“وداعا جوليا” يقتنص جائزتين بمهرجانيين في نفس اليوم
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
متابعة بتجــرد: اقتنص الفيلم السوداني “وداعا جوليا” للمخرج محمد كردفاني جائزة أفضل فيلم طويل بمهرجانيين في نفس اليوم، بمهرجان بغداد السينمائي في دورته الأولى، وبمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية بدورته الثالثة عشرة.
وأعرب مخرج الفيلم محمد كردفاني عن سعادته بهذا الفوز المزدوج، حيث قال في أكثر من منشور على صفحته بفيسبوك “شكرا بغداد وشكرا الأقصر… شكر كبير جدا للجنة التحكيم ومهرجان الأقصر على هذه الجائزة، سعدت بها جدا، وسعدت أكثر أن الممثل نزار جمعة تسلمها… مبروك لنزار ولباقي الممثلين وكل طاقم وداعا جوليا، وشكرا للناس التي دعمت الفيلم”.
وكانت إدارة مهرجان بغداد السينمائي الذي نظمته نقابة الفنانين العراقيين بالتعاون مع دائرة السينما والمسرح على مسرح المنصور بالعاصمة العراقية اختارت “وداعا جوليا” لافتتاح فعاليات الدورة الأولى من المهرجان.
وفاجأت نقابة الفنانين العراقيين صناع الفيلم بإعادة عرض الفيلم، حيث قالت في بيان نشرته على صفحتها بفيسبوك “نظرا للإقبال الجماهيري الكبير لفيلم وداعا جوليا واستجابة لدعوات الجمهور المتذوق سيتم إعادة عرض الفيلم لمخرجه محمد كوردفاني في الثالث عشر من فبراير/شباط بسينما الرشيد مقابل فندق المنصور ميليا.. الدعوة عامة للجميع والدخول مجانا”.
ويعتبر محمد كردفاني وهو مؤلف الفيلم ومخرجه أن “وداعا جوليا” دعوة للتصالح، كما أنه يلقي الضوء على القوى المحركة الاجتماعية التي أدت إلى انفصال جنوب السودان.
وتدور أحداث الفيلم على امتداد الساعتين في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب، حيث تتسبب “منى” المرأة الشمالية التي تعيش مع زوجها “أكرم” بمقتل رجل جنوبي، ثم تقوم بتعيين زوجته “جوليا” التي تبحث عنه، كخادمة في منزلها ومساعدتها سعيا للتطهر من الإحساس بالذنب.
ويشارك في بطولة الفيلم إلى جانب إيمان يوسف وسيران رياك الممثل المخضرم نزار جمعة وقير دوينى الذي اختارته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سفيرا للنوايا الحسنة عن منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي.
واختتم مهرجان بغداد السينمائي الأول، الأربعاء، فعالياته بمشاركة عدد كبير من فناني الدول العربية.
وتضمن المهرجان أفلاما روائية ووثائقية، تنافست على خمس جوائز للروائي الطويل والروائي القصير والوثائقي والأنميشن والفضاءات السينمائية الجديدة التي تكفلت نقابة الفنانين بإنتاجها.
وحصل الفيلم الأردني “إن شاء الله ولد” للمخرج أمجد الرشيد على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وهو عمل يقدم قصة كفاح امرأة تُضطر لمواجهة الذكورية في عائلتها إثر وفاة زوجها، في مجتمع قد يسلب النساء حقوقا لهنّ إذا لم يُنجبن ذكرا.
ونال المغربي محمد عهد بنسودة جائزة أفضل إخراج عن فيلم “مطلقات الدار البيضاء” الذي ينقل قصص أربع نساء مطلقات ينتمين إلى أوساط اجتماعية مختلفة.
وفاز الفيلم العراقي “آخر السعاة” للمخرج سعد العصامي بجائزتين أفضل سيناريو، وأفضل ممثل التي كانت من نصيب رائد محسن. وهذا العمل يعد أول فيلم عراقي يصور في فترة جائحة كورونا، وهو من تمثيل رائد محسن ومقداد عبدالرضا وإياد الطائي وأيار عزيز خيون.
وحصل الفيلم اليمني “المرهقون” للمخرج عمرو جمال على جائزة أفضل تصوير، وهو عمل يستند لأحداث حقيقية وقعت في عدن بجنوب اليمن في 2019، ويدور على امتداد ساعة ونصف الساعة حول حياة زوجين يمنيين يعانيان جراء الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في بلدهم عقب فقدانهما وظيفتيهما ومع وجود ثلاثة أطفال. تُفاجأ الزوجة بحملها في رابع وتسعى وزوجها لإيجاد وسيلة للإجهاض رغم موقف مجتمعهما المحافظ تجاه الأمر.
وذهبت جائزة أفضل ممثلة إلى العراقية زهراء غندور عن دورها في فيلم “ميسي بغداد” للمخرج الكردي – العراقي سهيم عمر خليفة الذي قام بإنتاجه في إقليم كردستان والعراق في عام 2022.
وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، منحت لجنة التحكيم الجائزة مناصفة إلى فيلمي “ترانزيت” من العراق للمخرج باقر الربيعي و”فلسطين 87″ للمخرج الفلسطيني بلال الخطيب.
وفي مسابقة الأفلام الوثائقية، توج بالجائزة الفيلم اليمني “سطل” للمخرج عادل الحيمي.
كما فاز بجائزة مسابقة أفلام الرسوم المتحركة الفيلم العراقي “سكتش” للمخرج عدي عبدالكاظم.
وكان المهرجان الذي تنظمه نقابة الفنانين العراقيين بالتعاون مع دائرة السينما والمسرح انطلق في العاشر من فبراير/شباط في دورة حملت اسم المخرج العراقي المخضرم محمد شكري جميل.
وقال مدير المهرجان حكمت البيضاني خلال الحفل “نثمن صناع الأفلام المشاركة في المهرجان ولجان التحكيم والضيوف”، مشيدا، بـ”جهود نقابة الفنانين في إنجاح التجربة السينمائية”.
وأكد الفنان السوري دريد لحام لوكالة الأنباء العراقية (واع) أن “إقامة مثل هكذا مهرجانات جميلة ومتكاملة تغني ثقافة الجمهور وتعرفهم بالجهد المبذول، من قبل العاملين في صناعة السينما، هو فرصة لتبادل الثقافات الفنية”.
وأضاف “شكل المهرجان فرصة مكنتنا من الاطلاع على أحدث التجارب المنجزة من قبل الزملاء السينمائيين العرب”، متابعا “هذه المهرجانات يتعرف من خلالها السينمائيون على تطلعات بعضهم البعض، للتعاون في سبيل تحقيقها”.
main 2024-02-15 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: نقابة الفنانین وداعا جولیا جائزة أفضل
إقرأ أيضاً:
في اليوم العالمي للبريد 2025 ” البريد في خدمة الإنسان: خدمة محلية وعالمية “
صراحة نيوز- بقلم : أ. لارا الخطيب
رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الاتصالات
يشارك الأردنُّ، إلى جانب دول العالم، في التاسع من تشرين الأول من كل عام، احتفالات اليوم العالمي للبريد الذي يمثّل الذكرى السنوية لتأسيس الاتحاد البريدي العالمي عام 1874م، إيذانًا بانطلاق مرحلة جديدة من التعاون الدولي في تنظيم قطاع البريد، وتطوير خدماته، وتعزيز دوره الرائدِ في حياة الإنسان والمجتمع، حيث بقيالاتحادُ منذ تأسيسه إلى اليوم، ركيزةً أساسية في بناء شبكة بريدية متجانسة، تسعى إلى رفع جودة الخدمات، وتيسير التواصل بين الشعوب، وتوسيع آفاق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ويمثّل الاحتفالُ بهذا اليوم مناسبةً سنويةً تتجاوز الطابع الاحتفاليّ التقليدي، لتكون محطةً عالميةً لإعادة التأمّل في جوهر قطاع البريد ودوره المتجدّد في حياة الإنسان، ففي ظل التحوّلات الرقمية المتسارعة التي تعيد رسم ملامح التواصل والخدمات في العالم، تبرزُالحاجة إلى الفهمِ الدقيق لمدى قدرة المجتمعات والدول على مواكبة هذا التحوّل، ومدى استعدادها لتسخير أدوات العصر الرقمي لخدمة الإنسان.
ومن هنا، يأتي شعار هذا العام: “البريد في خدمة الإنسان: خدمة محلية، ونطاق عالمي“ ليُجسّد فلسفة البريد الحديثة، لا بوصفه مجرد وسيط لنقل الرسائل والطرود، بل شبكةً مجتمعية متجذّرة، وجسرًا يربط بين الإنسان وأدوات العصر، ويمنح المجتمعات، لا سيّمافي المناطق النائية، منفذًا حيويًا إلى الاقتصاد الرقميّ والخدمات الحكومية والمالية، وهو بذلك يسلّطُ الضوء على أحدِ التحدّيات التي تواجهُ العالمَ اليوم والمتمثّلِ في القدرة على تعميم الأثرِ الإيجابي للتقنية، وضمان ألا يبقى أحدٌ خارج دائرة الاستفادة من التحوّل الرقمي، وهو ما يجعل من البريد ركيزةً أساسية في تحقيق الشمول والعدالة الرقمية على المستوى العالمي.
