تشارك منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "COP28" المقرر انعقاده في إكسبو دبي ويستمر إلى 12 ديسمبر، وتشارك فيه وفود من 200 دولة، ومن المتوقع حضور 70 ألف شخص فعاليات المؤتمر، وهو عدد غير مسبوق في تاريخ مؤتمرات الأطراف.

وتشارك "أوبك" بجناح خاص في المنطقة الزرقاء (Blue Zone) خلال فترة انعقاد المؤتمر، وهي أول مرة في التاريخ تقيم فيها المنظمة جناحاً في مثل هذا المحفل العالمي، بهدف إطلاع الزوار على أمثلة لإنجازات وأنشطة الدول الأعضاء في مجالات خفض الانبعاثات في الصناعة النفطية.

من جانبه، قال أمين عام منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، هيثم الغيص، "لقد حظي النفط في السنوات الأخيرة بالكثير من الاهتمام على مستوى العالم، خاصةً مع ازدياد الحديث عن قضية التغير المناخي وتحولات الطاقة، حتى وصل الأمر عند البعض إلى التساؤل حول مدى أحقية الصناعة النفطية بالحصول على مقعد بطاولة المباحثات. وللأسف في هذه الأثناء تبلور عند البعض مفهوم غير واقعي وذو أبعاد خطيرة حول تنافسٍ وتنافرٍ قائمين بين صناعة النفط والغاز من جهة وصناعة الطاقة المتجددة من جهةٍ أخرى".

وشدد الغيص على أن منظمة أوبك لا تؤمن بهذا المفهوم الخاطئ لأسباب عدة، وأبرزها:

أن العديد من المواد المستمدة من النفط الخام والمشتقات البترولية تستخدم في إنتاج المواد الأساسية اللازمة في صناعة توربينات الرياح والألواح الشمسية وبطاريات أيونات الليثيوم. بناء عليه يتضح أن العالم سيحتاج للنفط والمنتجات البترولية لعقودٍ عديدة، بينما تتطور في هذه الأثناء قطاعات الطاقة المتجددة.

وتابع قائلا: "مع ذلك، فإن الدعوات لوقف الاستثمار في الصناعة النفطية وتحويل رؤوس الأموال إلى قطاعات أخرى ما زالت مع الأسف مستمرة، مما يبرز تناقضاً محيراً حول كيفية الدعوة إلى الاستثمار في قطاعٍ ما، وفي نفس الوقت الدعوة لوقف الاستثمار في صناعة المواد اللازمة له".

وقال الغيص: "تشير التغيرات الديموغرافية والاقتصادية المتوقع حدوثها خلال العقود القادمة إلى حتمية زيادة الطلب على النفط الخام والمنتجات البترولية، مما يتطلب ضخ استثمارات إضافية لتأمين الإمدادات".

وبحسب توقعات منظمة أوبك في تقريرها السنوي "آفاق النفط العالمية" بحلول عام 2045 (World Oil Outlook 2045) سوف يزداد عدد سكان العالم بنحو 1.5 مليار نسمة، كما سيتضاعف حجم الاقتصاد العالمي عما هو عليه اليوم، مما سيؤدي إلى ارتفاع الطلب على الطاقة بمقدار 23 بالمئة ومعه الاستهلاك العالمي للنفط بأكثر من 16 مليون برميل يومياً عن المستويات الحالية.

وفي هذا السياق، شدد الغيص على أهمية تأمين نحو 14 تريليون دولار لاستثمارها في مختلف أنشطة الصناعة النفطية بحلول عام 2045، من أجل تأمين الإمدادات اللازمة لتلبية هذا الطلب المتزايد.

وبحسب أمين عام منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، هيثم الغيص، تؤكد كل هذه المتغيرات على أمرين:

أولاً: أن العالم في حاجةٍ لجميع أنواع الطاقة ثانياً: الضرورة الملحة لتأمين استثمارات جديدة لتلبية النمو في الطلب على الطاقة وضمان أمن الطاقة العالمي، بالإضافة إلى أهمية خفض الانبعاثات.

