الوطن:
2025-10-09@14:20:22 GMT

الأب بطرس دانيال يكتب: لحظة الطمأنينة

تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT

الأب بطرس دانيال يكتب: لحظة الطمأنينة

يقول القديس بولس: «كُونوا فى الرَّجاءِ فرحين وفى الشدّةِ صابرين وعلى الصلاةِ مُواظبين» (رومية 12: 12).

دار هذا الحديث بين مُلحدٍ وآخر مؤمن: «هل تعتقد أيها المتديّن بأن فى الكون إلهاً كلى القدرة، يُدبّر هذا العالم ولا سيما البشر؟»

- «إنه بديهى ولا شك فى هذا مطلقاً، ونحن نُعلن هذا فى صلواتنا وإيماننا».

- «وهل يهتم الله الخالق بالبشر، أم إنه منعزلٌ فى سمائه، لا يهتم بأمورهم؟».

- «إن ديننا يُعلّم بأن الله هو أب حنون مع جميع خلائقه ويدبّر أمور حياتهم».

- «من المحتمل أن يكون الأمر هكذا فى كتبكم وتعاليمكم الدينية، لكن مَنْ يتأمل حياتكم اليومية ويلاحظها، يكتشف أنكم لا تؤمنون بهذا، فإن كان إلهكم كلى القدرة، وأباً حنون يرعاكم ويسهر عليكم نهاراً وليلاً، كان من الواجب عليكم أن تلجأوا إليه فى كل حين. لذلك لا أفهم تصرفاتكم أيها المؤمنون! فبالرغم من اعتقادكم بأبوّة الله وحنانه؛ كيف تسمحون لأنفسكم بأن ترفعوا قلوبكم بالصلاة له قليلاً جداً، مُكرّسين معظم حياتكم للأمور الدنيوية؟!».

مما لا شك فيه أنه كلام لاذع وصاعق لكل شخصٍ منّا، حتى نستطيع أن نقوم بمراجعة حياتنا وعلاقتنا بالله الرحيم والحنون الذى يشفق علينا جميعاً، ولا يرفض أى طلب فيه خيرنا الأعظم. فإذا كان الإنسانٍ يسعى إلى ما يعود عليه بالمنفعة فقط، فالله لا يفكّر إلا فيما يجود علينا بالنفع، كما أنه يحوّل كل شىء فى الحياة لصالحنا، ففيه نضع كل رجائنا ونستودع جميع شدائدنا ومضايقنا، لأننا لن نرى، فى كل مخلوق آخر، سوى الضعف وعدم الثبات. ولن يستطيع مساعدتنا الأشخاص الذين يدّعون القوة، ولن نصل إلى جوابٍ مفيدٍ من مدّعى الحكمة، ولن تُعزينا كُتب العلماء، ولن نجد الأمان فى أى مكانٍ، ما لم يعضدنا الله القادر على كل شىء، ويقوينا ويعزينا ويعلّمنا ويحفظنا من كل سوء. لذلك يجب علينا أن نراجع ذواتنا ونتساءل: «هل نعتبر الصلاة بمثابة فرض علينا، نشعر بالراحة عند الانتهاء منها، لأننا قمنا بالواجب المطلوب؟ أم هى لحظة سلام وطمأنينة وراحة وتعزية، عندما نرفعها لله الأب الحنون الذى يفكّر فى خيرنا الأعظم؟» هل نُعطى الصلاة حقها فى حياتنا اليومية، أم هى مجرد لحظة عابرة وخاطفة بين اهتماماتنا الأرضية؟».

إذاً يجب علينا أن نقترب من الله دائماً، عندما نتحد به فى صلاتنا كل حين، مهما كانت مشغولياتنا وارتباطاتنا، حينئذ سننعم بحياةٍ صافية وهادئة لا مثيل لها، وسنشعر بالسعادة التى تغمرنا طوال اليوم أثناء العمل، ونتخطى العقبات التى تواجهنا، ونسمو فى معاملاتنا مع الآخرين واحترامهم، وسنقوم بواجباتنا بأمانة وإخلاص، ثم نصل إلى ختام يومنا وننام مطمئنى البال، وعندما نستيقظ فى اليوم التالى، سنصبح متفائلين ومغمورين بالرجاء والأمل. فهل بعد كل هذه الامتيازات والنِّعم وغيرها الناجمة عن الصلاة؛ نتكاسل أو نتهاون فى القيام بها؟ نحن نعيش فى عصرٍ نسى فيه الإنسان الله، ولا يفكر إلا فى ذاته دون الرجوع إلى الله خالقه، والذى يُنْعِم علينا بكل خيراته دون أن نسأله، لأنه عالم بها. فكلما ابتعدنا عن الله، ازداد الشر وانتشرت الحروب والكوارث والأطماع، لكن الصلاة هى دواء لكل داء يشكو منه إنسان العصر.

كم من المرات التى نختلق فيها الحجج والمبررات مرددين: «ليس لدينا وقت للصلاة»؟ بالرغم من أننا نهدر الكثير منه فى أشياء أخرى لا معنى لها ولا نفع منها. لكن عظمة الإنسان ونجاحه وسمو أخلاقه تنبع من علاقته الوثيقة بالله عن طريق الصلاة الدائمة، والحوار معه بكل صدقٍ وحُبٍ دون أى مصالح شخصية! كم من أناس يصلّون بشفاههم ولكنهم يصمتون بقلوبهم؛ وكم الذين يغلقون شفاههم ويبتهلون من أعماقهم، ولذلك يُستجاب للكثيرين بالرغم من أنهم صامتون، وباطلاً يهتف الآخرون.

إذاً يجب أن تكون صلاتنا نابعة من القلب قبل الفم، وأن تحمل فى طياتها الشكر لله على كل نِعمه وعطاياه، ولا تكون مقصورة على الطلب فقط، أو لحظة عابرة لتلبية مصالحنا الشخصية. فالله لن يخذلنا أبداً إن بحثنا عنه بقلبٍ نقى وروح مستقيمة، ولن يرفض لنا طلباً ما دام لخيرنا وسعادتنا، فالله معنا فى كل حين، حتى وإن لم ندرك هذا نتيجة مشاغلنا واهتمامنا بالأمور الأرضية فقط، ومَنْ يتوكّل على الله ويشعر بوجوده فى حياته اليومية؛ سينعم بعطاياه فى كل حين، والإنسان الذى يثق فى الله، لن يتزعزع إيمانه مهما تغيّرت ظروف الحياة. ونختم بكلمات المؤرخ Carlyle: «إن نسينا الله؛ فلا يبقى شىء يستحق ذكره».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التقرب إلى الله الشعور بالسعادة المصالح الشخصية کل حین

إقرأ أيضاً:

هل كشف القدمين للمرأة أثناء الصلاة يبطلها؟.. الإفتاء ترد

أجاب الشيخ محمود الطحان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤالٍ حول حكم صلاة المرأة من غير ارتداء الشراب، موضحًا أن صلاة المرأة لا تصح إلا بالحجاب الشرعي الكامل الذي يستر جسدها كله ما عدا الوجه والكفين، وأن المقصود بالحجاب في الشرع ليس مجرد غطاء الرأس كما يظن البعض، بل هو ما تستر به المرأة بدنها كله من الرأس حتى القدم، تحقيقًا لقوله تعالى: «وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ»، وامتثالًا لأمر الله بالستر والوقار في العبادة.

وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الإثنين، أن غطاء الرأس يُسمى خمارًا، أما الحجاب فهو كل ما يستر الجسد، مشيرًا إلى أن بعض النساء يخلطن بين المعنيين، فيظن البعض أن غطاء الرأس وحده يكفي للصلاة، والصحيح أن الحجاب الشرعي هو الستر الكامل للجسد ما عدا الوجه والكفين.

حكم كشف القدمين للمرأة أثناء الصلاة

وحول مسألة كشف القدمين أثناء الصلاة، أوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء أن الفقهاء اختلفوا في هذا الأمر، فبعضهم يرى أن القدمين من العورة التي يجب تغطيتها، وبعضهم الآخر يرى أن كشفهما لا يبطل الصلاة، خاصة إذا كانت المرأة تصلي في بيتها، أو كان الثوب أو الإسدال طويلاً يغطي القدمين أثناء الركوع والسجود.

وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء أن العبرة في الصلاة بتحقق الستر وليس بنوع اللباس، فإذا غطى الإسدال أو الثوب الطويل القدمين، فصلاتها صحيحة ولا يشترط أن ترتدي الشراب تحديدًا، لأن المقصود هو الستر لا الشكل، مشيرًا إلى أن المرأة إن صلت بلباس ساتر يغطي جسدها، فقد أجزأت صلاتها بإذن الله.

أذكار المساء كاملة.. أدعية نبوية تحفظك من كل مكروهبعد تدهور صحته.. صفحة الدكتور أحمد عمر هاشم: نرجو من الجميع الدعاء له بالشفاءدعاء النصر والحفظ والأمان .. ردده فى ذكرى حرب أكتوبردعاء بسيط يزيل همك ويفرج كربك.. كان يردده النبي فاغتنمه

كما شدد أمين الإفتاء على أن الإسلام دين يسر، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، وأن التيسير مطلوب في مثل هذه المسائل، خاصة مع النساء الكبيرات في السن أو اللواتي يصلين في بيوتهن، موضحًا أن الدين لا يهدف إلى التعقيد بل إلى تحقيق مقاصد العبادة بخشوع واطمئنان.

وأكد  أمين الفتوى في دار الإفتاء “المطلوب من المرأة أن تستر جسدها في الصلاة بما لا يُظهر شيئًا من بشرتها سوى الوجه والكفين، فإن تحقق هذا الستر بأي وسيلة، كانت صلاتها صحيحة مقبولة بإذن الله تعالى”.

طباعة شارك أمين الإفتاء أمين الفتوى في دار الإفتاء دار الإفتاء حكم كشف القدمين للمرأة أثناء الصلاة صلاة المرأة حكم صلاة المرأة من غير ارتداء الشراب

مقالات مشابهة

  • ما حكم الأب الذي لا ينفق على أولاده؟ الإفتاء تجيب
  • أسباب الخشوع في الصلاة.. 6 خطوات تعينك على حضور القلب
  • أذكار المساء وأدعية النبي مكتوبة.. حصنك من الهم والشر وتجلب لك الطمأنينة
  • الجامع الأزهر: علينا الاستعداد الشامل بالإيمان والعلم والصناعة لبناء قوة الردع في مواجهة الأعداء
  • حكم قول حرمًا بعد الصلاة.. الإفتاء توضح
  • محمد فودة يكتب: مصر تكتب التاريخ من باريس.. العنانى ينتزع منصب مدير اليونسكو فى انتصار جديد يضاف لأمجاد أكتوبر
  • حكم نفقة الابن على الأب المقتدر البخيل.. الإفتاء تجيب
  • عبد الله الثقافي يكتب: الدكتور أحمد عمر هاشم تاج العلماء وصوت أهل السنة
  • هل كشف القدمين للمرأة أثناء الصلاة يبطلها؟.. الإفتاء ترد
  • بلال قنديل يكتب: حياة بلا عنوان