الجزيرة:
2025-10-09@14:32:23 GMT

لوبوان: كارثة إنسانية في السودان وسط لامبالاة دولية

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

لوبوان: كارثة إنسانية في السودان وسط لامبالاة دولية

قالت مجلة لوبوان الفرنسية إن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم، حيث تتزايد جيوب المجاعة، في وقت أجمعت فيه المنظمات الإنسانية على انتقاد إدارة الأزمة، وبدأت فيه الاشتباكات تتوسع في جميع أنحاء البلاد، ولم تعد مجرد مواجهة بين مجموعتين مسلحتين.

وفي مستهل تقريره للمجلة، نبه كابوسين غرابي إلى أن الصحفيين الأجانب ممنوعون من دخول البلاد التي قتل فيها حتى الآن 4 صحفيين سودانيين منذ بداية الصراع بسبب قيامهم بالتحقيق في موضوع الصراع الدائر.

وأشار إلى أنه اعتمد في تقريره على لاجئ سياسي سوداني في فرنسا يدعى توما، لديه اتصالات بالسودان.

فر توما، وفقا للمراسل، من الحرب الأهلية في بلاده منذ 6 سنوات، وهو يعيش على إيقاع صمت عائلته التي تعيش في ضواحي الخرطوم، منذ انقطاع الوصول إلى الإنترنت في السودان لعدة أسابيع، وهو في قلق دائم خوفا من تلقي خبر إصابة أحد أقاربه.

واليوم -كما يقول الكاتب- وردت رسالة على واتساب كتب فيها إسلام الذي يعيش في منطقة باري وسط العاصمة "كل يوم تتجمع مجموعة من الجنود بالقرب من المنزل، ويطلقون نيران المدفعية الثقيلة على وزارة الدفاع، وردا على ذلك، يتساقط وابل من القذائف على الحي. جيراني ماتوا. آه، لو تعلمون مدى خوفي!".

وضع كارثي

وعلى بعد بضعة كيلومترات في منطقة كرري، تتجمع عائلة توما في منزل عمها، على مساحة بضعة أمتار مربعة، وقد أُغلقت المدارس والمستشفيات وفقد الجميع وظائفهم، وهم يعيشون مختبئين منذ أشهر، ولا يخرجون إلا لبضع دقائق في اليوم للعثور على الطعام، ثم يعودون ليتحصنوا، مرعوبين من إطلاق النار والنهب.

وأشار الكاتب إلى أن الإقامة في الخرطوم أمر صعب، بعد أن أصبحت مدينة أشباح وهجرها سكانها بنسبة 70% منذ بداية الصراع، ولم يبق إلا من ليس لديهم خيار آخر، بسبب كثرة المخاطر وصعوبة المغادرة التي تحتاج إلى العثور على سيارة وعبور نقاط التفتيش.

ومع أن مستقبل السودان بدا مبشرا في أبريل/نيسان 2019، فإن الآمال بدأت تتلاشى منذ 2021، بسبب التوازن السياسي الهش، ليبدأ صراع بين معسكرين على السلطة والمال، معسكر القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ومعسكر قوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي"، وتنطلق حرب الأشقاء بين الجنرالات المتحالفين سابقا، فتزرع الخوف في جميع أنحاء البلاد.

إذا كان الصراع يدمر ويفقر البلاد، فإن الأخطر هو أن مستقبل البلاد أصبح على المحك، بسبب هجرة الأدمغة لأسباب سياسية واقتصادية، وموت الشباب وانخفاض الاستثمارات الأجنبية، مما يعني حاجة البلاد إلى عقود من الزمن للتعافي من الصراع الحالي

والنتيجة -كما يقول الكاتب- هي الأزمة السياسية والإنسانية غير المسبوقة التي يمر بها السودان، الذي أصبح "أسوأ مكان للعيش على وجه الأرض في الوقت الحالي"، كما يقول بعض العاملين في المجال الإنساني، بعد أن تم تهجير 8 ملايين شخص من ديارهم، في أكبر أزمة نزوح في العالم، إضافة إلى هجرة 1.5 مليون إلى البلدان المجاورة رغم هشاشتها الاقتصادية.

وتنتقد الجمعيات الإنسانية إدارة الأزمة من حيث التمويل أولا، حيث تم توفير أقل من 40% من الميزانية اللازمة في عام 2023، حسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، لأن كثيرا من الصراعات الدولية وعديدا من الأزمات الكبرى في جميع أنحاء العالم قد خنقت السودان، بل إن العاملين في المجال الإنساني يتوقعون جفاف الأموال بشكل أكبر عام 2024، "مع معاناة 18 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي وظهور جيوب من المجاعة".

