تحتفي الأوساط الفنية، اليوم الثلاثاء، بذكرى ميلاد المخرج سمير العصفوري، أحد أهم المخرجين المسرحيين في الوطن العربي، الذي تميز بأسلوب إخراجي محترف، فاحتل مكانة متفردة بين مخرجين جيله، وبفضل أعماله الناجحة جعلته يتوج بمسيرة إبداعية حافلة حفرت اسمه في سجلات أعلام المسرح العربي.

أحد أبناء المعهد العالي للفنون المسرحية 

في السابع والعشرين من فبراير عام 1937م، ولد المخرج سمير العصفوري في محافظة بورسعيد، وذهب إلى القاهرة لاستكمال دراسته الجامعية، فتخرج في كلية الآداب جامعة عين شمس بقسم الدراسات العربية في العام 1956، لكن شغفه وحبه بعالم المسرح الذي اجتذبه واسره في عالمه الخاص  جعله يثقل موهبته بالالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل وتخرج فيه عام 1964م.

سلك سمير العصفوري طريقه العملي بعد انتهاء دراسته، فعُين ممثلا ومخرجا بفرق التليفزيون، ومدرسا للتمثيل بالمعهد العالي للتربية الموسيقية، ومخرجا بالمسرح القومي، ومدرسًا للتمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ومديرًا لفرق مسرح الطليعة، والحديث، والقومي، ومؤسسا لقاعة 79 بمسرح الطليعة، والتي أطلق عليها بعد ذلك قاعة صلاح عبدالصبور، وتعد من أشهر القاعات التجريبية في مصر أداءً، وأسلوبًا، وفكرًا.

المخرج سمير العصفوري

أخرج المخرج سمير العصفوري العديد من المسرحيات سواء على مسرح الدولة أو القطاع الخاص منها: شبورة، وبيت العوانس، وحدث في وادي الجن، وليلى والمجنون، ومأساة الحلاج، وجوازة بمليون جنيه، إنها حقا عائلة محترمة، والعيال كبرت، وحزمني يا، والست هدى، وألابندا، وكده أوكية وغيرها من المسرحيات التي حققت نجاحا جماهيريا ونقديا كبيرا، وتظل عالقة في أذهان الجمهور.
وكانت أخر أعمال العصفوري مسرحية "في انتظار بابا" التي قدمتها فرقة المسرح القومي في العام 2021، وهو مستوحى من عقدة إلكترا، وأجاممنون، بهدف نشر قيم السلام والتسامح والتعايش بين البشر بشكل عام.

المسرحية من بطولة الفنانين: سماح أنور، وبثينة رشوان، وأحمد سلامة، ومفيد عاشور، وماهر محمود، وسميحة عبدالهادي، وفتحي سعد، وعلي كمالو، ومن إعداد سمير العصفوري، وأيمن إسماعيل، وإخراج سمير العصفوري.

العيال كبرت
تعد مسرحية "العيال كبرت" إحدى روائع الكاتب المسرحي بهجت قمر، والتي قدمت على مسرح القطاع الخاص لفرقة الفنانين المتحدين عام 1979، وتدور أحداثها في إطار كوميدي، حول عائلة رمضان السكري، التي تتكون من 3 شباب وهم: "سلطان، وكمال، وعاطف"، وفتاة "سحر"، وزوجة طيبة تدعى "زينب" طفح بها الكيل، حيث يفقد الأب رمضان السكري الأمل في صلاح حال أولاده، فكل من هؤلاء الأبناء يعيش في عالمه الخاص، فيقرر الأب الهروب والزواج بفتاة من دور أولاده، ويعلم الابن كمال بالصدفة خطة والده، ويقوم بإبلاغ أخواته من أجل منعه من السفر، ويتكاتف الأبناء من أجل إصلاح حالهم وإنقاذ عائلتهم من الضياع، لكن يكتشفون أن انقاذ العائلة يتطلب أكثر من ذلك بكثير، وتتوالى الأحداث.

العرض  بطولة الفنانين: حسن مصطفى، وكريمة مختار، وسعيد صالح، وأحمد زكي، ويونس شلبي، ونادية شكري، ومن إخراج سمير العصفوري، كما أخرجها للتليفزيون عبدالله الشيخ، وحققت هذه المسرحية نجاحا جماهيريا كبيرا، وأصبحت من الأعمال المسرحية المرتبطة بالمناسبات والأعياد وتعرض من حين لآخر، وتسهم في رسم البسمة على وجوه المشاهدين.

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: سمير العصفوري ذكرى ميلاد بورسعيد المعهد العالي للفنون المسرحية العيال كبرت

إقرأ أيضاً:

