أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان تستهدف قطع الطريق أمام التطبيع مع إسرائيل مع المنطقة.

وقال أمير عبداللهيان لدى استقباله المشاركين في المؤتمر الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية بالعاصمة طهران، مساء الإثنين: "نشهد اليوم عودة العلاقات بين إيران والسعودية"، بحسب ما نقلته "وكالة أنباء فارس".

وأضاف: "نحن نرمي إلى علاقات معمقة وموسعة مع السعودية وفق مصلحة العالم الإسلامي وبهدف إدخال اليأس في قلوب الأعداء وقطع الطريق أمام التطبيع".

وتابع الوزير الإيراني: " نحن نرحب بالصفحة الجديدة للعلاقات مع الدول الإسلامية لكننا نعتقد بأننا يجب أن نتقدم في التوافقات مع الدول الإسلامية وفق مبدأ حفظ مصلحة فلسطين واعتبار الكيان الصهيوني غير شرعي".

اقرأ أيضاً

صحيفة سعودية: المملكة غير متعجلة في تطبيع علاقتها مع إسرائيل

من جانبه هاجم المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، سياسة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، قائلاً إن هذا الكيان "ليس اليوم في وضع يشجع على التقارب معه، ويجب أن يعلموا ذلك"، في إشارة غير مباشرة إلى التطبيع بين إسرائيل والسعودية.

ومن دون تسمية السعودية، أضاف خامنئي في لقاء مع سفراء الدول الإسلامية وشخصيات إسلامية أجنبية في طهران في ذكرى المولد النبوي و"أسبوع الوحدة" في التقويم الإيراني أن "الدول التي تضع قمار تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني ستتضرر".

وتابع قائلاً: "الخسارة تنتظر هؤلاء وهم يخطئون ويراهنون على الحصان الخاسر".

وأكّد المرشد الإيراني، وفق التلفزيون المحلي، أن "الكيان الصهيوني يمضي إلى الزوال"، والمقاومة الفلسطينية "اليوم أنشط وأكثر قوة من قبل في مواجهة الصهيونية والكيان". 

ومنذ أشهر، يتكاثر الحديث عن تطبيع محتمل بين السعودية وإسرائيل التي توصلت، في عام 2020، إلى تطبيع علاقاتها مع كل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب ضمن "اتفاقات إبراهيم" بوساطة الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

وتتناول المحادثات السعودية الإسرائيلية مسألة حصول السعودية على ضمانات أمنية ومساعدتها في برنامج نووي مدني، وفق مسؤولين مطلعين على المحادثات.

اقرأ أيضاً

البيت الأبيض: مناقشات التطبيع بين إسرائيل والسعودية مستمرة

في سياق آخر، أشار عبداللهيان إلى تحسن العلاقات بين إيران ومصر قائلا إنه التقى مع نظيره المصري سامح شكري في نيويورك وتوصل معه إلى "توافقات جيدة".

وأردف: "نأمل في أن نشهد تحولا جيدا يعود بالنفع على الشعبين".

وأواخر سبتمبر/ أيلول المنصرم، التقى وزيرا الخارجية المصري والإيراني في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وخلال الشهور الأخيرة، وعلى وقع الاتفاق الإيراني السعودي لاستئناف العلاقات، عادت العلاقات الإيرانية المصرية التي تقتصر حالياً على وجود مكتب لرعاية المصالح لدى كل طرف، إلى الواجهة بعد أنباء عن لقاءات ثنائية ووساطات إقليمية جديدة لإحياء هذه العلاقات والارتقاء بها.

اقرأ أيضاً

الرئيس الإيراني: لقاء عبداللهيان وشكري يمهد لعودة العلاقة مع مصر

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: التطبيع إيران السعودية إسرائيل حسين أمير عبداللهيان

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأفريقي أمام اختبار الفراغ الأمني بعد الانسحابات الأممية

تشهد القارة الأفريقية تحولات أمنية عميقة مع انسحاب بعثات أممية بارزة من مالي والكونغو الديمقراطية، ما يطرح سؤالا جوهريا: هل يستطيع الاتحاد الأفريقي ملء الفراغ الأمني المتزايد وسط ضعف التمويل وتباين المواقف السياسية؟

خلال عامي 2023 و2024، أنهت الأمم المتحدة اثنتين من أطول بعثاتها في أفريقيا، الأولى في مالي حيث انسحبت قوات "مينوسما" بطلب من المجلس العسكري الذي اعتبر وجودها عاملا في عدم الاستقرار، والثانية في الكونغو الديمقراطية حيث واجهت بعثة "مونوسكو" انتقادات شعبية لفشلها في حماية المدنيين وكبح جماح الجماعات المسلحة.

ومع هذين الانسحابين، لم يتبقّ سوى أربع بعثات أممية في القارة (أفريقيا الوسطى، جنوب السودان، أبيي، الصحراء الغربية)، في حين تراجع عدد القوات الأممية من 77 ألفا عام 2016 إلى نحو 35 ألفا فقط عام 2024.

هذا التراجع لا يقتصر على أفريقيا وحدها، بل يعكس أيضا اتجاها عالميا نحو تقليص عمليات حفظ السلام.

قوات من بعثة "مونوسكو" في جمهورية الكونغو الديمقراطية (الفرنسية)الإطار القانوني والمؤسسي

يمتلك الاتحاد الأفريقي أدوات قانونية وتنظيمية للتدخل في الأزمات، أبرزها مجلس السلم والأمن الأفريقي الذي يُعد الهيئة المركزية لاتخاذ قرارات التدخل وحفظ السلام.

