من دبي رئيس الوزراء يتحدث عن مستقبل اليمن ويفند السرديات الخاطئة عن القضية اليمنية
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
تحدث رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، اليوم الثلاثاء، في جلسة الحوار الرئيسية بمنتدى الاعلام العربي المنعقد في دبي، حول مستقبل اليمن، بحضور النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، وامين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، وعدد من السياسيين، والوزراء، وقيادات المؤسسات الإعلامية، ورؤساء تحرير الصحف والمنصات الرقمية، ونخبة من كبار الكُتّاب والمفكرين، وقادة الرأي وصناع الإعلام والمعنيين به في المنطقة والعالم.
وتناول دولة رئيس الوزراء في الجلسة الحوارية التي ادارتها الإعلامية زينة يازجي، جوانب وأبعاد الازمة اليمنية ومستقبل السلام، وايضاح الكثير من السرديات الخاطئة لفهم القضية اليمنية، ومفاتيح التعاطي الصحيح لفهم المشهد الرئيسي العام في اليمن والذي افرز كل التحديات التي نشهدها حاليا، وما يشكله الإرهاب الحوثي من خطر وجودي على اليمن وامن واستقرار المنطقة والعالم.. معرباً عن سعادته بالحديث امام هذه النخبة من صانعي القرار والمحتوى الإعلامي، والشباب، في هذا المنتدى الذي يشكل محطة مهمة للحديث عن مستقبل اليمن.
وجدد الدكتور أحمد عوض بن مبارك، حرص اليمن على التمسك بعروبته وعودته إلى دوره الاستراتيجي والحيوي باعتباره موطن العروبة الأول .. متطرقاً الى التحديات العاجلة التي تهم المواطن اليمني وتقع على قائمة أولوياته كرئيس للحكومة.. مؤكداً أهمية النظر الى السبب والمسبب الرئيسي للتحديات القائمة يتمثل في انقلاب مليشيا الحوثي على السلطة الشرعية واشعالها للحرب، وان إعادة الامن والاستقرار الى اليمن دون معالجة الجذر الأساسي للمشكلة سيجعل الازمات تتكرر بشكل دائم ولن تتحقق التنمية والاستقرار.
ونبه رئيس الوزراء، من خطورة إغفال إيجاد حلول جذرية للأزمة اليمنية، ومعالجتها من خلال استكمال استعادة الدولة وانهاء الانقلاب، وتعاطي المجتمع الدولي مع الأزمة من منظور انساني فقط.. وقال ” أحد الإشكاليات التي أدت الى إطالة امد الحرب في اليمن هي أنسنة المشكلة، وابتعاد المقاربات كثيراً عن معالجة جذر المشكلة الأساسي والتعاطي معها من جانب آثارها الإنسانية وهي آثار صعبة بالتأكيد وحياة كل يمني على امتداد الوطن هي مهمة، لكن هذه الآثار ليست نتاج كارثة طبيعية، ولكن أسبابها الحقيقية معروفة”.
وتطرق الى الآثار الكارثية المباشرة للهجمات الإرهابية الحوثية على منشآت النفط الخام، والتي حرمت الحكومة من أكثر من 70 بالمائة من مواردها، وأدى الى ضعف تقديم الكثير من الخدمات للمواطنين ومفاقمة المعاناة الإنسانية، وقدرتنا على تقديم الكثير من الخدمات، ومنها الكهرباء، والمعالجات التي تعمل عليها الحكومة.
ولفت الى ان دول العالم وصناع القرار بالمجتمع الدولي وعقب القرصنة والهجمات الحوثية ضد السفن التجارية والملاحة الدولية في البحر الأحمر، عادوا لما كنا نتحدث عنه من ان عدم انهاء الانقلاب في اليمن، وارتباط مليشيا الحوثي بأجندة خارجية ستحدث كوارث في المنطقة والعالم.. موضحاً ان الأولوية الرئيسية للحكومة هو إيجاد مقاربة حقيقية لمعالجة المشكلة في اليمن، وضرورة تمكين ووجود حكومة قوية قادرة أن تقدم خدمات حقيقية لشعبها، والدفاع عن مصالحه.
واستعرض الدكتور أحمد عوض بن مبارك، آفاق ومستقبل السلام في اليمن، وهروب مليشيات الحوثي من استحقاقات السلام والبعد الايدلوجي والعقائدي لمشروعهم ومحطات السلام التي افشلتها من مفاوضات الكويت واستوكهولم واخرها خارطة الطريق التي بذل فيها الاشقاء بالمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان جهود كبيرة وتم تبنيها من الأمم المتحدة.. موضحاً ان خارطة السلام في اليمن واضحة وخارطة الطريق قدمت مقترح عملي وإجراءات لبناء الثقة تقود إلى وقف شامل لإطلاق النار ثم الدخول في عملية سياسية.
