المملكة تسجل رقمًا قياسيًا لمتوسط هطول الأمطار والسيول في 2023م
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
كشفت وزارة البيئة والمياه والزراعة عن متوسط هطول الأمطار في مناطق المملكة المختلفة، في عام 2023م، حيث سجّل مستوىً قياسيًّا بلغ نحو “106” ملم بزيادة كبيرة عن أعلى متوسط تم رصده خلال 2022م والذي بلغ نحو “91” ملم، وما تم رصده خلال “40” عامًا، والمقدر بـ “103” ملم.
جاء ذلك في تقرير الشبكة الهيدرولوجي وآبار المراقبة السنوي لعام 2023م للوزارة، والذي استعرض مخرجات الشبكة الهيدرولوجية، وآبار المراقبة الدورية، والهاطل المطري، والجريان السطحي، وكميات المياه الواردة والمنصرفة من السدود، بالإضافة إلى حسابات التغذية، ومقدار التغيير في مستويات المياه الجوفية، ودرجات الحرارة، وسرعات الرياح في مناطق المملكة كافة.
وأوضحت الوزارة أن توزيع متوسط هطول الأمطار السنوي للعامين 2022 و2023م، مقارنة بمتوسط الهطول خلال 40 عامًا بالمملكة شهد ارتفاعًا ملحوظًا، حيث سجلت “7” مناطق أعلى متوسط هطول مطري خلال 2023م، وهي: مكة المكرمة، المدينة المنورة، القصيم، الباحة، جازان، نجران، وعسير التي تلقت أعلى كمية هطول مطري سنوي في 2023م بلغ “621” ملم بمحطة وادي زيد في المنطقة، وكان أعلى هاطل مطري يومي بالمملكة 13 مارس 2023 بـ”148″ ملم بمحطة الشقيق في منطقة جازان.
اقرأ أيضاًالمملكةالرئيس المصري يهنئ سمو ولي العهد بمناسبة ذكرى يوم التأسيس
وبحسب التقرير، أشارت الوزارة إلى أن تحليل بيانات السدود يشير إلى تأثير كبير للتغيرات الموسمية، مع زيادات ملحوظة للوارد والمنصرف من السيول في عام 2023م، مقارنة بعام 2022م، وظهر ذلك واضحًا في مناطق جازان ومكة المكرمة والمدينة المنورة، منوهة أن إجمالي كميات المياه الواردة إلى السدود بلغ “1,580” مليون م3 تقريبًا، مقارنة بــ “600” مليون م3 في عام 2022م، في حين بلغ إجمالي كميات المياه المنصرفة من السدود “1,515” مليون م3، مقارنة بـ”500″ مليون م3 في 2022م، وكانت أعلى كمية تراكمية من المياه الواردة في سد بيش بمنطقة جازان بـ”151,35 “مليون م3، كما تم تسجيل أعلى كمية المياه المنصرفة بـ” 299,65 ” مليون م3 خلال عام 2023م للسد نفسه.
وحول نتائج التقرير الهيدروجيولوجي لآبار المراقبة في المملكة لعام 2023م، مقارنةً بالفترات السابقة منذ عام 1973 وحتى 2023م، تُبينِ انخفاض ملحوظ في مستويات المياه الجوفية في بعض الطبقات الرئيسية وصل إلى “183” مترًا، وأن هذا الانخفاض يعزى إلى استزاف كبير في المياه الجوفية من النشاط الزراعي، وإذا استمر انخفاض مستويات المياه في آبار المراقبة فسيكون له آثار سلبية على المخزون المائي وجودة المياه مستقبلاً، أما فيما يتعلق بخزانات الدرع العربي، فإن كمية المياه المستنزفة تكون عملية تجديدها بواسطة التغذية الطبيعية، بنسب متفاوتة بناءً على كمية الأمطار المتساقطة.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية ملیون م3 عام 2023م
إقرأ أيضاً:
تراجع مستوى المياه في سد دوكان العراقي 75% بسبب الجفاف
بفعل شح المتساقطات وإقامة سدود على الجانب الإيراني من نهر الزاب الصغير، تراجع مستوى المياه في سدّ دوكان بشمال العراق بنسبة 75% هذا العام، ما يفرض تقنينا على ملايين السكان المتضررين أصلا من الجفاف.
قرب البحيرة الاصطناعية الضخمة التي أُنشئت في خمسينات القرن العشرين لتكون خزانا للمياه، يمكن ملاحظة الجفاف بالعين المجردة، إذ تظهر تشقّقات في أرض كانت تغطيها المياه بالكامل قبل عام واحد فقط.
وتُظهر صور ملتقطة بواسطة الأقمار الاصطناعية في إطار مهمة "سنتينيل-2"، حلّلتها وكالة فرانس برس، أن مساحة بحيرة دوكان تقلّصت بنسبة 56% بين نهاية أيار/مايو 2019، وهو آخر تاريخ كان فيه السدّ ممتلئا بالكامل، ومطلع حزيران/يونيو 2025.
وتبلغ قدرة سدّ دوكان الاستيعابية، وهو أكبر سدّ في إقليم كردستان العراق المتمتع بحكم ذاتي، سبعة مليارات أمتار مكعّبة من المياه.
ويبلغ مخزونه الحالي 1,6 مليار تقريبا أي "نحو 24%" من إجمالي قدرة الاستيعاب، حسبما يقول مديره كوجر جمال لفرانس برس.ويضيف جمال "لم نسجّل مثل هذا المستوى المنخفض خلال السنوات الـ20 أو 25 الأخيرة"، حتى لو أن السدّ شهد في تاريخه فترات شحّ مشابهة.
ويعزو هذا الانخفاض أوّلا إلى "التغيّر المناخي" وبالتالي "قلّة الأمطار" وعدم انتظامها.
ففي فصل الشتاء هذا العام، سجلت هذه المنطقة هطول نحو 220 ميليمترا من الأمطار، مقارنة بما لا يقلّ عن 600 ميليمتر في العادة.أمّا "السبب الثاني"، فهو السدود التي أنشأتها "الدولة المجاورة" على نهر الزاب الصغير، أحد روافد نهر دجلة ويغذّي بحيرة دوكان وينبع من إيران التي أنشأت عشرات السدود لتخزين كميات أكبر من المياه لمواجهة الجفاف.
قلّة الأمطار
وتندد بغداد بانتظام بإقامة جارتيها تركيا وإيران سدودا على المسطحات المائية التي تتشاركها مع كلّ منهما، متّهمة إياهما بأنهما يقلّلان بشكل كبير من تدفق نهري دجلة والفرات لدى وصولهما إلى الأراضي العراقية.
لكن الوضع في بحيرة دوكان يعكس كذلك بعض آثار التغيّر المناخي الذي يضرب العراق حيث يقيم أكثر من 46 مليون شخص، بينها ارتفاع درجات الحرارة وفترات جفاف متلاحقة منذ ما لا يقلّ عن خمسة أعوام وازدياد التصحّر.
وبحلول نهاية أيار/مايو، كان مخزون المياه في العراق في أدنى مستوياته منذ 80 عاما بسبب موسم الأمطار الضعيف للغاية وتراجع تدفق دجلة والفرات، ما سيجبر السلطات على تقليص مساحة الأراضي الزراعية المزروعة هذا الصيف.
وتوفّر قرية سرسيان الواقعة بين تلال مطلّة على دوكان، إطلالة خلّابة على البحيرة وعلى مصبّ نهر الزاب الصغير.
ويعمل حسين خدر (57 عاما) على تهيئة تربة حقل متشققة للزراعة، قائلا إن أرضه كانت جزءا من الأراضي التي غمرتها مياه دوكان منذ العام2012.
ويفضّل الفلاحون في هذه الأراضي الخصبة المتاحة بشكل متقطع، زراعة محاصيل قصيرة الأجل يحصدونها في الخريف، مثل الخيار والبطّيخ والحمّص وبذور عباد الشمس والفاصولياء.
غير أن هذه المحاصيل الصيفية التي تُباع في الأسواق المجاورة، لن تكفي لتعويض الخسائر التي سجّلها خدر في موسم الشتاء هذا، وفق قوله.
فزرع الرجل هذا الشتاء، على مساحة 54 دونما، محاصيل أغلبها من الحنطة، في أرض قريبة من القرية، "لكنه لم تُثمر بسبب قلة الأمطار"، ما ألحق به خسائر بثمانية ملايين دينار عراقي تقريبا أي ما يعادل نحو 5600 دولار.
ويقول بأسف "عانينا عند زراعة القمح من قلّة المياه، وليس لدينا آبار كبيرة لسقي مساحات واسعة من الأراضي الزراعية".
ويضيف "لا يمكن للأربعة دونمات التي أحصدها في الحقل على ضفّة النهر أن تعوّض خسارتي في 54 دونما".
تقنين "صارم"
ويؤثر نقص المياه في دوكان على أربعة ملايين نسمة في محافظتَي كركوك والسليمانية وعلى مياه شربهم.
ومنذ أكثر من شهر، تعاني محطات تنقية المياه في كركوك من "انخفاض مفاجئ" بنحو 40% لكميات الماء الواردة إليها، بحسب مدير الموارد المائية في المحافظة زكي كريم.
وفي العراق الذي شهد عقودا من النزاعات خلّفت بنى تحتية متهالكة وسياسات عامة غير فعّالة، يتلقى السكان المياه بشكل متقطع في صنابيرهم.
ويفرض هذا النقص الأخير بالمياه "إجراءات صارمة في تطبيق نظام" التقنين، بالإضافة إلى توزيع المياه على فترات تزداد تباعدا، وفق كريم.
وفضلا عن حملات توعية بشأن الإسراف في استهلاك المياه، تلاحق السلطات المحلية التوصيلات غير القانونية بشبكة المياه.
وفي كركوك التي يبلغ عدد سكانها نحو مليونَين، تسعى السلطات إلى تقليل الأثر على مركز المحافظة الذي يحمل الاسم نفسه، ربما على حساب قرى ومناطق أبعد.
ويوضح كريم "نحاول ألّا نمنع المياه بشكل كامل عن محطات الإسالة، حتى لو أن إجراءاتنا قد تؤدي إلى قصور في تزويد بعض المحطات"، متابعا "نريد أن يكون لكل محطّة حصة".