اتفاق سلطنة عمان وإيران على وقف الحرب الإسرائيلية على غزة
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
صرح وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الأحد، بأن بلاده تتفق مع سلطنة عمُان، على ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، منذ ستة أشهر.
ونقلت وكالة الأنباء العمانية، عن عبد اللهيان، تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره العُماني بدر البوسعيدي، في العاصمة العُمانية مسقط.
وشدد عبد اللهيان على أن بلاده "تجري مشاورات مع سلطنة عُمان، على أعلى مستوى بشأن اتخاذ المواقف المهمة في المنطقة والعالم، وهناك اتفاق بين الجانبين على ضرورة وقف الحرب والإبادة في غزة فورا".
وأوضح عبد اللهيان أن العلاقات الثنائية بين البلدين، تشهد تطورا مطردا في المجالات كافة، معربا عن شكره لسلطان عمان هيثم بن طارق، على "المبادرة التي تمّ إطلاقها لرفع العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران".
وأكد البوسعيدي، "دعم سلطنة عمان جهود خفض التصعيد في المنطقة، ومعالجة مختلف القضايا والصراعات"، مشيرا إلى أن "القضية الفلسطينية هي القضية الأساس في ظل ما يُعانيه الشعب الفلسطيني الشقيق جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، ومختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة"، على حد قوله.
وأضاف البوسعيدي أن "الهجوم على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، فتح صفحة جديدة من إثارة الحروب وتوسيع نطاق الحرب في المنطقة".
وصرح عبد اللهيان، بأن "طهران سترد وتعاقب المجرمين على الهجوم الإرهابي الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق".
وقال عبد اللهيان، لدى استقباله كبير المفاوضين اليمنيين من قبل جماعة "أنصار الله" اليمنية، محمد عبد السلام، في العاصمة العُمانية مسقط، إن "الكيان الصهيوني استهدف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، بالطائرات والصواريخ الأمريكية".
وأكد أن "طهران ستتخذ إجراءات قانونية ودولية ضمن إطار المقررات الدولية"، مضيفا أن "رفض واشنطن ولندن وباريس إدانة هجوم القنصلية دليل على دعم مغامرات الكيان الصهيوني وتوسيع الصراع".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حسين أمير عبد اللهيان الحرب الإسرائيلية قطاع غزة عبد اللهیان
إقرأ أيضاً:
ماذا بعد اتفاق التهدئة في السويداء؟
السويداء- يحتمي أصحاب المحال التجارية ورواد الأسواق بمنازلهم بمجرد حلول ساعات المساء في السويداء، إذ تُغلق المحلات أبوابها، وتختفي حركة المارة في الشوارع.
وبعد المغيب، تنتشر الحواجز الطيّارة المؤقتة في كل شوارع المدينة، وتنتصب عند مداخل القرى والبلدات الدرزية، فتصير السويداء وقراها كمدينة أشباح خاوية من الناس، يحرسها مسلحون كُثر.
وبالرغم من الشروع في تطبيق اتفاق التهدئة بين المرجعيات الدينية والاجتماعية والفصائلية في السويداء، والحكومة السورية ممثلة بمحافظ السويداء مصطفى البكور، فإن الحذر والترقّب لا يزالان سائدين في الحياة العامة للسكان منذ أيام.
انفراجات طفيفة
وكان البكور قد أعلن، الأحد الماضي، بدء تطبيق الاتفاق مع مشايخ العقل في المحافظة الواقعة جنوبي سوريا، في حين أفرجت السلطات عن موقوفين وتسلمت أسلحة.
وتضمن الاتفاق عدة بنود، بينها تفعيل قوى الأمن الداخلي من أبناء المحافظة، وتأمين طريق دمشق السويداء، وإنهاء التوترات في مناطق جرمانا وصحنايا وأشرفية صحنايا بريف دمشق، التي شهدت اشتباكات مسلحة إثر انتشار تسجيل صوتي منسوب لأحد أبناء الطائفة الدرزية تضمّن إساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وانتهت بانتشار قوات الأمن السورية والاتفاق على تسليم أسلحة بحوزة مجموعات محلية.
إعلانكما لا يزال الطريق الدولي الذي يربط بين دمشق والسويداء مغلقا بصورة عامة، مع انفراجات طفيفة تسمح بدخول بعض الصهاريج المعبأة بالمشتقات النفطية، أو التي تحمل خضارا وفواكه من أسواق الجملة بالعاصمة متجهة إلى أسواق التجزئة في السويداء.
وينتظر سكان السويداء أن تعود حياتهم إلى إيقاعها الطبيعي، وأن تنتهي المظاهر المسلحة من الشوارع، وتعود حركة الأسواق إلى سابق عهدها، ويصير بإمكانهم السفر والتنقل واستئناف تعليمهم الجامعي، ذلك أن المدارس في المحافظة مقفلة منذ بداية الأسبوع الحالي.
خروقات ميدانيةيقول الشيخ باسم أبو فخر المتحدث الإعلامي باسم حركة رجال الكرامة للجزيرة نت إنه، وفي إطار مستجدات التهدئة، تسلمت عناصر الشرطة التابعة لوزارة الداخلية في بلدة الصورة زمام السلطة فيها، بالتزامن مع انسحاب عناصر الأمن العام.
