باراجواي تطمح للثأر من كولومبيا في مستهل مشوارهما بكوبا أمريكا 2024
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
بعد 7 أشهر على آخر لقاء جرى بينهما، يتجدد الموعد مرة أخرى بين منتخبي كولومبيا وباراجواي، حينما يلتقيان في بطولة كأس أمريكا الجنوبية لكرة القدم "كوبا أمريكا".
ويواجه منتخب باراجواي نظيره الكولومبي مساء غد الاثنين، (صباح بعد غد الثلاثاء بتوقيت جرينتش) في مستهل مبارياتهما بالمجموعة الرابعة من مرحلة المجموعات للمسابقة القارية، التي تضم أيضا منتخبي البرازيل وكوستاريكا، على ملعب (إن آر جي) في هيوستن.
وتأتي تلك المواجهة بعدما سبق أن التقى المنتخبان في تصفيات اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول) المؤهلة لبطولة كأس العالم 2026، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، عندما انتصرت كولومبيا 1 / صفر على مضيفتها باراجواي.
ويدخل منتخب كولومبيا بطولة كوبا أمريكا وهو محافظا على سجله خاليا من الهزائم في 23 مباراة متتالية، وكان آخر فوز له على بوليفيا 3 / صفر وديا منتصف الشهر الجاري، بينما فاز منتخب باراجواي في مواجهته السابقة 1 / صفر على بنما، ضمن تحضيراته للمسابقة أيضا.
ويتمتع الكولومبيون بثقة كبيرة قبل خوض هذه البطولة، حيث لم يخسروا أي مباراة دولية منذ أكثر من عامين، وترجع آخر هزيمة لهم إلى شباط/فبراير 2022، عندما سقطوا صفر / 1 أمام الأرجنتين.
وحقق فريق المدرب الأرجنتيني نيستور لورينزو 8 انتصارات متتالية في مختلف البطولات، وخلال اللقاءات الأربعة التي خاضها عام 2024، أحرز لاعبوه 12 هدفا فيما تلقت شباكهم 3 أهداف فقط.
وفي تلك المباريات الأربع التي خاضتها هذا العام، لم تتأخر كولومبيا في النتيجة ولو لدقيقة واحدة، حيث فازت في 6 مواجهات متتالية عندما افتتح لاعبوها التسجيل.
وبرهن منتخب كولومبيا على رباطة جأشه أيضا عندما تأخر في النتيجة أيضًا، بعدما عاد للفوز في مواجهاته الثلاث السابقة التي استقبلت شباكه خلالها الهدف الافتتاحي.
ورغم أن الأمور سارت على ما يرام منذ تولى لورينزو المسؤولية، فقد شهد المشجعون الكولومبيون قصة مماثلة من قبل، عندما خسر الفريق مباراة واحدة فقط من أصل 33 مباراة لعبها قبل كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة، قبل أن ينهار بشكل مفاجئ في تلك النسخة من المونديال، ويخرج مبكرا من مرحلة المجموعات.
وفازت كولومبيا في مباراتها الافتتاحية في كل من النسخ الثلاث الأخيرة لكوبا أمريكا، والتي كان من بينها الفوز 2 / صفر على منتخب الولايات المتحدة (المضيف) عام 2016.
في المقابل، فإنه لدى منتخب باراجواي ما يمكنه البناء عليه قبل المشاركة في تلك النسخة من كوبا أمريكا، حيث فاز في المباراة التحضيرية الأخيرة استعدادا للمسابقة على نظيره البنمي، والتي شهدت أول فوز له عام 2024.
وجاء الانتصار على بنما لينهي منتخب باراجواي سلسلة عدم الفوز، التي استمرت في مبارياته الأربع السابقة، والتي لم يتمكن خلالها لاعبوه من هز الشباك مطلقا.
وحقق منتخب باراجواي انتصاراته الثلاثة الأخيرة، بعدما استطاع لاعبوه التسجيل دون أن تمنى شباكه بأي هدف خلال هذه اللقاءات.