وأضاف “هناك جولات كثيرة جداً للسلام، نكون دائماً قريبين جداً من خطة سلام، لكن مليشيا الحوثي في كل مره تتهرب، فقرار الحرب والسلم ليس بيدها وانما مرتبط بالنظام الإيراني ومشروعه، ونؤكد ان السلام أسسه واضحة لكنه بحاجة إلى شريك حقيقي، لا يمكن للسلام أن يتحقق بدون شريك حقيقي”.
وجدد التأكيد، على ان السلام هو الخيار الاستراتيجي الوحيد للحكومة الشرعية واليمن، والمنطقة بحاجة إلى الامن والاستقرار، وإنهاء معاناة الشعب اليمني ووقف الحرب، وما يتطلبه ذلك من ضغط وجهد دولي لدفع مليشيا الحوثي للسلام.
وفند رئيس الوزراء، مزاعم مليشيا الحوثي الإرهابية بنصرة غزة، والسرديات الخاطئة بربط ما يجري من تصعيد في البحر الأحمر.. مؤكداً ان قرصنة مليشيا الحوثي الإرهابية في البحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية بدأت قبل عامين من العدوان الإسرائيلي على غزة، وهناك تقارير من الأمم المتحدة حول ذلك، وما يحدث الان هو هروب من استحقاقات السلام .. وقال ” من يفجر البيوت على رؤوس ساكنيها… والمساجد والمدارس… من يحاصر مدناً كاملة كما يحصل في تعز منذ أكثر من عشر سنوات، من يقنص الأطفال وهم ذاهبون للمدارس، والنساء وهن ذاهبات لآبار المياه، لا يمتلك أساساً أخلاقياً للادعاء بأنَّه ينتصر لقضية عادلة مثل قضية أهلنا في فلسطين”.
وأوضح، ان كثير من المفاهيم الخاطئة لدى المجتمع الغربي عن الأزمة اليمنية والتي قادت الى سياسات خاطئة بدأت تتغير، حيث كان يجري الحديث ان جماعة الحوثي لا تشكل تهديد إقليمي ودولي ولا يمكن أن تستهدف المصالح الدولية، و الآن هي تقوم بهذا الأمر، وأيضاً كان يقال في كثير من الأحيان بأنه ليس هناك ربط حقيقي بين هذه الجماعة وإيران، وان ليس لها تأثير حقيقي، غير ان الأحداث الأخيرة أثبتت أنها جزء من هذه الأجندة
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی رئیس الوزراء فی الیمن
إقرأ أيضاً:
بعد اتفاق إنهاء الحرب.. خبراء: «مصر نجحت في إنقاذ القضية الفلسطينية من خطر التصفية»
عاشت غزة أشهرا قاسية، على مدار عامين متتاليين، حيث تحولت مدنها إلى ركام وشوارعها إلى طرق للنزوح، ففي مدينة شرم الشيخ الهادئة، بعيداً عن القصف المتواصل، تم الإعلان عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل، وذلك ضمن المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لإنهاء الحرب في غزة.
ويأتي تنفيذ وقف إطلاق النار عقب جولات مكثفة من المفاوضات في شرم الشيخ، بمشاركة مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة، وبحضور وفود من حركتي حماس والجهاد الإسلامي وإسرائيل.
ويتضمن الاتفاق وقفًا كاملًا للعمليات العسكرية من الجانبين، وبدء إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية فورًا إلى جميع مناطق القطاع، إلى جانب تفعيل المرحلة الأولى من تبادل الأسرى والرهائن وفق الجداول المتفق عليها.
وعلى مدار عامين كاملين من القتل والدمار، لم تتوقف خلالهما الجهود المصرية، يومًا منذ السابع من أكتوبر 2023، وباتفاقٍ تاريخي بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، أُعلن من أرض الكنانة التي لم تتخلَّ يومًا عن مسؤوليتها تجاه الشعب الفلسطيني، ودورها المحوري في ترسيخ السلام العادل في المنطقة، بفضل قيادتها الحكيمة وصوتها العاقل المؤثر الذي يقدّره الجميع.
وقد أجمع خبراء، على أن رهان الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ البداية على الدور الأمريكي، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، أثبت صوابه، إذ إن ترامب كان الأقدر على إيقاف الحرب وتهيئة المناخ للحوار وبدء مسار سلام شامل يحقق مصالح جميع شعوب المنطقة.
وشدد الخبراء على أن مصر، بقيادة الرئيس السيسي، نجحت في إنقاذ القضية الفلسطينية من خطر التصفية، عبر موقفها الراسخ والرافض لتهجير الفلسطينيين، وإقناع المجتمع الدولي بأنه لا سلام في الشرق الأوسط دون حلٍّ عادل ودائم يقوم على مبدأ حلّ الدولتين.
وفي هذا السياق، أكد السفير حازم خيرت، سفير مصر السابق لدى تل أبيب ومساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر بذلت جهودًا مضنية على مدار عامين كاملين لوقف الحرب على غزة وإنقاذ المنطقة من دوامة العنف والدم، مشيرًا إلى أنها أحبطت محاولات تصفية القضية الفلسطينية ودَفعت جميع الأطراف نحو طاولة المفاوضات.
وأوضح أن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو من أقنع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن مفتاح وقف الحرب بيده، وأن كلمةً حاسمة من واشنطن قادرة على إنهاء النزاع ودفع المجتمع الدولي نحو الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، منوهًا بأن الرئيس السيسي استطاع ترسيخ قناعة عالمية مفادها أنه لا سلام عادل في الشرق الأوسط دون تمكين الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة.
وأضاف أن مصر تمتلك خبرة طويلة في ملفات التفاوض، سواء مع الجانب الإسرائيلي أو مع فصائل المقاومة الفلسطينية، وتعمل بلا كلل أو ملل وبكل مسؤولية وإخلاص من أجل الشعب الفلسطيني وسائر شعوب المنطقة.
وشدد السفير خيرت على أن مفاوضات شرم الشيخ بعثت برسائل أمل، وأفضت إلى بدء تنفيذ مراحل وقف الحرب تمهيدًا لانطلاق مرحلة جديدة من السلام والاستقرار في المنطقة.
من جانبه، أكد الدكتور خالد عكاشة، خبير الأمن الإقليمي، أن الرئيس السيسي نجح في إقناع المجتمع الدولي بأن الحل السلمي والتفاوض هما السبيل الوحيد لإنهاء الصراعات في المنطقة، وأن استمرار دوامة الحرب لن يؤدي إلا إلى اتساع رقعة العنف وعدم الاستقرار.
وأضاف أن الموقف المصري الراسخ والرافض لتهجير الفلسطينيين كان له الدور الحاسم في الحفاظ على القضية الفلسطينية وجوديًا، لافتاً إلى أن رؤية الرئيس السيسي منذ بداية الحرب في غزة اتسمت بالثبات والوضوح، وقامت على مبدأ الحق والعدل وإعلاء صوت الدبلوماسية.
ونوّه عكاشة إلى أن المرحلة المقبلة يجب أن تتركز على إعادة إعمار قطاع غزة بمشاركة الفلسطينيين أنفسهم، والعمل على إزالة آثار الدمار والعدوان وإعادة الحياة إلى طبيعتها، مؤكدًا أن مصر ستواصل دورها الريادي في دعم استقرار المنطقة وتحقيق السلام العادل والدائم.
وشدد على أن مفاوضات شرم الشيخ تحمل الأمل لفلسطين ولكل منطقة الشرق الأوسط، ليس فقط لإنهاء الحرب الجارية، بل لبدء مسيرة السلام العادل الذي تنشده شعوب المنطقة منذ عقود طويلة، ولاسيما بتحقيق حلم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
من جهته، أكد السفير الدكتور منير زهران، الرئيس الأسبق لوفد مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف، أن خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نجحت في جمع إسرائيل وحركة “حماس” على طاولة مفاوضات شرم الشيخ، لتفتح صفحة جديدة من السلام تُعيد الأمل لشعوب المنطقة.
وأشار زهران إلى الكلمة المتلفزة التي وجّه فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، في يوليو الماضي، نداءً خاصًا إلى الرئيس ترامب، قال فيه: “أوجّه نداءً خاصًا للرئيس ترامب، لأنني تقديري له الشخصي بإمكانياته وبمكانته، فهو القادر على إيقاف الحرب وإدخال المساعدات وإنهاء المعاناة.. من فضلك ابذل كل الجهد لإيقاف الحرب.. ”.
وأوضح السفير زهران أن هذا النداء لم يكن مجرد موقف إنساني، بل عبّر عن رؤية سياسية بعيدة المدى ورهان صائب، أثبت نجاحه بعد أن تدخل بالفعل الرئيس الأمريكي بخطة دفعت الجميع إلى مفاوضات شرم الشيخ، لتعلن وقف الحرب وتهيئة الأجواء لمسار السلام الدائم.
وأثنى السفير زهران على الجهود المصرية المستمرة منذ اندلاع الحرب، بل ومنذ أكثر من سبعين عامًا، دفاعًا عن أرض فلسطين وشعبها، مؤكدًا ثقته في أن مصر، قيادةً وشعبًا، ستواصل مساعيها حتى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.
اقرأ أيضاًاحتفالاً بوقف إطلاق النار في غزة.. العلم الفلسطيني يرفرف في سماء مصر |فيديو
«القاهرة قدمت 70% من المساعدات».. كيف منعت مصر حدوث مجاعة في غزة؟
«اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ».. كيف تعامل الإعلام الفلسطيني مع إعلان اتفاق غزة؟