الحزب الكردي منزعج من استهداف إحدى قياداته
تاريخ النشر: 9th, December 2025 GMT
أنقرة (زمان التركية)- رفض حزب “المساواة الشعبية والديمقراطية” الكردي استهداف نائبة رئيس كتلة الحزب في البرلمان، بمقال للكاتب الصحفي عبد القادر سيلفي، في صحيفة “حريت”، معتبرا أن اتهامها بتخريب مبادرة حل الأزمة الكردية
وأعرب الحزب عن أمله في أن “يتوقف سيلفي عن استهداف أعضاء حزبهم بشكل متكرر”، مشيرًا إلى أن هذا النهج لا يساهم في تقدم مبادرة حل الازمة الكردية، “بل على العكس يضر بها”، وقال الحزب “الصحافة النقدية لا يمكن خلطها بالاتهامات التي لا أساس لها”.
جاء رد حزب “المساواة الشعبية والديمقراطية” على مقال سيلفي في صحيفة “حريت” الذي حمل عنوان “إنهم يحاولون تخريب العملية”.
كان سيلفي قد زعم في مقاله أن نائبة رئيس الكتلة البرلمانية لحزب “المساواة الشعبية والديمقراطية”، جولستان كيليتش كوتشاييت، “تحاول تخريب عملية الحل الجديدة” للأزمة الكردية.
واستخدم عبارات مثل: “كأنها ذهبت إلى إيمرالي (عبد الله أوجلان) لتضع الديناميتً تحت العملية. إنها تبذل جهدًا استثنائيًا لمنع وحدات حماية الشعب الكردية -في سوريا-من إلقاء سلاحها”.
وفي بيان حزب “المساواة الشعبية والديمقراطية”، تم التأكيد على عدم قبول هذا الاتهام بتاتًا، حيث جاء فيه: “في البداية، نرفض رفضًا قاطعًا هذا الاتهام من عبد القادر سيلفي”.
وأشار البيان إلى أن “نضال حزبنا والتقليد الذي يمثله من أجل السلام والديمقراطية، والأثمان التي دفعها في سبيل ذلك، معروفة جيدًا لجميع شرائح المجتمع، وخاصة سيلفي”.
وأوضح الحزب أن “الجميع، من رئيسينا المشاركين وصولاً إلى الملايين من مناصري الحزب، قد بذلوا ولا يزالون يبذلون جهدًا متكاملاً لإنجاح عملية السلام والمجتمع الديمقراطي التي بدأت في 1 أكتوبر 2024 واكتسبت بُعدًا جديدًا بدعوة السيد عبد الله أوجلان في 27 فبراير 2025”.
وشدد البيان على أن السيدة جولستان كيليتش كوتشاييت هي “واحدة من أهم ممثلي هذا الجهد”، وأنها “تعمل بجد في البرلمان من أجل حل الأزمة وفي كل مجال تتواجد فيه”.
واعتبر الحزب أن “التذكير بمتطلبات العملية وتقديم التحذيرات على أسس صحيحة ضد الأخطاء المرتكبة ليس تخريبًا للعملية”. بل هو، على حد تعبير البيان، “تعبير عن مسؤولية إنسانية وسياسية لنجاح العملية وتحقيق السلام والديمقراطية في هذه الأراضي”.
ووُصفت تصريحات كوتشاييت بأنها “تحذيرات صحيحة وفي محلها ضد احتمال تلوث العملية”.
واختتم حزب “المساواة الشعبية والديمقراطية” بيانه بتوجيه رسالة مباشرة إلى الكاتب سيلفي، قائلاً: “لذلك، اقتراحنا هو أن يبحث سيلفي عن ‘من يريدون تخريب العملية’ في أماكن أخرى، وليس ضمن صفوف حزبنا”.
وأكد الحزب أن “لغة تتبنى الأحكام المسبقة وتشوه الحقيقة بدلاً من إعلام الجمهور بشكل صحيح، ليس لها أي مساهمة لا في السلام ولا في الديمقراطية”.
ودعا البيان الكاتب سيلفي إلى “التخلي عن الاتهامات التي لا تتفق مع الحقيقة”.
وكرر الحزب التأكيد على أن “هناك فرقًا كبيرًا بين الصحافة النقدية وتوجيه اتهامات لا أساس لها”، معربًا عن أمله في أن “تكون هذه المرة الأخيرة التي يستهدف فيها سيلفي أعضاء حزب ديم، لأن هذا النهج يضر بتقدم العملية”.
Tags: أكرادالقصر الرئاسيالمساواة الشعبية والديمقراطيةتركياالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: أكراد القصر الرئاسي المساواة الشعبية والديمقراطية تركيا المساواة الشعبیة والدیمقراطیة
إقرأ أيضاً:
من يربح ومن يخسر في استهداف كورمو؟
8 دجنبر، 2025
بغداد/المسلة:
محمد حسن الساعدي
يشكل استهداف حقل كورمو النفطي حدثًا بالغ الأهمية في سياق الصراعات الجيوسياسية المعاصرة،فالهجمات على البنى التحتية للطاقة لا تُقرأ فقط في إطارها الأمني المباشر،بل تحمل دلالات سياسية واقتصادية عميقة، وتكشف عن شبكة معقدة من المصالح المتقاطعة بين الدول، الشركات، والقوى غير الحكومية.
يمكن القول أن المستفيدون المحتملون من أستهداف الحقل الغازي هم القوى المهاجمة أو المنفذة والتي تسعى لتحقيق مكاسب سياسية عبر إثبات قدرتها على ضرب أهداف استراتيجية، وأستخدام الحدث كورقة ضغط في المفاوضات أو كوسيلة لإعادة ترتيب ميزان القوى في البلاد، وربما يصل الامر الى المنافسون في سوق الطاقة العالمي، ما يعني أن أي اضطراب في إنتاج كورمو يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز، وكذلك الدول أو الشركات المنافسة تستفيد من زيادة الطلب على منتجاتها لتعويض النقص،والفاعلون السياسيون المعارضون داخليًا، والذين يستغلون الحدث لتقويض شرعية الحكومة أو التشكيك في قدرتها على حماية الموارد الوطنية.
أما الخاسر الاكبر من هذا الاستهداف هي الدولة المالكة للحقل والتي بالتاكيد ستتكبد خسائر اقتصادية نتيجة توقف الإنتاج أو تراجع الاستثمارات الأجنبية، وخسائر سياسية مرتبطة بصورة الدولة كبيئة غير آمنة للاستثمار،والمستهلكون العالميون للطاقة، أذ أن ارتفاع الأسعار ينعكس على الاقتصادات المستوردة، ويزيد من أعباء المواطنين،ما يخلق حالة من عدم اليقين في الأسواق العالمية،رما يؤثر سلباً على الاستقرار الإقليمي المحيط بالعراق، بالاضافة الى أن الهجوم على حقل الغاز يفتح الباب أمام تصعيد أمني وتدخلات خارجية في البلاد،ويزيد من احتمالات نشوء صراعات جديدة أو تعميق القائم منها.
أما عن الأبعاد الجيوسياسية لهذا الاستهداف فيمكن القول أن التنافس الدولي على الطاقة من قبل القوى الكبرى والتي تراقب مثل هذه الأحداث عن كثب، لأنها تؤثر على توازنات السوق العالمية، وتؤثر سلباً على طبيعة التحالفات الإقليمية في المنطقة، ما يطرح العديد من التساؤلات عن هذا الاستهداف وقدرة هذه التحالفات على حماية البنى التحتية الحيوية، ما قد يدفع هذا الحدث الخطير بعض الدول إلى البحث عن بدائل للطاقة أو تعزيز أمنها الداخلي.
الربح السياسي الآني للقوى المهاجمة غالبًا ما يقابله خسارة اقتصادية وأمنية طويلة الأمد، فهذه الخسائر لا تقتصر على الدولة المستهدفة، بل تمتد لتشمل النظام الدولي بأكمله عبر اضطراب الأسواق،إذ لا يوجد طرف يخرج منتصرًا بالكامل بل الجميع يدفع ثمنًا بدرجات متفاوتة،ما يجعل الاستهداف أداة ضغط أكثر منه وسيلة لتحقيق مكاسب مستدامة.
إن استهداف حقل كورمو يوضح أن معادلة “من يربح ومن يخسر” في الصراعات المعاصرة معقدة للغاية، فبينما قد تحقق بعض الأطراف مكاسب سياسية أو اقتصادية قصيرة المدى، فإن الخسائر طويلة الأمد تطال الجميع، من الدولة المستهدفة إلى المستهلك العالمي، مرورًا بالاستقرار الإقليمي والدولي ومن هنا يصبح مثل هذا الحدث مؤشرًا على هشاشة النظام الطاقوي العالمي، وعلى ضرورة إعادة التفكير في آليات حماية البنى التحتية الحيوية ضمن إطار تعاون دولي أوسع.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts