السودان ما بين القاهرة وجنيف وأديس أبابا
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
د. الشفيع خضر سعيد
احتضن النصف الأول من شهر يوليو/تموز الجاري ثلاث فعاليات عنوانها وقف الحرب في السودان، خاطب كل منها الموضوع من زوايا مختلفة.
الفعالية الأولى كانت مؤتمر القوى المدنية والسياسية السودانية والذي عقد بالقاهرة في السادس من الشهر. وفي مقالنا السابق أوردنا تفاصيل المؤتمر وأرجأنا تقييمنا الخاص لنلخصه في مقال اليوم، ونبتدره بأن المؤتمر أرسل إشارات إيجابية هامة لابد من أخذها بعين الاعتبار.
الفعالية الثانية تجري الآن في مدينة جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة، ومضمونها لقاءات غير مباشرة بين ممثلين عن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وهدفها التصدي لملف الأزمة الإنسانية. شخصيا، لازلت عند قناعتي بأن الملف الإنساني هو المدخل الرئيسي والصحيح لوقف الحرب في السودان، ويمثل أولوية قصوى لمعالجة الوضع الكارثي المتفاقم في السودان، مع التشديد على أن هذا الملف لا يقبل التسييس ولا المساومة، وينبغي ألا تكون المساعدات الإنسانية رهينة لدى الأطراف المتحاربة تستخدمها ككروت ضغط وسلاح في معركتها. والنجاح في هذا الملف، إضافة إلى أنه سيقلل من حدة الكارثة المأساوية، يمكن أن يشكل مدخلا عمليا لوحدة القوى المدنية والسياسية المناهضة للحرب، ومدخلا ملائما لانطلاق العملية السياسية.
وبالنظر إلى فشل ترتيبات المساعدة الإنسانية وحماية المحتاجين في السودان منذ اندلاع الحرب، كنت في مقال سابق قد اقترحت أن تجتمع الجهات الدولية والإقليمية الفاعلة لإعادة النظر في المناهج المعمول بها حتى الآن وللاتفاق على أساليب جديدة، خارج الصندوق، أكثر فعالية في تلبية احتياجات الناس، وابتداع طرق جديدة للتسليم عبر الحدود، والتفتيش المشترك للمساعدات من قبل أطراف النزاع والداعمين الدوليين، ودعم أنشطة غرف الطوارئ، واستخدام التحويلات النقدية الإلكترونية، وغير ذلك من الطرائق، وأشرت إلى إمكانية الاستفادة من تجارب طرائق المساعدة الإنسانية السابقة مثل عملية شريان الحياة، ومقترحات 2016 ـ 2017 لمساعدة ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وفي ذات السياق وذات المقال، اقترحت أن تعقد قيادات رفيعة المستوى وذات خبرة من المجتمع الدولي والإقليمي جلسات تفاوض مع قيادات عليا متنفذة في القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، كل على حدة والاتفاق بشكل ثنائي مع كل طرف بشأن خلق الممرات الآمنة وتوصيل المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين، وذلك على أساس الاعتراف بحق كل طرف في السيطرة واشتراط موافقته على ممرات توصيل المساعدات. آمل أن يكون هذا هو جوهر ما يدور الآن في جنيف.
