الصحة العالمية تثير مخاوف تزايد الأمراض المعدية وسط أزمة النزوح في غزة
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
في الوقت الذي يواجه فيه عدد كبير من الأفراد النزوح الجماعي في المنطقة الجنوبية من غزة، تعرب منظمة الصحة العالمية، بقيادة المدير العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن قلقها العميق إزاء التهديد المتصاعد للأمراض المعدية في المناطق المتضررة.
وفقا لبيان صادر عن تيدروس أدهانوم غيبريسوس، فإن سكان الجزء الجنوبي من غزة، الذين اضطروا إلى الانتقال عدة مرات واللجوء إلى المرافق الصحية المكتظة، معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بالأمراض المعدية.
في الفترة من منتصف أكتوبر إلى منتصف ديسمبر، لوحظ ارتفاع حاد في الأمراض بين الأفراد المقيمين في الملاجئ: حيث تم الإبلاغ عن ما يقرب من 180 ألف حالة إصابة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي. وأصاب الإسهال حوالي 136,400 فرد، نصف هذه الحالات شملت أطفالاً دون سن الخامسة.
تم توثيق القمل والجرب في 55400 حالة، وتم الإبلاغ عن جدري الماء في 5330 حالة، والطفح الجلدي، بما في ذلك 4722 حالة من القوباء، أصاب 42700 فرد. تم رصد متلازمة اليرقان الحاد في 4683 حالة،و إجمالي حالات التهاب السحايا 126.
تشارك منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع مختلف الشركاء، في الجهود الرامية إلى دعم السلطات الصحية في المنطقة. وتشمل هذه المبادرات تعزيز تدابير مراقبة الأمراض ومكافحتها، وتوفير الأدوية، وتوزيع مجموعات الاختبار لضمان الكشف الفوري عن الأمراض المعدية مثل التهاب الكبد والاستجابة لها. بالإضافة إلى ذلك، تهدف المبادرات إلى تحسين الوصول إلى المياه الصالحة للشرب والغذاء وخدمات النظافة والصرف الصحي.
ومع تكشف أزمة النزوح، تؤكد منظمة الصحة العالمية على أهمية اتخاذ إجراءات سريعة وشاملة للتخفيف من انتشار الأمراض المعدية ومعالجة التحديات الصحية المتزايدة التي يواجهها المتضررون في المنطقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأمراض المعدیة الصحة العالمیة
إقرأ أيضاً:
غزة اليوم| الجوع والموت يطاردان السكان.. والصحة العالمية تدق ناقوس الخطر: كارثة إنسانية متفاقمة تواجه القطاع
يشهد قطاع غزة كارثة إنسانية متفاقمة، خلال الفترة الأخيرة بسبب الحصار الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي على أهالي القطاع، حيث أدى هذا الحصار إلى نقص في الغذاء والدواء وكل مقومات الحياة، وفي هذه السطور نرصد أبرز ما أعلنته المنظمات العالمية حول هذا القطاع المحصر ..
البداية من إعلان منظمة الصحة العالمية، في بيان لها اليوم ، والذي أكدت فيه أن سكان قطاع غزة يواجهون كارثة إنسانية متفاقمة، حيث يعانون من الجوع والمرض في ظل استمرار الحصار المفروض على دخول المساعدات الإنسانية.
وأكدت المنظمة العالمية، أن الوضع يتدهور بسرعة كبيرة، في وقت تتعرض فيه حياة الملايين للخطر.
خطر المجاعة يحاصر غزةوأضافت المنظمة، أن خطر المجاعة يتزايد بشكل مستمر بسبب الحجب المتعمد للمساعدات، بما في ذلك الغذاء، مع استمرار الحصار.
ويواجه سكان غزة، البالغ عددهم نحو 2.1 مليون نسمة، نقصًا غذائيا مطولا، حيث يعاني ما يقرب من نصف مليون شخص من مستويات كارثية من الجوع، وسوء التغذية الحاد، والأمراض، ما يؤدي إلى الوفاة.
ووصفت المنظمة، هذه الأزمة بأنها واحدة من أسوأ أزمات الجوع في العالم، وهي تتكشف أمام أعيننا في الوقت الفعلي.
وفي هذا الصدد، نشرت شراكة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، التي تعد منظمة الصحة العالمية أحد أعضائها، أحدث تقاريرها حول الوضع الغذائي في القطاع.
وفي تصريح له، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس: " لسنا بحاجة إلى إعلان رسمي للمجاعة كي ندرك أن سكان غزة يتضورون جوعا، ويمرضون، ويموتون، بينما الغذاء والدواء يوجدان على بعد دقائق عبر الحدود".
وأضاف: "يظهر التقرير بوضوح أنه من دون وصول فوري وغير مشروط للغذاء والإمدادات الأساسية، فإن الوضع سيواصل التدهور، ما سيؤدي إلى المزيد من الوفيات والانزلاق الحتمي نحو المجاعة".
ورغم أن المجاعة لم تعلن رسميا بعد، فإن الواقع يشير إلى أن ثلاثة أرباع سكان غزة يعانون من حرمان غذائي "طارئ" أو "كارثي"، وهما أسوأ مستويين في مقياس انعدام الأمن الغذائي ضمن التصنيف المرحلي المتكامل (IPC) الذي يتألف من خمسة مستويات.
وأشار التقرير إلى أنه منذ بدء حصار المساعدات في 2 مارس 2025، سجلت وزارة الصحة الفلسطينية وفاة 57 طفلا بسبب سوء التغذية، مع احتمال أن يكون العدد الحقيقي أعلى من ذلك، كما يرجح أن يرتفع في حال استمر الوضع على ما هو عليه.
71.000 طفل يعانون سوء التغذيةووفقا للتحليلات، يتوقع أن يعاني قرابة 71.000 طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد خلال الأشهر الإحدى عشرة المقبلة، إن لم يتم تدارك الأزمة.
ويعيش السكان في حلقة مفرغة وخطيرة، حيث يغذي سوء التغذية والمرض بعضهما البعض. فضعف التغذية يضعف الجهاز المناعي، ويجعل التعافي من الأمراض أكثر صعوبة، ويزيد من خطر المضاعفات.
17.000 امرأة تعاني من سوء التغذيةوالأطفال المصابون بسوء التغذية يصبحون أكثر عرضة للأمراض الشائعة كالإسهال، والالتهاب الرئوي، والحصبة، ما يزيد من احتياجهم للعناصر الغذائية، بينما يقل امتصاص أجسامهم لها، مما يفاقم الحالة سوءا.
ويزداد الأمر تعقيدا مع نقص الرعاية الصحية، وتراجع معدلات التطعيم، وصعوبة الوصول إلى مياه نظيفة وخدمات الصرف الصحي، فضلا عن التهديدات المتزايدة التي تواجه حماية الأطفال.
ويعد الأطفال المصابون بسوء التغذية الحاد من الفئات الأكثر عرضة للموت، فهم بحاجة ماسة إلى العلاج والرعاية للبقاء على قيد الحياة.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الأمهات الحوامل والمرضعات يتعرضن أيضا لخطر كبير، حيث يتوقع أن تحتاج حوالي 17.000 امرأة إلى علاج من سوء التغذية الحاد خلال الفترة المقبلة، إذا استمرت الأوضاع في التدهور.
وتعاني الأمهات المصابات بسوء التغذية من صعوبة إنتاج الحليب المغذي لأطفالهن، مما يهدد حياة الرضع، بينما تواجه خدمات الإرشاد الغذائي والدعم النفسي للأمهات تحديات كبرى.
وفي ظل شح المياه النظيفة في غزة، يمثل حليب الأم، خاصة للرضع دون سن 6 أشهر، الوسيلة الأهم لحمايتهم من الجوع والمرض.
وتحذر منظمة الصحة العالمية من أن التأثيرات طويلة الأمد لـ سوء التغذية قد تمتد مدى الحياة، وتتجلى في تأخر النمو الجسدي، وضعف القدرات المعرفية، وتدهور الصحة العامة، وبدون تدخل عاجل يوفر الغذاء والمياه والرعاية الصحية، فإن جيلا كاملا معرض لخطر دائم.
وفي ختام بيانها، أكدت المنظمة أن الخطة التي أعلنتها السلطات الإسرائيلية مؤخرا لتوصيل الغذاء والمواد الأساسية عبر مواقع توزيع مقترحة، غير كافية إطلاقا لتلبية الاحتياجات الملحة لأكثر من مليوني شخص في غزة.
وجددت منظمة الصحة العالمية تأكيدها على دعوة الأمم المتحدة بضرورة احترام المبادئ الأساسية للعمل الإنساني، المتمثلة في الإنسانية، والنزاهة، والاستقلالية، والحياد، وضمان وصول إنساني دون عوائق لتقديم المساعدات.