كما أنشأ الاتحاد القوة الأفريقية الجاهزة للتدخل، وهي قوة إقليمية موزعة على خمس قيادات، لكنها لم تفعّل بالكامل بسبب ضعف التمويل وغياب الإرادة السياسية.

وإلى جانب ذلك، توجد لجنة الحكماء التي تضطلع بمهام الوساطة والدبلوماسية الوقائية، ونظام الإنذار المبكر القاري الذي يهدف إلى توفير المعلومات في الوقت المناسب عن الصراعات المتطورة.

أما الصندوق الخاص بالسلام، فهو يعاني من عجز مزمن في التمويل رغم مساهمات الدول الأعضاء والمانحين الدوليين، مما يحد من قدرة الاتحاد على تنفيذ عمليات واسعة النطاق.

قوات "مينوسما" في مالي (رويترز)تجارب ميدانية بارزةدارفور: من بعثة أفريقية إلى شراكة هجينة

في السودان، أطلق الاتحاد الأفريقي بعثة لحفظ السلام في دارفور عام 2004، لكنها واجهت صعوبات لوجيستية وعملياتية، وضعفا في التمويل والتفويض.

إعلان

ومع استمرار الأزمة، تحولت البعثة إلى عملية مشتركة مع الأمم المتحدة (يوناميد) عام 2007، لتصبح أول تجربة هجينة بين المنظمتين.

ورغم نجاحها النسبي في حماية المدنيين ودعم جهود الوساطة، واجهت يوناميد تحديات كبيرة، منها مزاعم انتهاكات جنسية وتراجع التمويل، قبل أن تغلق رسميا عام 2020، تاركة مسؤولية الأمن للحكومة السودانية التي لم تتمكن لاحقا من تحقيق الاستقرار وسط تجدد الصراع.

الصومال: أطول مهمة أفريقية

أما في الصومال، فقد شكّلت بعثة الاتحاد الأفريقي (أميصوم) أكبر وأطول عملية قارية منذ 2007، بتمويل أساسي من الاتحاد الأوروبي.

تمكنت من استعادة العاصمة مقديشو عام 2011 ودعم المؤسسات الحكومية، لكنها واجهت تحديات جسيمة، أبرزها سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، واتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان، وتضارب أجندات الدول المساهمة بقوات.

وفي 2022 تحولت أميصوم إلى بعثة انتقالية (أتميس)، ثم إلى بعثة جديدة (أوصوم) مطلع 2025، بهدف نقل المسؤوليات الأمنية تدريجيا إلى القوات الصومالية بحلول 2029.

ومع ذلك، يبقى التنافس الإقليمي بين الدول المساهمة، مثل إثيوبيا ومصر، عاملا مهددا لفعالية المهمة.

جانب من بعثة الاتحاد الأفريقي بالصومال (الجزيرة)التحديات البنيوية

رغم وجود هيكل تنظيمي متكامل، يواجه الاتحاد الأفريقي تحديات بنيوية عميقة. ضعف التمويل يظل العقبة الأكبر، إذ يعتمد الاتحاد على المانحين الدوليين بما يحد من استقلاليته.

كما أن غياب الإرادة السياسية وتباين مواقف الدول الأعضاء يعرقل تفعيل القوة الأفريقية الجاهزة. يضاف إلى ذلك التنافس الإقليمي بين الدول المساهمة في البعثات، والذي يهدد بعرقلة التنسيق والفعالية.

وأخيرًا، فإن غياب أجندة سياسية واضحة لمجلس السلم والأمن يجعل التركيز منصبًا على البعد العسكري دون رؤية سياسية متكاملة لحل النزاعات.

مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا (الجزيرة)

يعكس انسحاب الأمم المتحدة من أفريقيا تحولات في أولوياتها العالمية، لكنه يضع الاتحاد الأفريقي أمام اختبار تاريخي: هل يستطيع أن يتحول من مجرد إطار تنظيمي إلى فاعل أمني قادر على إدارة النزاعات؟ نجاحه يتوقف على قدرته في بناء شراكات هجينة، وتوفير تمويل مستدام، وتوحيد المواقف السياسية بين دوله الأعضاء.

فالقارة اليوم أمام مفترق طرق، إما أن تظل رهينة التدخلات الخارجية، أو أن تنجح في صياغة نموذج أمني أفريقي مستقل يعكس شعار "حلول أفريقية للمشكلات الأفريقية".

مقالات مشابهة

  • الحرس الثوري الإيراني: أي عدوان إسرائيلي جديد سيواجه برد أشد قسوة
  • مصر تعلن أنها لن تقف «مكتوفة الأيدي» أمام تهديدات سد النهضة
  • العهد للقدس يعلن وثيقته الختامية.. لا تطبيع أو تنازل والمحاسبة قادمة
  • عبد العاطي يبحث مع نظيره الإيراني تعزيز العلاقات بين البلدين وتطورات الملف النووي
  • العهد للقدس.. مؤتمر بإسطنبول يجدد إدانة الإبادة ورفض التطبيع
  • بارك:أمريكا بعد 2003 سلمت العراق إلى إيران ورئيس الوزراء السوداني بلا سلطة والإطار الإيراني من يحكم البلاد
  • بارك:أمريكا بعد 2003 سلمت العراق إلى إيران ورئيس الوزراء السوداني بلا سلطة والإطار الإيراني من يحكم البلد
  • محمد الننى: نستهدف نقاط المباراة ولا بديل عن الفوز
  • إيران تعزز حضورها البحري.. أمريكا وإسرائيل تضغطان على المنشآت النووية
  • الاتحاد الأفريقي أمام اختبار الفراغ الأمني بعد الانسحابات الأممية