الخرطوم- الوكالات

قُتل 14 جنديا على الأقل وجرح آخرون في جنوب السودان باشتباك مسلح بين ضابطين سببه تنافسهما على امرأة، وفق ما أفاد الجيش الأربعاء.

واندلع، الاثنين الماضي، اشتباك بين أفراد من قوة حماية الشخصيات المهمة الموحدة التي تضم قوات حكومية ومقاتلين من المعارضة في سوق بالقرب من منطقة أبيي الغنية بالنفط الواقعة عند الحدود بين السودان وجنوب السودان.

وأوضح الناطق باسم جيش جنوب السودان، لول رواي كوانغ، أن شجارا نشب، الاثنين الماضي، بين ضابطين، أحدهما موال لرئيس البلاد سلفاكير والآخر لمنافسه اللدود على السلطة رياك مشار.

وقال كوانغ في مؤتمر صحفي، إن ثمة روايتين متضاربتين عن سبب الخلاف، تفيد الأولى بأنه عبارة عن سوء تفاهم شخصي بحت بين الضابطين في مقهى، وتفيد الثانية بأن السبب علاقة حب ثلاثية الأطراف.

وأضاف أن المعلومات تشير إلى أن الرجلين تشاجرا بعدما أُفيد بأنهما يحبان المرأة نفسها.

وتأزمت المشكلة عندما أطلق الضابط الموالي لمشار النار على الآخر الموالي لسلفاكير، مما دفع حراسهما الشخصيين إلى تبادل إطلاق النار.

وأوضح كوانغ أن العنف امتد بعد ذلك إلى السوق، ثم إلى نقاط التفتيش الرئيسية والثكن، مبينا أن إجمالي عدد القتلى من العسكريين بلغ 14 جنديا، بينهم 6 من حزب مشار و8 من قوات الجيش الجنوب سوداني.

وأفادت التقارير بأن مدنيا أصيب جرّاء الاشتباكات، بينما جرح 5 جنود يتلقون العلاج.

وأكد كوانغ أن "لا دوافع سياسية" للحادث، لكنه أكد فتح تحقيق.

وحذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الشهر الفائت، من أن جنوب السودان على شفا حرب متجددة، إذ قُتل نحو ألفي مدني في تصاعد العنف هذا العام.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: جنوب السودان

إقرأ أيضاً:

اللاوا.. من تراث للشلك إلى رمز وطني في جنوب السودان

بعد أن كان "اللاوا" زيّا تقليديا يقتصر على أفراد قبيلة الشلك في ولاية أعالي النيل، تحوّل مع مرور الوقت إلى رمز ثقافي وطني يمثل جنوب السودان بأسره.

فقد أصبح اليوم من أبرز الهدايا الرسمية التي تُقدَّم لتكريم الشخصيات المهمة، كما يُستخدم في المهرجانات والاحتفالات الوطنية ويُقدَّم لضيوف البلاد من الأجانب، تعبيرا عن الفخر بالهوية الثقافية الجنوبية.

وتوجد مجموعة الشلك في ولاية أعالي النيل شمال شرقي جنوب السودان، ولها تاريخ عريق امتد عبر قرون، حيث كانت لهم مملكة مستقلة في منطقة فشودة.

وتُعَدّ قبيلة الشلك واحدة من المجموعات النيلية الكبرى في البلاد إلى جانب الدينكا والنوير.

وتُعرَف هذه القبيلة بهياكلها التقليدية المنظمة حول الملك (الرث) والسلاطين والعُمد. ويتميز المجتمع الشلكاوي بنظام اجتماعي متين يرتكز على الزراعة والرعي والممارسات الثقافية التقليدية.

وتبرز ثقافة الشلك في الاحتفالات والفنون الشعبية، بما في ذلك الموت والأزياء التقليدية مثل "اللاوا"، التي تجسد القيم الاجتماعية والمكانة داخل المجتمع، وتشكل تراثا حيا يستمر في التأثير على الهوية الثقافية في أعالي النيل وجنوب السودان بأسره.

سيدات في إحدى الكنائس بجوبا يرتدين اللاوا (الجزيرة)

ويمثل اللاوا لغة بصرية للهوية المحلية، إذ تعكس ألوانه وأنماطه الفروق بين الجنسين والمكانة الاجتماعية والمناسبات.

فالرجال يضعونه على الكتف الأيسر تاركين الأيمن حرا لحمل الحراب والأسلحة التقليدية، بينما تختار النساء والفتيات الألوان الزهرية الزاهية للتعبير عن الرقة والاحتفاء بالحياة.

أما السلاطين وقيادات مملكة الشلك، فيميزهم ارتداء اللون الأحمر الفاتح الممزوج بالبنفسجي، دلالة على القوة والمكانة الروحية، مما يجعل اللاوا لوحة حيّة تعكس تنوع الأدوار والمقامات في ثقافة الشلك.

إعلان

ولا يقتصر تأثير اللاوا على الشلك وحدهم، فقد وجد له نظير لدى مجموعة الباري في الولاية الاستوائية الوسطى، حيث ترتدي النساء زيا تقليديا يعرف باسم "كوربابة". يشبه هذا الزي اللاوا في طريقة لفّه على الجسد، لكنه أقصر وأخف، مع عقدة تسمح بحرية الحركة أثناء الرقصات الشعبية التي ترافق الاحتفالات. وغالبا ما يُرتدى مع تنورة تقليدية مزخرفة، ليظل رمزا للجمال والانتماء الثقافي في فسيفساء التراث الجنوب سوداني.

