RT Arabic:
2025-10-09@14:39:24 GMT

ثورة الياسمين بين البوعزيزي وفادية حمدي!

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

ثورة الياسمين بين البوعزيزي وفادية حمدي!

انطلقت شرارة "الربيع العربي" في 17 ديسمبر عام 2010، حين أضرم الشاب التونسي محمد البوعزيزي النار في جسده أمام مقر ولاية سيدي بوزيد، في لحظة يأس بعد أن أهين وحرم من مصدر رزقه.

إقرأ المزيد "وصية" صدام للقذافي بشأن السلاح النووي!

الموقف الذي أخرج البوعزيزي عن طوره ولم يتجاوز في ذلك الوقت من العمر 26 عاما، أن شرطية تدعى فادية حمدي دخلت في مشادة معه واتخذت إجراءات ضده، واتهمت بأنها صفعت البوعزيزي وصادرت عربة الخضراوات التي يقتات منها لعدم وجود تصريح لديه!

ذُكر في ذلك الوقت أن المارة بالمكان لم يستوعبوا بسرعة ما جرى، وظن البعض أن في الأمر خدعة ما، ولم يتعود التونسيون على رؤية مثل هذا المشهد الفظيع، جسد رجل يشتعل تحيط به ألسنة اللهب مثل مشعل، فمد البعض هواتفهم لتصوير المشهد، وحين هرعوا إلى البوعزيزي لإخماد النار في جسده، تبين أن بدن الشاب احترق بنسبة 90 بالمئة.

نقل البوعزيزي إلى المستشفى وبقي هناك أسبوعين وتوفى متأثرا بحروقه الشديدة مطلع عام 2011. انطفت نار البوعزيزي واشتعلت تونس بأكملها انطلاقا من ولاية سيدي بوزيد في وسط البلاد، ثم انتقلت "الثورة" المفاجئة إلى الدول المجاورة ليبيا ومصر وامتدت لاحقا إلى سوريا.

الرئيس التونسي زين العابدين بن علي حاول حينها ضبط الأمور وإعادتها إلى نصابها. أمر باعتقال الشرطية المتهمة بصفع البوعزيزي، وقام بنفسه بزيارة الشاب وهو يحتضر، ووجه في نفس الوقت الشرطة إلى قمع التظاهرات التي انتشرت في أرجاء البلاد، وحين أدرك بسرعة صعوبة الموقف، وتأخر كلمته الشهيرة التي خاطب بها شعبه بقوله: "فهمتكم"، غادر تونس إلى المنفى وجنب عن قصد أو بدونه، بلاده المزيد من العنف والخراب.

أما بالنسبة للشرطية فايدة حمدي، فقد قضت محكمة تونسية في عام 2011 ببراءتها من التهم الموجهة إليها، بعد أن تنازلت عائلة البوعزيزي عن الدعوى، إضافة إلى تزايد المطالب من أهالي سيدي بوزيد بإطلاق سراحها.

فايدة حمدي ظهرت في عام 2015 على صفحات جريدة التلغراف البريطانية قائلة إنها "تشعر بالمسؤولية عن كل شيء.. ألوم نفسي من حين إلى آخر، وأقول إن كل ما يحدث كان بسببي. لقد ساهم تصرفي في صنع التاريخ، لكن انظروا أين نحن الآن، التونسيون يعانون كما كانوا دائما".

على الرغم من أن شرارة "الربيع العربي" الدموي وخاصة في نسخه الليبية واليمنية والسورية قد انطلقت من تونس، إلا أن  الدرس التونسي كان مختلفا تماما، فلم يشعل التونسيون نار الحرب الأهلية ولم يهرعوا إلى السلاح ليقتتلوا. جرى كل شيء في هدوء نسبي ومن دون إطلاق نار وتفجيرات، ولم يكن ذلك صدفة وهذا ما يزيد من قيمته واستثنائيته.

ها الأمر يعطي معنى لتسمية الأحداث التي جرت في تونس في ذلك الوقت بـ"ثورة الياسمين"، ويمنحها مكانة خاصة في تلك الحقبة التاريخية المضطربة في المنطقة، فقد تحركت بطريقة مختلفة واجتازت المحنة بأقل الأضرار، في حين احترقت دول "الربيع العربي الدموي" الأخرى، ودمرت مقدراتها وسقطت في فوضى عميقة، ودخلت في خانة الدول الفاشلة.

