نظم مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» حلقةً نقاشيةً بعنوان «غزة والسيناريوهات المستقبلية»، بمقره في عوالي عصر يوم الاثنين 6 نوفمبر 2023م، شارك فيها عبر تقنية الاتصال المرئي الدكتورة راندا سليم، زميل أول ومديرة برنامج حوارات المسار الثاني وحل النزاعات في معهد الشرق الأوسط بالولايات المتحدة.


وحضر الحلقة النقاشية عددٌ من المسؤولين والأكاديميين وأصحاب الاختصاص بحضور الدكتور حمد إبراهيم العبدالله، المدير التنفيذي للمركز ومجموعةٌ من منتسبي وباحثي «دراسات».
وغطت حلقة النقاش العديد من الموضوعات الهامة ومنها مستجدات الأوضاع في قطاع غزة في ظل التصعيد المتواصل وتداعياتها الإنسانية، بالإضافة للتبعات والمخاطر الأمنية المحدقة بمنطقة الشرق الأوسط، والتعقيدات المتعلقة بإحلال السلام وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
وشدد المشاركون في الندوة على أولوية وقف التصعيد وحماية المدنيين وفق القانون الدولي الإنساني والعمل على تأمين ممراتٍ إنسانيةٍ عاجلةٍ لإيصال المساعدات الإغاثية والطبية إلى غزة في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة في القطاع، كما أشاد المشاركون بجهود مملكة البحرين لتقديم العون والإغاثة الإنسانية في غزة، وضرورة تكثيف الجهود والمساعي الدبلوماسية الإقليمية والدولية لوقف العمليات العسكرية، وإيجاد أفقٍ سياسيٍ للوصول إلى السلام الدائم والعادل والشامل وفق قرارات الشرعية الدولية.
كما وفر الحدث منصةً لتحليل الجهود الدبلوماسية والدولية الرامية إلى حل الصراع، وسلط المشاركون أيضًا الضوء على التحديات والدروس المستفادة، للمساهمة في فهمٍ أعمقٍ للديناميكيات المعقدة للمشهد السياسي في الشرق الأوسط.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط.. ضيف دائم على شريط الأخبار الساخنة

 

 

د. عبدالعزيز بن محمد الصوافي **

تتوالى الحروب الدموية والأحداث السياسية الساخنة على منطقة الشرق الأوسط، مما أفقدها، بشكل عام، ميزة الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي أسوةً بغيرها من مناطق العالم الأخرى. فلا يكاد يمر عام دون أن تشهد هذه المنطقة حربًا إقليمية أو توترًا سياسيًا أو حدثًا إرهابيًا أو مظاهراتٍ شعبية، أو حتى ظهور تنظيمٍ أيديولوجيٍّ مسلحٍ جديدٍ. وحسب التقرير الذي أعدته مجموعة الأزمات الدولية، فإن ستةً من بين أكبر عشرة صراعاتٍ رئيسيةٍ في العالم وقعت في منطقة الشرق الأوسط أو على حدودها؛ وهو ما يعكس توتر المنطقة وعدم استقرارها.

يؤكد أصحاب تيار نظرية المؤامرة أن هذه الأحداث ليست سوى نتاج مخططاتٍ مدبَّرةٍ من قوى خارجية، تسعى لاستنزاف موارد المنطقة وإبعادها عن التقدم والتطور. تعمل هذه القوى على إشغال المنطقة بأحداثٍ متجددةٍ تستنزف مقدراتها، مما يجعلها في دوامةٍ من الصراعات المستمرة. فمع انتهاء حربٍ، تندلع ثورة، ومع القضاء على تنظيمٍ، يظهر آخر، مما يزيد من معاناة الشعوب ويجعل دول المنطقة من الدول الأكثر شراءً للسلاح، والأكثر ديونًا، والأكثر تعرضًا للأزمات الاقتصادية والتدهور الأمني.

السؤال الملح الذي يطرح نفسه: ما هو المخرج من هذه الدائرة المغلقة والمتكررة؟ كيف يمكن كبح جماح تدخل القوى الكبرى في شؤون المنطقة؟ وهل يمكن للمنظمات الإقليمية، مثل مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، أن تلعب دورًا فاعلًا في إخراج هذه المنطقة من دوامة الصراعات والحروب والقلاقل التي لا تكاد تخفت؟ وهل هذه الكيانات السياسية في حد ذاتها جزءٌ من المشكلة أم جزءٌ من الحل؟!
وهل للشعوب التي تعاني حتى النخاع من هذه الأزمات دورٌ في تغيير مجرى الأحداث؟! أم أنه قد كُتب علينا أن نعيش جيلًا بعد جيلٍ في صراعاتٍ تستنزف مواردنا وأعمارنا ودماءنا، وأن نحل ضيفًا دائمًا على شريط الأخبار العاجلة على شاشات القنوات الإخبارية العالمية بشكلٍ شبه يومي، بينما ينعم الآخرون من حولنا بالتنمية والهدوء والاستقرار والازدهار؟!

إن التغيير يتطلب إرادةً ورغبةً جماعيةً من دول المنطقة وشعوبها لتحقيق رؤيةٍ جديدةٍ تُعيد للشرق الأوسط مكانته كمنطقةٍ مزدهرةٍ وآمنة. يحتاج هذا التغيير إلى إعادة غرس بذور الثقة التي تآكلت على مر العقود الماضية بين دول المنطقة. كما يجب أن نؤمن بأن حل أزمات المنطقة يجب أن ينبع من داخلها، ومن خلال منظماتها السياسية وقياداتها، وليس من الخارج. كما يجب علينا، حكوماتٍ وشعوبًا، أن نتحمل مسؤولية أخطائنا وألا نبحث عن شماعةٍ خارجيةٍ نلقي عليها اللوم.

ختامًا، على دول المنطقة أن تدرك أن التغيير يبدأ بالتحرر من طوق التبعية للغرب في مصادر غذائها وسلاحها ودوائها؛ حقيقةٌ جسدتها مقولة الراحل جبران خليل جبران عندما قال:
"الويل لأمةٍ تلبس مما لا تنسج، وتأكل مما لا تزرع، وتشرب مما لا تعصر".

** باحث أكاديمي

مقالات مشابهة

  • ترامب لا يستبعد زيارة قطاع غزة
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة يؤكد أهمية الجهود الرامية لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي ووضع حد للمعاناة الإنسانية للفلسطينيين
  • السعودية تدعو إلى تعزيز تقاسم الأعباء الدولية وتكثيف الجهود الإنسانية
  • المملكة تشدد على أهمية معالجة جذور الأزمات الإنسانية لضمان استجابة أكثر استدامة وتدعو لتعزيز تقاسم الأعباء الدولية
  • مركز دراسات يصدر ورقة بحثية حول ملامح خطة ترامب 2025 في ضوء الحرب على غزة
  • مجلس السلام
  • حلقة نقاشية حول تعزيز الشمول المالي للمرأة الريفية وتمكينها بإعلام الداخلة في الوادي الجديد
  • قافلة إغاثية سعودية جديدة تصل إلى غزة مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية
  • مركز دراسات يصدر دراسة تحليلية حول تحولات صورة حركة "حماس" الدولية
  • الشرق الأوسط.. ضيف دائم على شريط الأخبار الساخنة