بعد مختلف

وذكرت المجلة أنه في الأسابيع الأخيرة، اتخذت المعارك بعدا مختلفا، ولم تعد مجرد مواجهة بين مجموعتين مسلحتين، إذ بدأت المليشيات المحلية تتطور، لا سيما في كردفان ودارفور، خاصة أن بعض السكان يتسلحون للدفاع عن أنفسهم، مما ينشر العداء والاستياء والدمار والعنف والكراهية، لتنتشر جرائم الحرب في جيوب معينة ومستشفيات معينة.

وإذا كان الصراع يدمر ويفقر البلاد، فإن الأخطر هو أن مستقبل البلاد أصبح على المحك، بسبب هجرة الأدمغة لأسباب سياسية واقتصادية، وموت الشباب وانخفاض الاستثمارات الأجنبية، مما يعني حاجة البلاد إلى عقود من الزمن للتعافي من الصراع الحالي.

وختم الكاتب بأسئلة لا يرى لها جوابا رغم بصيص من الأمل: هل سيتمكن البلد من الخروج من الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي تطارد العاملين في المجال الإنساني على الأرض؟ وهل سيتمكن السودان من تجنب حرب أهلية واسعة النطاق يقال إنه على حافتها؟

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

بسبب امرأة.. مقتل 14 جنديا في جنوب السودان

الخرطوم- الوكالات

قُتل 14 جنديا على الأقل وجرح آخرون في جنوب السودان باشتباك مسلح بين ضابطين سببه تنافسهما على امرأة، وفق ما أفاد الجيش الأربعاء.

واندلع، الاثنين الماضي، اشتباك بين أفراد من قوة حماية الشخصيات المهمة الموحدة التي تضم قوات حكومية ومقاتلين من المعارضة في سوق بالقرب من منطقة أبيي الغنية بالنفط الواقعة عند الحدود بين السودان وجنوب السودان.

وأوضح الناطق باسم جيش جنوب السودان، لول رواي كوانغ، أن شجارا نشب، الاثنين الماضي، بين ضابطين، أحدهما موال لرئيس البلاد سلفاكير والآخر لمنافسه اللدود على السلطة رياك مشار.

وقال كوانغ في مؤتمر صحفي، إن ثمة روايتين متضاربتين عن سبب الخلاف، تفيد الأولى بأنه عبارة عن سوء تفاهم شخصي بحت بين الضابطين في مقهى، وتفيد الثانية بأن السبب علاقة حب ثلاثية الأطراف.

وأضاف أن المعلومات تشير إلى أن الرجلين تشاجرا بعدما أُفيد بأنهما يحبان المرأة نفسها.

وتأزمت المشكلة عندما أطلق الضابط الموالي لمشار النار على الآخر الموالي لسلفاكير، مما دفع حراسهما الشخصيين إلى تبادل إطلاق النار.

وأوضح كوانغ أن العنف امتد بعد ذلك إلى السوق، ثم إلى نقاط التفتيش الرئيسية والثكن، مبينا أن إجمالي عدد القتلى من العسكريين بلغ 14 جنديا، بينهم 6 من حزب مشار و8 من قوات الجيش الجنوب سوداني.

وأفادت التقارير بأن مدنيا أصيب جرّاء الاشتباكات، بينما جرح 5 جنود يتلقون العلاج.

وأكد كوانغ أن "لا دوافع سياسية" للحادث، لكنه أكد فتح تحقيق.

وحذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الشهر الفائت، من أن جنوب السودان على شفا حرب متجددة، إذ قُتل نحو ألفي مدني في تصاعد العنف هذا العام.

مقالات مشابهة

  • سلفا كير يقيل قائد الجيش بعد ثلاثة أشهر من تعيينه ويعيد سلفه
  • بسبب امرأة.. مقتل 14 جنديا في جنوب السودان
  • الممثل الأممي للاتحاد الأفريقي: الصراع في السودان أكبر أزمة إنسانية بالعالم
  • نائب رئيس الزمالك: ألغينا سفريات بسبب الفلوس.. والأزمة المالية وصلت إلى الجمود
  • مطالب دولية بتسليم البشير وتوسيع ولاية "الجنائية الدولية"
  • هشام نصر: ألغينا سفريات بسبب الفلوس.. والأزمة المالية في الزمالك وصلت إلى الجمود
  • هشام نصر يفجرها: ألغينا سفريات بسبب الفلوس.. والأزمة المالية وصلت إلى الجمود
  • منظمات دولية ترحب بالحكم التاريخي ضد علي كوشيب وتدعو لتوسيع نطاق العدالة في السودان
  • غوتيريش يصف إبادة غزة بـ "كارثة إنسانية لا يمكن تصورها"
  • رئيس مجلس السيادة يقدم واجب العزاء في الفقيد الدكتور محمد طاهر إيلا – فيديو وصور