حشد: المجتمع الدولي يقع على عاتقه ضرورة وقف العدوان وحماية أطفال غزة
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
قالت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني «حشد»، إن مناسبة اليوم العالمي للطفل، تأتي في ظل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة علي قطاع غزة واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأطفال الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتابعت الهيئة الدولية «حشد» أنه يتعرض الأطفال في الضفة الغربية ومدينة القدس لجرائم القتل الميداني، وتصاعد عمليات الاعتقال، الذي يُمارس بحقّهم صنوفاً من التنكيل والاضطهاد والتعذيب.
وأكدت الهيئة الدولية، تسبب العدوان الإسرائيلي في مقتل واستشهاد 13300 مواطن من بينهم 5500 طفل 3500 امرأة فيما أصيب أكثر من 30 ألف مواطن بحراح مختلفة، و75% من بين الجرحى أطفال ونساء، وقرابة 6000 مفقود تحت ركام منازلهم من بينهم 3000 طفل، وهذا يبلغ عدد الأطفال دون (18) عاماً في دولة فلسطين نحو (2.35) مليون، منهم مليون طفل يعيشون في قطاع غزة في ظروف أقل ما توصف بكونها كارثية.
وأشارت «حشد» إلى أن معظم الأطفال يعيشون الآن تجربة النزوح القسري عن منازلهم جراء العدوان الإسرائيلي فمن اصل مليون وسبعمائة ألف نازح نصفهم أطفال يعانون من نقص وشح المياه والأدوية والغداء ومعظمهم مصاب بأمراض تنفسية وجلدية جراء نقص المياه والغداء والأدوية وفي أجواء الترويع والإرهاب وغياب الأمان بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة، عدا عن نقص الاغطية والفرشات وغياب الملابس الشتوية للنازحين الذي خرجوا من بيوتهم بملابسهم فقط.
الاحتلال يتعمد قتل الأطفال بالرصاص الحيونوهت أنه تزايدت سياسات الاحتلال العنصرية من خلال ارتكاب أفظع الجرائم بحق الأطفال، متمثلة بعمليات القتل والحصار والاعتقال، ولعل أخطر هذه الجرائم تمثل في قصف منازلهم فوق رؤوسهم دون سابق إنذار وارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين عبر استهداف المدنيين وخاصة الأطفال والنساء سواء في المنازل أو أماكن الايواء في المدراس التابعة لوكالة الغوث الدولية أو المستشفيات أو الكنائس المساجد.
فيما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحام المدن والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وارتكاب الإعدامات الميدانية، وتعمُد قتل وإصابة الأطفال من خلال إطلاق الرصاص الحي، والاعتقالات التي تستهدفهم دون اكتراث بالقانون الدولي، فيواجه الطفل الفلسطيني تحديات عديدة في مختلف القطاعات، الأمر الذي يقلل من فرص حصوله على حقوقه الأساسية.
وعرضت الهيئة أبرز التحديات التي يواجهها الأطفال الفلسطينيين:
- الحرمان من الحق في الحياة والسلامة الشخصية:
وصلت حصيلة القتل الميداني منذ بداية العام الحالي ما يزيد عن 14 ألف مواطن وفيما أصيب قرابة 35 ألف مواطن 75% من بين الشهداء والجرحى والمفقودين أطفال، معظمهم قتل وأصيب خلال العدوان الإسرائيلي الحالي المتواصل منذ 45 يوميا علي قطاع غزة.
-الحرمان من كل الحقوق الإنسانية:
ويعيش أطفال قطاع غزة في ظل عدوان غير مسبوق استخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة بما فيها الأسلحة المحرمة دولياً أدت إلى تدمير قرابة 60%من الوحدات السكنية في القطاع والبنية التحتية والمرافق الخدمية وترفق معه عقوبات جماعية تم فيها إغلاق المعابر وقطع الكهرباء والمياه ومنع ولاحقاً تقطير دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية وإعاقة دخول ارساليات الوقود وقطع الاتصالات والانترنت بشكل شبه كلي، ما أدى إلى انتهاك كل معاير حقوق الطفل الواردة في اتفاقية حقوق الطفل وبروتوكول عمان القاضي بحماية الأطفال أثناء النزاعات المسلحة واتفاقية جنيف الرابعة وقرار مجلس الأمن القاضي بحماية الأطفال أثناء النزاعات المسلحة.
- الحرمان من الحرية:
لا زالت إسرائيل تمارس سياسة الاعتقال والاحتجاز بحق الأطفال الفلسطينيين، سٌجل عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتي الآن إلى قرابة (7500) أسيرا، منهم (360) طفلاً، يُعرضون لأبشع أساليب التعذيب، علاوة على ما يعانيه الأطفال الفلسطينيون الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية من ظروف احتجاز قاسية وغير إنسانية، تفتقر للحد الأدنى من المعايير الدولية لحقوق الأطفال وحقوق الأسرى.
الاحتلال ينتهك حقوق الأطفال الفلسطينيينواختتمت الهيئة الدولية (حشد) بيانها بأنها تؤكد على أن مُجمل هذه الممارسات تُعد انتهاكاً صارخاً لحقوق الأطفال الفلسطينيين، ولاتفاقية حقوق الطفل التي تشدد على ضرورة توفير الحماية للأطفال ولحياتهم، ومبادئ القانون الدولي الإنساني وتمنع هذه الاتفاقيات سلب الأطفال لحريتهم، إلا أنه مع استمرار الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية الفاضحة والمعلنة والمنظمة اتجاه الطفولة الفلسطينية، من حياةً وأمن وصحةً وتعليم وغداء وحماية يعتبر من بين المخالفات الجسيمة للقانون الدولي، فدائماً ما تجعل من قتل الأطفال الفلسطينيين واعتقالهم الفرصة الأولى، بالرغم من مصادقتها على اتفاقية الطفل منذ عام 1991، الأمر الذي يلزمها بتطبيقها، فالقوانين الدولية المختلفة تؤكد حقوق الطفل وعلى ضرورة الالتزام بحمايته، ومحاسبة من ينتهك هذه القوانين، فأمام مجمل هذه التطورات فإن الهيئة الدولية "حشد" تدعو إلى ما يلي:
1. الهيئة الدولية (حشد): تطالب المجتمع الدولي لضرورة التدخل من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتوفير حماية دولية لأطفال فلسطين، ومحاكمة قادة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه المرتكبة بحق الطفل الفلسطيني.
2. الهيئة الدولية (حشد): تدعو المجتمع الدولي إلى كسر حالة الصمت والعجز والتدخل الفوري والجاد تجاه وقف الجرائم الإسرائيلية المتكررة بحق المدني ولاسيما الأطفال.
3. الهيئة الدولية (حشد): تطالب الجهات الفلسطينية بزيادة العمل مع المحكمة الجنائية الدولية لحثها على التحرك الجاد لإجبار سلطات الاحتلال على الانصياع والخضوع لقواعد القانون الدولي والإلتزام بها ومحاسبة مقترفي الانتهاكات الجسيمة ومنع افلاتهم من العقاب
4. الهيئة الدولية (حشد): تدعو الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية للقيام بالمسؤوليات القانونية والأخلاقية لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لإغاثة وحماية الأطفال في غزة، والضغط لوقف كل الانتهاكات المتعلقة بحقوق الطفل في الأراضي الفلسطينية.
5. الهيئة الدولية (حشد): تدعوا الأمم المتحدة إلى إضافة جيش الاحتلال القائمة السوداء المنتهكة لحقوق الطفل، وتدعو الدول الأطراف السامية المتعاقدة علي اتفاقيات جنيف إلى اتخاذ إجراءات جادة لحماية الأطفال والمدنيين بما في ذلك الإسراع في فتح ممرات إنسانية لإجلاء الأطفال والنساء والمدنيين والجرحى من الأطفال وخاصة في شمال غزة والمستشفيات التي توقف عن الخدمة جراء جرائم الاحتلال وتقديم المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية والاغاثية للأطفال وأسرهم.
اقرأ أيضاًالرابطة الطبية الدولية بالأردن تشيد بالجهود المصرية لإنقاذ أطفال غزة وعلاجهم
اليونسيف: لا مكان آمن يلجأ إليه أطفال غزة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: قطاع غزة حماية الأطفال القانون الدولي غزة اليوم العالمي للطفل المحكمة الجنائية الدولية الهيئة الدولية حشد حشد العدوان الإسرائيلي على غزة وقف العدوان الإسرائيلي الأطفال الفلسطينيين اتفاقيات جنيف وقف العدوان على غزة إطلاق النار بقطاع غزة قتل الأطفال الأطفال الفلسطینیین العدوان الإسرائیلی الهیئة الدولیة حقوق الطفل قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
أطفال الصيف بين مطرقة الحاجة وسندان الإهمال
بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..
مع بداية كل صيف، تتكرر المشاهد ذاتها في شوارع المدن والأسواق العراقية أطفال يبيعون المناديل، ينظفون الزجاج، أو يعملون في الورش والطرقات تحت شمس لاهبة قد تتجاوز حرارتها الخمسين درجة مئوية. ليست هذه مجرد صور عابرة، بل هي دلائل صارخة على أزمة متجذرة عنوانها “عمالة الأطفال”، التي تتفاقم مع انتهاء العام الدراسي ودخول العطلة الصيفية.
في العراق، لا تقتصر عمالة الأطفال على كونها مخالفة للقانون أو انتهاكاً لحقوق الطفولة، بل تحولت إلى ظاهرة اجتماعية مقلقة، تتداخل فيها عوامل الفقر، ضعف الوعي، غياب الرقابة، وتراجع الخدمات الاجتماعية. ومع تزايد معدلات الفقر والبطالة بين الأسر العراقية، تُدفع أعداد متزايدة من الأطفال إلى سوق العمل في سن مبكرة، لا لشيء إلا للمساهمة في إعالة أسرهم، ولو على حساب صحتهم ومستقبلهم.
يواجه هؤلاء الأطفال، الذين يفترض أن يكونوا في الملاعب أو بين صفحات الكتب، مخاطر جسدية ونفسية جمة. فالتعرض للشمس الحارقة، والأعمال الشاقة، والمعاملة القاسية، كلها عوامل تؤدي إلى إنهاكهم جسدياً وتعريضهم لحوادث خطيرة. كما أنهم معرضون للاستغلال من قبل أرباب العمل أو حتى المتحرشين، دون أي حماية قانونية أو اجتماعية فعلية.
هنا يبرز دور الأسرة أولاً، كخط الدفاع الأول في حماية الطفل. فعلى الأهل أن يدركوا أن إرسال الطفل للعمل ليس حلاً للفقر، بل مدخلاً لدائرة أوسع من الحرمان والجهل. التعليم، رغم ظروفه الصعبة، يبقى طوق النجاة الوحيد لهؤلاء الأطفال نحو مستقبل أفضل. كما أن على الأسر المطالبة بحقوقها في دعم اجتماعي حقيقي يوفر لها الحد الأدنى من الكرامة، دون الحاجة إلى التضحية بأطفالها.
أما الحكومة، فعليها أن تتوقف عن التغاضي، وأن تتعامل مع هذه الظاهرة بوصفها قضية أمن اجتماعي وإنساني. المطلوب ليس فقط قوانين تُحظر عمالة الأطفال – فهذه موجودة أصلاً – بل تطبيق صارم لها، ومتابعة ميدانية، وتوفير بدائل حقيقية من خلال برامج صيفية تعليمية وترفيهية تحمي الأطفال وتشغل أوقات فراغهم بشكل مفيد. كذلك يجب دعم العائلات الفقيرة بمساعدات مالية مشروطة بعدم تشغيل أطفالها، كما تفعل بعض الدول في برامج الحماية الاجتماعية .
إن صيف الأطفال يجب أن يكون موسماً للراحة، للعب، للنمو، وليس ساحة عمل ومعاناة. ولعل الوقت قد حان لوقفة وطنية شاملة، تشارك فيها الدولة، الأسرة، ومنظمات المجتمع المدني، لإعادة رسم خارطة الطفولة في العراق، وإنقاذ جيل بأكمله من الضياع في الشوارع.
ختاما كل طفل يُجبر على العمل اليوم، هو مستقبل مهدور غداً.
انوار داود الخفاجي