لم يرد البوعزيزي أن يفجر ثورة أو أن يحدث تغييرا، لقد مات قهرا بطريقة مجلجلة ومأساوية، أما ذلك "الربيع العربي" فهو لم يحدث تغييرا جذريا في النخب في أي مكان خل به، ولم يتحقق أي نصر على الفساد، ولم يرصد تحسن ملموس في الحالة الاجتماعية الاقتصادية، وبقيت الحريات أيضا على حالها في تلك الدول التي انقلبت فيها الأوضاع رأسا على عقب.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف الربیع العربی

إقرأ أيضاً:

Supermemory.. ذكاء اصطناعي يكتسب ذاكرة لا تُنسى

في تطور جديد يغيّر طريقة عمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، أُطلق Supermemory، أداة مبتكرة تمنح التطبيقات القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات والسياق عبر الزمن، مما يجعل تجربة المستخدم أكثر سلاسة وذكاءً.

Supermemory تعمل كواجهة برمجة تطبيقات عالمية (API) تسمح للتطبيقات بفهم السياق بشكل أعمق من خلال تحليل البيانات غير المنظمة واستخلاص "ذكريات" وخرائط معرفية. النظام يبني رسمًا بيانيًا للمعرفة من جميع أنواع البيانات، بما في ذلك الملفات، المشاريع، المحادثات، ورسائل البريد الإلكتروني، ليقدّم سياقًا شخصيًا مستمرًا لكل مستخدم.


ووفقاً الأداة تدعم البيانات النصية والمرئية، ما يجعلها مناسبة لمجموعة واسعة من التطبيقات: محررات النصوص والتدوين، البريد الإلكتروني، وحتى برامج تحرير الفيديو، حيث يمكنها جلب ملفات أو مقاطع مرتبطة مباشرة بالطلبات. كما توفر Supermemory واجهة محادثة لتخزين الملاحظات والروابط، وتتوافق مع خدمات مثل Google Drive وOneDrive وNotion، إضافة إلى إضافة لمتصفح Chrome لتسهيل حفظ الملاحظات أثناء التصفح.

أخبار ذات صلة ثورة جديدة في "تشات جي بي".. تطبيقات تفاعلية داخل المحادثة ثورة في بحث جوجل.. الذكاء الاصطناعي يتحدث العربية وأكثر من 40 لغة

ووفقاً لموقع "تك كرانش" تقدم Supermemory حلاً متكاملاً للمطورين لتوفير ذكاء اصطناعي أكثر سياقية وفعالية، مع سرعة استجابة منخفضة وقدرة على معالجة البيانات متعددة الأنماط. الأداة حالياً مستخدمة في عدة تطبيقات ناشئة، من المساعدات المكتبية الذكية إلى محرري الفيديو ومحركات البحث الذكية، كما يمكنها دعم تطبيقات الروبوتات لتخزين وتحليل الذكريات البصرية.

مع إطلاق Supermemory، يبدو أن الذكاء الاصطناعي يقترب خطوة جديدة نحو امتلاك ذاكرة حقيقية يمكنها التطور مع المستخدم بمرور الوقت، ما يفتح آفاقًا واسعة لتطبيقات أكثر ذكاءً وتفاعلية.


إسلام العبادي(أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • Supermemory.. ذكاء اصطناعي يكتسب ذاكرة لا تُنسى
  • ثورة في بحث جوجل.. الذكاء الاصطناعي يتحدث العربية وأكثر من 40 لغة
  • بين من يقاتل من أجل الكرسي… ومن يقاتل من أجل الوطن (في ذكرى ثورة تشرين 2019)
  • زيجات بليغ حمدي.. حكايات حب لحنها القلب قبل العود
  • حمدي عرفة: فوز العناني باليونسكو يعكس ثقة المجتمع الدولي في الخبرة المصرية
  • تعيين رباب حمدي رئيساً لقطاع التحالفات والعلاقات الدولية بمصر للطيران
  • من الأذن إلى العقل.. ثورة كورية في قراءة الأفكار
  • أحمد حمدي يربط تجديد عقده بالمشاركة أساسيًا مع الزمالك
  • تعيين رباب حمدي رئيساً لقطاع التحالفات والعلاقات الدولية لمصر للطيران
  • نورهان منصور تشبة زهرة الربيع (صور)