تتحمل مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور في السودان، ثقل المعاناة العميقة للحرب السودانية، وعلى الرغم من لمحات من الحياة الطبيعية مع الأسواق المزدحمة والمطاعم الجديدة، إلا أن شبح الفظائع  لا يزال يطاردها.

وفقا لتقريرنشرته الجارديان، منذ أبريل من العام السابق، شهدت الجنينة مجزرتين مروعتين وسط الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، وخلفت آثار هذه الأحداث ندوبًا دائمة، إذ تحمل الشوارع بقايا جثث أكثر من 10,000 شخص، نهشت الحيوانات بقاياهم.

وأدت الخطوط القبلية إلى تفاقم العنف، مما أدى إلى انقسامات صارخة بين المساليت والمجتمعات غير العربية الأخرى الداعمة للجيش، وقوات الدعم السريع إلى جانب الميليشيات العربية المتحالفة معها. 

وأودت الاشتباكات بحياة آلاف الأشخاص، معظمهم من سكان المساليت، وفر العديد من الأشخاص الآخرين إلى تشاد هربًا من إراقة الدماء.

وتستمر التقارير عن الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في الظهور، بما في ذلك اكتشاف مقابر جماعية وروايات عن هجمات عشوائية على المدنيين. وتمتد المعاناة إلى ما هو أبعد من الخسائر البشرية المباشرة، إذ يعاني الأطفال المشردون والأسر النازحة من آثار النزاع.

وتبذل الجهود لإعادة بناء مظاهر الحياة الطبيعية، حيث يسعى الحاكم المعين حديثًا إلى استعادة البنية التحتية وتنفيذ التدابير اللازمة لاسترضاء السكان. 

ومع ذلك، لا تزال التحديات قائمة، وتتفاقم بسبب العمليات العسكرية المستمرة والقيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية.

ومع تصاعد الإدانة الدولية وانتشار الاتهامات بارتكاب جرائم حرب، يظل مستقبل الجنينة محفوفًا بالمخاطر. 

إن شبح المزيد من العنف يلوح في الأفق، مما يهدد بتقويض أي تقدم تم إحرازه نحو السلام والاستقرار في هذه المنطقة التي مزقتها الحرب.

وعلى الرغم من المرونة التي أظهرها سكانها، إلا أن الجنينة بمثابة تذكير مؤثر بالخسائر المستمرة للصراع والحاجة الملحة إلى بذل جهود متضافرة لتحقيق المصالحة والعدالة.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

كاسبرسكي: 25 مجموعة قرصنة متقدمة تستهدف الشرق الأوسط وإفريقيا

كشفت كاسبرسكي أنّ منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا أهداف رئيسية لـ 25 مجموعة من مجموعات التهديدات المتقدمة المستمرة (APT)، وأوضحت أنها ترصد تلك المجموعات وأنشطتها منذ مطلع عام 2024. وتُظهر النتائج أنّ هذه المجموعات تستهدف قطاعات الخدمات المالية، والبنية التحتية، والدفاع، والهيئات الحكومية. وإلى جانب ذلك، تتجه إلى توسيع هجماتها لتشمل مجالات جديدة مثل القطاعات التجارية والناشئة. 
يظهر بحث كاسبرسكي تنوعاً كبيراً في مشهد التهديدات السيبرانية؛ إذ تنشط هذه المجموعات -سواء القديمة منها أم الجديدة- في مختلف أنحاء المنطقة. فعلى سبيل المثال، تواصل مجموعة (Griffith) استهداف قطاع الخدمات المالية في دول متعددة، أما مجموعة (SideWinder) فتمارس أنشطتها ضمن رقعة جغرافية واسعة، وتستهدف شريحة متنوعة من القطاعات، غير أنّها تركز أساساً على أنشطة التجسس. بالإضافة إلى ذلك، رصد خبراء كاسبرسكي حملات شنتها مجموعتا (Evasive Panda) و(Cloud Atlas)، واللتان تنشطان في تركيا.
يشير باحثو كاسبرسكي إلى أن معظم مجموعات التهديدات المتقدمة المستمرة التي تستهدف المنطقة تعتمد في وصولها الأولي على حملات تصيّد احتيالي موجهة، تستخدم تقنيات الهندسة الاجتماعية. وبمجرّد حصول هذه الجهات الفاعلة على الوصول، تسارع إلى التخفي في هيئة خدمات شرعية أو مهام مجدولة تبدو روتينية. فهذا النهج يتيح لها العمل بخفاء داخل الشبكات لمدة طويلة قد تمتد لأشهر أو سنين، فتستغل هذه الفترة في جمع معلومات استخباراتية أو الاستعداد لشن هجمات أخرى.
يعلّق على هذه المسألة «ماهر يموت»، باحث أمني رئيسي لدى كاسبرسكي: «يتضح عند تحليل أنشطة مجموعات التهديدات المتقدمة المستمرة في المنطقة، القدرة العالية لهذه المجموعات على التكييف السريع لأساليبها. فنحن نرصد إقدام تلك المجموعات على تجربة ثغرات أمنية جديدة، وتوسيع نطاق أنشطتها إلى قطاعات غير مألوفة، واختبار قدراتها في دول لم تتضرر منها سابقاً. وهذا دليل واضح على أنّ المجموعات لا تستثني قطاعاً أو مؤسسة من دائرة الاستهداف»
يوصي خبراء الأمن لدى كاسبرسكي باتخاذ التدابير التالية لمساعدة الشركات في تأمين بنيتها التحتية لتكنولوجيا المعلومات، وحمايتها من التهديدات المتقدمة المستمرة: 
استخدم حلولاً أمنية متعددة الطبقات، مثل حلول Kaspersky Next، وعزز الحماية باستخدام حل أمني على مستوى المؤسسات، يكتشف التهديدات المتقدمة في وقت مبكر مثل منصة Kaspersky Anti Targeted Attack.
راقب دوماً مزودي خدمات تكنولوجيا المعلومات الخارجيين، واحرص على إجراء فحوص دورية لصلاحيات الوصول ضمن سلسلة التوريد.
استخدم حلولاً أمنية متخصصة للبنى التحتية الحيوية مثل حل Kaspersky Industrial Cyber ​​Security، الذي يقدم حماية شاملة لجميع الأنظمة.
احرص على تزويد فرق الأمن السيبراني باستخبارات التهديدات السيبرانية لكي يستبقوا التهديدات المتقدمة المستمرة. 
احرص على تقديم دورات الأمن السيبراني التعليمية لتثقيف الموظفين وفقاً لمستوى معرفتهم بتكنولوجيا المعلومات، ويمكنك الاستفادة من الدورات المتاحة ضمن منصة Kaspersky Security Awareness.

مقالات مشابهة

  • كاسبرسكي: 25 مجموعة قرصنة متقدمة تستهدف الشرق الأوسط وإفريقيا
  • السودان تستقبل مئات آلاف العائدين من مصر
  • نتنياهو "المتنمر الإقليمي".. يخوض حروبا ويخسر العالم
  • الأمم المتحدة تدين حملة الاعتقالات الحوثية المستمرة لموظفي منظمات أممية في صنعاء
  • مواراة جثمان الراحل محمد طاهر ايلا الثرى بمدينة بورتسودان في موكب تشييع مهيب
  • أبو زيد: المسيحيون في لبنان ليسوا بقايا بل جذورًا لا تُقتلع
  • ميك والاس يتساءل حول الدعم الأوروبي للمشروع الصهيوني رغم المجازر المستمرة في غزة
  • شاهد بالفيديو.. سيدة الأعمال السودانية هبة كايرو بعد افتتاح محلها الجديد: (أنا أول سودانية اسمها يتعلق ف شارع جامعة الدول العربية المهندسين واسم السودان شرف بالنسبه لي)
  • عامان على طوفان الأقصى... الشرق الأوسط بين حرب مفتوحة وتحولات عميقة
  • الأونروا: قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تترك مكانا آمنا للأطفال في غزة