الدبلوماسية المصرية تؤكد تفوقها.. وتثبت قدرتها على صناعة النجاحات الدولية في ظل قيادة رشيدة


قوة ودعم القيادة السياسية وراء صعود مصر على خارطة العالم


وزيرا الخارجية والتعليم العالي أدارا الملف باحترافية عالية وبنيا الثقة بالإنجازات لا الشعارات


عبد العاطي وعاشور قدما صورة وطنية راقية للعمل الجماعي والاحترافي


فخر وطني خالص تجلى في حديث الوزير أيمن عاشور عقب الإعلان عن الفوز


العنانى يتوج بثقة العالم.

. ويقود مرحلة جديدة من التأثير المصرى في المشهد الثقافى الدولى


حين تابعت لحظة إعلان فوز الدكتور خالد العناني بمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو، شعرت وكأنني أعيش لحظة من لحظات انتصار أكتوبر ولكن على ساحة أخرى، ساحة الثقافة والمعرفة، لا ساحة القتال، إنها لحظة انتصار في معركة من نوع مختلف، معركة الإرادة والتمثيل الدولي، وهي لا تقل أهمية عن المعارك العسكرية، لأنها معارك إثبات الذات في العالم، وإعادة تقديم مصر بصورتها الحقيقية، رائدة، ومؤثرة، ومالكة لإرث حضاري وإنساني يستحق أن يصغى إليه.

هذا الانتصار التاريخى الذي يأتي لأول مرة في تاريخ العرب، بأن يتولى مصري وعربي منصب مدير عام اليونسكو، لا يمكن فصله عن دعم القيادة السياسية، وحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي الدائم على تمكين الكفاءات الوطنية في المحافل الدولية، لقد كانت الدولة كلها، من رأسها إلى مؤسساتها، تؤمن بهذا الملف، وتدرك أن ترشيح شخصية بحجم الدكتور خالد العناني ليس فقط جديرا بالمنصب، بل قادرا على إحداث نقلة نوعية في أداء المنظمة.

وللحق فإن الدكتور خالد العناني ليس غريبا عن ملف الثقافة والحضارة، فهو ابن هذه الأرض الطيبة التي أنجبت علماء وآثاريين ومفكرين عالميين، وقد كانت تجربته كوزير للآثار والسياحة أحد أنجح الملفات التي أعادت لمصر بريقها السياحي والثقافي على مستوى العالم، والآن يأخذ هذه الخبرات كلها إلى ساحة دولية، ليبدأ فصلا جديدا من العطاء، هذه المرة باسم مصر والعرب جميعا.

ولا يمكن الحديث عن هذا الفوز دون التوقف أمام الدور الكبير الذي لعبه كل من السفير بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصرية، والدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي ورئيس اللجنة الوطنية المصرية لليونسكو، وممثل مصر في المجلس التنفيذي للمنظمة، لقد أدارا معا هذا الملف باحترافية، وتحركا بتنسيق مشترك في كل الاتجاهات الممكنة، مقدمين صورة وطنية راقية عن العمل الجماعي، كانت تحركاتهم دقيقة، واعتمدت على بناء ثقة دولية في المرشح المصري، لا بالشعارات، بل بالحقائق والإنجازات التي لا يستطيع العالم إنكارها.


ولقد لمست في كلمة الوزير أيمن عاشور عقب إعلان النتيجة، مشاعر الفخر الوطني الخالص، حين قال إن “مصر تجني اليوم ثمرة جهد احترافي دام أكثر من عامين”، وهي بالفعل ثمرة زرعتها دولة تعرف ماذا تريد، وتحصدها اليوم بجدارة واحترام.

هذه لحظة يجب ألا تمر مرور الكرام، فمثلما ندرس للأجيال معارك النصر العسكري المجيد فى السادس من أكتوبر، علينا أن نزرع فيهم الوعي بأن النصر له وجوه متعددة، وأن تمثيل بلدك باقتدار على منابر العالم، هو انتصار لا يقل شرفا عن كل المعارك البطولية في التاريخ.

إن فوز الدكتور خالد العناني بمنصب المدير العام لليونسكو لا يعد فقط انتصارا دبلوماسيا أو نجاحا إداريا، بل هو شهادة دولية تمنح لمصر من قلب العالم، اعترافا بقيمتها التاريخية، وحضارتها الخالدة، وريادتها الثقافية التي لا تغيب عن أي مشهد إنساني.  

