اتفاق جديد لتعزيز السلم الأهلي.. وأوروبا تدعم الإدارة الجديدة.. السويداء تندمج في مؤسسات الدولة السورية
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
البلاد – دمشق
في إطار استيعاب مكونات ومناطق البلاد كافة ضمن سوريا الواحدة الموحدة، توصلت الإدارة السورية الجديدة إلى تفاهم مع وجهاء السويداء جنوب البلاد، بهدف تعزيز الأمن والسلم المجتمعين وتنظيم الأوضاع في المحافظة، فيما نالت الإدارة السورية دعمًا أوروبيا وأمميًا لمساعيها في دمج المكونات المجتمعية في العملية السياسية.
توصلت الحكومة السورية ووجهاء السويداء، أمس الأربعاء، إلى وثيقة تفاهم تهدف إلى تنظيم الأوضاع الإدارية والأمنية في المحافظة.
جاء ذلك خلال لقاء عقد في دارة الشيخ حكمت الهجري، بحضور محافظ السويداء الدكتور مصطفى البكور، وعدد من الشخصيات التي شاركت في مؤتمر الحوار بدمشق، بحسب تليفزيون سوريا الرسمي.
وخلص الاجتماع إلى وثيقة تتضمن مجموعة من البنود التي تعهدت الدولة بتنفيذها بالتنسيق مع أبناء المحافظة، بهدف معالجة الملفات العالقة وتحقيق استقرار إداري وأمني في المنطقة.
ووفقًا للاتفاق، تدخل الأجهزة الأمنية السورية إلى مناطق السويداء كافة، واستلام المخافر ومراكز الأجهزة الأمنية، ويجري تفعيل مؤسسات الدولة في المحافظة، وفتح باب التوظيف لأبناء السويداء داخل مؤسسات الدولة المدنية، وكذلك السماح لأهالي السويداء بالتطوع في وزارة الدفاع والأمن العام.
ويساهم التفاهم مع وجهاء السويداء في كبح يد إسرائيل التي حاولت التودد للمكون الغالب في المحافظة، بمزاعم الدفاع عنهم وحمايتهم، بينما رفضت شخصيات عامة في المحافظة للتصريحات الإسرائيلية، وشددوا على تمسكهم بوحدة سوريا، وهو ما أكده الرئيس السوري، أحمد الشرع، بدعوته المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب “الفوري” من مناطق توغلت فيها في جنوب سوريا.
والاتفاق في السويداء، يأتي امتدادًا للاتفاق الذي وقعه الشرع، وقائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، مظلوم عبدي، في سياق تعزيز وحدة البلاد وسيادتها.
وعلى الساحة الدولية، أعلن الاتحاد الأوروبي ترحيبه باتفاق اندماج قوات سوريا الديمقراطية بمؤسسات الجمهورية العربية السورية، واصفًا إياه بأنه يمهد الطريق أمام تعزيز الاستقرار وتحقيق مستقبل أفضل للسوريين.
وأكد استعداده لتقديم الدعم اللازم لسوريا في سبيل العمل على تطبيق بنود الاتفاق، مشيرًا إلى أن الحوار الوطني الذي بدأ في نهاية فبراير الماضي يجب أن يقود إلى تحقيق طموحات جميع مكونات المجتمع السوري.
واعتبر التكتل الأوروبي أن العدالة الانتقالية الشاملة تعد مبدأً أساسيًا على طريق تحقيق المصالحة الوطنية وبناء سوريا آمنة، إضافة إلى تحقيق انتقال سياسي شامل، معلنًا ترحيبه بتشكيل السلطات السورية لجنة للتحقيق وتقصي الحقائق في الأحداث التي شهدها الساحل السوري مؤخرًا.
وفي إشارة حول تعليق الاتحاد جزءًا من العقوبات المفروضة على سوريا مؤخرًا، أوضح الاتحاد الأوروبي أنه يبحث تعليق المزيد من العقوبات، مجددًا دعوته لاحترام سيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها.
كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى استمرار عمليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، ووقف أعمال العنف في أنحاء البلاد، محذّراً من أي محاولات تقوم بها جهات أجنبية للتلاعب بالمعلومات لإثارة المزيد من العنف والدفع لعدم الاستقرار.
بدوره، عبر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، عن أمله في أن ” يساهم الاتفاق الذي وقعته الحكومة السورية مع “قوات سوريا الديمقراطية، في عملية انتقال سياسي أوسع نطاقاً وأكثر مصداقية وشاملة، بما يتماشى مع المبادئ الأساسية لقرار مجلس الأمن 2254، والتي تؤدي إلى دستور جديد وانتخابات حرة ونزيهة”.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: فی المحافظة
إقرأ أيضاً:
إعلان نتائج انتخابات مجلس الشعب.. اللجنة العليا: المسيطرون على السويداء وشرق سوريا عطّلوا العملية
وصف المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات ضعف التمثيل النسائي بأنه "أهم سلبية واجهت العملية الانتخابية"، معتبراً أن النتائج "لم تكن مرضية للهيئة العامة للانتخابات" في هذا الجانب، رغم "الدور الكبير الذي تلعبه المرأة في المجتمع السوري". اعلان
أكّد نوار نجمة، المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات في سوريا، أن نتائج انتخابات مجلس الشعب أصبحت نهائية، بعد انتهاء المهلة القانونية المخصصة للطعون — بين 12 و24 ساعة من إعلان النتائج — دون أن يتقدّم أي طعن، ما يجعلها نافذة وفق الإطار القانوني المعمول به.