الطوفان ميلاد الأمة وسقوط الأوهام الكبرى

يمانيون| بقلم: خلود سفيان
السابع من أكتوبر يوم انكسر حاجز الخوف في لحظات التاريخ الكبرى لا يتقدم البطل خطوة بل يقفز جيلًا بأكمله نحو مصيره. لم تكن عقارب الساعة تشير إلى مجرد صباح جديد بل كانت تدق إيذانًا بنهاية حقبة كاملة من اليأس والخضوع. لقد ظن العدو ونام العالم على وهم أن غزة مجرد سجن كبير خُمدت فيه الأرواح، لكن في صبيحة السابع من أكتوبر انشق الصمت بضجيج الحق بصرخة انطلقت من عمق الجرح الفلسطيني لتهز عروشًا وتجرف قلاعًا.
انطلق الطوفان، لم يكن مجرد هجوم عسكري بل كان قرارًا إلهيًا بتحرير الأوطان ابتداءً بزوال الغدة السرطانية التي أصابت المنطقة لسبعة عقود. كان ذلك اليوم هو اللحظة التي تذكرت فيها الأمة الإسلامية أنها لم تمت وأن حاجز الخوف قد انكسر إلى الأبد.
السابع من أكتوبر ليس رقمًا عابرًا في التقويم بل هو بصمة خالدة سُطرت بدماء الأبطال المجاهدين. لقد خاض أبناء فلسطين الأبية على مدار عامين من النضال المستمر حربًا لا هوادة فيها
بإرادة من حديد وعزيمة لا تعرف الانحناء.
لقد كان ثمن هذه الملحمة باهظًا وثقيلًا أنهار من دماء وآلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى. لكن كل تلك المجازر الوحشية وحرب الإبادة التي استهدفت الأبرياء وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة كالدواء والغذاء لم تكن سوى عقبات أمام شعب هدفُه الأسمى هو التحرير. هذه التضحية اللامحدودة هي الضمان الوحيد بأن النصر سيكون حليفهم وأن التاريخ سيُخلد انطلاقة طوفان الأقصى حتى قيام الساعة.
وقد كان القادة في الصفوف الأماميةوإن هذه المسيرة ليست يتيمة بل يقودها أعظم القادة الذين رفضوا التواري خلف المكاتب. لقد قدمت المقاومة أركانها على مذبح الحرية من هامات كبرى كالسيد حسن نصرالله و إسماعيل هنية ويحيى السنوار وغيرهم من القادة الذين أكدوا أن القيادة تعني التضحية بالدم قبل الأمر. إن دماءهم وقود لمشروع المقاومة الممتد وشاهدٌ على أن الإرادة لا تُهزم .
وإن الطوفان كان هو الشرارة التي وحدت القوى المؤمنة بالقضية مُعيدًا رسم الخريطة للمنطقة. لقد اشعل هذا الفعل المبارك جذوة الأمل في النفوس وكأننا نرى ميلاد الأمة الإسلامية يولد من جديد، روحًا تتجسد في محور مقاومة صلب يرسم خارطة طريق لكل الأحرار.
وقد برز في هذا المحور دور اليمن الصامد المقاوم الذي لم يكتفِ بالتضامن اللفظي. ففي مواجهة أعتى عدوان بقي اليمن شامخًا وقويًا مساندًا للقضية بكل ما يملك.
ولم يتوقف الأمر عند الجانب العسكري والبحري بل تجسد في تضحية سياسية عليا، حيث قدمت صنعاء حكومة كاملة فداءً لغزة لتؤكد أن القضية هي فوق كل المناصب الدنيا. ورغم شن الحرب الأمريكية – البريطانية – الصهيونية أثبت اليمن قوته وكسر هيبة القوى الكبرى وحوّلهم إلى أعجوبة وسخرية أمام العالم بأسره.
ويبقى العهد الذي لا يمحى
بأننا في يمن الإيمان والحكمة على العهد ما حيينا، ونقول فلتذهب كل الإدانات والبيانات الهزيلة التي خطتها الأقلام دون مواقف ولتُسجل الجرائم في جبين كل صامت ومتخاذل وصمة عار أبدية. إن الطوفان ليس حدثًا ينتهي بل هو مشروع أمة ففي كل قطرة دم وفي كل صاروخ انطلق من غزة أو اليمن، هناك وعدٌ لا يلين بأن زمن الهزيمة قد ولّى. لقد حان الوقت لمحو “وعد بلفور” اللعين من قاموس الأذلال.
وإن الحقيقة أبدية واضحة وضوح الشمس لا حق لهم في فلسطين. إنها عربية وستظل عربية إلى قيام الساعة وستبقى عاصمتها القدس هي العهد الذي لا يمحى. إن السابع من أكتوبر لم يكن نهاية لشيء بل هو الفجر الذي أشرق على نهاية الاحتلال وبداية النصر الحتمي الذي ينتظرنا جميعًا.

مقالات مشابهة

  • بداري: قطاع التعليم العالي يلتزم بالاصلاحات التي بادر بها الرئيس تبون
  • صبري فواز: عائلتي رفضت الفنون المسرحية.. وآداب مسرح فتحت لي الباب
  • الطوفان ميلاد الأمة وسقوط الأوهام الكبرى
  • والي الشمالية يتفقد الفنانة المسرحية بلقيس عوض
  • رامي ربيعة يحتفل بعيد ميلاد زوجته بكلمات مؤثرة
  • قالوا العيال جواها .. تفاصيل البحث عن أطفال في ماسورة غاز بقرية ناهيا | شاهد
  • بعد عودته إلى مصر.. المخرج محمد سامي يحتفل بعيد زواجه
  • آلاف السائحين يحتفلون بعيد ألمانيا الوطني على شواطئ الغردقة
  • دعمًا للفنون المسرحية.. «أوسبو» يرعى مهرجان المهن التمثيلية في دورته الثامنة
  • أمجد مصطفى: كبار الفنانين شعروا بمسئولية كبرى في حرب أكتوبر