وفي ظهوره السابق في كوبا أمريكا على الأراضي الأمريكية عام 2016، خرج منتخب باراجواي من دور المجموعات، وفشل في تحقيق أي فوز بينما سجل هدفا وحيدا فقط.
وتولى الأرجنتيني دانييل جارنيرو تدريب منتخب باراجواي بنوايا هجومية، رغم أن لاعبيه يميلون في كثير من الأحيان للتكتل الدفاعي وشن الهجمات المرتدة على المنافسين، حيث استقبلت شباك الفريق هدفا أو أقل في 9 لقاءات بمبارياته العشر الماضية.
ويبحث منتخب باراجواي عن انتصاره الأول على كولومبيا في آخر 4 مواجهات بينهما، ولم يحصد أي فوز أمام منافسه منذ أن تغلب عليه 5 / صفر في نسخة عام 2007.
وبصفة عامة، التقى المنتخبان في 49 مباراة بجميع المسابقات، وحقق منتخب كولومبيا 23 فوزا، مقابل 18 انتصارا لباراجواي، فيما فرض التعادل نفسه على 8 لقاءات.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: باراجواي بطولة كوبا أمريكا كوبا أمريكا كوبا أمريكا 2024 كوبا امريكا كوبا امريكا 2024 كولومبيا منتخب باراجواي منتخب كولومبيا مواعيد مباريات كوبا امريكا 2024 موعد بطولة كوبا أمريكا 2024 نتائج قرعة كوبا امريكا 2024 منتخب باراجوای کوبا أمریکا کولومبیا فی
إقرأ أيضاً:
عندما تكون إسرائيل أحد أطراف الحرب… أين تقف؟
لا أعرف كيف يبرر الذين صدعوا رؤوسنا بنظرية المؤامرة والتحالف بين إسرائيل وإيران، ومنظري المسرحيات، الذين يدعون بأنهم يعرفون أكثر من غيرهم وأن لديهم معلومات تؤكد أن هناك تحالفا بين النظامين. ويبدو أنهم عندما فرغوا من حجج المؤامرات والتحالف بين الصهيونية ونظام الملالي، أقفلوا حوانيتهم وأفرغوا حنقهم بدعاء أسوأ من حكاية المؤامرة: «اللهم اضرب الظالمين بالظالمين».
ولم أجد أسوأ من هذا الدعاء الذي يساوي بين جرائم الكيان ومذابحه في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن والعراق ومصر والأردن وتونس والسودان، ومن يحاول بجدية أن يبني قوة ردع حقيقية تنازله في الميدان، ولا تبقى في المخازن حتى يأتي الكيان الصهيوني ويدمرها على من فيها.
يجب أولا أن نقرّ أن هذا عدوان صارخ على دولة مستقلة ذات سيادة، وحتى لو كان بيننا وبين النظام الإيراني خلافات حول مواقفه السابقة في العراق وسوريا، إلا أننا أمام عدوان صهيوأمريكي للهيمنة المطلقة على المنطقة وتدمير مكوناتها العرقية الثلاثة التي صنعت الحضارة العربية الإسلامية: العرب والفرس والأتراك وإخضاعها جميعا للهيمنة الغربية. إن هزيمة إيران لن تتوقف في حدود إيران، وستصبح إسرائيل سيدة الشرق الأوسط كله، تعين الأمراء والوزراء وتخلعهم، وتقرر من يذهب إلى الحج ومن يشتري النفط وأين تودع أمواله.
وإذا هزمت إيران سيأتي الدور فورا على تركيا، ويتم العمل على تفكيكها وإقامة دولة كردية في المربع الإيراني العراقي السوري التركي ذات الأغلبية الكردية. وإذا هزمت إيران فسيأتي الدور على باكستان، فتثار مسألة سلاحها النووي وضرورة تفكيكه. وستتعاون قوى الشر مع الهند والولايات المتحدة، واختلاق ألف مشكلة لباكستان كي تتفتت ويسلم سلاحها النووي طوعا أو كرها.
