية. يرى المحللون أن هذا التخفيض يعكس قلة الاهتمام بالمنتجات، سواء من حيث السوق أو من حيث المستهلكين.
خسائر الميتافيرس تجاوزت 70 مليار دولار خلال السنوات الأربع الماضية، وهو رقم يوضح مدى ضخامة التحدي أمام زوكربيرج وإدارة الشركة.
ومع ذلك، ارتفعت أسهم ميتا بنسبة 4% بعد إعلان التخفيضات، حيث خففت هذه الخطوة من قلق المستثمرين بشأن استمرار الدعم المالي الضخم لرئيس الشركة.
وصرح كريج هوبر، المحلل في شركة هوبر ريسيرش بارتنرز: "خطوة ذكية، لكنها متأخرة. يبدو أن هذا تحول كبير لمواءمة التكاليف مع توقعات الإيرادات التي لم تكن مزدهرة كما اعتقدت الإدارة قبل سنوات."
تشير التقارير إلى أن التخفيضات قد تشمل تسريحات للموظفين في وحدة الميتافيرس، والتي تضم أيضًا قسم الأجهزة القابلة للارتداء. ومن المتوقع أن تبدأ هذه التسريحات في يناير المقبل، ضمن محاولة الشركة ضبط الإنفاق على المشاريع التي لم تحقق الأداء المتوقع.
في الوقت نفسه، تتجه ميتا إلى تعزيز مكانتها في سباق الذكاء الاصطناعي في وادي السيليكون، بعد أن واجه نموذجها "لاما 4" رفضًا واسعًا. خصصت الشركة ما يصل إلى 72 مليار دولار للإنفاق الرأسمالي هذا العام، وأعادت تنظيم جهود الذكاء الاصطناعي تحت مظلة مختبرات Superintelligence، مع حملة استقطاب مكثفة للمواهب، وعروض للشركات الناشئة، وتواصل مباشر مع العملاء المحتملين برواتب ضخمة.
كما أعلنت ميتا مؤخرًا عن استثمار 600 مليار دولار في البنية التحتية والوظائف في الولايات المتحدة خلال السنوات الثلاث المقبلة، بما في ذلك بناء مراكز بيانات لدعم الذكاء الاصطناعي. وأكد زوكربيرج في مؤتمر أرباح الشركة الأخير أن ميتا تطور الحوسبة لأنها "الاستراتيجية الصحيحة لزيادة الطاقة الإنتاجية بشكل كبير."
كما أُعلن عن انضمام آلان داي، المصمم المخضرم في آبل، إلى ميتا لقيادة استوديو إبداعي جديد ضمن قسم Reality Labs، يركز على التصميم والأزياء والتكنولوجيا. وقال زوكربيرج عبر منشور على Threads: "نحن ندخل حقبة جديدة ستغير فيها نظارات الذكاء الاصطناعي والأجهزة الأخرى كيفية تواصلنا مع التكنولوجيا ومع بعضنا البعض."
يذكر أن تغيير اسم فيسبوك إلى ميتا في أكتوبر 2021 جاء لتجسيد طموح الشركة في بناء عالم الميتافيرس، لكنه أصبح اليوم اختبارًا حقيقيًا لقدرة الشركة على مواءمة رؤيتها الطموحة مع الواقع التجاري والمالي. هذا التحول يعكس إعادة ترتيب أولويات ميتا، من التركيز على العالم الافتراضي إلى تعزيز موقعها في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية، في مسعى لتحقيق نمو مستدام وتحويل التكنولوجيا إلى تجربة أكثر واقعية وعملية للمستخدمين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الواقع الافتراضی الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
ترامب: سأوقع أمرًا تنفيذيًا حول الذكاء الاصطناعي قريبًا
كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، أنه سيوقع أمرًا تنفيذيًا هذا الأسبوع يتعلق بعملية الموافقة على الذكاء الاصطناعي لتجنب وجود قواعد مختلفة في كل ولاية أمريكية، وفق ما أفادت وكالة "رويترز".
وكتب ترامب، في منشور على منصته"تروث سوشيال": "يجب أن يكون هناك دليل قواعد واحد فقط إذا أردنا مواصلة الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي.. سأصدر أمرًا تنفيذيًا بقاعدة واحدة هذا الأسبوع. لا يُمكن توقع حصول شركة على 50 موافقة في كل مرة تُريد فيها القيام بشيء ما".
ولم يقدم ترامب تفاصيل بشأن الأمر التنفيذي، لكن "رويترز" ذكرت الشهر الماضي أن الرئيس الأمريكي كان يفكر في إصدار أمر تنفيذي من شأنه أن يسعى إلى استباق قوانين الولايات بشأن الذكاء الاصطناعي من خلال الدعاوى القضائية وحجب التمويل الفيدرالي.
وكانت شركة مايكروسوفت وشركة رأس المال الاستثماري "أندريسن هورويتز"، دعت إلى وضع معايير وطنية للذكاء الاصطناعي بدلًا من مجموعة قوانين متشابهة في 50 ولاية، قائلين إن هذه القوانين تعمل على قمع الابتكار.
ومن المرجح أن تواجه هذه الخطوة معارضة من جانب الولايات الأمريكية، التي حذرت في السابق من "عواقب وخيمة" إذا تُركت التكنولوجيا دون تنظيم، وفقًا لـ"رويترز".