رث الشلك "كونغو داك" يرتدي اللاوا الأبيض كزي رسمي في مقابلة مع الرئيس كير بالقصر الرئاسي (الجزيرة)

ويختلف اللاوا بحسب الغرض والمناسبة، فهناك اللاوا الصغير للأعمال اليومية كالزراعة والمهام المنزلية، واللاوا الكبير للمناسبات الرسمية والاحتفالات الكبرى أو استقبال الضيوف.

وهذا يعكس قدرة المجتمع الشلكاوي على دمج الجمال والوظيفة في قطعة واحدة من التراث.

وفي السنوات الأخيرة، تجاوز اللاوا حدود قبيلة الشلك ومجموعة الباري ليصبح جزءا من المشهد الثقافي العام في جنوب السودان، حيث يُرتدى في حفلات الزواج والمهرجانات الشعبية والمناسبات الرسمية.

وقد أخذ هذا الانتشار الطابع الوطني تدريجيا، من دون أي توجيه حكومي، ليصبح رمزا يجمع مختلف المجموعات الإثنية ويعبر عن الوحدة الوطنية والفخر المشترك.

وفي الاحتفالات الرسمية يسود اللون الأبيض التقليدي الذي يعكس الوقار، بينما اعتمد العديد من القبائل من غير الشلك تقديم قطع من اللاوا للعريس وأسرته، في تعبير عن الاحترام والانتماء الثقافي.

ويرى الصحفي الجنوب سوداني جيمس ياك أن اللاوا يعد أحد أبرز رموز الهوية الثقافية لقبيلة الشلك، إذ يجسد القيم والمكانة الاجتماعية والتاريخ العريق للمجتمع.

ويضيف في حديث لـلجزيرة نت أن "انتقال اللاوا من زي قبلي إلى رمز وطني جاء نتيجة احترام التقاليد وإعجاب المجموعات الأخرى بجماليته، وأصبح يُستخدم في الاحتفالات الرسمية وتكريم الشخصيات الوطنية واستقبال الضيوف الأجانب، ليعبر عن الوحدة والفخر المشترك بين مختلف الأعراق من دون أي فرضية سياسية".

سيدات مشاركات في احتفال تكريم الرئيس كير بميدان الحرية بجوبا (الجزيرة)

ويشاطر سايمون قاج، الصحفي والمحلل السياسي، هذا الرأي، مشيرا إلى أن الانتشار الواسع لللاوا يبرز قيمته الثقافية والفنية ويتيح التعبير عن الهوية بطريقة مرنة تناسب مختلف المناسبات.

ويقول قاج للجزيرة نت "في بلد يعاني من صراعات وهشاشة مؤسساتية، الرموز التراثية مثل اللاوا توفر مساحة مشتركة للتعبير عن الفخر والانتماء الوطني بعيدا عن الانقسامات القبلية والسياسية، وتسهم في تعزيز الوحدة الوطنية عبر المشاركة الثقافية والتقدير المتبادل بين المكونات المختلفة للمجتمع".

ويشير الباحث دانيال جون من مركز الرؤية للدراسات الثقافية إلى أهمية وجود قواسم مشتركة بين مواطني جنوب السودان لتعزيز الوحدة الوطنية في بلد يتنوع سكانه عرقيا وثقافيا.

وقال جون في حديثه للجزيرة نت "إن اللاوا أصبح رمزا تلقائيا للهوية الجمالية والثقافية لجنوب السودان، إذ وافق الجميع على قيمته الرمزية من دون تدخل رسمي".

إعلان

ويرى أن هذا الانتشار الطوعي يعكس قدرة الثقافة المادية على خلق مساحات مشتركة للتعبير عن الانتماء والفخر الوطني.

وطالب جون سلطات وزارة الثقافة بإعلان اللاوا رسميا كزي وطني لجنوب السودان، معتبرا أن ذلك سيعزز دور التراث في بناء الهوية الوطنية وتقوية الروابط بين مختلف المكونات الثقافية في البلاد.

واختتم بالقول "إعلان اللاوا كزي وطني سيكون رسالة قوية بأن الثقافة والتراث يمكن أن يكونا جسورا للوحدة والفخر المشترك بين كل مواطني جنوب السودان، بعيدا عن الانقسامات العرقية والسياسية، ويمنح الأجيال القادمة رمزا واضحا لهويتهم الوطنية".

مقالات مشابهة

  • مقتل 14 جنديا في جنوب السودان بسبب امرأة
  • الحوثيون يعلنون مقتل وإصابة 1676 شخصا منذ بدء عملياتهم "المساندة" لغزة
  • مليار دولار.. تعويضا لأسرة امرأة توفيت بسبب بودرة أطفال
  • مجزرة في مستشفي الفاشر.. مقتل 12 شخصا وإصابة 17 آخرين في قصف للدعم السريع
  • مقتل شخصين في غارتين إسرائيليتين على جنوب لبنان
  • نحو مليار دولار تعويضا لأسرة امرأة توفيت بسبب بودرة أطفال
  • بسبب «زواج المثليين» .. الكنيسة الأسقفية بدولة الجنوب ترفض الاعتراف بالقيادة بـ «إنجلترا»
  • اللاوا.. من تراث للشلك إلى رمز وطني في جنوب السودان
  • استشهاد أكثر من 20 ألف طفل و12 ألف امرأة بالعدوان الإسرائيلي خلال عامين من إبادة غزة