منظمات دولية ترحب بالحكم التاريخي ضد علي كوشيب وتدعو لتوسيع نطاق العدالة في السودان
تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT
أثار الحكم الصادر بحقّ علي محمد علي عبد الرحمن، المعروف بـ"علي كوشيب"، ترحيبًا واسعًا من المنظمات الحقوقية الدولية التي اعتبرته خطوة تاريخية في إدانة الجرائم المرتكبة في دارفور وإحياء مسار العدالة في السودان. اعلان
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أمس حكمًا تاريخيًا بإدانة "علي كوشيب"، القائد السابق لميليشيات الجنجويد في السودان.
قالت "هيومن رايتس ووتش" إن إدانة كوشيب يجب أن تكون حافزًا للحكومات لاتخاذ خطوات فعلية لدعم العدالة ومواجهة الإفلات منها في السودان، معتبرة أن "النزاع الحالي يخلق أجيالًا جديدة من الضحايا ويضاعف معاناة أولئك الذين تعرضوا لانتهاكات في الماضي". ودعت المنظمة السلطات السودانية إلى تسليم المطلوبين فورًا للمحكمة، وتعزيز التعاون الدولي مع آليات العدالة الوطنية والدولية على حد سواء.
أما منظمة العفو الدولية (أمنستي) فوصفت الحكم بأنه تحذير واضح لكل من يواصل ارتكاب انتهاكات في خضم النزاع السوداني. وقال تيغير شاغوتا، المدير الإقليمي للمنظمة في شرق وجنوب أفريقيا، إن هذا الحكم الذي طال انتظاره "يمثّل خطوة مفصلية في مسار العدالة، ويعيد الأمل لضحايا دارفور الذين انتظروا أكثر من عشرين عامًا لمحاسبة أحد أبرز الجناة".
وأضاف أن هذا القرار يجب أن يدفع مجلس الأمن إلى توسيع ولاية المحكمة الجنائية الدولية لتشمل السودان بأكمله، حتى تتمكن من التحقيق في الانتهاكات المستمرة، داعيًا الدول الأعضاء في المحكمة إلى تنفيذ أوامر الاعتقال المعلّقة بحق كبار المسؤولين.
وأشار شاغوتا إلى أن "المحكمة، رغم العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، أظهرت عزمًا واضحًا على المضي في سعيها لتحقيق العدالة"، داعيًا الدول الأعضاء إلى الدفاع عنها في مواجهة أي ضغوط سياسية أو مالية، وإلى الوقوف إلى جانب الضحايا في دارفور وفي كل الملفات التي تنظر فيها المحكمة حاليًا.
خلفية الحكم ومساره القضائيبدأت محاكمة علي كوشيب في نيسان/أبريل 2022 أمام المحكمة الجنائية الدولية، بعد أن كان قد سلّم نفسه طوعًا في جمهورية أفريقيا الوسطى في العام 2020، إثر صدور مذكّرة توقيف بحقه.
وجاءت هذه المحاكمة في سياق جهود المحكمة التي كانت قد باشرت تحقيقاتها في جرائم دارفور عقب إحالة مجلس الأمن الدولي الوضع هناك عام 2005. ومنذ ذلك الحين، أصدرت المحكمة مذكرات توقيف بحق عدد من المسؤولين السودانيين، أبرزهم الرئيس السابق عمر البشير بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية.
وفي حكمها الصادر أمس الاثنين، أدانت المحكمة كوشيب بـ27 تهمة تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بين آب/أغسطس 2003 ونيسان/أبريل 2004، على خلفية الهجمات التي استهدفت قرى في غرب دارفور.
وتضمّنت الاتهامات عمليات قتل جماعي، واغتصاب، وتهجير قسري، واضطهاد قائم على أساس عرقي، نفذتها ميليشيات الجنجويد التي كان كوشيب أحد أبرز قادتها الميدانيين. ورأت المحكمة أن الأدلة المقدمة أثبتت تورطه في قيادة الهجمات وتنسيقها وتنفيذها بصورة ممنهجة ضد المدنيين.
صراع مستمرّ في السودانيتزامن هذا الحكم مع استمرار الصراع الدموي بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، الذي أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد أكثر من عشرة ملايين شخص منذ اندلاعه في نيسان 2023، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
وترى المنظمات الحقوقية أن توقيت الحكم يحمل دلالات خاصة، إذ يوجّه رسالة واضحة إلى من يرتكبون اليوم الانتهاكات في السودان بأن العدالة وإن طال انتظارها ستأتي، وأن الإفلات من العقاب لا يدوم طويلًا.
Related الفن صوت لنضالات السودان الخفية"على شفير الهاوية".. الأمم المتحدة توثق مقتل أكثر من 1850 مدنيًّا في جنوب السودان خلال 9 أشهرالمحكمة الجنائية الدولية تدين قائداً في ميليشيا الجنجويد السودانية بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانيةومع أن الحكم يمثل سابقة قضائية مهمة للمحكمة الجنائية الدولية في ملف دارفور، إلا أنه يطرح في الوقت نفسه تساؤلات حول مدى قدرة العدالة الدولية على المضي في ملاحقة كبار المتورطين، خصوصًا في ظل الانقسامات السياسية داخل السودان وغياب التعاون الرسمي من السلطات الحاكمة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب غزة الصحة قطاع غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب غزة الصحة قطاع غزة إقليم دارفور جمهورية السودان لاهاي جرائم حرب حقوق المحكمة الجنائية الدولية إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب غزة الصحة قطاع غزة دراسة أوروبا حركة حماس روسيا حروب فلسطين المحکمة الجنائیة الدولیة فی السودان علی کوشیب
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع ترحب بوساطة ترامب لإنهاء الحرب في السودان وتتعهد بالتعاطي بإيجابية مع الطرح
حذّر ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، من تفاقم الأزمة الإنسانية في شمال دارفور، حيث نزح أكثر من 100 ألف مدني من مدينة الفاشر ومحيطها منذ سيطرة قوات الدعم السريع عليها في 26 أكتوبر.