وأوضح نجمة أن الانتخابات جرت في 49 دائرة انتخابية على مستوى الجمهورية، تنافس خلالها المرشحون على 119 مقعداً من أصل 140، مشيراً إلى أن العملية الانتخابية تميّزت بـ"مستوى النزاهة العالية".
وفي تصريح لافت، أشار المتحدث إلى أن القوى التي تسيطر على محافظات السويداء والحسكة والرقة هي المسؤولة عن تعطيل العملية الانتخابية في هذه المناطق، موضحاً أن اللجنة ستعقد اجتماعاً غداً لمناقشة سبل وآليات إجراء الانتخابات في تلك المحافظات، بالتزامن مع "الوقت المتوقع لتنفيذ اتفاق 10 آذار".
وأكد نجمة أن تعيين رئيس الجمهورية لثلث أعضاء مجلس الشعب "ليس له علاقة مباشرة بالهيئات الناخبة"، لكنه شدّد على أن اللجنة "حريصة على ألا يتحوّل التمثيل إلى محاصصة طائفية أو عرقية أو مناطقية"، مضيفاً: "النائب في مجلس الشعب يمثل كل السوريين، بغض النظر عن خلفيته".
وأقرّ المتحدث بأن اللجنة حرصت على تمثيل المكوّنات، خصوصاً المسيحيين والنساء، في تشكيل الهيئات الناخبة، إلا أن هذا "لم ينعكس بشكل كافٍ في النتائج النهائية".
ووصف ضعف التمثيل النسائي بأنه "أهم سلبية واجهت العملية الانتخابية"، معتبراً أن النتائج "لم تكن مرضية للهيئة العامة للانتخابات" في هذا الجانب، رغم "الدور الكبير الذي تلعبه المرأة في المجتمع السوري".
وأوضح أن التوزيع الانتخابي خضع لمبدأ العدالة السكانية، حيث تم تقسيم عدد السكان على عدد مقاعد الهيئات الناخبة لضمان التمثيل العادل قدر الإمكان.
ومن حيث هوية الفائزين، قدّم نجمة توزيعاً تقريبياً: نحو 96% ذكور مقابل 4% نساء، و83% من الكفاءات المهنية مقابل 16% للأعيان. وشكّل المهندسون والأطباء كلٌّ على حدة نحو 17% من المقاعد، بينما بلغت حصة الاقتصاديين 10%، ورجال الدين 7%.
Related الانتخابات الأولى بعد الأسد وفي حكم الشرع.. سوريا تجري تصويتاً غير مباشر لاختيار نواب مجلس الشعبفتح مكاتب التصويت في أول انتخابات برلمانية سورية منذ سقوط الأسد والسويداء ومناطق الأكراد خارج المشهدأول يهودي سوري يترشح للبرلمان منذ 1967: هنري حمرة يعود بمشروع "سوريا موحدة ومزدهرة"وختم نجمة بالقول إن "الانتخابات التي جرت تُعدّ خطوة نحو هوية سورية واحدة"، مشدداً على أن "مهمة مجلس الشعب في السنوات القادمة ستكون دفع المواطنين إلى التصويت انطلاقاً من الانتماء الوطني، لا من أي اعتبارات فئوية".
وتأتي هذه الانتخابات، التي جرت الأحد، كأول انتخابات برلمانية منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد وتولّي رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع مقاليد الحكم. وقد أُجريت بشكل غير مباشر عبر هيئات انتخابية في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق، باستثناء محافظة السويداء ومناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، حيث لم تُجرَ الانتخابات بسبب غياب الظروف الملائمة.
ووفقاً للمرسوم التشريعي رقم (143) لعام 2025، يتألف مجلس الشعب من 210 أعضاء، يُعيّن رئيس الجمهورية ثلثهم (70 عضواً)، بينما يُنتخب الثلثان المتبقيان (140 عضواً) عبر هيئات ناخبة موزعة على الدوائر الانتخابية في المحافظات.
وتم تحديد 49 دائرة انتخابية شملتها العملية الانتخابية الحالية، فيما بقيت دوائر الرقة والحسكة (باستثناء معدان ورأس العين وتل أبيض، التي سيُحدد لها موعد لاحق) وجميع دوائر السويداء خارج العملية إلى حين "توفر الظروف المناسبة".
ودُعي نحو 6 آلاف عضو من الهيئات الناخبة في مختلف المحافظات للإدلاء بأصواتهم، حيث ترشّح 1578 شخصاً من بينهم لخوض المنافسة على 119 مقعداً من أصل 140 مقعداً خاضعة للانتخاب، بينهم 14% نساء.
كما شهدت هذه الانتخابات أول ترشح لأحد أبناء الطائفة اليهودية في سوريا منذ عام 1967، حيث أعلن الحاخام السوري الأمريكي هنري يوسف حمرة ترشحه رسمياً لعضوية مجلس الشعب عن دائرة دمشق.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة