سودانايل:
2025-05-07@12:04:58 GMT

عن حرب ١٥ أبريل نقول

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

mohkh69@gmail.com

محمد خميس عبدالله

على المرء أن يتحرّى قبل أن يتكلم عن الرجال والناس والقبائل. هذه الحرب اللعينة التي حصدت وتحصد أهلنا الآن في السودان، بدأت ومازالت في دارفور منذ ٢٠٠٣م، وامتدت من بعد - لحكمة يعلمها الله تعالى - إلى ما لم يتوقعه أحد، إلى الخرطوم، محل السلطة والمال والأمان. وإلى ود مدني الجزيرة، وإلى أجزاء أخرى من السودان.

وهنالك في الغرب القصي، حيث صُنع الجنجويد وجُرب قبل عقدين من الزمان مضيا، صمد أهلنا وشبابنا، أمام بأسه، كما صمد أجدادهم أمام الغزو الفرنسي الكاسح القادم من الغرب، وهزموه شر هزيمة في معركتين تاريخيتين حاسمتين، تجاهلهما كتاب التاريخ في الخرطوم. قد لا يعلم البعض بذلك لأنهم دُرّسوا تاريخاً آخر منتقىً لغرض. وأُخفي عنهم تاريخ حقيقي مشرف للسودان وأهله لغرضٍ أيضا. وبعد ١٥ أبريل كذلك صمد أهلنا في الجنينة، وحدهم، وهم عزل إلا من بعض سلاحٍ وعزيمة رجال. صمدوا ٥٨ يوماً حسوماً في مواجهة الجنجويد المدجج بالثقيل المميت من السلاح والعتاد، واستطاعوا بالثبات والصبر حماية وإجلاء أهلهم من النساء والأطفال والضعفاء عبوراً إلى تشاد. وكانت قوات حامية الجيش التي يقودها الضباط الذين تعرفون يراقبون. ومن بيدهم مخازن سلاح الدولة يراقبون. ومن بيدهم الطيران يراقبون، إبادة جيلٍ وتهجير شعب.
هذه الحرب ليست كلها شر. لقد كشفت، وفضحت، ورفعت ورقة التوت عن أصحاب الحناجر الجهورة (من الحنجوريين نسبة للحنجرة). وأصحاب القلوب الراجفة الرعديدة الذين يقدمون غيرهم للقتال ويولون الدبر، إذا جد الجد واحمرت الحدق وعلا الدخان. الذين ملأوا علينا الإعلام مرئياً ومسموعاً ومقروءاً، فخراً، و(قدلة صقرية)، ومدحاً كاذباً لتاريخ مصنوع ومزور كله خيانة وعمالة وارتزاق. المتهافتون عند المغنم، المندسون عند الشدة والبأس.
رحم الله القائل:
ذي المعالي فليعلون من تعالى
هكذا هكذا وإلا فلا لا
شرفٌ ينطح النجوم بروقيه
وعزٌ يقلقل الأجبالا
والثبات الذي أجادوا قديماً
علم الثابتين ذا الإجفالا  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

المقاطعة الاقتصادية.. سلاح الشعوب في وجه الطغيان

ماجد حميد الكحلاني

من اليمن إلى غزة… موقف الكرامة لا يُساوَم عليه ففي زمن تتكالب فيه قوى الاستكبار على الشعوب الحرة، لا يمكننا أن نقف صامتين أمام مشهد العدوان المتكرر على اليمن، الذي لم يرتكب ذنباً سوى أنه أعلن وقوفه مع غزة ومع قضايا أمته بوضوح لا لبس فيه. لقد واجهت بلادنا، في الأيام القليلة الماضية، عدواناً أمريكياً غادراً، راح ضحيته أبرياء من الأطفال والنساء، والسبب أن اليمن لم يخضع، ولم يسكت، بل صرخ في وجه الظلم: “أنا مع فلسطين”.

لكن الموقف الرسمي هذه المرة لم يكن صمتاً ولا إدانةً عابرة، بل كان قراراً جريئاً وموقفاً عملياً. ففي زيارة استثنائية لوزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار، أعلن فخامة المشير الركن مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى-يحفظه الله- عن منع دخول المنتجات الأمريكية والإسرائيلية إلى اليمن، ومنح مهلة لا تتجاوز ثلاثة أشهر لتطبيق القرار بشكل كامل.. مؤكداً أن المقاطعة ليست خياراً عاطفياً، بل واجب شرعي، يستند إلى نصوص صريحة من القرآن الكريم.

