تركيا وتنامي الصراع في الإقليم.. هل يفعلها أردوغان؟
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
المنطقة على صفيح ساخن، الجريمة والتوحش الإسرائيلي في تعاظم، وإيران ومن معها ملزمون بالرد على جملة الانتهاكات الإسرائيلية، من اغتيال هنية في طهران الى ضرب ميناء الحديدة، واغتيال رئيس هيئة أركان حزب الله، في سياق معركة ممتدة على مدى عشرة شهور، من الدم والدمار.
واضح أن إسرائيل ومن خلفها أمريكا ليستا مطلقتي اليدين، ولا هما أصحاب اليد العليا في الصراع على نحو حاسم، وإلا لما تسمرتا على مدى أسبوعين في ترقب الرد، ومحاولة الالتفاف عليه، ولكان بمقدورهما أن تهددا بصورة صارمة أنهما لن تبقيا ولن تذرا، إذا ما حاولت إيران وحلفاؤها أن يضربوا أهدافا إسرائيلية، في أي مكان وبأي حجم.
أما الدخول في لعبة المقايضات، امتناع عن الرد مقابل الدفع بصفقة التبادل، أو أن يكون الرد ضمن هذا المستوى أو ذاك، على هذا الشكل أو غيره، فيعكس أن الطرفين الامريكي والإسرائيلي يدركان تعقيدات المشهد، ويقيمان حساباتها على نحو تستحضر الكلف وإمكانية الدخول الى مستويات من الصراع ليست سهلة ولا مضمونة النتائج.
وعلى خلفية من ارتباك الحسابات وتعقيدها، عند جميع الأطراف، وانفتاح المشهد الصراعي على آفاق مخيفة ومتفجرة، قد تدفع المنطقة برمتها وما حولها إلى بؤرة صراع كارثي لن يسلم من تداعياته أحد، يبدو أن ثمة دورا مركزيا ومهما يمكن أن تلعبه تركيا، لصالح منع الكارثة والذهاب إلى عقلنة المواقف، وصولا لوقف الحرب على غزة ونزع فتيل التوتر، على قاعدة المبادرة السياسية مع الأطراف المعنية، وتتبني مبادرة شجاعة تؤثر التهدئة، ولكن أيضا معاقبة المتجاوزين.
المطلوب ليس عملا دبلوماسيا كلاسيكيا، منزوع الدسم والتأثير، بل عملا دبلوماسيا يستحضر الضغط والتأثير في سياق الصراع، ويضع النقاط على الحروف في سبيل تجنيب الإقليم الاندفاع الكارثة
تركيا معنية بالانفتاح على إيران، والتواصل مع روسيا والصين، وقبل ذلك استجماع موقف اسلامي ضاغط عماده باكستان وإندونيسيا وماليزيا وتركيا، يضغط من أجل وقف العربدة الإسرائيلية ويمنع توسع الصراع، ويضغط من أجل توازن الموقف الأمريكي والكف عن الانحياز للجريمة الإسرائيلية، وأن المطلوب وقف الجريمة في غزة ونزع فتيل التصعيد.
المطلوب ليس عملا دبلوماسيا كلاسيكيا، منزوع الدسم والتأثير، بل عملا دبلوماسيا يستحضر الضغط والتأثير في سياق الصراع، ويضع النقاط على الحروف في سبيل تجنيب الإقليم الاندفاع الكارثة.
تركيا تستطيع، والظروف مهيأة لتحرك عاقل وقوي، والمصلحة توجب هذا الدور. فترك الوضع لجنون نتنياهو واليمين الإسرائيلي المتطرف سيدفع ثمنه الجميع، بما في ذلك الإدارة الأمريكية وإسرائيل.
تركيا مؤهلة لإطلاق المبادرة، وفرض وقائع تملي على الجميع الخروج من دائرة الجنون والجريمة.. فهل يفعلها أردوغان؟
(صحيفة السبيل الأردنية)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي إيران تركيا غزة المبادرة إيران إسرائيل امريكا تركيا غزة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
145 عملا يتنافسون على جائزة التميز الإعلامي العربي في دورتها التاسعة تحت شعار "الشباب والإعلام الجديد"
أعلنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن عدد الأعمال المرشحة لجائزة التميز الإعلامي العربي في دورتها التاسعة بلغ نحو 145 عملا.
وأوضح أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، في كلمته خلال الاجتماع الثاني للجنة جائزة التميز الإعلامي العربي في نسختها التاسعة، اليوم، أن الأعمال المرشحة للجائزة، التي تعقد تحت شعار" الشباب العربي والإعلام الجديد"، تتنوع ما بين الفئة التلفزيونية، والإذاعية، والأعمال الصحفية، والرقمية.
وأشار إلى أن لجنة جائزة التميز الإعلامي العربي ستختار الأفضل من بين الأعمال المرشحة بتجرد مهني وموضوعية وحيادية، منوها بأن اجتماع اللجنة يأتي طبقا لمقتضيات النظام الداخلي للجائزة بهدف دراسة الترشيحات الواردة من الدول الأعضاء والمنظمات الممارسة لمهام إعلامية واختيار الترشيحات الأكثر تميزا، وذلك بما يتوافق مع المعايير والشروط المنصوص عليها، ومبادئ الشفافية والنزاهة، فضلا عن اختيار الشخصيات الإعلامية التي سيتم تكريمها تقديرا لما قدمته من أعمال أثرت المشهد العربي.
ولفت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية إلى أن هذه الدورة تعقد تحت شعار"الشباب العربي والإعلام الجديد"، في ضوء انتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتنوع استخداماتها التطبيقية في مختلف القطاعات الإنتاجية والمهنية والخدماتية والإعلامية، ولا سيما فئة الشباب، بعدما أصبحت هذه الوسائل منبرا للتعبير عن الرأي والابتكار وخلق فرص العمل، والتعامل مع الشأن العام.
وقال إن جائزة التميز الإعلامي العربي تأتي هذا العام في سياق التطورات الراهنة للقضية الفلسطينية في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المنكوب، والذي أودى بحياة الآلاف، بالإضافة إلى الجرحى والمعطوبين والمفقودين، كما تسبب في حالة إنسانية كارثية جراء التدمير والتجويع وتخريب المرافق الأساسية، وخاصة المؤسسات الصحية والتعليمية والاجتماعية.
يشار إلى أن جائزة التميز الإعلامي العربي هي جائزة ذات قيمة مادية تستهدف الشخصيات والمؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة المعتمدة، والمنظمات والاتحادات العربية التي تتمتع بصفة مراقب لدى مجلس وزراء الإعلام العرب، حيث تندرج ضمن قراره رقم (534) الصادر عن الدورة الـ(53) التي عقدت في مدينة الرباط بالمغرب في 21 يونيو عام 2023، والمتعلق بتشجيع الجودة والتميز المهني الإعلامي وتعزيز قدرات الإعلاميين العرب، حيث يحث القرار الدول الأعضاء على مراعاة تحقيق التنوع المجتمعي في الترشيحات المقدمة للجائزة، وإشراك الشباب.