وإذا هزمت إيران ستنتهي سيادة الدول، ويتم تفريغ الضفة الغربية بعد غزة ويتحول رؤساء دول المنطقة العربية وملوكها، ليسوا موظفين عند ترامب، بل عند نتنياهو، وستصبح إسرائيل دولة عظمى تمتد حدودها (ليس بالمعني الحرفي) من جنوب الجزيرة إلى شمال الهند ومن بحر العرب شرقا إلى حدود بلغاريا غربا. وإذا هزمت إيران ستفتح الطريق أمام هيمنة الناتو على من تبقى من حكومات تؤمن بالتعددية. سيتم طرد روسيا من أوكرانيا وجورجيا، ولن تجرؤ الصين على استرجاع تايوان بالقوة، أو بالدبلوماسية، وسيتم إنهاء طريق الحرير الذي تعمل عليه منذ سنوات.
لذلك نقول لهؤلاء الذين ينتظرون عثرة إيران وهزيمتها، سيأتي الدور عليكم، وستقرأون أنتم أو أولادكم في مدارسكم نصوصا من التلمود، وتنشدون شيئا من مزامير داود وتصبح الديانة الإبراهيمية هي الديانة الرسمية للمحميات والدول الوظيفية.
مراجعة للأخطاء
نحن نقر بأن إيران ارتكبت كثيراً من الأخطاء، وأن هناك ثغرات كثيرة في استراتيجيتها الدفاعية، ومحاولة التمسك بما سمته «الصبر الاستراتيجي» ليتبين أن هذا الصبر سمح للعدو أن يجمع المعلومات الوافرة عن كل ما يتعلق ببرامج إيران الدفاعية، ومنشآتها النووية، وأن يخترق النسيج الأمني ويتصيد العلماء النوويين بشيء من السهولة. نعتقد أن إيران أخطأت لأنها لم ترد على مقتل الضباط الثمانية، بمن فيهم محمد رضا زاهدي قائد فيلق القدس، في مقر القنصلية الإيرانية في دمشق يوم 1 أبريل 2024، لقد كان «الوعد الصادق 1» ضعيفا ومدروسا ومنضبطا لاستراتيجية «الصبر الاستراتيجي».
وكانت كل المبررات القانونية متوفرة للانضمام لمعركة وحدة الساحات مع «حزب الله» و»أنصار الله» و «الحشد الشعبي» بالإضافة إلى المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية والقدس. كان يمكن أن تتغير المعادلة آنذاك وتكون المبادرة في يدها، وتهرع الدول الغربية والعربية والإسلامية لتحتوي توسيع المواجهات. ثم أعطيت إيران فرصة ذهبية ثانية يوم اغتيال إسماعيل هنية في 31 يوليو 2024.
لقد انتُهكت سيادتها وأهينت قيادتها. يومها كان لديها كل المبررات القانونية والأخلاقية لتفتح ترسانتها الصاروخية بكل ما أوتيت من قوة، لتعاقب هذا العدو المتغطرس وتحول حياة الناس في المستعمرة إلى جحيم حقيقي وتخفف الضغط عن غزة. صحيح أنها أطلقت 250 صاروخا (الوعد الصادق 2) موجهة فقط نحو مواقع عسكرية، وكان أثرها أكبر وأدت إلى مقتل شخص واحد. لكنها مارست مرة أخرى ضبط النفس حتى عندما قامت إسرائيل بالانتقام.
الخطأ الآخر الذي وقعت فيه القيادة الإيرانية أنها وثقت بترامب، الذي استخدم أسلوب التهديد من جهة، وفتح قنوات التفاوض من جهة أخرى، بالضبط كما فعل مع حركة حماس. ويبدو أن التوصل إلى هدنة مع الحوثيين أقنع القيادة الإيرانية، أن ترامب جاد في موضوع نشر السلام في الشرق الأوسط. كان ويتكوف يأتي بشروط تعجيزية لا يمكن لأي طرف أن يقبلها. يريد من إيران تدمير كل منشآتها النووية ومخزوناتها بطريقة آمنة، أي تحت إشراف دولي، أو عنيفة أي تدميرها بالسلاح.