لقد استشهد فخامة الرئيس بالآية الكريمة: “لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا”، وهي دعوة قرآنية لمقاطعة كلمة واحدة كان يستخدمها اليهود لما تحمله من نية سخرية وخبث. فإن كان الإسلام قد أمر بمقاطعة كلمة لما فيها من إهانة، فكيف لا يُلزمنا بمقاطعة منتجات تُستخدم في تمويل الحروب، وشراء الصواريخ، وصناعة الأسلحة التي تزهق أرواح المسلمين في اليمن وفلسطين على حدّ سواء؟

المعركة اليوم لم تعد محصورة في ميادين القتال، بل امتدت إلى ساحة الاقتصاد. ففي كل مرة نشتري فيها منتجاً أمريكياً أو صهيونياً، فإننا نساهم دون أن نشعر في تقوية آلة القتل التي تستهدف شعوبنا. في المقابل، فإن قرار المقاطعة ليس فقط امتناعاً عن الشراء، بل هو موقف أخلاقي، وثورة هادئة، وسلاح بأيدي الشعوب حين تُمنع عنها البنادق.

إن ما يميز هذا القرار اليمني أنه لم يصدر استجابة للغضب الشعبي فقط، بل جاء منسجماً مع هوية الشعب ومبادئه الدينية والإنسانية. هو تأكيد أن الكرامة الوطنية لا يمكن أن تباع أو تُساوَم مقابل رفاهية مزيفة توفرها بضائع العدو. وهو أيضاً تذكير لكل من يتهاون في أمر المقاطعة أن الموقف لم يعد يحتمل التردد، وأن القادم سيكون أشد على من لا يلتزم بهذا الواجب.

إن منح مهلة لثلاثة أشهر هو اختبار للوعي العام، ولضمير كل تاجر ومواطن. فمن يصرّ على الاستيراد أو البيع أو الشراء بعد ذلك، فإنه يصطف بشكل واضح في الصف المقابل للأمة، صف المجرمين والغزاة. وهذا ما أشار إليه فخامة الرئيس بوضوح حين قال: “من لا يقاطع، فليقاطَع من الناس، وقد تُتخذ بحقه إجراءات صارمة.”

اليوم، تُكتب صفحة جديدة من صفحات العزة في تاريخ اليمن. هذه المقاطعة ليست مجرد رد فعل عاطفي، بل معركة وعي وشرف، وأداة مقاومة حضارية. إنها الرسالة التي تقول للعدو: لسنا بحاجة إلى منتجاتكم… كرامتنا أغلى.

ليعلم الجميع ان المقاطعة ليست شعاراً، ولا صيحة لحظية. إنها اختبار حقيقي للإيمان والولاء، امتحانٌ لمدى ارتباطنا بديننا، بقرآننا، بقضايانا. فإما أن نقف في صف الشهداء، أو نكون ممن يموّل قتلتهم.

“إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم” [الممتحنة: 9]

وها هم قد قاتلونا، وأخرجوا أهلنا من فلسطين، وتآمروا على اليمن.

فهل نبقى متفرجين؟ أم نردّ بالوعي… وبالمقاطعة؟

مقالات مشابهة

  • الفنان جمال فرفور يكتب لرئيس مجلس السيادة: (تابعنا بكل فخر قراراتكم, لن نقول لكم قول المرجفين اذهبوا فقاتلوا انا ها هنا قاعدون ولكن نقول لكم قول الفخر ووعد الرجال إنا معكم وخلفكم فارموا بنا حيث شئتم فخلفكم شعب كامل)
  • ضبط 390 قضية مخدرات و305 قطعة سلاح
  • بين ممارسة السياسة وممارسة الحياة
  • وزير الإسكان: تخصيص 650 قطعة أرض للمواطنين الذين تم توفيق أوضاعهم بمنطقة الرابية بالشروق
  • المقاطعة الاقتصادية.. سلاح الشعوب في وجه الطغيان
  • المجلس التنسيقي لمتقاعدي القطاع العام: ندعو أبناءنا الذين لا يزالون في الخدمة أن يقفوا الى جانبنا
  • ضبط 237 قضية مخدرات و68 قطعة سلاح
  • الحوثيون يهددون مالكي السفن الذين يحملون الخام الأمريكي
  • الزمالك: نعرف أن جماهيرنا اخطأت أمام المصري.. ونعترف بذلك ولا نقول أنهم "صحفيين"
  • الزمالك: نعرف أن جماهيرنا أخطأت أمام المصري.. ولا نقول أنهم «صحفيين»