نقابة الصحفيين تناقش الأوضاع الاقتصادية للعاملين بالمهنة في الصحف الخاصة والحزبية
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ناقشت لجنة اقتصاديات الصحافة، المُشكَّلة ضمن اللجان الرئيسية للمؤتمر العام السادس للصحافة المصرية، أوضاع الصحفيين المتعطلين عن العمل من الصحف الحزبية، في إطار محاولات إيجاد حلول لأزماتهم.
وطالب المشاركون في المناقشات بضرورة مساواة صحفيي الجرائد الحزبية بزملائهم في جريدة الشعب.
واتفق الحضور على تقديم مذكرة رسمية لمجلس النقابة، تتضمن المطالبة بدعوة كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، لمناقشة هذه الأزمة.
وأشاروا إلى أن الحلول واضحة ومتاحة مع التفاوض، ومن بينها مطالبة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إما بتوفير فرص عمل، أو بتأسيس مؤسسة صحفية تضم الصحفيين المتعطلين عن العمل من الصحف الحزبية المغلقة.
وكانت لجنة "اقتصاديات الصحافة" قد ناقشت في وقت سابق محاور الجزء الاقتصادي من المؤتمر العام السادس للصحافة المصرية، وكيفية التعاون والترابط مع اللجان الأخرى لوجود خيوط مشتركة تتكامل مع بعضها البعض.
إلى جانب ذلك، تم مناقشة أسس جديدة لدعم القطاع الإعلاني باعتباره أهم ممول للصناعة، كما استمعت اللجنة لآراء وتجارب عدد من الصحف الخاصة.
واتفق الجميع على أن تحسين المناخ العام وتوسيع نطاق الحريات الصحفية، ومعالجة مفاهيم الاحتكار في التوزيع والإعلانات، يمثل أهم مدخل لمعالجة الأزمات التي تواجهها صناعة الصحافة، سواء المطبوعة أو الإلكترونية.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
انتخابات نقابة الصحفيين المصريين.. صرخة في وطن مكلوم
شهدت فترة الرئيس المخلوع مبارك نشاطا نقابيا محموما تدافعت فيه كل القوى السياسية والاجتماعية لإثبات حضورها في دفتر العمل النقابي الوطني، وكان للإسلاميين وفي مقدمتهم الإخوان المسلمون نصيب مقسوم، وكان أداؤهم النقابي موضع إعجاب واحترام وتقدير من الجميع، وكانت التجربة المصرية مصدر فخر وإلهام للبلد ككل، وتمنى الساسة أن لو كانت الانتخابات كلها في النقابات، ولكن هيهات هيهات.
حاول نظام مبارك الحد من سيطرة الإسلاميين وحلفائهم على النقابات المهنية وسن القوانين والتشريعات وأصدر الأوامر بالغلق والمصادرة وفرض الحراسة على النقابات ومصادرة أموالها؛ لصالح المتنفذين والمنتفعين وانتهى الأمر بالإطاحة به في ثورة يناير 2011.
بعد انقلاب تموز/ يوليو الدموي غابت الإخوان عن العمل المجتمعي والسياسي فغاب معها التنافس السياسي المحترم، كما غاب عنها الأداء النقابي الراقي والمحترم والنزيه للأسف، ولم يجرؤ النظام على السماح بحرية أي انتخابات على الإطلاق وقام بهندسة حتى انتخابات الممثلين والمطربين حتى لا يسمح بأي صوت يعلو فوق الدبابة.
بدأت أصوات المعارضة ترتفع في الأوساط الإعلامية وليس هناك فرصة متاحة للتعبير عن الغضب الكامن لسنوات إلا مثل هذه الانتخابات الفئوية، وبالتالي استطاع الصحفيون البروز من هذه الفتحة الضيقة ليطلقوا صرختهم
الأخبار الجيدة أن بعضا من روح المنافسة بدأت تعود تدريجيا إلى هذه النقابة العريقة، وهي نقابة مهنة المتاعب وأصحاب الرأي. فقبل أعوام قليلة تطورت المنافسة بدخول خالد البلشي، وهو صوت يساري إلى ملعب المنافسة، وتضاربت الأقوال ساعتها حول المغزى من دخوله في منافسة سيحسمها النظام الغبي بمزيج من الحصار والرشوة والتزييف والوعود المعسولة التي يحملها مرشح النظام، ولكن ذهبت أحلام النظام أدراج الرياح وفاز المرشح خالد البلشي والذي كان النظام قد أغلق منصته الإعلامية قبل ترشحه.
شكل فوز البلشي في المرة الأولى صدمة في الأوساط السياسية والصحفية على حد سواء، إذ اعتبر فوزه مجرد تصويت عقابي ليس فقط ضد مرشح النظام بل ضد النظام نفسه، بينما رأى البعض أن النظام سمح بفوز البلشي للتنفيس عن الغضب المتصاعد ضد ممارسات النظام في كافة المجالات وتحديدا في مجال الحريات.
مرت الفترة الأولى وتبين للصحفيين الخيط الأبيض للحرية من الخيط الأسود للاستبداد، وقرروا الاستمرار في محاولة تثبيت استقلال النقابة وتخليصها من يد السلطة الجاثمة على صدور الجميع، وجاءت الانتخابات الأخيرة وحاول النظام بكل ما يملك من أوراق اللعبة، ويبدو أنه استعان برجال العهد القديم لإخراج البلشي من النقابة وكله بالديمقراطية، فتم استدعاء عبد المحسن سلامة، رئيس تحرير جريدة الأهرام العريقة ورئيس مجلس إدارتها السابق أيضا، مسلحا بالوعود والعهود التي أدرك الصحفيون أنها وعود سريعة التبخر، وبالتالي كانت النتيجة تكرار الصفعة وفوز البلشي للمرة الثانية وهي الأخيرة له وفق لائحة النظام الأساسي للنقابة التي تسمح للترشح لمنصب النقيب مرتين متتاليتين فقط.
كيف نقرأ ما جرى؟
الواقع السياسي في مصر مزرٍ ومثير للشفقة، وليس أفضل حالا من الواقع الاجتماعي والأخلاقي في ظل عشرية سوداء ممتدة من يوم انقلاب الثالث من تموز/ يوليو 2013 وحتى يومنا هذا، والصحافة المصرية تتراجع بشكل مخيف فلا هي مستقلة ولا هي ذات استقلالية أو مصداقية شأنها شأن الإعلام والحريات، وبالتالي بدأت أصوات المعارضة ترتفع في الأوساط الإعلامية وليس هناك فرصة متاحة للتعبير عن الغضب الكامن لسنوات إلا مثل هذه الانتخابات الفئوية، وبالتالي استطاع الصحفيون البروز من هذه الفتحة الضيقة ليطلقوا صرختهم لعل وعسى أن يصل صوتهم لمن يهمه (أو يهمهم) الأمر في هذا البلد.
قد يبدو الأمر أنه بسيط، ولكن علينا أن نتذكر أن النظام قد شيد جدارا عازلا بين الشعب وبين الحرية، وقد أمّم كل النوافذ التي قد يطل منها الشعب أو النخب، وحتى المسلسلات الفنية ومباريات كرة القدم والمشجعين باتت كلها في قبضة النظام، ومن هنا ندرك أهمية وجود صوت مختلف أو مرتفع في زمن تجريم الهمس وتسفيه الأحلام.
وهل سيقدم البلشي شيئا جديدا؟
لن تتوقف المحاولات من الطرفين، الشعب والنظام، ومن يتوقع أن تخمد نار الغضب أو الثورة واهم وسيعيش ويموت في وهمه، وقد تتكرر المحاولة في نقابة أو نقابات أخرى، وقد يحاول النظام التضييق على نقابة الصحفيين كالمعتاد ولكن هذا لن يوقف محاولات التغيير والإصلاح
الواقع أن الأحلام قد تراجعت وتضاءل حجمها في ظل إحكام القبضة الأمنية الخانقة، لكن هذا لا يعني أن ثمة شيئا جديدا حصل وأن البلشي نفسه يعتبر شيئا جديدا بغض النظر عما قدمه أو سيقدمه، إذ إن حصاد نضال الشعوب لا يحدث بين عشية وضحاها، وبالتالي يحتاج الأمر إلى سنوات من الصبر والكفاح والعمل على تحقيق بعض الأهداف الصغيرة والمرحلية التي تعود بالنفع على أبناء المهنة وعائلاتهم، خصوصا أنهم يعانون كبقية الشعب وربما أكثر.
شخصيا لا أتوقع حدوث اختراقات كبيرة أو إنجازات عظيمة خلال الفترة الثانية لخالد البلشي، لكنني أدعوه للعمل على تحقيق أهم شيء وهو حرية النقابة وكرامة المنتسبين إليها، وتنفيذ بعض المشاريع الاجتماعية لصالح الصحفيين وأسرهم، مع الإبقاء على صوت النقابة مرتفعا في قضايا الحريات في ظل استمرار حبس العشرات من الصحفيين.
وماذا عن الإسلاميين؟
رغم الغياب الرسمي إلا أن بعض أبواق النظام رددت نفس الأغنية السابقة عن محاولة الإخوان التسلل من جديد، وهو كلام فارغ لأن الإخوان ليسوا بحاجة إلى التسلل لأنهم موجودون فعليا والكل يعلم أنهم حاضرون ومؤثرون سواء تم حظرهم أو سجنهم أو نفيهم؛ لأنهم أصحاب تاريخ كبير وعظيم في الشأن العام وخصوصا النقابات. وفي تقديري المتواضع أن الأوضاع الراهنة وحتى المقبلة (في المنظور القريب) ليست مؤاتية للمنافسة، ولكنها مناسبة للتفاعل الإيجابي مع المعطيات والالتفاف حول كل صوت صاعد يحاول التغيير والإصلاح.
وماذا بعد؟
لن تتوقف المحاولات من الطرفين، الشعب والنظام، ومن يتوقع أن تخمد نار الغضب أو الثورة واهم وسيعيش ويموت في وهمه، وقد تتكرر المحاولة في نقابة أو نقابات أخرى، وقد يحاول النظام التضييق على نقابة الصحفيين كالمعتاد ولكن هذا لن يوقف محاولات التغيير والإصلاح، سواء كانت قادمة من اليسار أو من اليمين المصري أو من كليهما معا.