لقد جاء هذا التحوّل في فلسفة البريد نتيجة مسارٍ طويل من التغيّر والتكيّف؛ فمع تراجع الحاجة إلى الخدمات البريدية التقليدية بفعل الثورة الرقمية وتغيّر أنماط التواصل بين الناس، لم يتراجع دور القطاع أو ينحسر، بل أظهر قدرةً استثنائية على إعادة ابتكار أدواته وخدماته، مستثمرًا في التقنيات الحديثة ليطوّر أدوارًا جديدة أكثر أهمية، مثل تقديم الخدمات المالية، وإنجاز المعاملات الحكومية، ودعم التجارة الإلكترونية، وإيصال السلع والطرود، موسّعًا بذلك نطاق تأثيره ليشمل مختلف شرائح المجتمع، ويواكب متطلبات العصر الرقمي.
وهكذا، لا يقتصر شعارُ هذا العام على إبراز البعد الإنساني العميق للخدمات البريدية؛ بل يؤكد في الوقت ذاته على ضرورة الاستثمار المستدام في تطوير البنية التحتية للقطاع، وتسريع وتيرة التحوّل الرقمي فيه، وتوسيع نطاق خدماته لتشمل الجميع دون استثناء، بما يرسّخ حضور البريد في قلب المجتمعات، ويعزّز قدرته على تلبية احتياجات الإنسان، ودعم تطلعاته نحو مستقبل أكثر عدالة وازدهارًا.
وعلى المستوى الوطني، ظلّت الخدماتُ البريديةُ في صميم أولويات الدولة الأردنية منذ نشأتها؛ إذ بادرت الحكومة مع تأسيس الإمارة، إلى إنشاء أول دائرة للبرق والبريد عام 1921، واضعة بذلك الأساس لتنظيم هذا القطاع الحيوي وتطويره بما يواكب تطلعات المجتمع الأردني، ومنذ ذلك الوقت واصل البريد الأردني مسيرته في التحديث والتطوير، متفاعلًا مع التحولات التي شهدتها المملكة في شتى المجالات، حتى غدا اليوم نموذجًا في القدرة على التكيّف والابتكار. ويتجلّى هذا النهج بوضوح في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظّم، الذي يقود مسيرة التطوير الوطني برؤية استشرافية، ويولي قطاع البريد عنايةً خاصة ضمن منظومة التشريعات المحفّزة، والدعم الحكومي المتواصل للمبادرات الريادية، والاستثمار في الطاقات الشابة المؤهلة، بما يُعزّزُ مكانة البريد كرافد للتنمية الشاملة، وجسر يربط المواطن بمستجدات العصر.
وفي مثل هذا السياق، يبرز الدور التنظيمي الذي تنهضُ به هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، بوصفها الجهة المعنية بضمان توفير بيئة داعمة لتطور قطاع البريد ونموّه؛ إذ تحرص الهيئة على تهيئة المناخ الملائم للاستثمار والابتكار في الخدمات البريدية، وتشجيع المبادرات التي تدعم الشمول الرقمي، وتوسّع نطاق الاستفادة من الخدمات البريدية الحديثة ورفع جودتها، مواصلةً جهودها لضمان أن يبقى البريد عنصرًا فاعلًا في التنمية الوطنية، ومكوّنًا أساسيًا في منظومة الخدمات الشاملة التي تلبي احتياجات المجتمع وتواكب متطلبات العصر.
وفي إطار جهودها المتواصلة لتطوير قطاع البريد وتعزيز دوره في دعم الاقتصاد الوطني والتجارة الإلكترونية أطلقت الهيئة مبادرة رائدة إقليميًا تهدف إلى تحفيز الشباب الجامعي على الابتكار في تقديم خدمات بريدية متطورة وتعزيز وعيهم بدور أهمية قطاع البريد ، وفتحآفاق جديدة أمامهم في مجالات الريادة والابتكار ، وذلك من خلالبرامج تدريبية تفاعلية وزيارات ميدانية، ولقاءات مع خبراء الصناعةالبريدية ، بالإضافة إلى تعزيز الريادة والابتكار لخدمات البريد(التوصيل) المقدمة ، وخلق فرص عمل ناشئة في القطاع البريديوبخاصة في ظل النمو المتسارع لقطاع التجارة الإلكترونية ، بالإضافة إلى تعزيز الممارسات الخضراء الصديقة للبيئة في نماذج الأعمالالمبتكرة في قطاع البريد من أجل تمكين الطلبة من استكشاف الفرصالمهنية والريادية في القطاع البريدي وتحفيزهم على إطلاق مشاريعخضراء مستدامة في القطاع البريدي وذلك من ذلك تنفيذ عدة برامجفي الجامعات الأردنية وهي: برنامج “اسأل الخبير البريدي“ ، وبرنامجمشروعي الريادي ، وبرنامج اليوم الوظيفي .
وأخيرًا، فإنّ اليوم العالمي للبريد مناسبةٌ لتجديد الالتزام برسالة البريد الإنسانية، وتأكيد دوره في خدمة الإنسان محليًا وعالميًا، بوصفه جسرًا للتواصل، وبوابة للفرص، وركيزة للتنمية المستدامة، في عالم لا يزال في أمسّ الحاجة إلى مزيد من العدالة والشمول والإنصاف.