"انطلاقاً من مبدئ مسؤولية إمداد العالم بطاقة آمنة ونظيفة، قامت الدول الأعضاء في منظمة أوبك بأخذ زمام المبادرة منذ سنواتٍ عديدة بضخ الاستثمارات في الصناعة النفطية وقطاع الطاقة المتجددة في آنٍ واحد. كما تقوم الدول الأعضاء حالياً بتبني العديد من المبادرات لتوليد الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى الاستثمار في تقنيات حديثة لخفض الانبعاثات مثل التقاط واستخدام وتخزين الكربون والاقتصاد الدائري للكربون وإنتاج الهيدروجين"، بحسب تعبير هيثم الغيص، أمين عام منظمة أوبك.

وأضاف الغيص أن المنظمة تؤكد أهمية تبني نهج شامل وعملي لتحولات الطاقة يعتمد على إشراك جميع الأطراف في الحوار، واستخدام جميع أنواع الطاقة، وتطوير التكنولوجيا لخفض الانبعاثات، وعدم تحجيم أي مصدر من مصادر الطاقة، موضحا "بسبب التاريخ الحافل والمليء بالإنجازات والابتكارات التقنية للصناعة النفطية، فبإمكانها أن تلعب دوراً محورياً وإيجابياً في إنجاح هذه المباحثات في "كوب 28" ... لذا تدعو منظمة أوبك جميع الأطراف للعمل معاً من أجل تأمين احتياجات العالم المستقبلية من الطاقة وخفض الانبعاثات في آنٍ واحد".

وختاما، أعرب الغيص عن سعادته باستضافة دولة الإمارات - الدولة العضو في المنظمة - النسخة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، والذي سيتناول عدداً من القضايا المصيرية.

وقال إن دولة الإمارات العربية المتحدة تتميز في مجالاتٍ عدة، وأبرزها قطاع الطاقة والحفاظ على البيئة والتعاون الدولي، مما يجعلها البلد المثالي لاستضافة مثل هذا الحدث المهم .. وأود أن أؤكد على الدعم الكامل من قبل منظمة أوبك لدولة الإمارات العربية المتحدة مع دعواتنا وتمنياتنا بنجاح هذا المؤتمر العالمي.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أوبك المنطقة الزرقاء النفط الطاقة الصناعة النفطية رؤوس الأموال الديموغرافية النفط منظمة أوبك الصناعة الصناعة النفطية الطاقة المتجددة الطاقة المتجددة الطاقة الشمسية طاقة الرياح الانبعاثات تخزين الكربون الهيدروجين التكنولوجيا أوبك أوبك دول أوبك أمين أوبك شعار COP28 رئيس COP28 رئاسة COP28 مؤتمر الأطراف COP28 كوب28 المناخ أزمة المناخ قضية المناخ أوبك المنطقة الزرقاء النفط الطاقة الصناعة النفطية رؤوس الأموال الديموغرافية النفط منظمة أوبك الصناعة الصناعة النفطية الطاقة المتجددة الطاقة المتجددة الطاقة الشمسية طاقة الرياح الانبعاثات تخزين الكربون الهيدروجين التكنولوجيا أوبك الصناعة النفطیة الطاقة المتجددة الاستثمار فی منظمة أوبک

إقرأ أيضاً:

إسطنبول تستضيف وزراء خارجية التعاون الإسلامي.. إيران وغزة على الطاولة (شاهد)

انطلقت السبت، في مدينة إسطنبول التركية، أعمال الدورة الـ51 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، برئاسة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وبمشاركة رفيعة المستوى من قادة ودبلوماسيي الدول الإسلامية.

وتشهد الدورة التي تستمر يومين مشاركة نحو 40 مسؤولاً على مستوى رئيس حكومة ووزير خارجية، إلى جانب ما يقارب ألف مشارك يمثلون الدول الأعضاء البالغ عددها 57 دولة، إضافة إلى ممثلي المؤسسات التابعة للمنظمة، والدول المراقبة، وعدد من المنظمات الإقليمية والدولية.

الدورة الحادية والخمسون لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول يومي 21 و22 يونيو. https://t.co/f2faRMzstm — منظمة التعاون الإسلامي (@oicarabic) June 21, 2025
وتسلّم وزير الخارجية التركي هاكان فيدان رئاسة الدورة من نظيره الكاميروني لوجون مبيلا مبيلا، الرئيس السابق لمجلس وزراء الخارجية، وألقى الكلمة الافتتاحية للاجتماع.

وفي تصريح له قبيل انطلاق الجلسات، أعلن وزير الخارجية الإيراني أن بلاده ستبحث خلال الاجتماعات العدوان الإسرائيلي الأخير على الأراضي الإيرانية، والذي بدأ في 13 حزيران/يونيو الجاري، مؤكداً أن طهران طلبت رسمياً عقد جلسة خاصة حول هذا التصعيد، وقد تم قبول الطلب. وأعرب الوزير عن أمله في صدور "بيان قوي وواضح" عن المنظمة يُدين هذا العدوان.

كما أشار الوزير الإيراني إلى أنه سيعقد سلسلة من اللقاءات الثنائية على هامش الاجتماع، تشمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وعدداً من وزراء الخارجية، إضافة إلى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي.


ومن المقرر أن يُلقي الرئيس التركي كلمة في الجلسة العامة، في وقت تعقد فيه لاحقاً جلسات خاصة لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على إيران، وكذلك جريمة الإبادة المستمرة في قطاع غزة، والتي اندلعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وأودت بحياة وإصابة أكثر من 186 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء.

وتتناول الاجتماعات ملفات متعددة تتعلق بالقضايا السياسية والإنسانية والتنموية التي تهم الدول الأعضاء والعالم الإسلامي عموماً، في ظل تحديات إقليمية ودولية متصاعدة.

وتجدر الإشارة إلى أن تركيا سبق أن استضافت اجتماعات مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في أعوام 1976 و1991 و2004.

وتأسست المنظمة التي كانت تُعرف سابقاً باسم منظمة المؤتمر الإسلامي٬ في قمة تاريخية احتضنتها العاصمة المغربية الرباط في 25 أيلول/سبتمبر 1969، كرد فعل على إحراق المسجد الأقصى في القدس المحتلة على يد مستوطنين إسرائيليين.

مقالات مشابهة

  • تجارة وصناعة عُمان تشارك في القمة الاقتصادية العربية البريطانية بلندن
  • الحوثيون: رصدنا تجهيزات واستعدادات بعض الدول لمشاركة إسرائيل هجومها على إيران
  • هيئة الرقابة الإدارية تشارك بـ«المنتدى الأول للمالية العامة» في إسطنبول
  • بسبب فشل وفساد حكومة السوداني..العراق خارج العالم في مؤشر الطاقة
  • إسطنبول تستضيف وزراء خارجية التعاون الإسلامي.. إيران وغزة على الطاولة (شاهد)
  • وزير الخارجية يشارك في الجلسة الافتتاحية للدورة 51 بمنظمة التعاون الإسلامي
  • بوتين يطمئن الأسواق: إنتاج أوبك سيوازن العرض والطلب ويحدّ من تقلبات النفط
  • انطلاق الدورة الثانية للمنتدى الدولي للزراعة الذكية والخضراء أجريتك الثلاثاء المقبل
  • بمشاركة دولية .. انطلاق منتدى الزراعة الذكية والخضراء الثلاثاء
  • ليبيا تشارك بأعمال «منظمة التعاون الإسلامي» في تركيا