رحّبت قوات الدعم السريع، الجمعة، بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نيته العمل على إنهاء الحرب في السودان، في وقت تشهد فيه مناطق دارفور وكردفان تصعيداً عسكرياً واسعاً وتدهوراً حاداً في الأوضاع الإنسانية.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان نُشر عبر منصة تلغرام إنها سترد بشكل "كامل وجاد" على مبادرات الوساطة الدولية، مُعلنةً "الشكر الجزيل لفخامة الرئيس دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، ولبقية قادة دول الرباعية على جهودهم المقدّرة".
ويأتي البيان رداً على إعلان ترامب، الأربعاء، عزمه إنهاء "الفظائع" الجارية في السودان منذ أبريل 2023، بناءً على طلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وفي اليوم نفسه، أعرب مجلس السيادة السوداني، برئاسة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، عن استعداده للتعاون مع واشنطن والرياض.
اتهامات متبادلة وعوائق سياسية
وقالت قوات الدعم السريع إن استمرار الحرب يعود إلى "العصابة المتحكمة في قرار القوات المسلحة من فلول النظام البائد وقيادات الإخوان المسلمين"، في خطابٍ يكرره قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وكان دقلو قد تعاون مع البرهان عام 2021 للإطاحة بالشركاء المدنيين من السلطة، قبل أن ينقلب الطرفان على بعضهما في أبريل 2023، مما أشعل حرباً أودت بحياة عشرات الآلاف ودفعت ملايين السكان للنزوح داخلياً وخارجياً.
تعثّر المفاوضات وتصاعد الهجمات
وفشلت محادثات السلام بين الجانبين في إحراز تقدم منذ شهور. واقترحت مجموعة الرباعية ــ المؤلفة من الولايات المتحدة، السعودية، مصر، والإمارات ــ في سبتمبر خطة تشمل هدنةً مدتها ثلاثة أشهر، واستبعاد الحكومة الحالية وقوات الدعم السريع من المشهد السياسي لما بعد النزاع، وهو بند لا يزال الجيش يرفضه.
وفي الأسابيع الأخيرة، كثّفت قوات الدعم السريع ــ التي تسيطر على نحو ثلث مساحة السودان ــ هجماتها في إقليم كردفان الغني بالنفط، المجاور لدارفور.
كما أعلنت عن "التحرير الوشيك" لمدينة بابنوسة، إحدى آخر المراكز التي يسيطر عليها الجيش في ولاية غرب كردفان، والتي تمثّل محوراً استراتيجياً يربط غرب البلاد بالعاصمة الخرطوم.
أوضاع إنسانية متردية
وحذّر ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، من تفاقم الأزمة الإنسانية في شمال دارفور، حيث نزح أكثر من 100 ألف مدني من مدينة الفاشر ومحيطها منذ سيطرة قوات الدعم السريع عليها في 26 أكتوبر.
وأشار دوجاريك إلى أن النازحين وصلوا إلى مناطق تعاني أصلاً من نقص حاد في الموارد، مشيراً إلى أن العديد من الأسر لا تزال مفقودة. كما أدّى التصعيد في كردفان إلى نزوح نحو 40 ألف شخص منذ أواخر أكتوبر.
ووصلت إلى مدينة بورتسودان، التي تتخذها الحكومة مقراً مؤقتاً، شحنة إغاثة طبية بلغت 40 طناً، وصفتها منظمة "أنقذوا الأطفال" بأنها الأكبر منذ مارس.
Related السودان: 90 ألف نازح من الفاشر خلال أسبوعين وسط تراجع غير مسبوق في المساعداتفيديو - السودان: آلاف النازحين عالقون بين الفاشر والطويلة بعد سقوط المدينةبعد طلب سعودي.. ترامب يعلن بدء العمل لإنهاء الحرب في السودانعقوبات أوروبية جديدة
وأعلن الاتحاد الأوروبي، الخميس، فرض عقوبات على عبد الرحيم دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع، بتهمة ارتكاب انتهاكات جسيمة.
وحثّ الاتحاد جميع الأطراف الخارجية على الالتزام الكامل بحظر الأسلحة المفروض من مجلس الأمن، ووقف أي توريد للأسلحة إلى أي طرف في الصراع. كما دعا إلى توسيع نطاق الحظر ليشمل كامل الأراضي السودانية، وتوسيع ولاية المحكمة الجنائية الدولية لتشمل جميع الجرائم المرتكبة.
وطالب الاتحاد جميع أطراف النزاع باستئناف المفاوضات فوراً، بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، مؤكداً التزامه بالعمل مع الرباعية وشركاء دوليين، بما في ذلك رئاسة مؤتمري باريس ولندن، لإيجاد حل سياسي وحماية المدنيين.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة