عاشت غزة أشهرا قاسية، على مدار عامين متتاليين، حيث تحولت مدنها إلى ركام وشوارعها إلى طرق للنزوح، ففي مدينة شرم الشيخ الهادئة، بعيداً عن القصف المتواصل، تم الإعلان عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل، وذلك ضمن المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لإنهاء الحرب في غزة.

ويأتي تنفيذ وقف إطلاق النار عقب جولات مكثفة من المفاوضات في شرم الشيخ، بمشاركة مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة، وبحضور وفود من حركتي حماس والجهاد الإسلامي وإسرائيل.

ويتضمن الاتفاق وقفًا كاملًا للعمليات العسكرية من الجانبين، وبدء إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية فورًا إلى جميع مناطق القطاع، إلى جانب تفعيل المرحلة الأولى من تبادل الأسرى والرهائن وفق الجداول المتفق عليها.

وعلى مدار عامين كاملين من القتل والدمار، لم تتوقف خلالهما الجهود المصرية، يومًا منذ السابع من أكتوبر 2023، وباتفاقٍ تاريخي بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، أُعلن من أرض الكنانة التي لم تتخلَّ يومًا عن مسؤوليتها تجاه الشعب الفلسطيني، ودورها المحوري في ترسيخ السلام العادل في المنطقة، بفضل قيادتها الحكيمة وصوتها العاقل المؤثر الذي يقدّره الجميع.

وقد أجمع خبراء، على أن رهان الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ البداية على الدور الأمريكي، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، أثبت صوابه، إذ إن ترامب كان الأقدر على إيقاف الحرب وتهيئة المناخ للحوار وبدء مسار سلام شامل يحقق مصالح جميع شعوب المنطقة.

وشدد الخبراء على أن مصر، بقيادة الرئيس السيسي، نجحت في إنقاذ القضية الفلسطينية من خطر التصفية، عبر موقفها الراسخ والرافض لتهجير الفلسطينيين، وإقناع المجتمع الدولي بأنه لا سلام في الشرق الأوسط دون حلٍّ عادل ودائم يقوم على مبدأ حلّ الدولتين.

وفي هذا السياق، أكد السفير حازم خيرت، سفير مصر السابق لدى تل أبيب ومساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر بذلت جهودًا مضنية على مدار عامين كاملين لوقف الحرب على غزة وإنقاذ المنطقة من دوامة العنف والدم، مشيرًا إلى أنها أحبطت محاولات تصفية القضية الفلسطينية ودَفعت جميع الأطراف نحو طاولة المفاوضات.

وأوضح أن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو من أقنع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن مفتاح وقف الحرب بيده، وأن كلمةً حاسمة من واشنطن قادرة على إنهاء النزاع ودفع المجتمع الدولي نحو الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، منوهًا بأن الرئيس السيسي استطاع ترسيخ قناعة عالمية مفادها أنه لا سلام عادل في الشرق الأوسط دون تمكين الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة.

وأضاف أن مصر تمتلك خبرة طويلة في ملفات التفاوض، سواء مع الجانب الإسرائيلي أو مع فصائل المقاومة الفلسطينية، وتعمل بلا كلل أو ملل وبكل مسؤولية وإخلاص من أجل الشعب الفلسطيني وسائر شعوب المنطقة.

وشدد السفير خيرت على أن مفاوضات شرم الشيخ بعثت برسائل أمل، وأفضت إلى بدء تنفيذ مراحل وقف الحرب تمهيدًا لانطلاق مرحلة جديدة من السلام والاستقرار في المنطقة.

من جانبه، أكد الدكتور خالد عكاشة، خبير الأمن الإقليمي، أن الرئيس السيسي نجح في إقناع المجتمع الدولي بأن الحل السلمي والتفاوض هما السبيل الوحيد لإنهاء الصراعات في المنطقة، وأن استمرار دوامة الحرب لن يؤدي إلا إلى اتساع رقعة العنف وعدم الاستقرار.

وأضاف أن الموقف المصري الراسخ والرافض لتهجير الفلسطينيين كان له الدور الحاسم في الحفاظ على القضية الفلسطينية وجوديًا، لافتاً إلى أن رؤية الرئيس السيسي منذ بداية الحرب في غزة اتسمت بالثبات والوضوح، وقامت على مبدأ الحق والعدل وإعلاء صوت الدبلوماسية.

ونوّه عكاشة إلى أن المرحلة المقبلة يجب أن تتركز على إعادة إعمار قطاع غزة بمشاركة الفلسطينيين أنفسهم، والعمل على إزالة آثار الدمار والعدوان وإعادة الحياة إلى طبيعتها، مؤكدًا أن مصر ستواصل دورها الريادي في دعم استقرار المنطقة وتحقيق السلام العادل والدائم.

وشدد على أن مفاوضات شرم الشيخ تحمل الأمل لفلسطين ولكل منطقة الشرق الأوسط، ليس فقط لإنهاء الحرب الجارية، بل لبدء مسيرة السلام العادل الذي تنشده شعوب المنطقة منذ عقود طويلة، ولاسيما بتحقيق حلم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

من جهته، أكد السفير الدكتور منير زهران، الرئيس الأسبق لوفد مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف، أن خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نجحت في جمع إسرائيل وحركة “حماس” على طاولة مفاوضات شرم الشيخ، لتفتح صفحة جديدة من السلام تُعيد الأمل لشعوب المنطقة.

وأشار زهران إلى الكلمة المتلفزة التي وجّه فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، في يوليو الماضي، نداءً خاصًا إلى الرئيس ترامب، قال فيه: “أوجّه نداءً خاصًا للرئيس ترامب، لأنني تقديري له الشخصي بإمكانياته وبمكانته، فهو القادر على إيقاف الحرب وإدخال المساعدات وإنهاء المعاناة.. من فضلك ابذل كل الجهد لإيقاف الحرب.. ”.

وأوضح السفير زهران أن هذا النداء لم يكن مجرد موقف إنساني، بل عبّر عن رؤية سياسية بعيدة المدى ورهان صائب، أثبت نجاحه بعد أن تدخل بالفعل الرئيس الأمريكي بخطة دفعت الجميع إلى مفاوضات شرم الشيخ، لتعلن وقف الحرب وتهيئة الأجواء لمسار السلام الدائم.

وأثنى السفير زهران على الجهود المصرية المستمرة منذ اندلاع الحرب، بل ومنذ أكثر من سبعين عامًا، دفاعًا عن أرض فلسطين وشعبها، مؤكدًا ثقته في أن مصر، قيادةً وشعبًا، ستواصل مساعيها حتى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.

اقرأ أيضاًاحتفالاً بوقف إطلاق النار في غزة.. العلم الفلسطيني يرفرف في سماء مصر |فيديو

«القاهرة قدمت 70% من المساعدات».. كيف منعت مصر حدوث مجاعة في غزة؟

«اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ».. كيف تعامل الإعلام الفلسطيني مع إعلان اتفاق غزة؟

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: اتفاق وقف إطلاق النار الجهود المصرية الجهود المصرية في وقف إطلاق النار دونالد ترامب شرم الشيخ غزة قطاع غزة مدينة شرم الشيخ وقف إطلاق النار القضیة الفلسطینیة مفاوضات شرم الشیخ الرئیس الأمریکی الرئیس السیسی وقف الحرب على أن فی غزة أن مصر

إقرأ أيضاً:

عاجل- الرئيس السيسي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من ملك البحرين لمناقشة الأوضاع الإقليمية وتعزيز التعاون الثنائي

تلقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، اليوم اتصالًا هاتفيًا من ملك مملكة البحرين الشقيقة، حمد بن عيسى آل خليفة، وذلك في إطار تعزيز التواصل بين القادة العرب ومتابعة القضايا الإقليمية الهامة.

وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الاتصال تناول مستجدات العلاقات الثنائية بين مصر والبحرين، حيث تم التأكيد على الحرص على مواصلة تطوير التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية بما يخدم مصالح الشعبين ويعزز أواصر الأخوة والتضامن العربي.

بحث الأوضاع في قطاع غزة

وأشار المتحدث الرسمي إلى أن المكالمة شهدت مناقشة مستفيضة لـ الوضع الإنساني في قطاع غزة، حيث شدد الزعيمان على ضرورة الالتزام الكامل باتفاق وقف الحرب وضمان توصيل المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ودون عوائق، بالإضافة إلى أهمية البدء في عملية إعادة إعمار القطاع لضمان عودة الحياة الطبيعية لسكانه.

كما أكد الرئيس السيسي وملك البحرين على رفض أي مساعٍ لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مؤكدين أن القضية الفلسطينية ستظل في صدارة الأولويات العربية والدولية، مع الالتزام بمبادئ العدالة وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

تعزيز جهود السلام

وتطرق الاتصال أيضًا إلى آليات السلام الإقليمية والدولية، حيث اتفق الزعيمان على أهمية التنفيذ الكامل لخطة الرئيس ترامب للسلام وفقًا لما تم اعتماده في قرار مجلس الأمن رقم 2803، باعتبارها إطارًا لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن حقوق جميع الأطراف ويؤسس لاستقرار المنطقة.

تأكيد التواصل والتنسيق المستمر

كما شدد الرئيس السيسي وملك البحرين على استمرار الاتصالات والتنسيق بين البلدين بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة في ظل التحديات التي تمر بها المنطقة، بما يعزز وحدة الموقف العربي ويدعم مصالح الشعوب العربية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية.

ويأتي هذا الاتصال في سياق تعزيز العلاقات المصرية-البحرينية التاريخية، وترسيخ التعاون العربي المشترك في مواجهة القضايا الإقليمية المهمة، مع التأكيد على الدور القيادي لمصر في دعم القضية الفلسطينية واستقرار المنطقة.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل مكالمة الرئيس السيسي مع نظيره الفرنسي
  • الرئيس السيسي: ندعم وحدة وسيادة السودان وسلامة أراضيه ونساند جهود إنهاء الحرب
  • الرئيس السيسي وماكرون يتفقان على أن الجهود الراهنة يجب أن تفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية
  • الرئيس السيسي لـ ماكرون: يجب تعزيز إدخال المساعدات إلى غزة وبدء إعادة الإعمار
  • عاجل- الرئيس السيسي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من ملك البحرين لمناقشة الأوضاع الإقليمية وتعزيز التعاون الثنائي
  • الرئيس السيسي وملك البحرين يؤكدان رفضهما القاطع لتهجير الفلسطينيين من أرضهم
  • حتمية وقف الحرب في غزة.. الرئيس السيسي يتلقى اتصالًا من ملك البحرين
  • عاصم سليمان: الرئيس السيسي أيقونة الدبلوماسية الدولية وبوصلة السلام العالمي
  • مشعل: القضية الفلسطينية استعادت حضورها الدولي والطوفان كشف الوجه الحقيقي لـ"إسرائيل"
  • من إسلام آباد.. الرئيس الإندونيسي يجدد التزام بلاده بدعم القضية الفلسطينية