آمن ثم إستقم .. صوت لبناني في بيئة عراقية !
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
بقلم : حسين الذكر ..
لا يمكن ان نتحدث عن كرة القدم فيما يشتعل ذروة القتال بين العالم الراسمالي واجنداته وبين جوهر الإسلام ووجوده على طول خط القرون والسنون حتى يظهر المنتظر المامول !
في ختمة معتادة لمجلس الصدر برعاية سماحة السيد حسين الصدر حفظه الله ذكر قصة طريفة عن شابة اختزلت المسيحية ( بالحب ) . وطلبت من زميلها ان يختزل الإسلام بكلمة ، فأجاب بانها ( التوحيد ) .
د فالح القريشي اعد محاضرة عن الحرب الناعمة لكنه بدلها بعنوان ( شذرات الشهيد نصر الله ) وبدا حديثه متعجبا من بعض شبابنا الذين يحملون صور جيفرا وميسي .. على قمصانهم متناسين صور شهداء وقادة الإسلام .. وقد علقت شاكرا القريشي مرتين ( واحدة لتغيير العنوان والأخرى لالقائه المحاضرة فلا يمكن التحدث عن اعجازية (مهاوشة الديوك) فيما المواجهة العقائدية محتدمة في الميدان اما رمزية ارتداء الصور فتلك وحدها تختزل مشهد الحرب الناعمة ) .
ثم القى د محمد الموسوي محاضرة ( الخبر الإعلامي ) شارحا بصورة اكاديمية الكثير من الصور والنماذج الحية بشكل موسع وعملي مستحسن .. وقد علقت قائلا : ( هناك نوعين من الاخبار ما يعد منها تثقيفي وهذا لا يعني الاخر ( المعادي ) فهو يتركنا نعلم الناس الصلاة السطحية ومقام التلاوات والادعية … فما يهمه هو ( توظيف الخبر) وهنا تكمن خطورته .. وليس بوسعنا محاربة هذا النوع بسهولة لان الاخر وضع كل علمه وتقنياته وفلسفته من اجل محاربتنا والتاثير على راينا العام .. ولا سبيل لنا سوى رفع مستوى الوعي للحد من خطر التوظيف وذلك لا يتم الا برفع منسوب الحضارة بكل ملفات المجتمع الإسلامي .. كي نستطيع التفريق بين الخبر التثقيفي والأخر التوظيفي ) .
لفت انتباهي شيخ معمم انيق اشيب مهاب لم آره في مجلس الصدر من قبل بمداخلاته وعفويته التي شكلت ظاهرة الجلسة فقد اطلق العنان لمداخلاته بلا استئذان مما اشكل البعض على الأسلوب وان لم يصرحوا فيه ..
بعد الانتهاء سلمت عليه متشرفا فقال انه ( د. الشيخ إبراهيم العاملي أستاذ من لبنان ) .. فادركت معنى مداخلاته التي استطعمت منها جمال الالقاء وقوة الطرح – بمعزل عن تقييمه – والفهم والمعنى .. وهو أسلوبا ليس عراقيا وعربيا بمعناه الاعم .. حيث عشنا أجواء القمع الفكري وعدم التساهل بحرية التعبير الا وفقا لقواعد وارث مهما جملناه سوف لن يخرج عن موافقة أولي الامر .. وهذا ما لم يعتد عليه الشيخ الدكتور في لبنان التي تتمتع بقدر كافي من الحرية لطوائفها ومجتمعها وما يلمس في الشارع اللبناني كاسلوب تعبيري عن مختلف أوجه المجتمع اللبناني . هنا يكمن اس الاختلاف وأسلوب التعبير والفارق الحقيقي بين وجهة النظر الجريئة التلقائية الناطقة بلا كوابح ومقدمات ما دام معتقد باحقيتها وجواز الاجهار بها .. وبين رأي يختمر بدواخلنا الف مرة كي يتوافق وينسجم مع المحيط ثم يظهر معتل مختل خاضع لحواضنه كابن شرعي لبيئته !
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
استجداء الجماهير الصدرية: فوزٌ مستعار وثمنٌ باهظ
8 أكتوبر، 2025
بغداد/المسلة:
ناجي الغزي
في المشهد السياسي العراقي، تتكاثر الأصوات التي تبحث عن موطئ قدم في الانتخابات القادمة عبر بوابة التيار الصدري، رغم أن هذا التيار قد أعلن انسحابه عام 2021 واعتزاله العمل السياسي. المفارقة أن بعض الكتل والأحزاب والشخصيات، بدل أن تنشغل باقناع الجماهير ببرامجها وماهية وجودها، وبناء قاعدتها الاجتماعية وتطوير خطابها السياسي، راحت تستجدي جمهور الصدر كما يُستجدى الدعم المالي في لحظة عجز. إنها ظاهرة تكشف عمق الأزمة البنيوية في الحياة السياسية العراقية، حيث تحوّل الجمهور من رصيد وطني إلى عملة انتخابية مستعارة، تُمنح وتُسحب بإيعاز من السيد مقتدى الصدر.
هذه الظاهرة لا تمثل مجرد خطوة تكتيكية، بل انحرافاً استراتيجياً خطيراً يكشف عمق الأزمة التي تعيشها القوى السياسية العراقية، وعجزها عن بناء قواعدها الاجتماعية المستقلة، واستمرار اعتمادها على الرمزية الدينية والشعبوية كوسيلة للبقاء في السلطة.