ويضيف "نحن كقيادات ملتزمون بالاتفاق، إلا أن هناك خروقات تحدث من قبل مجموعات مسلحة، وتبدو الحكومة غير قادرة على ضبطها، بالتزامن مع بقاء طريق دمشق السويداء مغلقا بسبب تعديات عناصر منفلتة عليه. كما تستمر الهجمات على الجهتين الشمالية والغربية من جبل العرب من قبل مجموعات مسلحة. دون التقليل من أهمية الانتشار المكثف لعناصر الأمن العام في محافظة درعا وعلى الحدود الشرقية مع السويداء".
وتابع "غير أن بعض تلك المجموعات المسلحة لا يزال بمقدورها التسلل باتجاه السويداء والقيام بأعمال عدوانية تجاه المنازل، كما حدث يوم الأحد الماضي في قرية الثعلة بالمحافظة، حين تعرضت لقصف بمدفعية الهاون، وقد ردت الفصائل المحلية والأهالي على مصادر إطلاق النيران بالقرب من قرية الدارة".
وبحسب أبو فخر، فإن حركة رجال الكرامة تؤكد التزامها بانتشار القوات المحلية للدفاع عن النفس فقط، ولا توجد أي تعديات من جانبها، "لكن بعض الأطراف الخارجية تمارس التعديات، وتعرقل عملية التهدئة وإنهاء الأزمة".
إعلانمن جانبه، اعتبر زياد أبو طافش الناطق الإعلامي باسم لواء الجبل أن ما يجري تطبيقه على الأرض ليس ورقة اتفاق وتهدئة، و"إنما مطالب أساسية تتعلق بحقوق أبناء السويداء الذين هم مكون أساسي من مكونات الشعب السوري". ويتمثل الطلب الرئيسي في تأمين طريق دمشق السويداء، باعتباره الشريان الحيوي للمحافظة، و"الذي لا توجد ضمانات لتأمينه حتى الآن".
وأوضح "وفي ظل شبه غياب للحركة على هذا الطريق، تظل باقي بنود الاتفاق قيد التنفيذ. ولا يمكن الجزم بمدى إمكانية تنفيذها قبل رؤية ما يُطمئن على أرض الواقع".
ترتيبات أمنية
وفيما يتعلق بالترتيبات الأمنية على الأرض، أفاد مصطفى البكور محافظ السويداء بأنها قد بدأت مع تفعيل البيان المطروح، وقال للجزيرة نت "يجري العمل على هذا الترتيب من خلال تفعيل الدور الأمني. والحكومة السورية تبذل من جانبها كل الجهد الممكن لتنفيذ مضمون الاتفاق، وتحقيق السلم الأهلي بهدف استقرار الوضع في المحافظة".
وكانت قيادات دينية محلية تمثلت بمشايخ العقل الثلاثة، حكمت الهجري، وحمود الحناوي، ويوسف جربوع وأخرى اجتماعية كالأمير حسن الأطرش والأمير يحيى عامر، وعاطف هنيدي، ووسيم عز الدين، بالإضافة إلى قادة الفصائل المسلحة في السويداء، قد توافقوا جميعا على ضرورة تنفيذ 5 مبادئ عمل عاجلة لمعالجة الأزمة:
تفعيل قوى الأمن الداخلي في السويداء من أفراد سلك الأمن الداخلي السابقين. تفعيل الضابطة العدلية من كوادر أبناء السويداء حصرا، وبشكل فوري. رفع الحصار عن مناطق السويداء وصحنايا وجرمانا، وإعادة الحياة إلى طبيعتها فورا. تأمين طريق دمشق السويداء وضمان سلامته وأمنه تحت مسؤولية السلطة وبشكل فوري. وقف إطلاق النار في جميع المناطق.ويُعتبر أي إعلان يخالف هذه البنود أو يتجاوزها، أحادي الجانب، وفق المجتمعين.
إعلانويعتقد رئيس المكتب السياسي للمجلس العسكري في جنوب سوريا نجيب أبو فخر أن عملية تنفيذ هذه النقاط الخمس تتقدم ببطء وتحفظ ملحوظ، وربط ذلك بكمين بلدة براق الذي أدى إلى مقتل أكثر من 30 شخصا من أبناء الطائفة الدرزية، بالإضافة إلى "احتلال قرية الصورة، وما تلاه من جهود لتحريرها واستعادتها".
ووفقا له، فإن جهاز الشرطة، الذي تم تفعيله في السويداء، يفتقر للإمكانيات اللازمة، حيث لا يتوفر لدى عناصره اللباس أو السلاح أو أي من مستلزمات المهنة الضرورية.
ويضيف للجزيرة نت "يبدو أن الالتزام بتنفيذ الاتفاق من قبل الأطراف خجول وغير فعال، وهناك العديد من العوامل التي تساهم في ذلك، من بينها نقص الإمكانيات، وكأن الأطراف تسعى لبناء ثقة حذرة فيما بينها. ويبدو أن هناك عدم إيمان بقدرة الطرف الآخر على الاستمرار في هذا الاتفاق".