ومن قلب هذا الحدث، أشعر أن ما تحقق لم يكن وليد لحظة، بل ثمرة تخطيط استراتيجي طويل، ودعم سياسي واع، وإيمان حقيقي بأن مصر تستحق أن تتصدر المشهد العالمي في كل المجالات، لا سيما تلك التي تخص الحضارة والهوية والثقافة، وبصفتى مواطن عاشق لهذا الوطن، شعرت أن هذا الحدث يعيد لي نفس الشعور بالفخر الذي شعرت به وأنا أقرأ عن انتصار أكتوبر، مع الأخذ فى الاعتبار ان هذا انتصار ناعم، لكنه عميق، يرسخ فكرة أن مصر لا تنتصر فقط بالسلاح، بل تنتصر أيضا بالعقل، والكفاءة، والعلم، والتاريخ.

هنيئا لمصر ورئيسها وشعبها بهذا الإنجاز التاريخي، وهنيئا للعالم برؤية جديدة ستقود اليونسكو نحو مستقبل أكثر إنصافا للثقافة، وأقرب للسلام، وأكثر احتراما للهوية.

 

رلاررلا لالالا بلبلبل

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمد فودة لمنظمة اليونسكو انتصار أكتوبر خالد العناني الدکتور خالد العنانی

إقرأ أيضاً:

ماذا يعني تولي خالد العناني منصب مدير عام اليونسكو كأول مصري وعربي وإفريقي؟

لم يكن فوز الدكتور خالد العناني بمنصب مدير عام منظمة اليونسكو مجرد انتصار انتخابي عابر، بل هو حدث يحمل في طياته معاني رمزية وتاريخية عميقة تتجاوز حدود الشخص إلى فضاء الأمة والثقافة والحضارة، فهو ليس فقط أول مصري، بل أول عربي وإفريقي يتولى قيادة هذه المنظمة الدولية العريقة، التي تمثل الضمير الثقافي والإنساني للعالم.

منذ تأسيس اليونسكو عام 1945، ظلت القيادة فيها حكرًا على الغرب وأمريكا اللاتينية وآسيا، بينما كانت إفريقيا والعالم العربي في موقع المتلقي أكثر من الفاعل، اليوم، يعيد انتخاب العناني توازن المشهد الثقافي العالمي، ويمنح مصر والعرب وأفريقيا مقعدًا مستحقًا على طاولة القرار في واحدة من أهم مؤسسات الفكر والهوية في العالم.

مصر.. تعود إلى قلب العالم الثقافي

على مدار قرنٍ من الزمن، كانت مصر —بآثارها وفكرها ومثقفيها— مصدر إشعاعٍ حضاريٍّ للعالم، لكنها رغم هذا الإرث لم يسبق أن قادت مؤسسة دولية بهذا الحجم، لذلك فإن فوز العناني يمثل عودة مصر إلى دورها الطبيعي كقائدة للفكر الإنساني وراعية للثقافة العالمية.
إنه ليس مجرد فوز دبلوماسي، بل ترجمة عملية للقوة الناعمة المصرية، تلك التي تنبع من التاريخ لا من السياسة، ومن المعرفة لا من النفوذ.

العناني.. تجسيد للعلم والعقلانية

لا يأتي هذا الإنجاز من فراغ، فالدكتور خالد العناني واحد من أبرز علماء الآثار في العالم، جمع بين الصرامة الأكاديمية والحنكة الإدارية، وبين شغف الباحث ودقة الوزير، خلال سنواته في وزارة السياحة والآثار، استطاع أن يغيّر صورة مصر في أعين العالم عبر مشروعات أصبحت رموزًا للنهضة الثقافية، مثل المتحف القومي للحضارة المصرية وموكب المومياوات الملكية، اللذين أعادا تعريف العلاقة بين المصريين وتاريخهم، وعرّفا العالم بوجه مصر المعاصر القادر على صون ماضيه والتحدث بلغة المستقبل.
العناني ليس مجرد عالم آثار، بل مفكر إداري يدرك أن التراث ليس حجارةً صامتة، بل ذاكرةٌ حيةٌ للأمم، ومن هنا تأتي قيمته في قيادة منظمة مثل اليونسكو، التي تبحث عن مَن يجمع بين الفهم الإنساني للثقافة والرؤية الاستراتيجية لتحديات العصر — من التعليم والتحول الرقمي إلى حماية الهوية في مواجهة العولمة.

