قبل عام تقريبا اتحد المغتربون الإيرانيون في الولايات المتحدة في احتجاجات حاشدة عندما توفيت مهسا أميني (22 عاما) إثر اعتقالها مما يعرف بـ "شرطة الأخلاق" الإيرانية لارتدائها لباسا "غير لائق"، مما تسبب في واحدة من أبرز حركات المعارضة وأكثرها استدامة ضد الحكومة الإيرانية منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

وبعد مرور عام -كما كتب عمر فاروق، وهو صحفي مقيم بواشنطن، في مقال بموقع ميدل إيست آي- يعاني المغتربون في الولايات المتحدة من انقسام مرير، حيث إن القضية المطروحة أمامهم هذه المرة هي الحرب الإسرائيلية على غزة.

وأشار الكاتب إلى أن أحد مظاهر هذا الانقسام تمثل في خروج الأميركيين الإيرانيين، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى شوارع المدن الأميركية رافعين الأعلام الإسرائيلية ومطالبين بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ولفت إلى أن هذا الدعم القوي لإسرائيل بين بعض أفراد الجالية الإيرانية الأميركية موجود منذ عقود. ومع ذلك، فقد شهدت الأشهر القليلة الماضية ارتفاعا حادا في هذا الدعم من أقلية صغيرة تسعى إلى تهميش أي مشاعر مؤيدة للفلسطينيين.

حملات تشهير

وأردف الكاتب أن العديد من النشطاء الأميركيين الإيرانيين الذين تحدثوا إلى الموقع البريطاني، بشرط عدم الكشف عن هويتهم، يخشون التحدث علنا عن دعمهم لفلسطين، قائلين إن أي شخص يفعل ذلك علنا يواجه حملات تشهير وحتى تهديدات لحياتهم.

وقال أحد هؤلاء "إنها واحدة من تلك الأشياء التي تسببت في انقسام كبير في الجالية. وأعتقد أن أصل هذا الأمر هو الكراهية الشديدة للحكومة الإيرانية -وهو أمر مبرر- لدرجة أن أي شيء يدعمونه تكرهه أنت تلقائيا دون فهم أن الأمر ليس أبيض وأسود".

متظاهرون يرددون هتافات خلال مظاهرة قرب القنصلية الإيرانية في إسطنبول عقب مقتل مهسا أميني (رويترز)

وقالت واحدة من النشطاء إنهم كانوا يعرفون دائما أن هناك شرائح من الجالية الإيرانية تتبنى الأيديولوجية الصهيونية، لكنهم لم يدركوا تماما مدى انتشارها إلا بعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وعندما بدأت هذه الناشطة نشر محتوى مؤيد للفلسطينيين ينتقد حرب إسرائيل في غزة، قالت إن العديد من الإيرانيين بدؤوا إلغاء متابعتها ثم اتهموها بدعم الإرهاب.

وأضافت "أنا أنظر إلى أشياء مختلفة تحدث في جميع أنحاء العالم، وعندما أرى ظلما أتحدث عنه. وأولويتي ليست من يمول حماس، بل ما يمر به الناس في غزة والضفة الغربية المحتلة".

دوافع أنانية

ويقول ناشط إيراني آخر إن "إسرائيل تنسجم إستراتيجيا مع الأقليات المضطهدة في إيران، وتقدم دعما مؤقتا بدوافع أنانية، وهو توازن دقيق".

ويرى الكاتب أنه نظرا للتنافس المرير بين إسرائيل وإيران بعد الثورة الإيرانية عام 1979، وجد العديد من أفراد الشتات الإيراني الذين فروا من البلاد معارضين للحكومة الجديدة أنفسهم مؤيدين لإسرائيل، لأنها تشاركت مشاعر مماثلة مناهضة للحكومة الإيرانية، في إشارة إلى الخروج الجماعي لليهود الإيرانيين إلى إسرائيل لأسباب تعزى إلى حد كبير للاضطهاد والصعوبات المالية.

وتشمل الشرائح المؤيدة لإسرائيل في الجالية الإيرانية الأميركية نشطاء بارزين مثل مسيح علي نجاد، التي دعت إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية لدعمه حماس.

ومع ذلك، قال العديد من النشطاء الذين تحدثوا إلى الموقع إن هؤلاء الأفراد هم مجرد أقلية صغيرة من الجالية الإيرانية الأميركية الكبرى.

وقال ناشط "إن الوجود الصاخب للصهاينة الإيرانيين على الإنترنت وفي المسيرات قد يخلق تصورا مضللا. وفي الواقع، يخشى العديد من الإيرانيين التحدث علنا ولا يتوافقون مع وجهة النظر هذه".

وقال آخر "الصهاينة الإيرانيون الذي يستخدمون الإنترنت أقلية صغيرة وصوتها عال جدا، لأنني أعرف الكثير من الأشخاص في جاليتنا المؤيدين لفلسطين. وهم خائفون جدا من التحدث".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: العدید من

إقرأ أيضاً:

أول رد من حماس على قرار إسرائيل توسيع العملية البرية في غزة

ردت حركة حماس ، اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025، على قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينيت" توسيع العملية البرية في قطاع غزة .

وفيما يلي نص الإعلان كما وصل "سوا":

حركة حماس:

▪️مصادقة كابينيت الاحتلال على خطط لتوسيع عمليته البرية في قطاع غزة، يمثّل قراراً صريحاً بالتضحية بالأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، وإعادة إنتاج دورة الفشل التي بدأها قبل ثمانية عشر شهراً، دون أن ينجح في تحقيق أيٍّ من أهدافه المُعلنة.

▪️تؤكّد تصريحات الإرهابي نتنياهو، المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية؛ إصراره على ارتكاب مزيد من جرائم الحرب بحق المدنيين الأبرياء في قطاع غزة بغطاء أمريكي كامل تمنحه إياه الإدارة الأمريكية.

▪️إن شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة، الذين أسقطوا بصمودهم وثباتهم (هاليفي) وخططه الإجرامية، لن ترهبهم تهديدات وخطط (زامير)، فنحن أصحاب الأرض وسنبقى عليها، مهما تطاول عدوان الاحتلال الفاشي.

▪️ندعو الدول العربية والإسلامية، والمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها، إلى تحمُّل مسؤولياتهم والتحرك الفوري لِلَجم حكومة الاحتلال الفاشي، وكبح جرائمها الوحشية بحق شعبنا، والعمل لتقديم قادتها للعدالة الدولية.

▪️نوجّه نداءنا إلى جماهير شعوبنا العربية والإسلامية، والأحرار في كل الدول والعواصم، لتفعيل وتكثيف الحراك الجماهيري الضاغط لوقف العدوان على قطاع غزة، والوقوف إلى جانب حق شعبنا المشروع في حرّيته على أرضه، وإنهاء الاحتلال وتقرير المصير.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين هيئة الأسرى: المرض والجوع والإهمال الطبي تفتك بالمعتقلين في سجون الاحتلال نتنياهو يمثُل للمرة الـ28 أمام المحكمة المركزية في تل أبيب للرد على تهم فساد الأونروا: 66 ألف طفل في قطاع غزة يعانون سوء تغذية خطيرا الأكثر قراءة الرئيس عباس يُصدر قرارا بقانون بشأن المنافسة للمرة الـ27.. نتنياهو يمثُل أمام المحكمة المركزية في تل أبيب "المعابر": انتهاء مدة السماح بإدخال زيت الزيتون إلى الأردن غدا في أحدث حصيلة.. 51 شهيدا في غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • فوز الليبراليين في الانتخابات الكندية يُغضب مؤيدي إسرائيل
  • كيف يقرأ الإيرانيون التهديدات الأميركية والإسرائيلية بضرب طهران؟
  • محافظ أسوان يتابع جهود الأمن لـ ضبط العديد من الجناة والمخالفين وإحالتهم للنيابة العامة
  • أول رد من حماس على قرار إسرائيل توسيع العملية البرية في غزة
  • أكسيوس: جولة رابعة للمحادثات الأميركية الإيرانية هذا الأسبوع
  • إسرائيل تمهل حماس حتى زيارة ترامب لإبرام اتفاق غزة
  • مندوب فلسطين بجامعة الدول: إعلان إسرائيل عن توسيع عملياتها العسكرية غطاء للتهجير
  • الحوثيون يتوعدون الإدارة الأميركية وإسرائيل ..والمشاط يقول امريكا تتجاهل تحذيرنا وعلى الصهاينة مغادرة فلسطين قبل ألا يتمكنوا من ذلك .. عاجل
  • لأول مرة.. حماس تسلم مشتبها بإطلاقه صواريخ ضد إسرائيل للبنان
  • المدينة المنورة تستقبل أولى رحلات الحجاج الإيرانيين