أما الفعالية الثالثة فتجري الآن في أديس أبابا برعاية الاتحاد الأفريقي، ولكنها، وحسب ما نعتقد، تكرار لأخطاء ظل يرتكبها الاتحاد، منذ أن صارت حرب السودان ضمن جدول أعماله. ففي شهر يوليو/تموز من العام الماضي، أعلن الاتحاد الأفريقي أنه تحقيقا لمبدأ إشراك القوى المدنية السودانية في جهود وقف الحرب عبر انطلاق عملية سياسية سودانية التصميم والقيادة، سيدعو لاجتماع بتاريخ 25 أغسطس/آب 2023، في أديس أبابا، يشارك فيه عدد كبير من السودانيين. وفور شيوع الخبر آنذاك، ظلت أذهاننا تردد مجموعة من الأسئلة منها: هل الإجتماع من بنات أفكار الاتحاد الأفريقي، أم هو نتاج تشاور مع مجموعة من السودانيين، وفي هذه الحالة من هم هؤلاء السودانيون وماذا ومن يمثلون؟
ما هي أسس ومعايير اختيار المشاركين في الاجتماع؟ هل هو اجتماع لبحث مساهمة القوى المدنية في وقف الحرب وبالتالي تشارك فيه القوى الرافضة للحرب وليس التي تؤجج نيرانها، أم هو على شاكلة لقاء فندق السلام روتانا في 8 يونيو/حزيران 2022 الذي مات وهو في المهد؟ وإذا كانت هنالك إجابات لكل هذه الأسئلة وغيرها، فلماذا التعتيم وعدم الشفافية؟ وللأسف، اتبع الاتحاد الأفريقي ذات المنهج بالنسبة للقاء الحالي في أديس أبابا، والذي لن يحقق إطلاق أي عملية سياسية، بل سيكون مصيره الفشل، بسبب اقتصاره على كتلة واحدة متجانسة الأهداف والرؤى بينما قاطعته كتل ومجموعات رئيسية مغايرة الرؤى، في حين أن أي عملية سياسية لن تنجح إلا إذا تقاربت الرؤى المتعارضة. أن هذا المنهج الذي لا يراعي التعقيدات الشائكة التي تكتنف العلاقات بين القوى المدنية والسياسية السودانية، ويتم فرضه بدون أي تشاور مسبق مع هذه القوى وبدون أخذ ملاحظاتها بعين الاعتبار، هو منهج ضار وسيزيد الأمر تعقيدا، وندعو الاتحاد الأفريقي لإعادة النظر فيه.
الوسومد. الشفيع خضر سعيدالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
إقرأ أيضاً:
مظاهرات في العالم دعما لغزة والأمن يقمع محتجين في برلين وجنيف
شهدت عدة عواصم ومدن أوروبية في العالم مظاهرات تضامنية مع قطاع غزة. تزامنا مع مرور عامين على حرب الإبادة على القطاع التي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتاليا أهم المظاهرات:
لندن
نظم طلاب في أربع كليات جامعية في لندن مظاهرة لإحياء ذكرى مرور عامين على الحرب الإسرائيلية على غزة.
وطالب المتظاهرون الحكومة البريطانية بوقف ما قالوا إنه تواطؤ في جرائم حرب إسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة.
???? الشرطة الألمانية تعتدي بوحشية على متظاهرات خلال مسيرة تضامنية مع غزة pic.twitter.com/jBJ6qAmueC
— ساحات – عاجل ???????? (@Sa7atPlBreaking) October 7, 2025
برلين
وفي ألمانيا، منعت شرطة برلين مساء الثلاثاء مظاهرة تضامنية مع غزة للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية.
وانتشر عناصر الأمن بكثافة، داعين المتظاهرين إلى مغادرة المكان، في حين اعتقلت الشرطة بعضهم بعد رفضهم المغادرة.
وقالت مصادر إن أفرادا من الشرطة اعتدوا على المتظاهرين.
جنيف
وفي جنيف قمعت الشرطة السويسرية مظاهرة داعمة غزة في ذكرى مرور عامين على حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع.
???? قوى الأمن السويسرية تقمع تظاهر داعمة لغزة في مدينة جنيف pic.twitter.com/8ImVgOJFZm
— ساحات – عاجل ???????? (@Sa7atPlBreaking) October 7, 2025
تورينو
كما شهدت مدينة تورينو الإيطالية مظاهرة تضامنية مع غزة تزامنا مع الذكرى الثانية للحرب الإسرائيلية على القطاع.
وتعيش تورينو منذ أيام حراكا تضامنيا واسعا مع غزة يقوده طلاب الجامعات والمعاهد، الذين يطالبون بإنهاء الحرب على غزة ويدينون ما يصفونه بمساهمة الحكومة الإيطالية في قتل المدنيين والأطفال في غزة بمواصلة معاملاتها العسكرية مع إسرائيل.
نيويورك
وشهدت مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية مظاهرات مؤيدة لفلسطين في ذكرى مرور عامين على حرب إسرائيل على غزة.
وحمل المتظاهرون في مدينة نيويورك لافتات كتب عليها "غزة تنزف" و"الولايات المتحدة وإسرائيل-أياديكم مخضبة بالأحمر".
إعلانوقالت جماعة (في حياتنا) الداعمة للفلسطينيين على موقع إكس، إن حشدا من المتظاهرين المسلمين أدى الصلاة أمام فندق ترامب في مدينة نيويورك.
تركيا
وقد تظاهر آلاف الأتراك مساء الثلاثاء في ديار بكر (جنوب شرقي) وقونية (وسط) وفي إسطنبول أمام القنصلية الإسرائيلية دعما لفلسطين وغزة في ذكرى مرور عامين على حرب الإبادة الإسرائيلية.
وأظهرت مقاطع مصورة حشودا كبيرة من المتظاهرين في ديار بكر وقونية.
فيديو | تظاهرة حاشدة في ديار بكر التركية دعمًا لغزة pic.twitter.com/56bd10XHgi
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) October 7, 2025
إندونيسيا
وفي إندونيسيا نظمت جمعيات وهيئات إندونيسية عديدة وقفة أمام السفارة الأميركية في جاكرتا في الذكرى الثانية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأكد المشاركون في الوقفة تضامنهم مع أهل غزة كما دعوا إلى مزيد من الحراك ومبادرات فك الحصار عن القطاع.
كولومبيا
كما شهدت العاصمة الكولومبية بوغوتا مظاهرات أمام السفارة الأميركية دعما لفلسطين ورفضا للحرب الإسرائيلية على غزة.
المكسيك
وشاركت حشود في العاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي في مسيرة تطالب بوقف الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية.
الأرجنتين
وقد شارك محتجون في مظاهرة دعما لفلسطين، في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس وذلك تحت شعار "أوقفوا الإبادة الجماعية".
وقد سار آلاف الأشخاص في شوارع بوينس آيرس، في ذكرى مرور عامين على بداية حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.
باراغواي
وفي باراغواي تظاهرت حشود من المحتجين دعما لفلسطين ورفضا لحرب إسرائيل على غزة، في العاصمة أسونسيون.
موريتانيا
عربيا، شارك آلاف الموريتانيين في مسيرات بعدة مدن في البلاد، أمس الثلاثاء، تزامنا مع الذكرى الثانية لطوفان الأقصى.
وخرج آلاف المشاركين في مسيرات متفرقة في العاصمة نواكشوط ومدينة تمبدغه (جنوب شرق)، رفعوا علمي فلسطين وموريتانيا ورددوا شعارات داعمة للفصائل الفلسطينية.
وأكد المشاركون في المسيرات عزمهم الاستمرار في حراكهم الداعم لغزة حتى توقف حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع بدعم أميركي.
تونس
كما شهدت جامعات تونسية عدة، الثلاثاء، فعاليات احتجاجية طلابية، تزامنا مع مرور عامين على حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وشهد شارع الحبيب بورقيبة مسيرة شارك فيها مئات الطلاب، مرددين شعارات مساندة للمقاومة مثل "لا صلح.. لا اعتراف.. لا تفاوض"، و"مقاومة مقاومة".
وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و173 شهيدا، و169 ألفا و780 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا، منهم 154 طفلا.
إعلانوبموازاة حرب الإبادة بقطاع غزة، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنون بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1049 فلسطينيا، وأصابوا نحو 10 آلاف و300، وهجروا أكثر من 50 ألفا، بحسب معطيات فلسطينية رسمية.