رمزية عربية وإفريقية عميقة

أن يتولى عربي وإفريقي قيادة منظمة تُعنى بالثقافة والهوية يعني الكثير، فهذا المنصب يعيد الاعتبار إلى القارة التي طالما صدّرت للإنسانية أولى حضاراتها، وإلى المنطقة العربية التي كانت مهدًا للديانات واللغة والفكر.
فوز العناني يُكسر احتكارًا غير معلن للمناصب الثقافية الكبرى، ويفتح الباب أمام صوت الجنوب العالمي ليُسمع داخل أروقة المؤسسات الدولية، ويمنح العالم فرصة لرؤية التراث الإنساني من زاوية أكثر شمولًا وعدلًا وإنصافًا.

القوة الناعمة المصرية في أبهى صورها

في زمن تُقاس فيه قوة الدول بما تملكه من تأثير ثقافي وقيمي، يأتي هذا الفوز ليؤكد أن القوة الناعمة المصرية لم تضعف رغم كل التحديات، فمصر لم تكن يومًا دولة غنية بالنفط أو المال، لكنها كانت دومًا غنية بالمعنى، بالكتاب والفيلم والموسيقى والفكر والفن.
تولي العناني اليونسكو هو بمثابة استعادة رسمية لمكانة مصر في وعي العالم، وهو تتويج لمسار طويل من الدبلوماسية الثقافية الهادئة التي عملت بصبر على إعادة مصر إلى المشهد الدولي بوصفها دولة الوعي والمعرفة.

رسالة إلى العالم

إن فوز الدكتور خالد العناني لا يخص مصر وحدها، بل هو انتصار لفكرة الحضارة ذاتها، للثقافة في وجه الجهل، وللذاكرة في مواجهة العدم.
فاليونسكو ليست مؤسسة بيروقراطية، بل بيت للضمير الإنساني، وقيادتها من قِبَل مصري تعني أن العالم اختار أن يُنصت من جديد إلى صوتٍ يعرف الفرق بين التنوير والتزييف، وبين الأصالة والتقوقع.

بهذا المعنى، فإن انتخاب العناني لا يمثل تتويجًا لماضٍ مصري عظيم فحسب، بل بداية عهد جديد لثقافة عربية وإفريقية تسعى لأن تكون جزءًا من صنع المستقبل لا مجرد شاهدة عليه.
وإذا كانت الحضارة المصرية هي أول من كتب التاريخ، فإن تولي مصري رئاسة اليونسكو اليوم هو لحظة تُعيد فيها هذه الحضارة القلم إلى يدها من جديد.

طباعة شارك الدكتور خالد العناني منظمة اليونسكو فضاء الأمة والثقافة العالم العربي المشهد الثقافي العالمي مصر رمزية عربية

مقالات مشابهة

  • انتصار أكتوبر ليس مجرد يوم فى التاريخ بل لحظة فارقة أعادت للأمة العربية كرامتها
  • د. منال إمام تكتب: حين تكلمت مصر.. الدبلوماسية المصرية تكتب التاريخ قبيل العبور
  • غرفة المنشآت والمطاعم السياحية تهنئ الدكتور خالد العناني بفوزه بمنصب مدير عام اليونسكو
  • وزير الصحة يهنئ الدكتور خالد العناني بمناسبة توليه منصب مدير عام اليونسكو
  • السفير التركي موطلو شن عن فوز خالد العناني بمنصب مدير اليونسكو: انتصار كبير لمصر
  • أيمن فريد: فوز الدكتور خالد العناني بمنصب مدير منظمة اليونسكو جاءت بعد تخطيط الدولة المصرية
  • ماذا يعني تولي خالد العناني منصب مدير عام اليونسكو كأول مصري وعربي وإفريقي؟
  • المشاط تهنئ الدكتور خالد العناني لفوزه بمنصب مدير عام اليونسكو
  • رئيس حزب الوفد يهنئ بفوز الدكتور خالد العناني منصب مدير عام اليونسكو