طرد أكثر من 34 نازحًا من جبال النوبة بولاية نهر النيل بسبب انتمائهم الديني
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
تعرض 34 نازحًا من أم درمان للطرد القسري من منطقة المكنية في ولاية نهر النيل على خلفية انتمائهم الديني للديانة المسيحية، في ظل غياب الحماية من السلطات..
التغيير: الخرطوم
طرد أهالي منطقة المكنية في محلية المتمة بولاية نهر النيل أكثر من 34 نازحًا، وصلوا إليها من أم درمان في مايو 2024، وأجبروهم على مغادرة منازلهم بسبب انتمائهم للديانة المسيحية.
وقال أحد النازحين، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية، إنهم نزحوا للبحث عن الأمان، لكنهم تعرضوا لمضايقات وتهم ملفقة.
وذكر النازح المطرود أن أهالي المنطقة اتهموهم أولًا بسرقة بهائم، لكن تبيّن لاحقًا أن المتهمين كانوا من منطقة الزيداب. كما واجهت النساء النازحات، اللاتي يعملن بائعات شاي، اتهامات بخرق الآداب والنظام العام من أحد سكان الحي، يدعى محمد ميرغني.
تصاعد الضغوط والطرد القسري
أضاف النازح أنه بعد اتهامات لا أساس لها، تزايدت المضايقات، حيث جاء نحو 30 شخصًا من أهالي المنطقة وطلبوا منهم إخلاء المنازل، وتلتهم مجموعة أخرى قوامها أكثر من 50 شخصًا تكرر طلبهم، ثم حضرت غالبية سكان الحي معلنين عن طردهم القسري ومهلتهم ثلاثة أيام لإخلاء المكان. وقال أحد الحضور “لن نعتمد على القانون، سنعتمد على أنفسنا”، مضيفًا “لا نريد أي شخص أسود هنا”.
محاولات اللجوء للقانون بلا استجابة
حاول النازحون اللجوء إلى الشرطة في قسم المكنية، إلا أن الشرطة أكدت عدم وجود بلاغ ضدهم. وعندما تقدم أهل الحي بطلب رسمي لطردهم، رفضت النيابة لعدم وجود أدلة. وبالرغم من توجيه المدير التنفيذي لمحلية المتمة والشرطة، لم تتخذ السلطات إجراءات لحمايتهم، مما دفع الأهالي لإخراجهم عنوة في 19 أكتوبر 2024.
التمييز الديني وتأكيد الضباط
أوضح أحد الضباط، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن سبب الطرد يعود أساسًا للانتماء الديني للنازحين، حيث إنهم جميعًا من جبال النوبة ومسيحيين. كما طلب برعي خضر، وهو أحد سكان الحي، من أحد النازحين خلع الصليب واعتناق الإسلام.
ظروف إنسانية قاسية
يعيش المطرودون حاليًا في ظروف إنسانية صعبة، حيث نزح نصفهم إلى شندي فيما عاد آخرون إلى أم درمان. ودعا النازحون المنظمات الحقوقية والجهات الإنسانية للتدخل العاجل لتأمين حمايتهم وإنقاذهم من المصير المجهول، حيث فقدوا مصدر رزقهم وملاذهم في ظل أوضاع بالغة الصعوبة تضم أطفالًا وكبار سن.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023، شهدت البلاد موجات نزوح واسعة، حيث أجبر القتال آلاف السودانيين على مغادرة ديارهم بحثًا عن الأمان.
وأدت هذه الأوضاع المتفاقمة إلى زيادة حدة التوترات بين النازحين والمجتمعات المضيفة، مما ساهم في انتشار خطاب الكراهية.
ويُعد طرد النازحين من جبال النوبة بسبب انتمائهم المسيحي من منطقة المكنية في ولاية نهر النيل مثالاً واضحًا على تصاعد هذا الخطاب.
ومع غياب الحماية القانونية الكافية، يجد النازحون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع ممارسات العنف المجتمعي، في ظل ظروف إنسانية متدهورة تتطلب تدخلات عاجلة من الجهات المعنية.
الوسومآثار الحرب جبال النوبة حرب السودان ولاية نهر النيلالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب جبال النوبة حرب السودان ولاية نهر النيل جبال النوبة نهر النیل
إقرأ أيضاً:
محافظ أسوان مهنئا العناني: اليونسكو سطّرت ملحمة إنقاذ آثار أسوان
قدّم اللواء الدكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، التهنئة إلى الدكتور خالد العناني، لفوزه بمنصب المدير العام الجديد لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، بعد حصوله على 55 صوتًا من إجمالي 57 صوتًا خلال عملية التصويت التي أجراها المجلس التنفيذي للمنظمة في مقرها بالعاصمة الفرنسية باريس.
وأكد كمال أن فوز الدكتور خالد العناني بهذا المنصب الرفيع يُعد فخرًا لمصر وشهادة تقدير دولية لكفاءة العلماء والخبراء المصريين، مشيدًا بالدور التاريخي والمستمر لمنظمة اليونسكو في حماية وصون التراث الإنساني والثقافي بأسوان.
وأوضح كمال أن العلاقة بين أسوان واليونسكو تمتد لعقود طويلة من التعاون المثمر، إذ أطلقت المنظمة في عام 1964 حملتها العالمية الشهيرة لإنقاذ آثار النوبة بالتعاون مع الحكومة المصرية، بعد تهديدها بالغرق نتيجة إنشاء السد العالي. وأسفرت الحملة عن إنقاذ 22 معبدًا وموقعًا أثريًا، من أبرزها معبدا أبو سمبل وفيلة، بمشاركة أكثر من خمسين دولة، لتُسطر واحدة من أعظم عمليات الإنقاذ الأثري في التاريخ الحديث ونموذجًا ملهمًا للتعاون الدولي لحماية التراث الإنساني.
وأشار كمال إلى أن التعاون بين الجانبين استمر بافتتاح متحف النوبة عام 1997 ليكون مركزًا ثقافيًا ومعرفيًا يخلّد حضارة النوبة العريقة ويحافظ على موروثها الفني والإنساني للأجيال القادمة، إلى جانب كونه أحد أبرز المعالم المعمارية والسياحية على خريطة الثقافة المصرية والعالمية.
وأضاف كمال أن أسوان واصلت ريادتها الثقافية بانضمامها إلى شبكة مدن التعلم التابعة لليونسكو، لتصبح من المدن الرائدة عالميًا في تطبيق مفاهيم التعليم مدى الحياة والتنمية المستدامة وبناء الإنسان المبدع القادر على مواجهة تحديات المستقبل.
واختتم محافظ أسوان تصريحاته مؤكدًا أن هذا التعاون التاريخي بين أسوان ومنظمة اليونسكو يجسد نموذجًا فريدًا للتكامل بين الجهود المحلية والدولية في حماية التراث ودعم التنمية الثقافية والتعليمية المستدامة، بما يعزز من مكانة أسوان كعاصمة عالمية للثقافة والتراث الإنساني.