فكيف يمكن أن تنصاع إيران لمثل هذه الشروط؟
لقد أعطى ترامب إيران في 12 أبريل 60 يوما للتوصل إلى اتفاقية، وإلا فإن الخيارات الأخرى سيتم تفعيلها. ويبدو أن إيران لم تأخذ التهديد بجدية. المهلة انتهت يوم 11 يونيو أي قبل الهجوم الإسرائيلي بيومين. كانت جولة المفاوضات الجديدة مقررة يوم الأحد 15 يونيو، وأن العدوان لن يبدأ قبل موعد المفاوضات، علما أن الولايات المتحدة سحبت كثيرا من رعاياها من العراق والإمارات والبحرين. إذن اكتملت عملية التحضيرات الإسرائيلية في الوقت الذي تراخت فيه الاستعدادات الإيرانية ودفعت ثمنا باهظا في الساعات الأولى من فجر الجمعة، سواء من حيث قصف المنشآت النووية، أو اغتيال قيادات عسكرية وتقنية رفيعة. لكن إيران استطاعت أن تمتص الضربة الأولى، وأن تبدأ بالرد على إسرائيل لتتحول المواجهات بين طيران الكيان الصهيوني وبعض المسيرات، والصواريخ الإيرانية والمسيرات بشكل كبير. إيران أساسا تعتمد على الصواريخ البالستية والفرط صوتية، ولا نعرف كيف يتم حسم المعركة بين الطيران والصواريخ، فمن يصرخ أولا من الألم يخسر المعركة.
لقد أعلنت القيادة الإيرانية انطلاق «الوعد الصادق 3»، الذي شمل إطلاق صواريخ غطت معظم مدن المستعمرة، خاصة تل أبيب وضواحيها، وأدت إلى أضرار حقيقية مادية وبشرية، ومراكز حساسة مثل وزارة الدفاع، ومعهد وايزمان للبحوث الاستراتيجية. إنها المرة الأولى منذ عام 1948 التي يتذوق فيها سكان تل أبيب ما ذاقته معظم عواصم دول الطوق العربية. نحن لا نتوقع أن تقوم إيران بتدمير الكيان الصهيوني تماما، ولكنها قادرة على تحويل حياة الصهاينة إلى جحيم، وتدمير العديد من إمكانيتهم التسليحية والاستراتيجية وكسر نمط الكيان الآمن ومظلات الحماية المتعددة.
قوة إيران في صمودها وتوجيه ضربات موجهة للبنى التحتية الإسرائيلية
قد تأتي الولايات المتحدة لتنقذ إسرائيل من أزمتها وتتدخل مباشرة في الحرب، وهو أمر متوقع، في حالة تورط إسرائيل في وضع لا تستطيع حسمه ما قد يؤدي إلى توسع الحرب لتشمل إغلاق مضيق باب المندب، واستهداف القواعد الأمريكية، وتدخل الميليشيات المدعومة من إيران، أو ما تبقى منها، المعركة، وقد تكون آبار النفط الخليجي هدفا مغريا لها، نحن في بداية الحرب فكل الاحتمالات ما زالت واردة.
قوة إيران في صمودها وتوجيه ضربات موجهة للبنى التحتية الإسرائيلية كما فعلت في ميناء حيفا ومعهد وايزمان ووزارة الدفاع ومركز الموساد في هرتسيليا. قوتها في التفاف شعبها الذي تربى على كراهية إسرائيل، ودعم القضية الفلسطينية. قوة إيران في الاستناد إلى حضارة ضاربة في أعماق التاريخ فكيف لكيان مارق أن يدمرها. هذه معركة حاسمة قد تغير وجه الشرق الأوسط والعالم.
مرحلة قد تغير الدول والخرائط والحدود والأنظمة والاقتصاد والثقافة. فلا يظنن أحد أنه سيسلم من الشرر المتطاير من المنطقة في كل اتجاه.
وسلام على فلسطين التي من أجلها، وبسببها أشعلت كل الحروب منذ تم زرع هذه النبتة الخبيثة في قلب العالم العربي، لتنشر سمومها في كل اتجاه. وكم مرة صرخ الفلسطينيون أن خطر إسرائيل لا يقتصر على فلسطين. «ولكنهم لم يستبينوا الرشد إلا في ضحى الغد».
القدس العربي