فالذي لا يملك جمهوره لا يملك قراره، ومن يتوسل أصوات الآخرين لبلوغ السلطة، إنما يتنازل مسبقاً عن استقلاله السياسي، ويحوّل نفسه إلى تابعٍ في لعبة النفوذ التي يتحكم بمفاتيحها السيد مقتدى الصدر وقيادة التيار.
*أولاً: استجداء الأصوات.. عجزٌ لا دهاء*
حين تعجز الكتلة أو الشخصية السياسية عن خلق قاعدة انتخابية نابعة من فكرها ومشروعها، تلجأ إلى استعارة الجمهور من تيار آخر. وهذه ليست عملية تحالف بقدر ما هي استدانة سياسية، تُسدّد لاحقاً عبر تنازلات مكلفة في المواقف والمواقع.
فالجمهور الصدري ليس جمهوراً عابراً أو مرتزقاً أو محايداً، بل جمهور عقائدي منضبط تنظيمياً، يتحرك وفق توجيهات قيادته، ولا يمنح صوته إلا بإيعاز صريح من زعيم التيار السيد مقتدى الصدر. لذلك فإن أي كتلة تسعى وراء أصوات هذا الجمهور، إنما تدخل في عقدٍ غير مكتوب، يصبح فيه التيار شريكاً خفياً في القرار، مهما حاول الطرف الآخر إنكار ذلك.
*ثانياً: الثمن السياسي للتقرب من التيار*
لا يمكن لأي حزب أو مرشح أن يحصل على دعم أو أصوات جمهور التيار دون ثمن سياسي واضح. فالثمن هنا ليس مادياً، بل استراتيجياً، يتمثل في الخضوع لشروط التيار، والالتزام بخطابه، وربما تبني مواقفه من الحكومة، أو من خصومه السياسيين.
وهذا يعني أن أي فوز انتخابي يتحقق عبر أصوات التيار الصدري، سيكون فوزاً مشروطاً، إذ تبقى شرعية هذا الفوز مرهونة برضا السيد مقتدى الصدر، وباستمرارية الضوء الأخضر من قيادته السياسية. فما يُمنح بالإيعاز يمكن أن يُسحب بالإيعاز أيضاً، وما يُبنى على الولاء المؤقت سرعان ما ينهار مع أول تبدّل في المزاج السياسي للتيار.
*ثالثاً: من الشراكة إلى التبعية*
تجارب التحالف مع التيار الصدري في مراحل سابقة أثبتت أن العلاقة معه ليست شراكة متكافئة، بل هي علاقة هيمنة رمزية وتنظيمية. فالتيار، بحكم طبيعته العقائدية وتماسكه الداخلي، يفرض إيقاعه على من يتحالف معه، لا العكس. وبمجرد أن يمنح دعمه لقائمة أو مرشح، يصبح هو صانع النصر الحقيقي، فيما يتحول رئيس الكتلة إلى واجهة شكلية، أو كما يصفها البعض “صورة كارتونية” تتحرك وفق إرادة السيد مقتدى ودوائر قراره. وهنا يتجلى الخطر الأعمق: فالفوز الذي يُبنى على أصوات التيار ليس انتصاراً انتخابياً ذاتياً، بل وكالة سياسية مؤقتة يُمنح فيها المقعد لا لصاحبه، بل للتيار الذي هندس الأصوات خلفه.
*رابعاً: إعادة تشكيل موازين القوى*
أي اتفاق محتمل بين التيار الصدري وأي كتلة سياسية في المستقبل سيؤدي حتماً إلى تغيير موازين القوى داخل البرلمان والحكومة.
فجمهور التيار يمتلك كتلة انتخابية حرجة، قادرة على تحويل نتائج الانتخابات من ضفة إلى أخرى، ما يجعل من أي دعم صدري مفتاحاً للحسم السياسي. وهذا ما يدركه الطامحون الذين يحاولون كسب رضا السيد مقتدى الصدر، لكنهم يتناسون أن رضا الصدر ليس مجانياً، وأن الدخول إلى ساحته يعني القبول ضمنياً بقواعد لعبته وشروطه.
*خامساً: الدرس الاستراتيجي*
إنّ استجداء أصوات التيار الصدري هو انتحار سياسي مقنّع، لأنه يجعل الأحزاب رهينة لإرادة خارج بنيتها التنظيمية. والسياسي الذي يفوز بأصوات لا يملكها، سيبقى أسيراً لمن منحها، لا حراً في قراراته. من هنا، فإن أي كتلة تراهن على جمهور الصدر لتحقيق مكاسب انتخابية مؤقتة، إنما تتنازل عن سيادتها السياسية، وتحوّل نفسها إلى تابع، يتحرك بقرار من خارجها، ويفقد القدرة على المناورة أو الاستقلال لاحقًا.
وليعلم الجميع إن التيار الصدري تيار عقائدي منضبط، يملك مفاتيح جمهوره ولا يتنازل عنها بسهولة. لذلك، فإن كل من يسعى وراء أصواته دون مشروع واضح أو تفاهم استراتيجي متوازن، إنما يضع نفسه تحت رحمة السيد مقتدى الصدر، ويحوّل فوزه الانتخابي إلى نصر مستعار، بلا عمق ولا شرعية مستقلة. وما بني على الإعارة، يُسحب عند أول خلاف. إنها معادلة واضحة: من يستجدي جمهور الصدر، يفقد استقلاله السياسي قبل أن يفوز، ومن يربح بظله، يخسر نفسه حين يبتعد ظله عنه.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts