قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ريكاردو بيريس، إن أطفال غزة يعيشون حالة من الرعب "التي لا ينبغي أن يواجهها أي طفل في العالم"، نتيجة الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل منذ عامين.

وأوضح بيريس، في تصريح صحفي اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل تستخدم مستويات من العنف "غير مسبوقة"، داعياً إلى وقف الهجمات على قطاع غزة وإقرار وقف فوري لإطلاق النار.

وأشار إلى أن الأطفال هم أكثر من دفع الثمن جراء الهجمات الإسرائيلية المتواصلة، مبيناً أن "طفلاً واحداً يُقتل أو يُصاب في غزة كل 17 دقيقة"، وهو رقم وصفه بأنه "صادم وغير مقبول على الإطلاق".

وأضاف أن العديد من الأطفال في غزة فقدوا أسرهم أو اضطروا للنزوح مراراً، مؤكداً أن ما يشهده هؤلاء الأطفال من رعب ومعاناة لا يجب أن يعيشه أي طفل آخر.

كما حذر بيريس من العواقب الكارثية الناجمة عن استمرار رفض إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مشدداً على أن هذا الحصار يزيد من معاناة الأطفال ويهدد حياتهم يوماً بعد يوم.

وأكد ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي، أن الولايات المتحدة تقود الجهود الرامية إلى إعادة المحتجزين وإنهاء حكم حركة "حماس" في قطاع غزة، في إطار خطة شاملة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

وشدد الوزير على أن واشنطن متمسكة بدعم حق إسرائيل في الوجود والدفاع عن نفسها، مؤكداً أن هذا المبدأ يمثل أساس السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.

وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تعمل من أجل تحقيق سلام دائم يضمن أمن إسرائيل والمنطقة بأكملها، موضحاً أن رؤية شرق أوسط خالٍ من الإرهاب تشكل جوهر خطة الرئيس دونالد ترامب للسلام.

أكد جيش الاحتلال، اليوم الثلاثاء، أنه اعترض مسيرة رابعة خلال ساعة واحدة كانت في طريقها إلى إيلات قادمة من اليمن

قال مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين، اليوم الثلاثاء، إن ما تمارسه إدارة سجون الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023 يُعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.

وقال المكتب في بيانه إنه في الذكرى الثانية لحرب الإبادة على غزة فإنهم يؤكدون أن الأسرى الفلسطينيين يعيشون حرباً موازية داخل سجون الاحتلال.

وتتجسد في سياسات ممنهجة من التجويع والإهمال الطبي والتعذيب والعزل والإخفاء القسري خصوصاً بحق أبناء القطاع.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اليونيسف أطفال غزة إسرائيل

إقرأ أيضاً:

لوم الذات والعزلة.. اضطرابات نفسية تهدد أطفال الجيل الجديد

في ظل الأزمات المتلاحقة مثل الحروب والصراعات، وضغط وسائل التواصل الاجتماعي، وتبعات جائحة كورونا، بالإضافة إلى الضغوط الفردية اليومية، يطرح سؤال ملح نفسه: ما حال الصحة النفسية للأطفال والمراهقين اليوم؟

بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية الموافق 10 أكتوبر/تشرين الأول، يرصد علماء نفس ومعالجون نفسيون في ألمانيا واقعا معقدا اليوم يجمع بين التفاؤل والقلق.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الجمال المزيف والنجاح الوهمي.. كيف تصنع الشاشات مراهقين غير راضين عن أنفسهم؟list 2 of 2نانسي فقدت توأميها على طريق النزوح وتخشى أن تفقد ابنتها الأخيرة في غزةend of listالجانب المشرق

تقول المعالجة النفسية أندريا شتيبل إن جيل الشباب اليوم يتمتع بصلابة نفسية لافتة للانتباه، إذ إنه قادر في المجمل على مواجهة القضايا والتحديات الراهنة بوعي وقدرة على التكيف.

أما الطبيب النفسي فايت روسنر من دريسدن فيؤكد أن "الغالبية العظمى من الشباب يتمتعون باستقرار نفسي"، بينما تضيف عالمة النفس من جامعة بوخوم، سيلفيا شنايدر، قائلة: "أغلب الأطفال والمراهقين في صحة نفسية جيدة، لكن هذا لا يعني أنهم سعداء دائما".

الاضطرابات النفسية في تزايد

ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، يتفق الخبراء على أن الضغوط النفسية في ازدياد مستمر. فبحسب شنايدر التي تدير المركز الألماني لأبحاث وعلاج الصحة النفسية، ارتفعت نسبة الأطفال والمراهقين الذين يعانون من مشكلات نفسية منذ سنوات، مع ذروة واضحة خلال فترة الجائحة.

وتوضح شنايدر أن نحو ثلث الأطفال والمراهقين يواجهون في مرحلة ما اضطرابا نفسيا يستلزم العلاج.

متى يكون الطفل سليما نفسيا؟

يصف روسنر، مدير مستشفى الطب النفسي للأطفال والمراهقين في دريسدن، الطفل أو المراهق السليم نفسيا بأنه "يمتلك مهارات تمكّنه من عيش حياة نشطة وبناءة، من بينها التمتع بكفاءات شعورية مثل فهم المشاعر والتعبير عنها وتنظيمها، والاعتداد بالذات على نحو مستقر، والثقة في الفاعلية الذاتية، والقدرة على استعادة التوازن بعد التعرض لضغوط".

وبحسب روسنر، يتمتع الأطفال الأصحاء نفسيا بالقدرة على التعاطف وإقامة صداقات، وحل النزاعات، والانفتاح على تجارب جديدة.

إعلان

ومن جانبها، توضح شنايدر أن الطفل السليم نفسيا "يشعر بالقبول والانتماء الاجتماعي، ويتعلم التعامل مع الأزمات، ويمتلك موهبة التكيف مع ظروف الحياة المختلفة، وإيجاد توازن بين الفرح وقبول الحزن والتغلب عليه".

يدعو الخبراء إلى تعزيز الخدمات النفسية المتاحة وتوسيع نطاقها في ضوء الطبيعة المعقدة لعلاج الاضطرابات (غيتي إيميجز)عوامل هامة لبناء الصحة النفسية

يؤكد الخبراء أن الروابط العائلية المستقرة، والبيئة الداعمة والخالية من العنف، والأمان المادي، والمشاركة الاجتماعية، والمناخ الإيجابي المحيط بالطفل، كلها عناصر أساسية للصحة النفسية.

لكن روسنر يرى أن هذه العوامل البيئية مجرد جزء من الشروط، مؤكدا أن "الصحة النفسية تنشأ من تفاعل معقد بين عوامل وراثية، وموارد فردية، وظروف بيئية محفزة"، محذرا من أن الآباء الذين يعانون من ضغوط نفسية -وهو ما يعني أيضا توفر مخاطر وراثية- قد لا يتمكنون من توفير بيئة مستقرة لأطفالهم.

الطفولة والمراهقة حاسمتان

تقول شنايدر إن "الأساس للصحة النفسية أو الاضطرابات النفسية يتشكل في الطفولة والمراهقة"، مضيفة أن من لم يصب بأي اضطراب نفسي حتى سن الخامسة والعشرين، من المرجح للغاية ألا يعاني منه لاحقا.

في المقابل، تحذر شنايدر من العواقب الخطيرة على الأطفال الذين يخرجون عن مسار النمو النفسي الصحي، والتي قد تتمثل في التوقف عن الذهاب إلى المدرسة أو الانعزال اجتماعيا بسبب اضطرابات القلق، مشيرة إلى أن ذلك ينعكس سلبا على التحصيل العلمي والاستعداد لحياة البالغين.

الاضطرابات الأكثر شيوعا

تتصدر اضطرابات القلق والاكتئاب واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وقصور السلوك الاجتماعي قائمة المشكلات النفسية بين الصغار، وكثيرا ما يصاحب ذلك شكاوى نفسية-جسدية مثل الصداع وآلام البطن.

وتتعلق أسباب هذه الاضطرابات بالضغط الدراسي أو التنمر أو الخلافات الأسرية أو العزلة الاجتماعية، وغالبا ما تتشابك عوامل عدة معا.

يشير روسنر إلى أن هذه المرحلة العمرية حساسة للغاية؛ إذ تشهد "تحولات جسدية وعاطفية ومعرفية عميقة ترافقها تحديات في بناء الشخصية والعثور على الهوية"، مضيفا أن التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال البلوغ لها دور في ذلك أيضا.

نسبة الأطفال والمراهقين الذين يعانون من مشكلات نفسية ارتفعت منذ سنوات مع ذروة واضحة خلال فترة الجائحة (غيتي إيميجز)مخاطر الفضاء الرقمي

تقول الطبيبة النفسية شتيبل من هورت -قرب مدينة كولونيا الألمانية- إن "التفاعل بين الأسرة والطفل والبيئة أصبح أكثر حساسية"، مضيفة أن الجائحة كشفت ضعف القدرة على مواجهة العزلة والوحدة.

ولفتت الانتباه إلى أن "مساحات التنشئة الاجتماعية انتقلت جزئيا إلى الإنترنت، وهو فضاء محفوف بالمخاطر في غياب الرقابة والتوجيه"، مشيرة إلى ظاهرة مقلقة متزايدة تعرف بـ"لوم الذات"، أي المبالغة في انتقاد الذات والحط منها.

وذكرت شتيبل أن المراهقين يقارنون باستمرار أجسادهم ولغتهم وسلوكهم بالصور التي يصادفونها على الإنترنت، شاعرين خلال ذلك بالنقص.

وقالت: "والأمر الأصعب هنا هو أنهم -بدافع الخجل- لا يطلبون المساعدة أو يجدون صعوبة بالغة في التعبير عن الضغوط التي يمرون بها"، مضيفة أن كثيرين منهم ينشغل بـ"التصرف على صواب" وفقا للنماذج التي يحتذى بها على الإنترنت، لدرجة أنهم يغفلون عن تطوير هويتهم وتفردهم الفردي.

الوقاية والدعم المبكر

شتيبل شددت على أهمية الوقاية والتدخل المبكر عبر برامج موجهة للأسر والمؤسسات التربوية، خصوصا في دور الحضانة والمدارس. كما دعا روسنر إلى تعزيز الخدمات النفسية المتاحة وتوسيع نطاقها في ضوء الطبيعة المعقدة لعلاج الاضطرابات النفسية.

إعلان

أما شنايدر فترى أن تعزيز الصحة النفسية يجب أن يبدأ منذ الولادة، ويدمج في كل مجالات الحياة، بما في ذلك تدريب المعلمين والعاملين في رياض الأطفال، مشددة على أن "صحة الأطفال النفسية ليست مسؤولية الأسر وحدها، بل واجب المجتمع بأكمله".

مقالات مشابهة

  • نحو مليار دولار تعويضا لأسرة امرأة توفيت بسبب بودرة أطفال
  • يونيسيف: رضع غزة يعيشون رعبا ويتشاركون أقنعة الأكسجين
  • "اليونيسيف": أطفال غزة يعيشون رعبا ينبغي ألا يواجهه أي طفل
  • اليونيسيف: أطفال غزة يعيشون رعبا ينبغي ألا يواجهه أي طفل
  • طبيب أطفال في غزة: لن أترك مرضاي مهما حدث
  • الأونروا: “إسرائيل” قتلت أطفال غزة وهم نائمون
  • لوم الذات والعزلة.. اضطرابات نفسية تهدد أطفال الجيل الجديد
  • مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين : إدارة سجون الاحتلال ترتكب جريمة ضد الإنسانية
  • الأونروا: إسرائيل قتلت الأطفال في غزة وهم نائمون