انطلاق شرارة الثورة من المنصورة لتحرير الجنوب من المحتل
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
وشهدت المنصور ليلة دامية بعد ان استخدمت قوات الأمن التابعة لمرتزقة العدوان الذخيرة الحية لتفريق الاحتجاجات ما أدى إلى سقوط جرحى، كما فرضت السلطات الأمنية حظر التجول، وشنت حملة ملاحقات واعتقالات طالت عدداً من المحتجين.
وقال محافظ عدن طارق سلام ما يحدث اليوم في المنصورة هو نتيجة إستمرار مليشيات الانتقالي ولليوم الخامس على التوالي في استخدام القوة المفرطة لقمع التظاهرات الشعبية السلمية للمواطنين في كافة مديريات عدن وعندما أرادوا اليوم استباحة ساحة المنصورة بالقوة خرج شباب 16فبراير لحماية الساحة والمواطنين من بطش الانتقالي
وأوضح طارق سلام ان حركة 16فبراير الشبابية هي احدى فصائل قوى الحراك الجنوبي الثوري التي تأسست في 16فبراير2011م في ساحة المنصورة وارتبط تسميتها باليوم الذي اعتدى فيه جلاوزة النظام الفاسد السابق على شباب المنصورة وسقط منهم عدد كبير من الشهداء والجرحى في هذه الساحة ولذا سميت الساحة باسم ساحة الشهداء.
ويرى مراقبون ان نواة التحرر من الغازي ومرتزقته في المناطق الجنوبية قد تشكلت بقوة وهناك تنظيمات واصوات وطنية كسرت حاجز الخوف وبدأت تعمل على انتزاع حقوقها بكافة الوسائل .
وأضاف المراقبون عندما يصبح الهدف نبيلاً وتصبح الغاية واضحة المعالم حينها تتوالد الهمم والعزائم وتلتف الأيدي تحت راية واحدة، تتحول مع الزمن إلى قضية في تاريخ ذاكرة الحرية والكرامة.
مؤكدين ان الأمل معقود على حركة ما يسمى 16 فبراير التي يقودها شباب التغيير التي تتكاثر وتنمو كما تنمو الأزهار البرية وهاهم طلاب الكرامة تندفع حركتهم بسرعة غير مسبوقة في تاريخ الثورات، متخطية كل الحواجز القمعية لتعلن بصوت واحد لا للطغاة والمفسدين، نعم لصوت الحق والكرامة ولن تمزق أوردة وشرايين الحرية.
وأضاف المراقبون يحمل الشباب على عاتقهم روح التغيير وطرد المستعمر الجديد وعملائه فلا حوار ولا إصلاحات بعد أن ذهبت أرواح وسالت دماء وسيتواصل العمل الثوري حتى يسقط المحتل وأكد شباب التغيير من ساحة الحرية في المنصورة انه لا تراجع ولا هوادة ولا استكانة ولا ضعف وسيتواصل الاعتصام الذي يعتبر جزء من مشروع كبير يقوده الشباب لتطهير الأرض اليمنية من دنس المحتل السعودي والاماراتي وعملائه المحليين من الخونة والمرتزقة الذين اوصلوا البلاد الى حافة الهاوية .
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
بين السادس من أكتوبر والسابع من أكتوبر.. يبقى المحتل محتلا
في السادس من أكتوبر من كل عام، تهتز ذاكرة الأمة على وقع الصيحات الأولى للعبور، يوم قرر المصريون أن يقولوا للتاريخ: لن تُكسر إرادة هذا الوطن مهما طالت الهزائم ومهما اشتد الطغيان.
ذلك اليوم لم يكن مجرد معركة عسكرية، بل كان ثورة وعي، وانتفاضة كرامة، وميلادا جديدا للأمة العربية التي أبت أن تعيش منكسرة أو مقهورة.
لكن بعد كل هذه العقود، ونحن نحتفل بذكرى النصر، لا بد أن نتأمل الحقيقة الكبرى التي لا تتغير: بين السادس من أكتوبر، يوم التحرير، والسابع من أكتوبر، يوم استمرار الاحتلال في فلسطين، يبقى المحتل محتلا، ويبقى الحق العربي في الأرض والمقدسات أمانة في أعناق الأحرار.
الاحتلال لا يتحول إلى صديق
لقد أثبت التاريخ أن المحتل لا يتغير، مهما غيّر من وجهه أو لبس قناع السلام. فالذي اغتصب الأرض، وشرد الإنسان، وهدم البيوت فوق رؤوس أصحابها، لا يمكن أن يتحول إلى شريك أو جار حسن النية.
الاحتلال هو الاحتلال، والاغتصاب لا يصير "تعاونا" بمرور الوقت، تماما كما أن الدم لا يصبح ماء مهما حاولت آلة الدعاية تلميع الجريمة.
إن من يقاوم الاحتلال لا يختار طريقه، بل يُجبر عليه بدافع من الشرف والواجب والتاريخ. فالمقاومة ليست هواية أو خيارا سياسيا، بل ضرورة وجودية.
هي دفاعٌ عن النفس، عن الذاكرة، عن الجذور التي تمتد في كل ذرة تراب. هي إعلان رفض للمهانة، وموقف أخلاقي قبل أن تكون رصاصة في الميدان.
حين نحتفل بالنصر.. لا ننسى من لا يزال ينزف
نصر أكتوبر لا يكتمل إلا إذا بقيت البوصلة مصوّبة نحو العدو الحقيقي الاحتلال الإسرائيلي. فالاحتلال الذي هُزم على ضفاف القناة عام 1973 هو ذاته الذي ما زال يمارس جرائمه اليومية في غزة والضفة، ويمد يده بدم بارد إلى أطفال فلسطين، هو ذاته الذي يدوس على قرارات الشرعية الدولية، ويواصل بناء المستوطنات في وضح النهار، كأنه يقول للعالم: لا عدالة إلا عدالة القوة.
وفي المقابل، يعلّمنا نصر أكتوبر أن القوة ليست في السلاح وحده، بل في الإيمان والوعي؛ إيمان بأن هذه الأمة قادرة على استعادة مجدها متى ما توحدت، ووعي بأن كل محاولة لتبديل العدو أو طمس الحقيقة هي خيانة للنصر نفسه.
تصحيح البوصلة.. مهمة كل جيل
في زمن الالتباس، حين يحاول البعض إقناعنا أن الاحتلال يمكن أن يصبح صديقا، وأن المقاومة "تعطّل التنمية"، علينا أن نعيد تصحيح البوصلة في عقول الأجيال الجديدة.
علينا أن نقولها بوضوح لا لبس فيه: العدو الأول للأمة هو الاحتلال الإسرائيلي، وأي صوت يحاول خلط الأوراق أو تزييف الوعي إنما يخدم المشروع الصهيوني في النهاية، عن قصد أو عن جهل.
إن دماء شهداء أكتوبر، ودماء شهداء فلسطين، تسكن الذاكرة العربية كنداءٍ دائم: لا تفرّطوا في الحق، لا تصافحوا من لوّث الأرض بدماء الأبرياء، ولا تنسوا أن ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة.
المقاومة.. قدر الشعوب الحرة
قد تختلف الميادين وتتبدل الرايات، لكن جوهر المعركة واحد، هي معركة بين صاحب الأرض والمغتصب، بين شعب يريد الحياة وعدو يريد طمس الوجود. وما بين السادس من أكتوبر والسابع من أكتوبر، تتجسد الحقيقة الخالدة: أن الأرض لا تحررها المفاوضات، بل الإرادة، وأن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع، وأن صوت المقاوم مهما حاولوا إسكاتُه هو الصدى الأخير للكرامة في عالمٍ يزداد نفاقا.
إننا حين نحتفل بنصر أكتوبر، لا نحتفل بذكرى عسكرية فقط، بل نحتفل بمعنى المقاومة في حد ذاتهن نحتفل بفكرة أن الشعوب يمكن أن تهزم المستحيل متى ما آمنت بحقها.
ولذلك، فإن واجبنا في كل ذكرى أن نذكّر أبناءنا بأن النصر لا يُشترى، والكرامة لا تُهدى، وأن الاحتلال مهما طال عمره إلى زوال، لأن الحق أقوى من الباطل، ولأن الله مع الذين يدافعون عن أرضهم وكرامتهم.
فبين السادس من أكتوبر والسابع من أكتوبر، يختلف التاريخ، لكن الحقيقة لا تتغير: يبقى المحتل محتلا.. ويبقى صوت المقاومة وعدا بالنصر القادم.